الفصل الخامس والخمسون الجزء الثاني

15.7K 855 40
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل الخامس والخمسون"

"حقيقة عملية مُثبتة، إنك لـ قادر على تحدي من هو أقوى بـ دهائك."
__________________________________________
- معرفش

كانت تلك الكلمة الوحيدة التي أجاب بها "يزيد" على أغلب التساؤلات التي طرحها عليه رئيس النيابة خلال التحقيق في واقعة ضبطهِ بحياذتهِ تلك الكمية من المواد المشتبه في كيميتها .. ترك رئيس النيابة القلم واستند بكلا مرفقيه على سطح المكتب العريض وهو يقول ببعض من الإنزعاج :
- كده بتضر نفسك يايزيد، على الأقل لو مدسوسة زي ما بتقول لازم تقولي شاكك في مين!

حرر "يزيد" أصابعهِ المتعقرطة سويًا وأردف بـ :
- اللي ضرب عليا نار من أسبوعين هو هو اللي عايز يتخلص مني دلوقتي، ياعيني مش متحمل يشوفني عايش وبتنفس

تضايق رئيس النيابة من لهجتهِ الساخرة فـ حذرهُ بجدية تلائم الوضع الحرج تمامًا :
- الوضع بتاعك مش متحمل سخرية، ولا إيه !

ثم تنهد وتابع بعد فحص المحضر الموجود أمامه :
- أنت قولت في المحضر هنا إنك بتتهم معتصم في قتل رغدة ومحاولة قتلك انت كمان

فـ أومأ برأسهِ متفقًا معه و :
- حصل
- بس في نتايج الطب الشرعي أُثبت إن الرصاصة اللي صابتك غير الرصاصة اللي صابت المجني عليها وكمان المسافة مختلفة، يعني في طرف تالت

فـ بادر "يزيد" قبيل أن يستقبل سؤالهِ :
- لحد دلوقتي مفيش حد معين شكيت فيه غير معتصم وإلا كنت بلغت فورًا
- في حاجه تاني عايز تضيفها لأقوالك؟

فـ أومأ بـ إيماءه صغيرة و :
- البنت اللي كانت معايا دي موظفة في الشركة وانا كنت بوصلها لأقرب مكان من بيتها، يعني ملهاش أي صلة حتى بالعربية
- فاهم

ثم أشار للكاتب وأملى عليهِ :
- أكتب، قررنا نحنُ رئيس نيابة ××××× إرسال عينة للطب الشرعي من أجل فحصها، وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق لحين ظهور النتائج أو ظهور أدلة تفيد ببراءة المتهم

أطبق "يزيد" جفينهِ مستشعرًا بضيق يكاد يُطبق على أنفاسهِ ليقطع مسلكها عن صدره، شعور بألم مختلف عن كل مرة.. وكأنه رأى أنهيارهِ نصب عينيه، إلى أن التقطت آذانهِ بقية حديث رئيس النيابة :
- ويتم الإفراج عن الآنسه نغم عبد الهادي بضمان محل إقامتها، وأقفل المحضر في ساعتهِ وتاريخه

لفظ "يزيد" زفيرًا طويلًا من صدرهِ بعدما اطمئن بـ إنها ستنجو، كأن بعض من همومهِ قد انقشعت.. سيهتم بأمر نفسه فقط وهذا سيخفف عنه مرارة الشعور بالذنب الذي لم يفارقه منذ الأمس.
خرج "يزيد" من غرفة رئيس النيابة والمُجند ملتصقًا به بينما كان "يونس" واقفًا يتملكهُ العجز حاليًا.. دنى منهم وسأل المحامي بتلهفٍ وريبة :
- ها؟؟

فـ أجفل المحامي قائلًا :
- حبس ٤ أيام

تقلصت تعابير وجهه وهو ينظر لـ "يزيد" بنظرات عاجزة، في حين كان الأخير يحاول التظاهر بإنه لا يهتم لما حدث بل يهتم بما سيحدث :
- لازم تعرف مين عمل كده يايونس معتصم ولا الطرف التالت اللي بندور عليه.. انا مش هقضي بقيت شبابي في السجن

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now