الفصل التاسع والعشرون

17.1K 1K 40
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل التاسع والعشرين"

"ليتنا جميعًا يُفاجئنا القدر."

__________________________________________
صعد فرد الأمن معه يقتادهُ حيث أُمر.. لاحظ "ربيع" إنه سلك طريقًا آخر غير الذي سلكه المرة السابقة، فـ نظر حوله بتركيز قبيل أن يسأل :
- هو احنا رايحين فين ؟ مش ده الطريق اللي مشيته المرة اللي فاتت!

فأجاب عليه برسمية :
- خلاص وصلنا حضرتك

فتح له باب المكتب وأدخله.. فـ تفاجئ "ربيع" حينما رأى "يزيد" واقفًا قبالتهِ، يداه بداخل جيوب بنطاله يقف كأنه منتظر استقباله.. فـ أحاد "ربيع" بصره عنه و :
- أنا مطلبتش أشوفك انت، فين يونس؟

فـ تقدم "يزيد" منه وهو يردف حازمًا :
- هي مش زريبة أبوك هتيجي كل يوم تنط فيها وتقرفنا، خلص عايزه في إيه؟

فـ احتقن وجه "ربيع" لهذه اللهجة التي لم يعتاد أن يتحدث إليه أحد بها، ولم يسعفهُ تفكيره لكي يرد عليه بالرد المناسب بعدما تفاجأ برؤيتهِ بدلًا من شقيقهِ...

— عودة بالوقت للسابق —
أغلق "يونس" الهاتف بعدما أمر الإستقبال بـ توجيه "ربيع" إلى مكتب "يزيد" دون أن يعلم.. ثم قرر مغادرة المجموعة على الفور بحجة الذهاب للمزرعة وبدون أن يلفت أنتباهها لأي شئ، فـ تواصلوا مع "نغم" كي يصحبونها إلى المنزل قبيل الذهاب.. وبذلك تخلص "يونس" من تلك المواجهة التي لم يُجهز لها بعد.

— عودة للوقت الحالي —

لم يرى "يزيد" فائدة من تضييع المزيد من الوقت في التحدث إلى "ربيع"، ورغب في إطلاعهِ على عرض مُغرِ لربما يقبلهُ تفاديًا لأي مشاكل أو بذل مجهود معه..
و سرعان ما عرض ذلك عليه بدون أن يوليهِ فرصة الرد على إهانتهِ المتوارية :
- مبلغ كويس تحطه في البنك ولا تعملك بيه مشروع ليك أنت وأمك وتبعد عن دماغنا، إيه رأيك؟

قطب "ربيع" جبينه محاولًا ألا يُظهر تلك اللمعة الجائعة في نظراتهِ :
- عايز ترشيني؟
- أعتبرها زي ما تعتبرها.. المهم مش عايز أشوفك هنا تاني

أخرج "يزيد" دفتر "شيكات" خاص به والتقط قلم حبري وكاد يُخط به، فـ قاطعه "ربيع" :
- طالما انتوا ناس نضيفة وأبريا عايزين تبعدونا عن بنت خالتي ليه؟

فـ أجاب "يزيد" بإجابة لم تكن مقنعة له :
- عشان ملك مش هتتقبل وجودكم، فـ أنا بوفر عليكم وعلينا

قطع "يزيد" ورقة من الدفتر و :
- ربع مليون، كويس؟

نظر "ربيع" للورقة و :
- كلك نظر

ثم نظر حوله وتابع :
- إيه يعني ربع مليون جمب كل الأبهه دي!

زفر "يزيد" بحنق وهو يعطيهِ الشيك و :
- ده اللي موجود، أهو أحسن من مفيش خالص

تناوله "ربيع"، فـ رمقهُ "يزيد" بـ احتقار و :
- مش عايز اشوفك مرة تانية

دس "ربيع" الشيك في جيبهِ وابتسم بسماجة أزعجت "يزيد" و :
- من عنيا ياهندسة، بس وحياة أبوك الله يرحمه بلاش البصة دي

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن