°° ~دُمية مُطرزة بالحُب~ °°
"الفصل الثامن"كانت تمسك بالكأس الذي تشرب منه بأصابع مرتجفة ومئات الأسئلة تدور بذهنها المُخدر الآن، والأفكار العبثية تعصف برأسها يمينًا ويسارًا..
أبعدت الكأس عن فمها، فـ بسط لها يده كي يتناوله منها، ووضعه على الكومود المجاور لها قائلًا :
- حقك تتلغبطي رغم إن الشبه بينا مميز وسهل يتفرق فيه، سنين كتير أوي عدت على آخر مرة شوفنا فيها بعضرفعت بصرها المتوتر حياله وهي لا تزال صامته، التكالب الذي على عقلها الآن يمنعها حتى من التفكير بـ رويّة أو التركيز في حديثه، بينما تابع "يونس" :
- كان عندك عشر سنين وقتها، جيتي مع عمي المطار لما كان بيستقبلني أنا وأبويا الله يرحمهأجفلت بصرها وكأنها لا تود التحدث، فـ نهض عن جلسته مستعدًا للرحيل وهو ينهي حديثه الذي أحس إنه ثقيلًا عليها الآن :
- أنا هسيبك ترتاحي وبعدين نتكلموبعدما استدار واقترب من الباب، استوقفته متسائلة :
- أنا إيه اللي جابني هنا؟فـ التفت برأسه إليها وهو يجيب بصراحة مُطلقة :
- انتي ضيفة هنا، بس ضيفة مطولة شويةتنغض جبينها بعدم فهم و :
- يعني إيه ضيفة مطولة!!رغبت في النهوض عن الفراش، ولكن مفعول المُخدر ما زال مؤثرًا على ساقها بالكامل وكأنها فشلت في تحريكهما، فـ زفرت وهي تقول :
- أنا مش فاكرة حاجه، أنا جيت هنا إزاي وليه؟كانت أجوبته مبسطة وكأن الأمور غير معقدة بالمرة :
- أنا اللي جيبتك هنا، ليه دي هتحتاج إجابة من شخص تاني.. مش منيتنهدت بـ انزعاج و :
- من مين؟
- عمي، عمي هو اللي أمر إنك تقعدي هناوأشار حوله وهو يتابع :
- المكان هنا هادي ومُريح عشان أعصابك، بعيد عن العاصمة وقرفهاانقبض قلبها وهي تُعقب على عبارته الأخيرة بذهول :
- إحنا مش في القاهرة؟فـ أشار بسبابته نافيًا وهو يمط شفتيه للأمام :
- تؤ تؤ تؤ، انتي هنا في مزرعة الخيول بتاعتي.. أجمل مكان في مصر كلهانظر في ساعة الحائط و :
- الساعة بقت ٦ الصبح، هنكمل كلامنا بعدين
- لأ، اسـتنىأجبرت ساقيها على النهوض وهي تقول :
- أنا أعصابي مش هترتاح طول ماانا مش في بيتي، رجعني دلوقتيكانت ملامحه مرتخية للغاية جمعت بين الهدوء والرزانة، وبين نبرة حازمة ترفض المناقشة :
- أنا بقترح عليكي تنسي الفكرة دي، عشان انتي هتفضلي هناوأشار بيده مؤكدًا من جديد :
- هنـا ياملكثم فتح الباب وهمّ ليخرج منه :
- خلي بالك.. الفطار هنا الساعة ٩ ونص
![](https://img.wattpad.com/cover/222326886-288-k795499.jpg)
YOU ARE READING
~دُمية مطرزة بالحُب~
Romance°°ماذا لو كنت دُمية؟.. دُمية حيِّة تتنفس.. بداخلها روح، ولكنها تحترق.. ولديها قلب، لكنه قلب يحمل بداخله مقبرة.°°