الفصل العاشر

19.4K 888 34
                                    

.°°~ دُمية مُطرزة بالحُب ~°°
"الفصل العاشـر"

خرج "يونس" عن طور هدوءهٍ الذي احتفظ به طويلًا وهو يقود سيارته، وانفعل مجرد أن أخبره الرجل الذي يعمل بـ أمرتهِ بأن "يزيد" قد لحق بها قبيل أن تبتعد واصطحبها عنوة ليعود بها.. وصاح فيه كأنه المتسبب في ذلك :
- مكنش المفروض ده يحصل
- باشا أؤمر وانا انفذ
- أقـفل

نزع سماعة الهاتف من أذنه وهو يلتفت بالسيارة كي يعود إلى المزرعة من جديد ويكون هناك قبلهم، وردد ممتعضًا :
- ظهرت في وقت مش مناسب خالص يايزيد، ملك كانت هتوصلني للي عايز اعرفه من غير ما تحس!

ونفخ بـ انزعاج وهو ينظر للطريق بحنق بلغ حلقومهُ بعدما فشل مخططهِ للإستفادة من هروبها.

عبر "يزيد" البوابة ومشى بالسيارة في الممر المؤدي للداخل، ثم توقف أمام درجات الصعود، حاولت "ملك" فتح الباب ولكنه كان موصدًا.. تأفف "يزيد" وهو يترجل عن السيارة ووقف أمام الباب الأمامي وضغط على جهاز التحكم كي ينفتح، ثم فتح الباب وأمرها :
- أنزلي

ظلت مُتحاشية النظر نحوه بعدما أطلعها على هويته، وأشاحت بوجهها رافضة الإنصياع له :
- مش هنزل ومش هقعد هنا

رفع "يزيد" بصره عاليًا وقد نفذ صيره، ثم أخفضهما و :
- أنا مش عارف إنتي خرجتي وهربتي من هنا إزاي ويونس جوا، بس اللي اعرفه إن انا معنديش خلق زيه.. أنا روحي في مناخيري

وأتمم عبارته وهو يمد يده ليسحبها عنوة من داخل السيارة غير عابئًا بصرخاتها واستغاثاتها.. تملصت بذراعها منه ورمقته بنظرة محتقنة و :
- أنتوا عايزين مني إيه؟؟ أنا معرفكوش ولا عمري شفتكم.. أقعد هنا بأمارة إيه!

فـ ضحك ساخرًا من زاوية فمه وهو يرمي بكلمة مغزية :
- والله السؤال ده إجابته عندك انتي، مش عندي

وعاد يقبض بأصابعه على معصمها الأيسر من جديد وجرّها خلفه وهي تُعصف يمينًا ويسارًا كي تتخلص منه، لم يتوقف صياحها لحظة، ولكنه لم يعبأ بذلك حتى دخل بها وأغلق الباب.. ثم دفع يدها التي كان يطبق عليها قائلًا :
- عايزة تـروحي فين!! إذا كنتي متعرفيش حاجه هنا وحتى عمي مش عايزك معاه.. عايزة تروحي لمين يابنت عمي!!

لم تفهم ما رمى إليه من سبب واضح يعلمه، وقالت بسذاجة ردًا عليه :
- هروح أي حته بعيد عن هنا، أنت مش واصي عليا عشان تستجوبني

فقال ببرود استفز حواسها ضدهِ أكثر :
- متهيألك، انتي خلاص مبقاش ليكي حرية اختيار أي حاجه
- أنا حرة غصب عنك

عاد يقيد مرفقها بأصابعه لتحديها له، فصرخت بوجهه :
- آه، أنت واحد غبي

كان "يونس" يجلس في مقدمة البهو رافعًا ساق على أخرى، أمامهم مباشرة، ولكن الجلبة التي أصدروها لم تجعلهم ينتبهوا لتواجده، بينما كان هو يشاهد بصمت.. حتى أحس بوجوب تدخلهِ قبل أن يتفاقم الأمر أكثر بينهما :
- خلصتوا ولا لسه شوية؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now