الفصل الثالث والثلاثين

17.2K 894 44
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفـصل الثالث والثلاثين"

فتحت "ملك" عيناها لترى فقط ظله الجالس قرفصاء بجوار الفراش، واستشعرت أصابعه التي احتوت يدها وضغطت عليها تضامنًا وحنانًا..
تنفست بصوت مسموع وكأنها لا تشعر بهذيانها :
- أنت مش حقيقي

فـ مسح بأطراف أنامله على خدها اللين المُبتل ببقايا الدموع و :
- أنا الحقيقة الوحيدة في حياتك ياملك، فوقي وشوفيني كويس

فـ رفضت مجددًا وكأن حالتها النفسية قد ازدادت سوءًا :
- أنا بحلم

صمتت هنيهه و :
- لسه بحلم

فـ اضطر أن ينهض ويفتح ذلك الستار الذي حجب عنها الضوء وجعلها تعيش في هذا الظلام الموحي لها بإنها تحلم.. فتح الستار، فـ انبثقت آشعة الشمس الموشكة على الغروب لـ تتسلط على فراشها مباشرة، وفتح الزجاج كي يتجدد هواء الغرفة.. فـ غطت وجهها بذراعها وهي تبتعد عن الإضاءة، بينما اقترب منها "يونس".. أزاح يدها عن وجهها وأردف ببعض الحزم :
- مـلك

فـ اجتذبت ذراعها منه فجأة وجدحتهُ بنصف نظرة و :
- خلاص يايونس صحيت

وأشاحت بوجهها عنه، فـ أشار لها كي تنهض و :
- قومي طيب، عايز أتكلم معاكي

رفعت طرفها نحوه تسأل بـ ارتياب :
- هتكلم عن موضوع إمبارح؟

وقبل أن توليه فرصة الرد قاطعها و :
- لو هو يبقى مش عايزة أتكلم

دفعت الغطاء عنها ووقفت على قدميها بدون أن تولّي نفسها الفرصة لـ استجماع رأسها.. فـ انتابها الدوار فجأة وعادت ترمي بجسدها الرخو على الفراش قبل أن تسقط، فـ ركض نحوها وقد فزع قلبه و :
- حصل إيه انتي كويسة؟

ملامحها مقتضبة ومطبقة جفونها وهي ممسكة رأسها ولم تجب، فـ ازداد قلقه وأزاح يديها متسائلًا :
- مــلك!
- دوخت، قمت فجأة فـ دوخت

تنفس وهو يعتدل في وقفته، ثم سار نحو الطاولة ليأخذ كوب الحليب.. عاد إليها ومد يده به :
- طب أشربي ده ، أنتي من امبارح مأكلتيش

نظرت ليده، فـ حدقت عيناها و:
- أنا مش بحب اللبن
- معلش

قالها بنفاذ صبر و :
- عشان يهديكي شوية

فـ أبعدت يده عنها وقد بدا عليها الإشمئزاز و :
- مقدرش، بكره ريحته

بدأت أعصابهِ تنفلت منه.. فـ ترك الكوب على الكومود، ثم رفع ساقيها عن الأرضية على حين غرة فـ ارتمى نصف جسدها العلوي على الفراش.. شهقت متفاحئة من رد فعلهِ الغير متوقع، بينما تابع هو ودثرها مجددًا بالغطاء وهو يهتف منفعلًا :
- براحتك متشربيش، بس قسمًا بالله ماانتي خارجة خطوة واحدة من هنا إلا لو الكوباية دي اتشربت

رمقته مذهولة وحاولت استدعاء تلك الشخصية التي حاولت خلقها بفعل نصائحهِ :
- أنت إزاي تعمل معايا كده!!

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now