الفصل الثاني والثلاثين

17.4K 1K 49
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الثاني والثلاثين"

"هـدوء ما قـبل العـاصفة."
__________________________________________

منذ الصباح أحرق كمًا هائلًا من السجائر، حتى إنهُ أنهى أكثر من علبة في ظاهرة لم تحدث من قبل..
دعس "يونس" آخر سيجارة أنهى بها علبتهِ الرابعة، ثم تناول هاتفه ليخطف نظرة سريعة إن كان يوجد شئ ما فاتهُ أثناء شروده، رسالة أو مكالمة فائتة أو ما شابه، ولكن خاب ظنهِ.
نفخ "يونس" الدخان بـ انزعاج شديد ونهض عن جلسته ليقف أمام النافذة العريضة.. وتمتم إينذاك :
- ياترى عملت إيه؟؟ وإيه خلاك تختفي من امبارح!

طرق الباب ودخل قبل أن يأتيه الرد.. فـ التفت "يونس" حينها ليرى من ذاك، ليتفاجئ بـ "عيسى" أمامه.. فـ خطى نحوه وبنظرات امتزجت بالقلق تسائل :
- أنت فين ياعيسى من امبارح! ؟
- كان في مهمة بخلصها

فتح "عيسى" هاتفهِ وناوله لـ "يونس" وهو يفسر :
- ده بيت ربيع وأمه، حاجه كده على قدها خالص

تفحص "يونس" الصور التي التقطها "عيسى" بحرفية لزوايا المنزل القديم من الخارج والتي أدلّت على حالهم المُفتقر.. راح يُكبر في الصور ويصغرها مُدققًا بأقل التفاصيل، بينما استأنف "عيسى" ما حصل عليه من معلومات :
- الواد ده كان عليه أقساط ميكروباص وصاحب الميكروباص كان يوميًا بيفضحه عشان الأقساط دي، في يوم وليلة سددهم كلهم وكمان بيعمل للميكروباص عمرة دلوقتي

فـ أفتر ثغر "يونس" بسخرية وهو يعقب :
- طبعًا، الربع أرنب اللي لهفه في جيبه اتصرف وجاي عايز تاني

فتابع "عيسى" :
- ده غير إنه متجوز وعنده ٣ عيال والرابع في السكة

ارتفع حاجبي "يونس" تلقائيًا وهو يتلقى خبر گهذا، بينما كان "عيسى" يختم المعلومة قائلًا :
- متجوز أتنين وعايشين في بيت واحد مع أمه
- الله!

ترك "يونس" الهاتف جانبًا وبدأ يحلل بتفكيره شخصية ذلك الـ "ربيع" :
- واحد زي ده شكله برميل فلوس، عايز ملك واللي هيسيبه أبو ملك.. وأهو يبقى خد الجمل بما حمل

ثم ضرب "يونس" على سطح المكتب وهو يقول بغِلظة :
- بس ده على جثتي يحصل، لو فكر بس في أحلامه يتعرض لها بحجة أمه اللي عامله فيها مسكينة وبتدور على أختها كأنها عيلة تايهه، أنا هــفـرمهُ من غير ما أفكر ثانية واحدة

فسأل "عيسى" بفضول اعتراه :
- عايز تعمل إيه ياباشا وانا معاك؟ لو عايز أجيبهولك متكتف لحد عندك أعتبره حصل

فـ نفى "يونس" رغبته العدوانية رغم أن داخله يعج بمشاعر العداء الصريحة :
- تؤ، إحنا مش هنبدأ بالغلط، أما أشوف أخرته إيه عشان مبقاش ظالم.. ولو على الفلوس، أنا هغرف وأديله بس ينسى أسم ملك خالص والشويتين بتوع بنت خالتي ولحمي وعضمي والكلام الفاضي ده

ربت "يونس" على كتف "عيسى" وهو يثني على كفائتهِ وسرعتهِ و :
- تسلم ياعيسى، أنت كل مرة بتكون قدها وزيادة
- تحت أمرك ياباشا

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now