الفصل التاسع عشر

18K 975 36
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل التاسع عشر"

"الثقة شعره قوية ما إن تجذّرت بشكل صحيح في مكانها، ضعيفة وهشّة إن تركت جذرها."
___________________________________________

صفعة قوية كانت تصطدم بوجه أحد رجالها، صفعة مُهينة بـ ظهر يدها اليُسرى..
حدجتهُ بنظرة غاضبة ثم هدرت فيه بصوت مرتفع :
- كل ده ومش عارف توصل بس لمكانه، أمال لو قلت هات روحه هتعمل إيه!

أطرق الرجل رأسه أرضًا بينما كانت "غالية" تتابع صياحها فيه :
- حتة فرسة مش عارفه أرجعها بعد ما الحرامي ده سرقها من هنا من بيتي ومن الأسطبل بتاعي!
ودلوقتي جاي تقولي مش لاقي ومش عارف.. أمال لزمتك إيه؟

فحاول تبرير فشله قائلًا :
- ياغالية هانم ملهوش أثر، كأنه خباها في بطن الأرض

فـ صرخت في وجهه :
- تنزل وتجيبها حتى لو في جهنم.. تعرفلي هو فين ومع مين وبيقضي وقته إزاي! تتــصـرف

استمعت لصوت هاتفها المحمول، فـ أجابت على الفور و :
- أيوة

صمتت لحظات قبل أن تنقلب ملامح وجهها قائلة بـ ذهول :
- موجود هنا؟ يعني مسافرش؟

عادت تنظر نحو رجلها بنظرات مستخفة و :
- حـلو، أعرف هو فين وبلغني

أغلقت الهاتف و :
- يونس هنا في القاهرة.. أطـلع بـرا مش عايزة أشوف وشك

فـ انسحب من أمامها بتعجل، بينما أردفت هي متحدثة لنفسها :
- ماشي يايونس، وراك والزمن بينا طويل
........................................................................
صفّ "يزيد" سيارته جانبًا.. كان وجهه عابسًا متجمدًا وهو يعيش إجبار على فعل ما، وهو الذي عاش حُرًّا طليقًا لا يقوَ أحد على فرض رأيه أو اختياره عليه.. ولكن عندما يمسّ الأمر جدتهِ الغالية لا يستطيع فتح فمه بـ حرف واحد معترض على توجيهاتها وأوامرها.
نظر للمرة العاشرة لتلك الورقة التي مكتوب فيها بعض الأشياء الشخصية التي سيبتاعها من عدة أماكن ضمنها الصيدلية، ثم تأفف وهو يلعن حظهِ.. ترجل عن السيارة وسار نحو الصيدلية، وما أن دخل حتى رأى العديد من السيدات، تحرجّ من وضعهِ وهو ينظر حوله ببلاهه، ثم تنحنح وهو يخطو نحو أحد الأطباء الذكور.. ناوله الورقة وقال :
- محتاج الحاجات اللي مكتوبة هنا

تناولها منه الطبيب، قرأ محتواها سريعًا.. ثم عاد ينظر نحوه بتعجب قبل أن يغيب من أمام ناظريه ليجمع كل ما يحتاج..
رمقتهِ إحداهن وهي تقرأ الورقة التي ناولها إياها الطبيب، ثم تهامست مع زميلاتها ليضحكن سويًا بشكل متخفي أصابهُ بالحنق.. وأسرعن بالدخول لجلب بعض الأشياء..
نفخ "يزيد" وهو يبتعد عن المحيط، وراح يتفحص الزاوية التي تضم أدوات العناية الشخصية للذكور من ماكينات حلاقة وشفرات ودهان ملطف للجلد بعد الحلاقة... ألخ.
انتبه عندما لفت الطبيب انتباهه و :
- أتفضل

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن