الفصل التاسع والثلاثين

15K 919 24
                                    

:°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل التاسع والثلاثين"

كان يتطلع إليه وهو يتناول الطعام وكأنه بهيم في حظيرة حيوانات، ينثر الطعام من حوله گالدجاج والطعام يسقط من فمه أثناء التناول نتيجة ملء الفم بأكثر من قدرته على الإستيعاب.. لم يظهر إنه اشمئز منه، ولكنه لم يمنع نفسه من التعقيب :
- أنت بقالك يومين بس مكلتش ، مش سنين ياربيع؟

مسح "ربيع" فمه بدون أن يرفع بصره وتوقف عن الطعام قائلًا :
- عايز مني إيه ياباشا
- تختفي

وقف "يونس" عن جلستهِ وراح يقف أمامه مباشرة وهو يردف :
- مش عايز أسمع أسمك ولا أشوفك مرة تانية.. ده مقابل حياتك اللي هسيبك تعيشها

ثم أشار لـ "عيسى" كي يتقدم الأخير منه ويناوله ورقة :
- أمضي هنا

فـ نظر "ربيع" لمحتوى الورقة، وجحظت عيناه وهو يهتف :
- إيــه ؟؟ خمسة مليون جنيه!؟

فـ مط "يونس" شفتيه للأمام وأردف بفتور :
- زي ما شوفت كده، مفيش خروج ليك من هنا غير لما تمضي الإيصال ده.. الضمان إنك مش هترجع في كلامك

وأفتر ثغره بـ ابتسامة ساخرة وهو يذكره :
- ولا فاكرني نسيت حوار الربع مليون اللي لطشتهم قبل كده!

فحاول "ربيع" أن يستغل الأمر من جديد :
- طب وده همضي عليه مقابل إيه؟

فـ انحنى "يونس" عليه وأشار نحو عنقه وهو يقول :
- مقابل حياتك، ولا مش كفاية؟

وأظلمت عيناه كأنه يذكره بتلك الليلة المشؤومة التي كاد يخسر فيها حياته بعد ما فعله.. فـ ازدرد "ربيع" ريقه بينما كان "يونس" يسأل للمرة الأخيرة :
- هسأل السؤال مرة واحدة، هتمضي  تمشي ولا تشرفنا شوية؟

فـ أومأ "ربيع" برأسه و :
- همضي، بـس آ... ملك أمي كانت آ....

فـ ضرب "يونس" على كتفه ضربة عنيفة وكأنه يردعه عن نطق حتى أسمها :
- خلاص بقى يابطل، أنسى الأسم ده ومتقولوش تاني.. وأنا لما يجيلي مزاج هخلي الخالة تشوف بنت أختها بعيد عن وشك

تآوه "ربيع" متألمًا، فـ آلام جسده ما زالت طازجة.. فـ مدّ له "عيسى" بـ القلم لـ يخط به على الورقة، ثم فتح له الحبر كي يختم بأصبعه أيضًا.. وما أن انتهى "عيسى" ترك "يونس" الأمر لرجاله :
- وصلوه بالسلامة

ثم تحرك نحو الباب ومن خلفه "عيسى" حتى خرج، وسأله سؤالًا يشغل عقله :
- عيسى، هي غالية فين؟
- مسافرة بقالها أكتر من أسبوع

فـ تنهد "يونس" و :
- ياريت تفضل مسافرة على طول، أنا الحقيقة مش قادر أحارب في ١٠٠ جبهه

ثم استقل سيارته بعد أن وضع الإيصال في جيبه، وقرر  زيارة "إبراهيم" قبيل أن يذهب إلى "ملك" إجابة لدعوتها على الغداء.
الحقيقة إنه حبذ الفكرة رغم إظهاره برفضها، هذه المرة الأولى التي سيتناول فيها طعامًا من صنع يدها.. وهذا يجعله متشوقًا جائعًا.. خاصة بعدما تخلص من مصيبة "ربيع"، وها هو يهدأ قليلًا ويصفو ذهنهِ لقليل من الوقت.
............................................................................

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now