الفصل السادس عشر

17.6K 948 114
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل السادس عشر"

"أحيانًا تكون النيران أهون من بعض الحيوات التي لا نرغبها."
___________________________________________

جرجرها "محمد" على السُلم القديم والمُتهالك في بناية قديمة بها طابق واحد وآخر مكون من سطح ملحق به غرفة.. كانت تصرخ وتستغيث ولكن لم يسمع صوتها أحد، فقط يستلذ بسماع صرخاتها التي تُثير رغبته في الإنتقام منها أكثر وأكثر بعدما تجرأت وتعدت على رجولته كما يقول..
صعد بها "محمد" للسطح متمسكًا بذراعها كأنه سيكسره بين قبضتهِ.. حاولت التملص وهي تصرخ فيه ضاربه بكفها كتفهِ :
- سيبني ياظالم، خلي عندك نخوة أنا مش عايزة أعيش معاك

فتح باب الغرفة المبنية بالسطح وسحبها عنوة.. أدخلها الغرفة قذفًا وأغلق الباب خلفه، لهثت وهي تنظر للغرفة الخاوية من أي فراش.. فارغة تمامًا، ثم عادت تنظر إليه وهو يبتسم ابتسامة واسعة ثقيلة على تقبلها وأردف :
- إيه رأيك في بيتك الجديد؟.. أوعي تكوني فكراني هرجعك للنعيم اللي كنتي فيه، انتي هتعيشي هنا مذلولة لحد ما انا أقرر تخرجي أمتى

كادت تنقض عليه، لكنه كان أسبق بـ قدمه التي ضربت ساقها ضربة مبرحة أسقطتها أرضًا من فرط الوجع وهي تصرخ متآويه.. وقال متشفيًا فيها :
- أبقي خلي بالك المرة الجاية

وابتسم وهو يشير بأصابعهِ :
- هروح اشوفلك ميا تشربيها، أصل مفيش ليكي أكل هنا

أقفل الباب عليها من الخارج، وتركها تصرخ وتصيح متأثرة بالألم الشديد الذي أكل قلبها قبل جسمها، ضمت ساقها لجسمها وصرخت من بين نشيج بكائها :
- آآه.. يارب مبقاش فيا طاقة، هتعذب لحد أمتى؟.. مبقتش قادرة اتحمل ولا قادرة أعافر.. آآآآآه
..........................................................................

كان "يونس" في مكان متواري عن الأنظار بعدما صفّ سيارته بعيدًا كي لا يكون مُلفتًا.. عيناه متربصة بذلك المبنى القديم الذي دخله ذلك اللعين منذ قليل، نظر "يونس" لـ إشعارات هاتفهِ فلم يجد جديد بعدما تابع "عيسى" بالموقع الذي يتواجد فيه..
نفخ "يونس" بـ إنزعاج وهو يشعر بنفسهِ مُقيدًا غير قادر على استعادتها من يديه بقوة وإخفاءها عنه.. خاصة بعدما أبلغه أحد أصدقائهِ بالمباحث العامة إنه لا يملك حق قانوني لإبقاء إبنة عمهِ معه.. حتى وإن كانت تعاني من اضطهاد زوجها وعنفهِ.
أهتز هاتفهِ بصمت فـ أجاب على الفور وبصوت بدا منخفضًا :
- أيوة ياعيسى ، أنت فين؟

تحرك "يونس" لـ يجلبه من المكان الذي علق فيه، حيث توقفت إشارة الموقع ولم يستطع الوصول إلى مكان "يونس" تحديدًا.

- جانب آخر -
كان "محمد" يصعد متباهيًا على الدرج وهو يمسك بزجاجة المياه، وقد منّى نفسه بقضاء ليلة حميمية معها لن تنساها من فرط ما ستراه منه، سترى حيوانًا بربريًا لم تره من قبل.. سيعاقبها بأسوأ عقاب قد تعيشه امرأة في الدنيا، هكذا انتوى أن يفعل معها.. وقد بيّت لها تلك النيّة منذ ما فعلته معه، أن يذيقها من العذاب أشكالهِ.
فتح باب الغرفة التي أوصدها عليها وهو يغني بصوت بغيض لا تطيق الآذان سماعه، دخل فلم يراها، توقف صوته عن الغناء وهو ينظر حوله.. فـ إذ بها تخرج من خلف الباب فجأة وهي تقفز عليه حتى أسقطته وسقطت معهُ.. وبأسنانها كانت تعض كل مكان تصادفه، وبأظافرها كانت تهبش فيه وتخدشهِ خدوش غائرة خاصة في وجهه وأسفل عيناه.. حاول تلجيم ذراعيها وهو يصيح ولكنها كانت في أوج هياجها العصبي والحركي كأن دفعة الأدرينالين قد تدفقت للتو في شرايينها مُحدثة طاقة عدوانية هائلة.. وما انفكت أن تركته وفتحت الباب، ركضت لاهثة گالمجنونة عاجزة عن التقاط أنفاسها، حاولت فتح الباب الخشبي المهترئ الذي يقود للدرج.. ولكنه كان قد أقفله بحرص، مسحت وجهها بأصابع مرتعشة.. كل جسدها يرتجف، تكاد تتبول على نفسها من فرط الذعر الذي تعيشه.. بل إنها فقدت السيطرة على نفسها بالفعل وتسرب البول من بين ساقيها ملتصقًا ببنطالها.. حقًا أُهدرت، أُهدرت بشكل لا يقبله أي بشري.
تركت نفسها تهوى على الأرض الصلبة وقد فقدت الإيمان بمعجزة تنقذها من هنا قائلة بصوت ممشوج بالألم :
- ليه كده يارب!! لـــيه أنا بالذات

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now