الفصل الرابع والأربعين

15.1K 944 47
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الرابع والأربعين"

"والبَادئ بالظُلم مُستحقهُ."
__________________________________________

أوقف "يزيد" منظم الحفل في اللحظة الأخيرة قبيل أن يغير الموسيقى الهادئة التي تناسب رقصة الجميع عليها بعدما لاحظ تلك اللحظات الفريدة التي يعيشها شقيقه.. فـ
ذمّ على شفتيه بضيق وهو يشير له ليتوقف :
- أستنى

ثم غمغم متحدثًا لنفسه :
- يونس هيعمل مني كُفتة لو قطعت عليه اللحظة

ثم نظر صوب "نغم" التي بدأت بالفعل مع ذاك الزميل الذي دعاها للرقص، ولكن التوتر وعدم الراحة باديان عليها.. دعست على قدمهِ، فـ ابتسمت ويبدو إنها اعتذرت منه وتابعت الرقص، ضحك "يزيد" ثم نظر حوله كأنه يتأكد إنه غير مراقب من أحدهم.. ثم همس :
- أحسن، ياكش تهرس رجلك صباع صباع تحت كعبها الطويل ده

وللمرة الثانية دعست عليها مجددًا، فـ ابتعد هو على الفور وهو يعبس بوجهه متألمًا.. فلم يمنع "يزيد" نفسه من الإنفجار ضاحكًا من فرط الشغف لمشاهدتهم أكثر، ولكن على ما يبدو إنها اعتذرت عن الرقصة نهائيًا.
فـ أحاد "يزيد" ببصره عنها ونظر في اتجاه آخر وهو يتمتم :
- وقال إيه كانت عايزاني أنا أرقص معاها، عشان كنت أطبق وشها ده في بعضه لو داست بس على طرف الجزمة

وانحنت عيناه لينظر إلى حذائه الأسود اللامع، ثم عاد يضحك مرة أخرى كلما تذكر كيف كانت دعستها ثقيلة.
............................................................................
ذهبت مجهوداتها كلها سدى وهي تكافح من أجل إبقاءه هنا كي لا يذهب إليهم ويُفسد حفلهم.. عانت "رغدة" معاناة شديدة، منذ أن واجهتهُ بفداحة فعلته وقد جنّ جنونهِ وزاد مقتهِ وبغضهِ لـ "يزيد" بعد علمه بأمر ذلك التسجيل الذي بين يدها.. والأشد من ذلك إنها صرحت بشكل جاد تراجعها عن تحويل الأسهم له، وكان هذا فتيل القنبلة التي سحبت مقبسها لتنفجر في أحضانها.
لم يكترث بأوامر الطبيب الذي ألزمه بضرورة الراحة وعدم بذل مجهود وفي وقت وجيز كان مرتدي ملابسه بمفرده وقرر الذهاب الآن.. لم تقوَ على منعهِ، وكيف تمنعه وقد وصل هياجه العصبي لـ جذوتهِ ولم يرى أمامه سوى إنها خدعتهُ.

سار نحو الباب بخطى متعرجة، فـ لحقت به ووقفت أمامه لتمنع هذا الجنون الذي سيرتكب :
- مش هسيبك تخرج، خلاص اللي بتعمله مبقاش في منه فايدة

فـ صرخ في وجهها بدون أي تردد في ذلك :
- خدتي اللي انتي عايزاه وخلتيني اتنازل ودلوقتي بتخدعيني!.. مش هيحصل يارغدة، مش هسمحلك ترمي مجهودي على الأرض

فـ ضربت كتفه وهي تصيح فيه غير مصدقة ذلك الرجل الذي تقف أمامه الآن :
- مجهود إيــه! كذبت عليا وفرقت بيني وبين الراجل اللي بحبه.. خدعتني فيك واتنازلت عن صاحب عمرك بعد الفخ اللي عملته، أنت عايز إيه تاني؟؟

فـ انفرجت شفتاه بخبث وهو يعلن عن نيتهِ صراحة بعدما قنط كل هذا الصبر الذي لم يؤتي ثماره :
- عايز اللي وعدتيني بيه، الأسهم اللي هدخل بيها مجموعة الجبالي، فين يازوجتي العزيزة؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now