الفصل المائة وعشرة - الجُـزء الثـالث -

10.5K 704 6
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°     - الجُـزء الثـالث -
"الفصل المـائة وعشرة"

"أراك قد أصبحت عاشقًا، يرنو إليه القمر ويتعلمُ"
_________________________________________
تطلع بعينانٍ متحمستان للأشياء المعروضة خلف العارضة الزجاجية، وقد راق له أكثر من شئ. اختطفتهُ "نغم" من أوّج تركيزه وهي تسأل بفضول - رغم إستنتاجها - :
- جينا هنا ليه يا يزيد؟.
فـ التفتت رأسه نحوها مجيبًا بنبرة غلفتها الحماسة :
- هنجيب هدية لـ يحيى باشا.
أمسك بيدها واجتذبها نحو الداخل متابعًا :
- حاجه كده تليق بأبن يونس الجبالي.
شدتّ "نغم" على كفه وقد إمتلأ جوفها بالسعادة، ودعمت فكرته بشدة :
- شكلك هتحبه أوي.
فأيّد قولها :
- طبعًا، مش إبن الغالي.
سار معها بين أروقة المتجر الضخم، والمتخصص في بيع كل ما يخص الأطفال وحديثي الولادة بصفة خاصة، وتفحص بعينه كل شئ ليتمكن من إنتقاء هدية قيّمة، حتى وقعت عينه على ذلك الفراش الجذاب، توقف أمانه هنيهه، وقبل أن يعبر عن شديد إعجابه به كانت "نغم" تردف بـ :
- حـلو أوي يا يزيد.
فـ انبعجت شفتيه بحبور، وقد قرر الحصول عليه :
- هو فعلًا حلو ، خلاص هناخده.
ونظر نحوها قائلًا :
- بس في حاجه.
قطبت جبينها تسأل :
- إيه؟.
بدا جاد للغاية وهو يهتف قائلًا :
- انتي اللي هتقدميه لملك.
فأعربت عن رفضها الشديد لذلك :
- لأ، إنت.
فـ تعنتّ هو الآخر، رافضًا وبشدة تقديم أي هدية لها :
- هي كلمة واحدة، انتي اللي هتقدميه يعني انتي اللي هتقدميه.
****************************************
كانت في حالة من البهجة لا مثيل لها، وهي ترى نصب عينيها أول هدية تأتي لطفلها القادم. تحسست بيديها نعومة الفراش الذي تبطن بالقطن الناعم اللين، واكتسى بالستان الرقيق الزهري، وداعبت الألعاب البلاستيكية المتعددة التي تعلقت به، وبعينان إلتمعتا من فرط السعادة رنت إليه، وبدا صوتها متأثرًا ببعض الحشرجة وهي تردف بـ :
- إنت فاجئتني يا يزيد، مش عارفه أشكرك إزاي.
أجبر ثغره على الإبتسامة، وبدون أن ينظر نحوها هتف بـ :
- على إيه يابنت عمي، ده برضو إبن أخويا.. يعني أنا أبوه التاني.
- أكيد.
وأخفضت نظراتها المتحرجة عنه، مستشعرة الضيق من نفسها بعد مواجهتهم الأخيرة :
- أنا عايزة أعتذرلك عن اللي قولته آخر مرة، بس أنا كنت مضغوطة جدًا و...
طرد "يزيد" زفيرًا قصيرًا من جوفه، وقطع عليها طريق الإعتذار قائلًا :
- عارف ومقدر، إنتي كمان مكنش ليكي ذنب في حاجه.
وبصعوبة شديدة ، عاند نفسه ورغبته، وأجبر حاله على الإعتراف والإعتذار منها :
- أنا اللي آسف، آسف على كل حاجه.
انفرجت شفتيها بإبتسامة سعيدة، ومدّت له يدها كي تصافحه، وتبدأ بالسلام معه :
- خلاص كل حاجه راحت لحالها.
لم يترك "يونس" مراقبتهم إلا بعد أن اطمئن على وضعهم المُبشر والمستقر، سكن داخله وخمدت حيرتهِ قليلًا، والتفت ينظر نحو "نغم" :
- شكرًا على مساعدتك يانغم.
- على إيه يا يونس ، كان لازم ييجي يوم والدم يحن ويتصافوا.. خلينا ننزل وهما لما يخلصوا يحصلونا.

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now