"الفصل الرابع"

21.3K 869 64
                                    

°°^^دُمية مُطرزة بالحب^^°°
"الفـصل الرابع"

وكأن عذابي عهد ، أقسم بأن يُوفيه.
_________________________________________

سعل "إبراهيم" سعالًا موجعًا آلم صدره ، بصق في منديل ورقي ثم ألقاه في سلة المهملات.. وعاد يباشر تدخين سيجارته اللعينة التي تسببت في كل ذلك الوجع.
وضع لفافة من النقود في درج مكتبة الخشبي القديم حينما حضر أحد عمال المتجر خاصته وتحدث بـ :
- الحج عوض اتصل بيك الصبح ياعم إبراهيم وبيقولك البضاعة الجديدة جاهزة عشان تستلمها

أغلق "إبراهيم" الدرج ورفع بصره إليه بـ اهتمام و :
- معقولة لحقت توصل؟ ده احنا لسه مدخلناش على الشتا
- كل سنة وانت طيب ياعم إبراهيم، الناس كلها نزلت اللبس الشتوي في المحلات خلاص ولازم احنا كمان ننزل التشكيلة الجديدة

أومأ "إبراهيم" برأسه و :
- بعد العصر هديك مبلغ تروح توصله للحج عوض وتستلم منه الجديد وتيجي
- عيوني

عاد العامل يباشر عمله، فـ سحب "إبراهيم" هاتفه ليعاود الإتصال بـ ابنته للمرة السادسة على التوالي ولم يستطع الوصول إليها بأي شكل، كان غيابها مُقلقًا غريبًا.. خاصة وإنها لا تغلق هاتفها أبدًا، نفخ "إبراهيم" بضجر مصاحبًا نفخته سعالًا جافًا.. ثم بدأ يحاول الإتصال بـ زوجها "محمد"، عسى أن يصل إليها عبره، ولكنه لا يجيب أيضًا.. ترك الهاتف والقلق يعتريه، علق بصره في الفراغ، وعقله معها لا يتوانى عن التفكير فيما يخصها.. حتى سئم من جلسته الغير مفيدة تلك، وقرر أن يسعى ليعلم ماذا حلّ بها لتغيب عنه هكذا.
.......................................................................
كانت هائمة، تشاهد التلفاز وعيناها گأنها ستشع بالقلوب الحمراء من فرط الإندماج مع المسلسل التركي الذي تشاهده وتعيش تفاصيله مشهدًا مشهد.
ارتشفت "نغم" رشفة من مشروبها الغازي وهي تتابع المسلسل بشغف شديد، وفجأة عقبت بـ تحمس شديد :
- أعترف بقا، أعترف إنك بتحبها وخلصنا.. هو انت إيه؟ حجر!

تركت الكوب وهي تستعد لمتابعة مشهد مقابلة بطليّ المسلسل، وإذ بصوت الهاتف يقطع اندماجها.. فـ عبست فورًا وهي تنظر للشاشة و :
- يعني هو ده وقته يعني؟؟ مين الرذل اللي بيتصل!

وانحنت قليلًا نحو الطاولة المقابلة لها لتتمكن من رؤية هوية المتصل، تنغض جبينها و :
- عمو إبراهيم!

أخفضت مستوى صوت التلفاز وأجابت عليه :
- ألو، أزيك ياعمو عامل إيه

فأتاها صوته المنزعج :
- نحمد الله يابنتي، قوليلي انتي اتصلتي بملك امبارح ولا النهاردة؟
- لأ، ليه في حاجه حصلت ولا إيه؟

فـ ازداد قلقه كونها لا تغيب عن صديقة عمرها وجارتها منذ الصغر وأعلن لها ذلك صراحةً :
- بقالي كذا يوم مش عارف اوصلها ولا هي ولا جوزها.. أنا قلقان يكون حصل حاجه ولا دخلت البيت المستشفى تاني وانا معرفش

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now