الفصل الخامس والعشرين

18.2K 968 62
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الخامس والعشرين"

^^أحيانـًا نحتاج لـ دفء لمسة؛ لـ عناق النظرات.. نحتاج لصوت ناعم خفيض يهمس لنا" لا تقلق، فـ أنا بالجـوار".^^

____________________________________________

صعدت "غالية" للطابق المتواجدة فيه "ملك الجبالي"، بعدما تعرفت على هويتها وتواجدها هنا بالمشفى وتوصلت للسبب أيضًا.
كانت تختال في خطواتها المتعجرفة، تعلو البسمة المستفزة محياها استعدادًا لرؤيتهِ في أي لحظة.
من مسافة مقبولة استطاعت أن ترى "عيسى" يقف منتبهًا أمام أحد الغرف ولا يوجد أحد غيره، فلم تعبأ بتواجده هكذا كأنه يحرس الغرفة، وراحت تخطو نحوه حتى رآها.
فـ تجهمت تعابير وجهه وهو يبتعد عن الباب كي يُلاقيها في نقطة بالمنتصف، ووقف شامخًا أمامها شابكًا أصابع يده وهو يتحدث بلهجة تحذيرية :
- الأفضل تمشي من هنا منعًا للمشاكل يامدام غالية، الباشا لو شم خبر إنك هنا مش هيكون لطيف أبدًا

فـ أبرزت أسنانها وقد اتسع مبسمها بـ ابتسامة عريضة أعقبتها بـ :
- أنا أصلًا عايزاه يشوفني
- أنا أمنعك من ده

فـ تدخل السائق الخاص بها وحارسها بنفس الآن :
- ياريت محدش يتدخل بينهم، الموضوع برا عننا ياأخ

فـ لم يُعيره "عيسى" أدنى اهتمام ولم ينظر حتى في وجهه وهو يقول :
- أسكت انت ياشاطر ده كلام كبار ميخصكش

كاد الحارس يتهجم عليه لولا تدخل "غالية" التي أشارت له كي يثبت في محلّه.. بينما كان "عيسى" يُطلق شظايات من نظراتهِ لذلك الأخرق بدون أن يتفوه كلمة.
وكأن تلك هي اللحظة المناسبة التي أتت فيها "كاريمان"، وقد تعرفت عليها من ظهرها بسهولة.. فـ ضربت الأرض بعكازها وخطت نحوهم بتعجل وهي تصيح :
- بتعملي إيه هنا ياغـالية؟

التفتت "غالية" على صوتها ومازال طيف ابتسامة يترنح في ذهاب وعودة على ثغرها وهي ترمقها بـ استخفاف قائلة :
- أنتي لسه عايشة ياتيزة؟

فـ حدجتها "كاريمان" بنظرة مُحتقرة و :
- جاية ليه؟ مش عايزة أشوف وشك هنا  Hadi oradan. "أغربي من هنا"

فـ رسمت براءة مزيفة على وجهها وهي تبرر تواجدها هنا بـ :
- أنا جيت أسلم واتمنى السلامة، بس

فـ انفعلت عليها الجدة وهي تدنو منها لتقول بلهجة شديدة القوة :
- مش عايزين سلام من واحدة شبهك، Dışarı çık. "أخرجي"

بدأ صدى الصوت يصل للداخل، حيث استمعه "يونس" لـ ينتشله من أوج تركيزه معها، خاصة تلك النبرة التي يعرفها ويحفظها جيدًا.. كأن ماسّ كهربي صعقه بعدما تأكدت ظنونهِ وهو يُدقق سمعهِ، بينما سألته "ملك" وهي تستمع لهذا الضجيج بالخارج :
- إيه الصوت ده!! نينة بتزعق مع حد!

أستل "يونس" يديه من يدها ونهض، وقف أمام الباب لحظات يسمع حديثهم الذي يدور.. حيث نفت "كاريمان" تمامًا وجود "يونس" هنا، مما أعجزهُ عن الخروج أمام "غالية" ليواجهها من جديد.. أطبق جفونهِ بقوة وقد تملكتهُ العصبية حينئذٍ  من تلك التمثيلية السخيفة التي اتبعها كي لا يُحزن جدتهِ وها هو يقف عاجزًا عن الخروج أمامها.

~دُمية مطرزة بالحُب~Donde viven las historias. Descúbrelo ahora