الفصل السادس والخمسون -الجُـزء الثـانـي-

16.5K 919 26
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل السادس والستون"

"تحلُمين والحُلم أنتِ."
___________________________________________
جلس في باحة القصر، ساقًا أعلى الأخرى، يهز أصابعهِ بتوتر وقد تملّك التفكير من كل شعورهِ.
انتهى من سرد ما حدث بالأمس لـ شقيقهِ "يزيد"، فـ انشغل الأخير بما حدث وحضر على ذهنهِ عدة تخمينات لم يأخذ بها في عين الإعتبار.. وبعد قليل من الصمت أردف بـ :
- وبعدين! عرفت توصل لحاجه؟

طرد "يونس" زفيرًا طويلًا مُحملًا ببقايا النيكوتين الذي يُعبئ به صدرهِ و :
- لأ، بعد ما فضلت اتمشى في الشوارع ساعة ونص وهو ماشي ورايا تقريبًا حسّ إني قفشته، راح سايبني في نص الطريق

دعس "يونس" سيجارتهِ في المنفضة وتابع :
- أنا متأكد إن العربية دي كانت ماشية ورايا يايزيد

نهض "يزيد" عن جلستهِ واقترح :
- أنا رأيي منبعدش زهدي عننا، بالعكس.. خليه تحت عنينا

طقطق "يونس" أصابعهِ مؤيدًا تلك الفكرة :
- أنا برضو بقول كده

ونظر إلى ساعتهِ قائلًا بصوتِ خافت :
- هي أتأخرت كده ليه؟

فـ قوس "يزيد" شفتيهِ بـ استنكار و :
- إحنا بنتكلم في موضوع مهم على فكرة، يعني ممكن تنسى ملك ٥ دقايق بس

فـ ذمّ "يونس" شفتيه بعدما ألقى نظرة عليه و :
- مبعرفش أنسى

فـ تأفف "يزيد" بقنوط و :
- أتعلم ياأخي، وبعدين انت هتفضل مقضيها رحّالة كده من هناك لـ هنا كل يوم! .. ما تنزلوا القاهرة وتستقروا زي الأول!

فتح "يونس" هاتفهِ وارتكزت أبصارهِ عليهِ وهو يقول :
- ملك حابه المكان هنا، وبعدين أنا كده مطمن عليها.. لما نخلص من الحكاية السخيفة اللي شغلانا دي هبقى أشوف

هبطت "ملك" متعجلة على الدرج، متأنقة بـ فُستان أزرق اختلط بـ نقوشات بيضاء رقيقة، بالكاد وصل حتى ركبتيها.. انتقتهُ لها "كاريمان" بنفسها.
تقدمت منهم لـ تتسلط عينا "يزيد" على ساقيها المكشوفتين، فـ تجهم وجهه وهو ينظر نحوها وسأل بـ أسلوبٍ فج :
- أنتي ناوية تخرجي كده ان شاء الله!!

مُشيرًا لساقيها، فـ أخفضت بصرها نحو ساقيها وأردفت :
- آه!
- آه ؟؟!

ونظر نحو "يونس" منتظرًا رد قوي منه حول ثيابها التي كشفت ساقيها، بينما كان "يونس"غارقًا في وجهها بالأكثر.. ثم أحنى بصرهِ كليًا عنها وعبس قليلًا وهو يسألها :
- أنتي عايزة تخرجي كده ؟

فـ أجابت بدون أن تفطن لخبايا سؤالهِ :
- أيوة ، ماله الفستان دي نينة اللي اختارته بنفسها!

فـ ابتسم "يزيد" من زاوية فمهِ متهكمًا وغمغم :
- كنت متأكد والله إنه اختيار نينة!

نهض "يونس" عن مكانه وعبّر عن رأيهِ بشكلٍ راقي أجبرها على التفكير في الأمر مرة أخرى :
- الصراحه الفستان مش حلو خالص عليكي، في لبس كتير أشيك منه عندك، بس براحتك طالما عايزة تخرجي بيه

~دُمية مطرزة بالحُب~Donde viven las historias. Descúbrelo ahora