الفصل السبعون -الجُـزء الثـانـي-

16K 1K 97
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفـصـل السـبـعون"

"نبضها نبضي، بدون حياتها قلبي يموت."
________________________________________
لحظات مرت وكأنها أدهر قاسية مُجحفة، فقد "يونس" عمرًا من عمرهِ وهو يختبر تلك المشاعر من جديد، ولكن بقوة مُضاعفة الآن، لم تمت.. ولكنه يعيش ألم الخوف من فقدانها آلاف المرات في الساعة الواحدة.
في حين أطبق "يزيد" جفونهِ يعتصرها، وهمس بصوتٍ لم يسمعه سواه :
- أرجوكي عيشي، مش هقدر أعيش بذنب تاني، أوعي تعيشيني الشعور ده ياملك

ونظر لحال شقيقهِ الذي تلفت أعصابهِ، يكاد يفقد وعيهِ من فرط الضغط الشديد.. لحظة واحدة كانت قادرة على تبديل الوضع بالكامل لـ مأتم حقيقي، أو لـ انتصار جديد.
ومع تنشيط صافرة نبضها الذي بدأ يعود من جديد، رُدت الروح للجميع ولا سيّما "يونس".. وارتختا ساقيّ "يزيد" وهو يطلق زفيرًا ملتهبًا، وخرج على الفور راكضًا، لا يدري إلى أين وجهتهِ، ولكنه لن يتحمل انتظار أكثر من ذلك.
سحب "يونس" شهيقًا عميقًا لصدرهِ وزفرهُ دفعة واحدة :
- لا إله إلا الله!

أشار الطبيب للمساعد خاصتهِ، والذي تحرك بدورهِ نحو "يونس" و :
- من فضلك ياأستاذ، لازم تخرج من هنا

فـ أبى أن يتزحزح خطوة من مكانهِ قبيل أن يطمئن عليها :
- مش هخرج قبل ما اطمن عليها

فـ تدخل الطبيب المباشر :
- ممكن نتكلم برا؟

فـ أدرك "يونس" أن ثمة أمر ما يرغب الطبيب في التحدث به إليه، رنى إليها بنظرةٍ متلهفة يودعها لبضع دقائق على أمل لقاء آخر، وخرج في أعقاب الطبيب الذي بادر مباشرة وبدون تزييف :
- المريضة بتضيع مننا، لازم نلاقي العضو اللي هنزرعه بأقصى سرعة، هي مش متحملة أي انتظار

غرز "يونس" أصابع يديهِ الأثنتين بين شعرهِ، مستشعرًا العجز الشديد الذي يُكبّله، وهتف مختنقًا :
- أنا مش ساكت والله، بعت فاكس للمستشفى في أمريكا عشان لو اتوجدت كلية يعرفونا، وكمان سايب خبر في أغلب الأماكن

خرجت الممرضة إليهم و :
- الوضع استقر يادكتور

فـ أومأ الطبيب بينما أردف "يونس" :
- هدخل أشوفها، مش هتأخر

فأشار الطبيب لها كي تسمح له قليلًا، وأوفض هو مستغلًا كل دقيقة، بل كل ثانية، ليقضيها معها.. علها تشعر به و بـ استنفاذهِ كل طاقتهِ، وإنه لم يعد يتحمل المزيد.

—على جانب آخر—
أسرع "يزيد" بخطواتهِ منتويًا الخروج من المشفى نهائيًا، مكتفيًا بالدقائق الأخيرة العصيبة التي عاشها.. تجددت جراحهِ بشكلٍ أسوأ، وصورة "إبراهيم" وعيناه التي اكتستا بالعتاب تُمزق في صدرهِ.. بالأضافة لـ شقيقهِ الذي يعاني ويلات الذعر عليها كل دقيقة.
هرع "يزيد" نحو البوابة، وبدون أن ينتبه سقط سلاحهِ من خِصره، فـ توقف وتناوله على عجل، وراح يغلق الأمان قبيل أن يدسهُ خلف ظهره.. لمحتهُ "نغم"، أرتعدت فرائصها وهي تراه يمسك بالسلاح ويضعه في خِصره.. تلاعبت الظنون بعقلها وظنت إنه سـ يُقبل على فعلٍ جنوني كما فعل من قبل.. لم تدري ماذا تفعل وكيف ستمنعه من ارتكاب أي حماقة، خاصة وأن "ملك" ما زالت قيد غيبوبتها الطويلة.
فـ ركضت من خلفهِ والخوف يملأ صدرها، حاولت اللحاق به ولكنهُ سرعان ما استقل سيارتهِ واقتادها، حتى إنه لم يستمع لندائها الذي تكرر أكثر من مرتين :
- يـــزيــد.! أسـتنى!

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now