الفصل الخامس عشر

19.2K 986 116
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الخامس"

إن كان الحُب أثم، فـ نسيانهِ أعظم أشكال التوبة."
_________________________________________

كانت الغرفة مُبعثرة من حولها، حتى فراشها الذي تنام أعلاه لم يكن في شكلهِ المُرضي للنظر.. لم تفتح زجاج الشرفة منذ ثلاثة أيام، وكأنها أقسمت على تأديب قلبها الذي خنع لرجل لم تشعر لوهله إنه يستغل برائتها.. بل واستخدمها مستغلًا ضعفها وحالتها كأنها دُمية يُحركها بين أصابعهِ، عندما أمعنت التفكير وجدت إنها بالفعل فعلت كل ما قاله وسرت خلف توجيهاتهِ تاركة العمى يتمكن من قلبها وحواسها.. لم تفعل شيئًا بإرادتها الحرة، بل كان هو المحرك الذي دفعها لفعل ما تلوذ إليه.
فتحت "ملك" عيناها وهي تنظر نحو الشرفة المغلقة، وأطبقت جفونها بـ استسلام من جديد، شعرت بصوت خشخشة كأن أحدهم يعبث على الفراش.. وشيئًا صغيرًا يسير على يدها كأنه كائن حي، جحظت بعيناها على الفور  واعتدلت برأسها لتنظر، فـ اصطدمت برؤية فأر صغير كان يسير على يدها.. انتفضت وهي تصرخ، دفعته عن يدها ونهضت متعجلة عن الفراش وهي تتنفس بصعوبة، ومازال صراخها مستمرًا وهي تنظر إليه برهبة وخوف.. التفتت برأسها وكأنها تبحث عن شئ تُبيده به، ولكن بصرها وقع على آخر أكبر منه على الأرض بجوار الكومود وزحف حتى دخل أسفل الفراش.. قفزت في مكانها وقد تمكن الذعر من نظراتها المفزوعة، وسرعان مع بحثت بعيناها عن منتاج الغرفة كي تفتح الباب وتفرّ بسرعة.

كان "يونس" يقف بالخارج بجوار الباب يستمع لصوتها، منتظرًا اللحظة التي ستخرج فيها من بين جدران أربعة حبست نفسها بهم طوال الأيام الماضية.
وما أن شعر بالباب ينفتح خطى نحو الدرج مستعدًا الهبوط عليه، ولكنه توقف مع سماع صوت صرختها وهي تناديه بعدما خرجت :
- يــونس

التفت برأسه ينظر بفتور، بينما هرعت هي نحوه و :
- فـار، لأ أتنين.. الأوضة فيها فارين

أدّعى عدم الإكتراث بحجم المصيبة كما تتوقع هي، وقال :
- عادي بتحصل، سيبي الأوضة ومهدي يطلع يشوفها.. يمكن لما وشك يشوف الشمس يتحسن بدل البهدلة اللي انتي فيها دي

ختم عبارته وهو يرمق أعلاها وأسفلها بنظرات أزعجتها وجعلتها تنظر لحالها.. ثم عادت تنظر نحوه، فـ تركها وهبط وهو يقول :
- الفطار جاهز لو عايزة

نظرت نحو الغرفة التي أغلقتها من خلفها كي لا يخرج زوج الفئران اللذان اقتحما غرفتها، ثم عادت تفكر.. هل تذهب لتناول الطعام أم تتجرأ وتدخل لتبديل ثيابها أولًا!
جلست على حافة الدرج وهي متحيرة فيما ستفعل، حتى رأت "مهدي" يهبط عن الطابق الأعلى.. فـ نهضت على الفور و :
- عم مهدي، ألحقني.. في فارين في الأوضة

حدق "مهدي" بعدم تصديق و :
- فيران؟؟ متأكدة؟

فقالت والخوف ينتابها :
- آه والله، بالله عليك تشوف الأوضة وتخرجهم عايزة أغير هدومي

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now