الفصل السابع والعشرين

16.9K 1K 73
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل السابع والعشرين"

"وما الحقيقة إلا وجع في بعض الأحيان، تجاوزها إن استطعت.. مُر عليها مرورًا شامخًا، فهي مثل الدروس التي ستعيش الحياة كي تتعلم منها."
__________________________________________

خرج "يزيد" من مكتبه وهو ينفض صبابة عُقب سيجارتهِ التي لوثت معطفهِ بالخطأ.. توقف فجأة حينما وجدها تقطع طريقهُ وتقف أمامه.
رفع طرف بصره نحوها، ثم عاد ينظر لملابسه يضبطها متجاهلًا إياها وكاد يتجاوزها لينصرف من أمامها.. ولكنها قطعت طريقه من جديد، فـ تلوت شفتيه وهو يحدجها بـ استمتاع لملامحها المختنقة التي تُشعره بـ انتصاره، وأردف :
- خير يامدام !؟
- عايزاك

ثم نظرت حولها و :
- خلينا نتكلم في المكتب

فـ قطع عليهم حديثهم "سيف" وهو يُنبهِ "يزيد" لضرورة حضورهِ في مكتب "يونس" :
- مستر يزيد، لازم تروح مكتب يونس باشا دلوقتي.. معاه واحد في المكتب مش مرتاح ليه وكمان الباشا كان هيضربه

فـ رماها "يزيد" بنظرة أخيرة قبيل أن يسير خلف "سيف" وقد تضاعف قلقهِ بشأن طلب أخيه الضروري له..
دلف "يزيد" وهو ينظر أولًا لذلك الرجل التي تشبه عليهِ و :
- فيه إيه يايونس، مين ده ؟

شمله "ربيع" بنظرات مستخفة ثم قال متهكمًا :
- لازم تنسى شكلي طبعًا، عدى عشر سنين وأكتر على آخر مرة شوفتني فيها

قطب "يزيد" جبينه وهو يدنو منهم ومازال لا يذكره :
- مش فاكرك
- ربيع، إبن تفيدة خالة ملك

فجأة تجهم وجهه وتلاشت المساحة التي تفصل بين حاجبيهِ.. رماه بنظرة محتقرة أعقبها بـ :
- ياريتك ما فكرتني بالنسب المنيل ده

فـ صاح فيه "ربيع" بلهجة عدائية قوية :
- ما تتلم ياأخينا! نسبكم انتم اللي جه علينا بالخراب

كل ذلك و "يونس" يراقب مقابلتهم وردود فعلهم يستشف ما بين السطور.. حتى شعر ببداية تفاقم الأمر فـ حجب بينهما وهدر بهم :
- بــــــس!!

ثم نظر لشقيقهُ يسأله :
- إيه الحكاية يايزيد ؟

فبدأ "يزيد" بتسميع القصة التي حفظها عن ظهر قلب منذ عشر سنوات، القصة التي حكاها للدنيا كلها بداية من شهادتهِ في المخفر وحتى أمام الجيران وأقارب "منار" الذين قلبوا الأرض عاليها وسافلها ولم يجدوا لها أثرًا :
- طنط منار اختفت فجأة، والأفندي ده هو وأمه حملوا عمي المسؤولية و......

قاطعه "ربيع" بعدما لم يروق له تلك الحكائة التي لم تنطلي عليهم قديمًا :
- بس بس، أنت لسه هتسمعنا كلام كذب شربناه من زمان!.. هتقول الحقيقة ولا أكلم أنا؟

فـ أحس "يونس" بـ التخبط رغم إيمانهِ الشديد بحديث شقيقهِ وثقتهِ العمياء به، وحبذ أن يستمع للطرف الآخر فـ وجه سؤالهِ لـ "ربيع" :
- حقيقة إيه ؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now