الفصل الحادي والسبعون -الجُـزء الثـانـي-

13.7K 878 19
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°     —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل الحادي والسبعون"

"في حياة امتلأت بالكوارث، كُنتِ أنتِ انتـصاري الوحيـد.
________________________________________
طار اللُب من عقلهِ، أصابهُ الجنون وقتما علم بما ارتكبهُ شقيقهِ من لُعبة، فقط كي يُبقيهِ بعيدًا عن الأمر ولا يسترعى قلقهِ المفرط عليه.
ولكن اكتشاف حقيقة گهذه كانت أشد إزعاجًا على "يزيد"، ليس كونهِ سيتبرع لـ "ملك"؛ لكن كونهِ حرمّ عليه حق الخوف عليه، وحرمّ عليه حق المبادرة بمساعدة "ملك" لئلا يتعرض هو للخطر.
طاح "يزيد" في الجميع، حتى تصاعدت المشكلة ووصلت لأحد مُدراء المشفى، واضطر للتدخل الفوري لأجل إرضائهِ، ورغم ذلك لم يرضى أبدًا؛ بل تفاقم غضبهِ لأضعاف.
نهض "يزيد" من جلستهِ على المقعد المقابل لمكتب مدير المشفى، ثم صاح بصوتٍ هادر :
- ده أسمه تهريج، كان المفروض أعرف الحقيقة كلها ونبقى نتصرف بعدها أنا وأخويا مع بعض، لكن الدكتور بتاعكم يكذب عليا ويقول إني مش مطابق عشان يمنعني!! ده أنا ممكن أقدم فيكم محضر وأوديكم في داهيه.

وقف المدير أمامهِ مباشرة ، وأعرب عن اعتذارهِ البالغ بعد أن ذمّ على شفتيهِ بحرج :
- المعلومة اللي وصلتلي إن اللي حصل كان كله من تدبير أستاذ يونس، هو اللي أصر على تلفيق الحدث ده، عشان يكون هو المتبرع

فكر مدير المشفى في كيفية إنهاء هذا الحوار بـ لباقة، وتأجيل هذه المناقشة المحتدمة حتى يفيق "يونس" بسلامٍ من عمليتهِ الجراحية، علّه يستطع ضبط زمام الأمور والسيطرة على غضب شقيقهِ الأعمى.
فـ شبك أصابعهِ، ونظر إليه بتوددٍ دبلوماسي مقنن :
- إيه رأيك نأجل الكلام ده لما الباشا يقوم بالسلامة هو والهانم، على الأقل نطمن عليهم؟

رماه "يزيد" بنظرة قاتمة، وأشاح بوجهه عنه قبيل أن يخطو لمغادرة غرفة المكتب.. بدون أن يترك ردًا واضحًا، أوفض للطابق العلوي عبر المصعد، ليتواجد أمام قسم العمليات الجراحية، على الأقل يستقبل أخيهِ بعدما يخرج من هنا سالمًا.
وصل "يزيد".. فـ لمح على مرمى بصرهِ "عيسى" يقف هناك، التمعت عيناه بشئٍ من الإمتعاض، وعجّل من خطاه نحوه، حتى لاحظ الأخير ذلك، واستعد لتلك المواجهه الحامية التي لم يرغب فيها أبدًا.
وحينما اقترب "يزيد"، أردف بصياحٍ متسائل :
- يعني كنت عارف أنت كمان!؟، وانا الوحيد المغفل فيكوا هنا؟؟

أشار له "عيسى" ليهدأ أولًا ، ثم قال بحكمة راغبًا إخماد ثورتهِ الحامية :
- أهدا ياباشا، أنت عارف إني عبد المأمور ودي حاجه مش بتاعتي.. بس متقلقش، إن شاء الله يقوم بألف سلامة

وتردد قبيل إبلاغهِ، ولكنه لم يجد مناص من ذلك.. تردد "عيسى" قبل أن يبوح بكل ما يحمله، ولكنه في الأخير تابع بتوترٍ :
- الخطر كله على ملك هانم!

ألجم الحديث "يزيد" وجمده، تجلّت مخاوفهِ في بريق عيناه.. وارتجفت عضلات لسانهِ قبل أن يقول :
- إزاي؟ خطر إزاي؟
************************************
* عودة بالوقت للسابق :-

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now