الفصل الثالث والستون -الجُـزء الثـانـي-

15.6K 818 47
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°° -الجُـزء الثـانـي-
"الفصل الثالث والستون"

"ليس الخوف من شعور السعادة، الخوف من أن لا تدوم."
_________________________________________
گالطير الذي يُحلّق في عنان السماء، مرفرفًا بـ جناحيهِ الطليقان بـ حرية، يرفض السجن وإن كانت أسياجهِ من ذهبٍ، تشبهت "ملك" بـ حال الطير الآن بعدما تخلصت من رهبتها وسبحت في عالمٍ لم يخلقهُ لها سواه، غرقت في شعور السعادة والنشوة.. وتركت ذراعيها متحرران في الهواء وهي ترتفع عن السرج كلما قفزت الفرسة "ريحان"، ولكن ذراعاه كانتا مُحكمتين عليها بشكلٍ أشعرها بالأمان.
طالت جولتهم قليلًا بدون أن تشعر "ملك" بمرور الوقت عليهم، حتى استمعت لصوت "يونس" وهو يسألها :
- مش كفاية كده؟

فـ رفضت أن يتوقفا الآن و :
- لأ لسه شوية، ملحقتش استمتع بيه

فلم يردّ مطلبها وظل يتجول بها لوقت إضافي، ثم بدأ يعود بها وقد هدأ ركض "ريحان" وسارت مُتهادية وهما على ظهرها عائدة بهم بالقرب من الحظيرة.. كانت شفتي "ملك" منبعجة بسعادة مفرطة، وكفيها على يديهِ الكبيرتين الممسكتين بـ لجام "ريحان".. وأراحت ظهرها على صدرهِ قليلًا وهي تتنفس بـ انتعاش قائلة :
- متخيلتش إن ركوب الخيل ممتع بالشكل ده!
- بس دي مش أي خيل خلي بالك، مع ريحان ليها متعة تانية خالص

تأهب "يونس" لـ يترجل عن ظهر "ريحان" ونزل عنه، ثم بسط لها ذراعيهِ وطوق خصرها وهو يعاونها في الهبوط حتى أصبحت قبالتهِ :
- اتبسطي يافراولة ؟

فـ ضحكت بـ استحياءٍ و :
- آه أوي

ولكن ثمة تردد بزغ في نظراتها أعلن عن توتر تحاول أن تُخفيهِ، فسألها مباشرة وهو يُهندم شعرها الذي تبعثر أثر الحركة والرياح :
- قولي عايزة تقولي إيه ومخبية !

فـ لم تُخفي الأمر عنه وصرحت فورًا عن حقيقة مخاوفها :
- خايفة الفرحة دي متدومش، أنا مفيش فرحة بتعيشلي، لازم يحصل حاجه في كل مرة بتبسط فيها

فـ سعى لـ إِبطال تأثير هذا الشعور عليها، وأكد لها متيقنًا من ذلك :
- المرة دي غير، أوعدك فرحتك هتدوم على عكس كل مرة.. صدقيني

فـ هزت كتفها الأيسر وتجاهلت مشاعر الخوف تلك مستمتعة باللحظة الراهنة :
- مصدقاك

كانت "نغم" إينذاك تقف على بُعد مسافة مقبولة لا تُمكنها من سماع حديثهم كي لا تطفل عليهم، وانتظرت حتى ينتهي حوارهم أولًا؛ ولكن "يونس" انتبه لها والتفت ليراها تقف بعيدًا عنهم ولا تنظر بـ اتجاههم، فـ صاحت "ملك" منادية عليها :
- نـغم

فـ خطت "نغم" مقتربة منهم، وقد غمرها التحمس الشديد لـ إقدامها على شئ گهذا تمنت القيام به دومًا.. ووقفت قبالتهم وهي تنظر إلى "ريحان" بنظراتٍ مُعجبة، ثم مدت كفها ومسحت على رأسها مُداعبة إياها بـ لطفٍ بالغ :
- حلوة أوي، إسمها إيه؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now