الفصل التاسع

18.1K 883 34
                                    

°° ~دُمية مُطرزة بالحُب~ °°
"الفصل التاسع" - حياة خلف القُضبان -

أخشى أن أحكي ما أمرّ به فـ يعتقدون إنها مُجرد قِصة خيالية لن يتحمل أحد معايشتها، ولكنها واقعي المؤسف الذي أنام وأصحو عليه كل ليلة.
لا تسألني عن ذلك الصمت والكتمان الذي أدخرّهُ بداخلي گشظايات من نار تنهم في ضلوعي، ولكن اسألني من أدّى بيّ لهذا الحال.
.............................................................................

لقد بحثت في كل مكان وفتشت عن أي شئ يوجد به ثغرة، ثغرة تساعدها على الخروج من هنا.. لن تيأس، فهي لن تقبل بتواجدها الجبري هنا بالتأكيد.
أغلقت "ملك" درج الكومود الذي كان فارغًا ونفخت بتذمر، وراحت تفرك رأسها بقوة وهي تحاول استذكار رقم الهاتف الخاص بـ "هادي"، ولكنها لم تستطع.. ألقت بثقل جسدها على الفراش وتنهدت قائلة :
- وبعدين!! هعرف هادي إني هنا إزاي!!

استمعت "ملك" لصوت بالخارج، فـ نظرت من خلف زجاج الشرفة، كان "يونس" يقف بجوار فرس أبيض جميل الشكل بديع المنظر، وكأن لا وجود لفصيلته كثيرًا.. مرتديًا ثياب مريحة حتى يكون أكثر حرية عندما يمتطيهِ، وبجواره رجل كبير في السن يربت على الفرس بحنو.. لم تكن تستمع سوى لصوت نبراتهم، أما الحوار كان مُبهمًا بالنسبة لها.

مسح "يونس" على رأس فرستهِ بينما كان ممتعضًا وتعابيره غاضبة للغاية وهو يقول :
- مش هسمحلها تاخدها مني تاني، ولو عملتها أنا هحرق قلبها على الأسطبل بتاعها كله

تنهد "مهدي" غير راضيًا عما يقوله "يونس" وأبدى اعتراضه :
- غالية دماغها ناشفة وانت دماغك أنشف منها، لو مشيت بالعند مش هنخلص.. ما تحلوها بينكم أحسن

استعد "يونس" ليصعد على ظهر الفرس و :
- لأ، أعلى ما في خيلها تركبه.. وانا هوقعها من عليه
- يونس يابني

ودنى منه قليلًا :
- أنا عارف إن هي اللي بدأت الحرب عليك بعد وفاة هانيا الله يرحمها، بس آ....

وكأنه تضايق أكثر الآن ورفض استكمال هذا الحوار الذي يخصها بتاتًا :
- مهدي، متكلمش معايا عن الست دي تاني، أنا مش طايق سيرتها

أشاح "مهدي" وجهه شاعرًا بالفشل في إقناعه، فـ لمح تلك الفتاة التي غلب الحزن على وجهها وهي تقف في الشرفة وتنظر إليهم.. قطب جبينه بـ استغراب و :
- إيه ده!! مين دي ؟

التفت "يونس" بالفرس خاصتهِ ونظر بالأعلى ليجدها قد ظهرت أخيرًا بعد مرور ثلاثة أيام من تواجدها هنا، ثم أجفل بصره عنه وأجاب :
- ملك بنت عمي إبراهيم، هنا بقالها كام يوم
- مشوفتهاش خالص قبل كده!

فـ تأهب "يونس" للطيران بالفرس خاصته و :
- متاخدش في بالك

دخلت "ملك" للغرفة من جديد وشعور الكبت الذي تولّد من فرط كتمانها يُطبق على أنفاسها گأغلال من حديد تكاد تسلب أنفاسها حتى آخرها.. أذرفت عبرات حامية على جلدها لم تعد تتحمل لهيبها المُسعر، تهادت في جلوسها كأن ساقيها لم تعد تحملناها.. وغمغمت بصوت متقطع :
- يارب، يارب ساعدني.. أنا حاسه إني هموت من غير ما اشوف يوم واحد حلو

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now