الفصل الحادي والستون -الجُـزء الثـانـي-

15.1K 983 27
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفـصل الحادي والستون"

"يدًا تحتضن، وقلبًا يحتوي.. و سأكتفي بذلك ما حييّت."
___________________________________________
وكأن الغيظ إنسان يضرب في كُل أنحاءهِ بالداخل والخارج، يتطلع إليها من بين حينٍ وآخر بنظراتٍ محتقنة بالغيظ أثناء قيادة السيارة، وفي النهاية لم يتحمل صمت أكثر من ذلك وأردف بنبرة ممتعضة :
- من ساعة ما ركبتي مخلصة إزازتين ميا ودي التالته

وتابع بـ استهجان :
- أنتي بتودي الميا دي كلها فين!! فاتحة برميل في بطنك؟!

فـ حدجتهُ مستنكرة فظاظتهِ معها و :
- إيه الأسلوب ده! وبعدين هي دي بطني ولا بطنك انت!! ما تسيبني براحتي

ونظرت أمامها وهي تُفسر معاناة معدتها التي تعج بـ لهيبٍ مُسعّر :
- معدتي مولعة مش قادرة اتحمل غير بالميا

فـ تلوت شفتيهِ بنزق وهو ينظر لـ كيس الطعام، وأردف بسخطٍ :
- عشان كده جيبتي باقي الأكل معاكي، مش كده!.. أنا مشوفتش في حياتي طفاسة بالشكل ده، يعني بطنك اتبهدلت ولسه برضو بتفكري في الأكل!

فـ ضربت على باب السيارة وقد فقدت لجام توازنها العصبي لـ تنفجر فيه متأثرة بـ آلامها الحارقة :
- وقف العربية، نــزلني

فـ رمقها من طرفهِ بفتور وبدأت عصبيتهِ تهدأ بعدما أفرغها بها :
- بس يابت، متصدعنيش

فـ حدقت فيه بعدما نعتها بـ تلك الكلمة و :
- بت!! أنت شايفني بنت أختك!

فـ ذمّ شفتيهِ وسخر منها قائلًا :
- شايفك حتة عيلة طايشة، مش فالحة غير تعمل قهوة.. أهدي بقى عشان شويه وهلوشك

وأوقف سيارتهِ على الجانب، ترجل منها وأغلق الباب عليها.. حاولت فتحه ولكنها فشلت، فـ نظر إليها بنظرةٍ عابثة وهو يراها تشتط غيظًا منه.. دخل لـ (الصيدلية) وغاب بالداخل دقيقتين، كانت تتأفف غير متحملة شعور الإحتراق الذي يُلهب صدرها، فـ فتحت زجاجة المياة وبدأت تشرب منها مرة أخرى.. وحينما رأته مُقبلًا أغلقت الزجاجة بـ عجلة قبيل أن يركب في مكانه من جديد، وناولها دواء ابتاعه من أجلها وهو يردف بـ :
- أشربي ده

نظرت بـ طرفها لما يمسك به، ثم أشاحت بوجهها عنه و :
- مش عايزة

كظم غيظهِ عنها بصعوبة شديدة لم يعتادها، فهو اعتاد التصريح عن غضبهِ على الفور وبدون تفكير، ولكنه اكتشف أن الأمر يكون مختلفًا معها.. أطبق جفونهِ هنيهه وقال بصوتٍ غالب عليهِ الإنزعاج :
- ليه عايزة تعصبيني ؟؟ صدقيني مفيش حد هيزعل لو اتعصبت غيرك

فـ اختطفت الدواء السريع الذي جلبهُ من أجلها من يده، وقامت بـ تعاطيهِ فورًا، حينما كان هو يعاود قيادة السيارة.. ليست راحة فورية؛ ولكنها بدأت تشعر بتأثير الدواء ومفعولهِ السريع في تهدئة معدتها وهذا جعلها ترتاح قليلًا.. لمحت من مسافة قريبة وجود منفذ لمشتقّات الطاقة (بنزينة)، فـ أشارت نحوه وهي تقول :
- ممكن تقف في البنزينة اللي جاية دي؟

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن