الفصل السابع "الجزء الثاني"

17.9K 868 31
                                    

°°~ دُمية مُطرزة بالحُب ~°°
"الفصل السابع"
~ الجزء الثاني ~

جلس "إبراهيم" على المائدة بينما كانت "ملك" تُعد الطعام له.. لا بد من مدخل قوي يستطيع به استدراج "ملك" لكي تبوح بما بداخلها، حتى يكون حكمه أخير ومقنع.
جلست قبالته وقد انفتحت شهيتها، رفعت بصرها نحوه لتجدهُ واجمًا هكذا.. فسألته بعد أن ابتلعت طعامها :
- مش بتاكل ليه يابابا؟

فـ أجفل بصره و :
- هاكل أهو، بس عايز أسألك عن حاجه.. انتي عمرك ما كلمتيني عن أحلامك، ولا نفسك في إيه!

ارتفع حاجبيها تلقائيًا من سؤاله الذي لم تتوقعه قط، وصمتت قليلًا كأنها تفكر في الأحلام الكثيرة التي شيّدتها أعلى ناطحات السحاب.. لاحت ابتسامة آمله في مستقبل مُبهج سيُعوض الأيام القاسية التي مضت، بينما ظل "إبراهيم" يتطلع لوجهها الذي أشرق وتفتحت فيه الزهور، حتى خرجت عن صمتها قائلة :
- عايزة أكمل تعليمي، عايزة أعيش الحياة اللي استاهلها وكل البنات اللي زيي عايشينها

التقط والدها الملعقة وكأنه سيتناول، ثم قال متعمدًا استثارتها :
- يعني مش هتفكري تجوزي تاني؟ أقصد يمكن تلاقي الإنسان اللي يستحقك

فـ أجفلت بصرها بتردد، هل تخبره الحقيقة أم تخشاه گالعادة؟ ، فقطع عليها تفكيرها ذلك مؤيدًا الرأي الذي ستختاره هي كي يكون مقنعًا :
- يعني لو لقيتي اللي تحبيه ويحبك، مفيش مانع تبدئي من جديد

فـ انشرح صدرها بسعادة تجلّت على ملامحها وهي تسأل غير مصدقة :
- بجد؟ بجد يابابا ده رأيك؟

بينما قلبهِ تأذى لكنه لم يُظهر ذلك كي يتمكن من الوصول لمبتغاه، وقال مراوغًـا :
- طبعـًا ده رأيي، أنا يهمني سعادتك ياملك

ضحكت من فرط السعادة، ولم تستطع التحكم في نفسها أكثر من ذلك ولم تكبح رغبتها المُلحّة في إخباره بما يجيش به صدرها :
- الصراحة كده أنا لقيت الحد ده

أرتعد قلبهُ، وتسائل بهدوء ما قبل العاصفة :
- حد!! حد مين ؟ وعرفتيه أمتى؟

فـ أطرقت رأسها بضيق وهي تذكر كيف تعرفت إلى ذاك المجهول :
- الدكتور بتاعي، كنت بتعالج عنده كم فترة
- وبعدين؟

فركت أصابعها بتوتر و :
- بيحبني أوي، و.... هو اللي ساعدني إني آخد حريتي

وقبل أن ينهض "إبراهيم" عن مكانه كانت تلحق به عندما شعرت ببوادر غضبه و :
- بس هو هييجي يقابلك أكيد، أكيد هييجي

فأردف بنبرة مقتضبة :
- ينور

استمعت لصوت الباب فـ راحت تتفقد من الزائر لتجدها "نغم" فـ دعتها و :
- أدخلي يانغم

فناولتها "نغم" حقيبة صغيرة و :
- خدي يالوكا، نسيتي البيچامة بتاعتك عندي

دلف "إبراهيم" للداخل وهو يتعرج، متحسسًا صدره المُصاب بفرط الألم في الفترات الأخيرة، وكأنه كان بحاجه لـ همّ جديد..
أوصد باب الغرفة وجلس رويدًا رويدًا.. يكاد يبكي بصوت مكتوم لكنه يتماسك بصعوبة بالغة، سحب هاتفه الصغير عن الكومود وبدأ يُجري اتصالًا هامًا يرتبط بقراره المصيري التي سيتخذه بشأنها، والذي لا رجعه فيه مهما حدث.. أجاب الطرف الآخر، فـ تنهد "إبراهيم" بـ تعب و :
- انت فين يايونس، أنا مستنيك يابني

~دُمية مطرزة بالحُب~Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang