الفصل السادس والعشرين

18K 992 121
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل السادس والعشرين"

"حتى الأحلام، ستجدها تحمل رائحة واقعك الذي لا ترغب فيه."
__________________________________________

وصلت سيارتي "يونس" و "يزيد" أسفل العقار الذي تم نقل "إبراهيم" إليه بعدما خرج من المشفى.. طوال الطريق كانت "ملك" تجلس بالمقعد الأمامي، لم تحرك حتى شفتيها بكلمة واحدة منذ أن علمت بـ تفاصيل الحكاية وإنهم كانوا يسترون الأمر عنها.. لم تلفظ سوى بعبارة آمره بـ أن يقلوها إليه في الحال، فلم يتردد "يونس" في تنفيذ رغبتها كي يجمح على الأقل غضبها ونظرات اللوم والعتاب في عينيها والتي لم يتحملها.
أوقف "يونس" السيارة وأغلق الإضاءة، ثم التفت نصف التفاته وهو يردف :
- هتقدري تنزلي لوحدك؟

لم تنظر حتى إليه، فتحت الباب وبدأت تعتمد على نفسها وهي تترجل عن السيارة.. فكان أسبق منها، حيث وقفت عن جلستها فوجدته أمامها مباشرة يغلق الباب بدلًا عنها.. ثم أردف :
- حالته متتحملش أي عصبية، يعني بلاش دلوقتي عتاب وزعل.. أنسي كل حاجه مؤقتًا

رمقتهُ بنظرات جامدة مستنكرة مخاوفه وكأنها لا تهتم لأمر والدها :
- أنت مش هتخاف على بابا أكتر مني، أنا اللي بنته مش انتوا

ثم نظرت بطرف عينها لـ "يزيد" الذي لم يصمت أو يراعي الضغط المتشكل عليها وراح يبدأ بالصياح :
- بقولك إيه.. اللي بتكلمي عنه ده مش مجرد عم ليا.. يعني آ.....

أشار له "يونس" كي يصمت، فـ انقطع حديثه وهو يبتعد عنهم زافرًا بحنق.. بينما ابتسمت "ملك" بـ سخرية شديدة و :
- سيبه يقول اللي في نفسه.. أنا اتعودت منه على كده

وضع يده على كتفها وكاد يقودها للداخل برفق و :
- طب يلا بينـ......

قطع ما بقى من عبارته وهو يراها تُبعد ذراعهِ عنها و :
- أكيد هيكون ليا رد على إنك خبيت عني موضوع زي ده.. مش هعديها كده

وتجاوزته كي تصعد بمفردها كما كانت دائمًا.. وهو ينظر إليها بضيق جلى، بينما استنكر "يزيد" لطفهِ الزائد معها و :
- شوفت! أول حد هتتمرد عليه هو انتَ.. مبسوط بإنجازات الدروس بتاعتك؟

حدجهُ "يونس" بنظرات مختنقة قبل أن يستبقه ليصعد خلفها موفضًا، ظن إنها لا تملك مفتاح الشُقة، ولكنه تفاجأ بها دخلت الشُقة وتركت لهم الباب مفتوحًا.. فـ دلف كلاهما وتركا لها مهمة الدخول إليه بنفسها.
...........................................................................

منذ أن رأته والتقت به وهي بنفس الوضعية.
كانت "ملك" تنام برأسها على صدره وبين ذراعيهِ، تشتم رائحته وكأنها تُشبع الليالي التي ستقضيها بدونهِ..
بصعوبة شديدة كانت تمنع الدموع من أن تفيض فـ تُضعف من حالة "إبراهيم" التي بكى مجرد أن رآها، حاولت أن تعطيه القوة التي تفتقدها هي.
مجرد فكرة تواجدها بين أحضانهِ كأنه أراح صدره التي يشكو آلامه كل يوم، وبدون أن تشعر بعثت عليه الحبور.. لقد كان يفتقد رؤية وجهها حتى، وها هو يتحقق أكثر مما تمنى.
قرعات على الباب دخل بعدها "يونس" وهو يحمل زجاجة مياه.. نظر لحالتهم تلك بنظرة خاطفة كي لا يُضايقهم، ثم أشار لزجاجة المياة و :
- في معاد دوا لازم تاخده ياعمي

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now