الفصل التاسع والخمسون -الجُـزء الثـانـي-

16.6K 1K 78
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°      —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل التاسع والخمسون"

"أُحب دلالهُ لي وكأني ابنتهُ، وحُبهِ كأنه اختزل كُل العشق لأجلي."
_________________________________________
طاقة هائلة من الغضب المكتوم بين أضلعهِ، يرغب بشدة أن يفتك بها لتدفع ثمن الألاعيب الوضيعة التي حاكتها من خلف ظهرهِ.. لقد انكشف له الطرف الثالث الذي احتار وهو يبحث عنه بدون أن تخطر هي على ذهنهِ لحظة واحدة، وكيف يفكر بها وهو الذي لم يصدق إنها ستتجاوز كل حدودها بهذا الشكل الجرئ.
حاولت في مرة قتله، وفي الثانية حبسهِ لسنين طويلة، لقد استهلكت كل صبرهِ عليها ولم يعد هناك داعٍ لأن يتركها بدون حساب.. هذه المرة لن يمنعه حتى ذكرى زوجتهِ المتوفاه، إن كانت حيّة الآن لقررت الثأر بنفسها بعد كل ذلك العبث الرخيص منها.
گالقدر المحموم غلى صدرهِ وهو يبحث في عقلهِ عن الرد القوي والمناسب على كل ما فعلتهُ، ويفكر كيف يُحصن نفسهِ وكل من حولهِ من أي مخطط داهي منها.. وأول ما سأل عنه :
- هي فين؟؟

فكان جواب "جاسر" مُبسط ولكنه حمل بين أحرفهِ سببًا كافيًا لأن يهتاج "يونس" وتثور ثائرتهِ :
- هربت
- نـــعـم !!

قالها وهو يضرب بكفهِ سطح الطاولة، فـ فسر له "جاسر" بشكلٍ أوضح :
- بعد ما واجهتها هربت من الشاليه بتاعها، أكيد أنا مش مجبر أكتفها وأجيبهالك في شوال.. أنت كفيل بيها

وقف "جاسر" فـ نهض "يونس" وهو يحذرهِ بلهجة حازمة :
- لو اكتشفت إنك خبيتها ياجاسر!!

فـ قاطعه "جاسر" بحزمٍ :
- الوليه دي متلزمنيش، ولولا إن الموضوع يخصك كنت أدخلت بدالك

فـ تدخل "يونس" بمنتصف كلامهِ و :
- مش محتاج مساعدة من حد، زي ما قولت أنا كفيل بيها هي وكل اللي وراها.. أنا كنت عايز معلومة بس وأخدتها منك

وتناول هاتفه ومفاتيحه متابعًا :
- يعني مش هنتقابل تاني

وترك "يونس" ورقة نقدية فئة مائتان جنيه على الطاولة وهمّ ليخرج من هنا، بينما الإنتظار للحظات كان من نصيب "جاسر" الذي تعمد الخروج بعدما ينصرف "يونس" ببضع لحظات، هو أتم مهمتهِ معتبرًا ذلك تلافي لخطأ وجود أسمهِ في أمر گهذا.. ولأنه لم ينسى أبدًا "حسن الجبالي".. ذلك الرجل الذي اهتم به وبأمثالهِ من الأيتام ومجهولي النسب وتولى رعايتهم والإنفاق عليهم في دور الرعاية وزياراتهِ المستديمة لهم، لهذا هو يكنّ له تقديِرًا واحترامًا حتى الآن، ولم يترك أبناءهِ يسقطون في الفخ بـ سببهِ.
...........................................................................
ترك "يونس" هاتفهِ بعدما أنهى مكالمة غاية في الأهمية مع "عيسى" وأراح ظهرهٍ للخلف مستندًا على الوسائد الوثيرة المفترشة على الأريكة.. مسح شفتهِ السُفلى بلسانهِ وقد نهم الغيظ منه نهمًا، فرك صدغهِ ومازال عقلهِ يعمل عملًا دؤوبًا للوصول إلى فكرة حول ما عليه فعله معها، لم يهتم بـ إرهاقهِ وبقى هاجدًا طوال الليل في منزله بمفردهِ بعدما قرر ألا يذهب إلى المزرعة على الأقل الأيام المُقبلة، وسـ يصب جام تركيزهِ على هذا الأمر حتى يُنهي "غالية" تمامًا، فقد أصبحت تُشكل خطرًا واضحًا وليس عليه هو فقط.. بل على المحيطين به بشكل أكبر.
نفخ "يونس" أنفاسهِ المضطربة وغمغم بصوتِ منخفض :
- بقى تطلعي انتي ورا كل ده!.. عيني غفلت عنك شوية تروحي تضربيني وتضربي اللي حواليا في ضهرهم!، إيه كل السم اللي جواكي ده!

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now