الفصل الحادي والعشـرين

19.2K 1K 81
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الحادي والعشـرين"

"المجد لتلك التي رأت من الحياة ما رأت ومازالت تبتسم ؛وتروّض الظروف؛ وتُعاند المواقف وتربط على قلبها وكأنه جمرًا."

#منقولة
#هدى_سالم
___________________________________________

أبعدت فوهة السلاح المصوب ناحيته فجأة، وتشنجت وهي تصيح منفعلة :
- يــوه ،أنا مش هخلص بقا!

كان "عيسى" يسد عنها حتى رؤيته، كأنه يحاوطه أو يحميه وهو يقف أمامه هكذا بدون سابق إنذار.. حتى أن "يونس" تعجب لذلك وسأله :
- في إيه ياعيسى !؟ واقف قدامي كده ليه؟

فـ أفصح "عيسى" بصراحة وبدون أن يواري :
- غالية قاعدة في عربيتها ورا وماشيه ورانا من ساعة ما اتحركنا

فـ تجهم وجه "يونس" وهو ينظر حوله يبحث عنها، ولكنه لم يرى من "عيسى" شيئًا.. فحاول أن يدفعه من أمامه وهو يردف بصوت مرتفع :
- هي فين؟.. وسع من قدامي
- لأ

قالها وهو يمسك بذراع "يونس" وكأنه سـ يُجبره على الدخول :
- إحنا هندخل دلوقتي مع بعض

فـ رمقه "يونس" بنظرات مشتطة لتصرفّه الذي اعتبره تجاوز منه، وأمره بلهجة حازمة :
- أنت مش الحارس الشخصي بتاعي ياعيسى، قولتلك أوعى من وشي
- من فضلك يايونس باشا، أتفضل معايا نتكلم جوا، العضو المنتدب منتظرك

وسحبه معه للداخل بعد عبور البوابة وهو ملتصقًا بظهره حتى أصبح كلاهما في البهو، دفعه "يونس" وقد غمر ملامحه الغضب الشديد من تصرفه، أحس گأنه هارب من شئ ما.. ولم يبرر تصرف "عيسى" سوى إنه تعدّي على حدودهِ، حدجه أولًا بغيظ شديد وقبل أن يهمّ بـ السبّ واللعن كان "عيسى" يبادر قائلًا :
- صحيح أنا مش الحارس بتاعك، بس حمايتك مش شغلي ، لأ.. دي فرض عليا، مش هتفرج عليك وانت بتعرض نفسك للخطر في لحظة حسيت فيها إنك لازم ترد

كأنهُ أحب شعور الحُب الذي لا يخفي ورائه نيّة أخرى، منع نفسه من مجرد الإبتسامة گـ اعتراف بـ صحة ما فعل "عيسى".. ولكنه لم يبخل عليه بـ امتنان مُتكلف :
- شكرًا

أحنى "عيسى" رأسه بـ احترام، ثم بادر قائلًا :
- اتفضل معايا، هخليك تعمل اللي انت عايزه بطريقة تانية

سار "يونس" خلفهُ كي يحقق رغبته الجائعة، كي ترى بنفسها إنه يعلم بوجودها هنا.. وإنه ترك خلفه عينًا مقتنصة قادرة على اصطياد مكان وجودها أينما كانت.. كي يتباهى بقوتهِ الخفية التي ما زالت حتى الآن لا تعترف بها.

زفرت "غالية" وقد أحست بالفشل في اصطيادهِ للمرة الثانية على التوالي.. غرزت أظافرها في رأسها تفركها بحدة حتى أُصيبت بخدوش برأسها، ثم صاحت بـ :
- أمشي من هنا

وقبل أن يبدأ السائق والحارس الشخصي لها بالقيادة، وبمجرد فتح الأضاءة الأمامية.. كان "عيسى" يقف أمام السيارة يسد طريقهم، رمقته "غالية" بنظرات مشتعلة وهي ترغب رغبة شديدة في تمزيق أي شخصٍ كان، وعلى الفور كانت تعطي الأمر لـ السائق :
- دوسه خلينا نخلص من طلته البهية دي

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now