تابع الفصل المائة وستة عشر

9.5K 711 8
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°     - الجُـزء الثـالث -
تـابع :-
"الفـصل المـائة والسادسة عشر"

لا يدري كيف وصل بهذه السرعة إلى المشفى التي تم نقل "ملك" بها في الحال، كادت أنفاسه تنقطع عنه وهو يركض ركضًا مندفعًا سريعًا، وعيناه تجوب الأروقة والردهات بنظرات خاطفة حتى يتوصل للطابق المنشود. لمح "كاريمان" تقف أمام الباب بجوار" خديجة" مستندة على عصاها، باديًا عليها الخوف والقلق الشديدين، أسرع يركض إليها مناديًا بدون وعي :
- نينــة!..
وصل إليها وهو يلهث لهثًا، وسأل بصوتٍ متقطع اختلط بأنفاسه المتسارعة :
- إيه اللي حصلها؟.
ونظر حوله بتلهفٍ :
- هي فين؟.
أشارت" كاريمان" بأسف نحو الغرفة، وأجابت بنبرة تبين فيها الحزن :
- جوه معاها الدكتور، المسعفين بيقولو جالها نزيف.
جنّ جنونه، وعاش لحظات عصيبة للغاية في الذعر والخوف عليها :
- من إيه بس؟؟؟ كانت كويسة امبارح وانا كلمتها النهاردة الصبح كانت زي الفل!.
تنهدت "خديجة" وهي تُسبل جفونها قائلة :
- لوحدها كده يابني، فجأة سمعنا صوت صريخ وعياط، دخلت عليها لقيتها على الأرض والدم نازل منها.
ارتعشت أنامله وسرى الخوف في كل بدنهِ گالڤيروس القاتل، تفشّت معالم القلق على وجهه، ولم يقوَ على إخفاء أيًا من مشاعرهِ المضطربة تلك، حتى انفتح الباب، فـ هرع نحوه هاتفًا :
- هـا ؟.
فسألته الممرضة :
- حضرتك أستاذ يونس ؟.
- آه.
فأفسحت الطريق أمامه ليدخل :
- اتفضل.
أسرع بالدخول. كانت غرفة منقسمة لقسمين من أجل الكشف النسائي، تردد حول عبور ذلك الساتر الزجاجي، فـ وجهتهُ الممرضة بالدخول :
- اتفضل من هنا.
فـ لم ينتظر ثانية واحدة، دلف بسرعة البرق، ليراها ممدة على الفراش غارقة في دموعها. فـ قطع المسافات بينهما وأوفض يضمها إليه محتويًا إياها أولًا، قبيل أن يسأل حول أي شئ آخر، وهتف بصوتٍ قلق :
- أهدي ياحببتي ، أهدي وكله هيعدي.
صوت شهقاتها المتقطعة آذاه، لكنه تركها تفيض بكل ما تحمله، ثم ابتعد قليلًا ونظر نحو الطبيب الذي كان يتابع جهاز الكشف المرئي، ليسأل بإهتمام مرتبك :
- في إيه يادكتور؟؟ إيه اللي حصل ده!.
فسر له الطبيب الوضع بكلمات موجزة :
- مش عايزك تقلق خالص، الوضع بقى طبيعي زي ماانت شايف والمدام بخير الحمد لله، واللي حصل ده بيتكرر مع حالات مشابهه إثناء الحمل، ممكن يكون مجهود زيادة أو ضغط نفسي زائد، لكن هي بخير متقلقش.. إحنا محتاجين الفترة الجاية راحة تامة وممنوع عنها أي مجهود، ومن الشهر الجاي هنبدأ تطبيق حقن التثبيت عشان نحافظ على الحمل.
التفت "يونس" ينظر نحوها ليبعث إليها بعض الطمأنينة بعد ما عاشته من ذعر :
- خلاص متقلقيش أوي كده ياملك، إن شاء الله تكوني بخير إنتي وهو.
تمسكت بيدهِ جيدًا، وأطبقت جفونها وهي تهمس بوهنٍ شديد :
- يـارب.
فتدخل الطبيب بدوره :
- مين قالكم إن "هو" مش "هي" ؟.
حدق "يونس" قليلًا، كأنه استصعب إدراك تلك المعلومة بعد التأقلم مع فكرة أن الجنين ذكر :
- لأ متهزرش!!.. إحنا كنا خلاص شوية وهنطلع شهادة الميلاد!.
ابتسم الطبيب وهو ينظر للشاشة مراقبًا حال الجنين وهتف بـ :
- هو مش ولد خالص.
انبعجت شفتيها بذهولٍ سعيد وهي تسأل بفضول متحمس :
- بـنت !؟.
- لأ برضو.
تأفف "يونس" غير قادر على تحمل أي مراوغات الآن، حتى وإن كان هدفها المزاح والتخفيف عنهم، وهتف بشئ من العصبية :
- أكيد مش حامل في قنفد!!.. ما تقول يا دكتور.
فـ أشار الطبيب للشاشة، وأردف بـ :
- دول بنتين مش بنت واحدة.
ارتفع حاجبيه مذهولًا، وحطت الصدمة على رأسه گالحجر الذي اصطدم برأس صاحبه :
- إيـه!.. بنتيـن؟؟؟.
*************************************
*********************************
مفاجأة مش كده.. 😂🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now