الفصل الرابع عشر

17.6K 900 36
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الرابع عشر"

لم يكترث بـ إلحاحها الشديد الذي أزعجه، وفتح الخزانة الصغيرة كي يُخرج ملابسها منها.. لم تكن قادرة على المجادلة والنقاش الذي لن يُجدي معه، ولكنها حاولت أن تُصرفه من هنا، ألا يكون جوارها.. لا تريد أن تحنّ له حتى، أطبقت جفونها وهي تردد مرة أخرى بقنوط :
- يزيد، أمشي من هنا قولتلك بقا

ترك ملابسها على الفراش ومازالت نظراته الغامضة مرتكزة عليها، ثم قال بدون أن يتراجع لحظة :
- تقريبًا انتي مش هتحبي أبدًا إن جوزك المحترم هو اللي يكون واقف هنا مكاني وانتي بتنزلي إبنه.. مش كده ؟

ابتلعت ريقها ثم نفخت بسخط وهي ترميه بنظرة حامية و :
- مش هتبطل أسلوب التهديد بتاعك ده!
- لأ، أتمنى لما ييجي الدكتور يشوفك تحافظي على لسانك، عشان مش هتخرجي من هنا غير معايا
- بمناسبة إيـ.....

دلف الطبيب ومن خلفه المساعدة خاصته، دنى منها، فـ ابتعد "يزيد" وهو يحذرها بنظراته كي يفحصها :
- حاسه بإيه يامدام رغدة؟

تحسست أسفل معدتها و :
- وجع، عايزة مسكن وامشي من هنا
- هكتبلك شوية أدوية تنتظمي عليهم وبعد ساعة ممكن تمشي، يكون المحلول خلص

ثم التفت برأسه ينظر لـ المزعوم زوجها و :
- هتحتاج فترة راحة عشان ميحصلش مضاعفات

فـ نظر نحوها نظرة ساخرة فهمتها هي و :
- أكيد
- عن أذنكم

سحب "يزيد" المقعد وجلس بالقرب منها، وتعمد أن يؤلم روحها بكلامه السام :
- ده انتي مش بس بياعة، طلعتي جاحدة كمان.. بتنزلي ابنك لمجرد إنك مش عايزة أطفال من جوزك

وتعمّد تذكيرها مجددًا :
- جوزك اللي فضلتيه عن إنك تصدقيني، أنا كنت مخدوع فيكي فعلًا

لم تهتم بآلامها وراحت تصيح فيه لـ تُحمله أعباء ما تعيش به وفي منظورها هو المتسبب الرئيسي فيه :
- أنا اللي اتغشيت فيك وافتكرتك بتحبني، لكن الحقيقة إنك كنت راجل خاين زيك زي باقي الرجالة اللي بيجروا ورا شهوتهم

شدّ على صدغيهِ وهو يدافع عن نفسه أمامه :
- أنا سيبت الدنيا والكل وجيتلك، اعترفتلك بأسوأ حجات عملتها في حياتي.. حرقت سريري اللي شاف ستات كتير قبلك وبنيتلك سرير جوايا، لكن انتي!! انتي مكنتش واثقة فيا لحظة واحدة.. مع أول اختبار لجوازنا استسلمتي وصدقتي إن اللي عمل كل حاجه عشان بس تكوني مبسوطة خانك

أشاحت بوجهها عنه و :
- أنا صدقت عيني اللي شافتك مع واحدة تانية

- عـودة بالوقت للسابق -
مُـنذ عام ونصف من الآن.. (تحديدًا بداخل أحد غرف يخت يطفو على سطح مياة بالمرسى).
لم يكن "يزيد" في وعيه تمامًا حينما كان نائمًا على فراش إحدى الفتيات اللاتي كُن موجودات بالحفل المُقام على اليخت والذي كان "يزيد" أحد المدعوّين له.
كانت رأسه ثقيلة للغاية بفعل مشروب شربهُ مساءًا وبعدها تحول لكائن لا يشعر بأي شئ.. فتح عيناه الثقيلتين ببطء، فـ إذ بتلك الفتاة تبتسم له بـ عبث من خلف لمعان خبيث في عيناها، وقميص نومها العاري بالكاد يُغطي القليل من المناطق في جسمها المُفترش بجواره على الفراش.. تنغض جبينه وهو عاجز عن تحديد ملامحها بفعل تشويش رؤيته، فـ مسدت هي على جسده العاري المُغطى نصفهِ بالغطاء الخفيف ثم قالت بصوت ناعم :
- صباح الخير ياحبيبي

~دُمية مطرزة بالحُب~Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu