الفصل الستون -الجُـزء الثـانـي-

17K 874 37
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل الستـون"

"كُل الدعاء أن تَكون معي، وكُل الأمَاني أن لا تكون الحياة بدونك."
_________________________________________
فرغت "نغم" من تأدية فريضة الصلاة التي انتظمت بها مؤخرًا بعدما مرت بمحنة شديدة لم يخرجها منها سوى عناية الله أولًا ثم شهادة "يزيد" لصالحها ثانيًا.
ورفعت بصرها للسماء والعبرة تنزلق بين شعيرات أهدابها الرفيعة وقد امتلأ صدرها بمشاعرٍ مؤلمة.. تشعر إنها فقدتهُ اليوم، فـ هي لن تحاول محاولات غير مُجدية، أو تُذل قلبها الثمين لرجلٍ مازال يسعى خلف ذنبهِ.. لـ لحظة شعرت بـ فؤادها يعترض على ما تعايشهِ وكأنها رافضة لذلك القدر الذي تعيش بداخلهِ، خرّت برأسها ساجدة سجدة شُكر عقب كل صلاة.. ثم نهضت ولملمت سجادة الصلاة وأراحت جسمها على الفراش.
وضعت يدها على قلبها وسحبت شهيقًا عميقًا زفرتهُ على مهلٍ وهي تهمس بـ :
- يارب، أنا اللي بقيت مريضة بقلبي مش هو، أشفيني من الحب ده يارب، أنا مش أده

وغابت بتفكيرها حيث البعيد، رغمًا عنها سافر خيالها لرحلة معه، تخيلت إنه معها وتعيش أسعد لحظات حياتها برفقتهِ.. في مدينة ساحلية وعلى شاطئ البحر وصوت الأمواج المتلاطمة ينسجم مع نسيم الهواء المنعش، تسير معه على هُدى البحر حيث براعة التصميم الإلهي وإبداع الخالق سُبحانهِ، منتسية تمامًا من تكون وما هو حالهم.
............................................................................
فتح "يونس" لها باب السيارة بنفسهِ فـ جلست بالمقعد المجاور له وتتبعتهُ بعيناها حتى جلس بجوارها.. استدار برأسهِ نحوها ناظرًا إليها بنظرة مُتيمة بها، ثم سألها :
- تحبي تاكلي فين؟

فـ شعرت بنفسها تتضور جوعًا في هذه اللحظة و :
- أي مكان مش هتفرق طالما معاك، بس بسرعة عشان جعانة جدًا

فـ ابتسم وهو يعتدل في جلستهِ و :
- حالًا

واقتاد سيارتهِ بحبور وهو يقفز بالأمر على حين غرة مفاجئًا إياها :
- عايزة تعملي فرح فين؟ أحلمي

فـ قطبت جبينها وقد اعتراها بعض العبوس الطفيف وهي تردف :
- فـرح! هو احنا هنعمل فرح!؟

فـ نظر نحوها ليقرأ تعابير وجهها التي تغيرت و :
- ليه لأ؟ أنتي مش عايزة؟

تذكرت حينئذ تلك الذكرى المُجحفة التي لم تنساها قطّ، زواجها الأول والتعيس، والذي لم تشعر بسعادةٍ فيه ولو قيد أنملة.. بل كان عنوان للقهر والخذلان، شردت بذهنها في ليالٍ عِجاف كانت تظن إنها لن تنتهي، ولكنها مضت وبدون احتمال للعودة.
شعرت بـ أصابعهِ تحتل الفوارغ بين أصابعها فـ انتبهت له على الفور واستمعت لصوتهِ :
- ملك ؟ روحتي فين؟

فـ أجابت متجاهلة سؤالهِ :
- أنا مش عايزة فرح

وحاولت اختلاق سبب سوى ذكر زوجها السابق الملعون لكي لا تُزعجه :
- بابا لسه متوفي ومكملش ٤٠ يوم حتى، إزاي هنعمل فرح ؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now