الفصل الثاني عشر

18.1K 975 50
                                    

°°~ دُمية مُطرزة بالحُب ~°°
"الفصل الثاني عشر"

"بعض الأحلام لا نُحبذ أبدًا رؤيتها، لأنها ببساطة تُشبه واقعنا.. ونحنُ لا نرغب بأن نعيش الواقع مرتين."
__________________________________________

استيقظت "ملك" من غفوة قصيرة مؤرقة تمنتّ لو لم تغفوها بعد أن رأت كابوسًا مُزعجًا.. ظلت تتلوى على الفراش محاولة تهدئة عقلها الذي هاج بعدما رأت نفسها تسقط بالهاوية بـ أيادي لم تراها.
انقبض قلبها واستيقظت وهي تسقط على الأرض، ومنذها وهي تحاول السيطرة على قلبها الذي ينبض بسرعة.
وقفت أمام الشرفة وهي تتحس قلبها الذي يوجعها كلما تنفست.. لا تدري ما السبب، ولكنها وخزة لم تزول إلا بمرور الكثير من الوقت.
..........................................................................
في منتصف الطريق السريع، وبين صفوف السيارات التي تطير على الأرض بسرعة رهيبة.. كان "يونس" يشق طريقه عائدًا للمزرعة بسرعة فائقة تفوق زويه من السائقين المجاورين من حوله.. عقله ليس معه، يأتي ويذهب به منذ أن ترك القاهرة، عيناه عمليًا مرتكزة على الطريق، ولكن علميًا لا يرى سوى المشهد الذي دبرته الصدفة ليراه.

- عودة بالوقت للسابق -
أغلقت المُساعدة الخاصة بـ "هادي" هاتفها وأنصتت لـ "يونس" وهو يملي بياناته :
- حسن أحمد
- رقم تليفون لحضرتك

بحث في هاتفه عن أحد أرقامه القديمة المغلقة حاليًا وأملى عليها.. ثم أردف :
- ينفع يكون النهاردة
- هرجع للدكتور واشوف هيقول إيه

نظر حوله ثم قال :
- طب من فضلك، محتاج أدخل حمام ضروري

أشارت له نحو الرواق الموجود أقصى اليسار و :
- أول يمين من الناحية دي

أومأ برأسه وهو يبتسم وسلك الطريق الذي أرشدتهُ إليه.. وبعيناه الثاقبة كان يدرس كل التفاصيل من حوله، مرّ بجوار دورة المياه ولم يدخل، مضى بشكل مستقيم حتى بدأ صوت أنثوى يتخلل سمعهِ.. ضاقت عيناه وهو يدقق السمع، واقترب أكثر من الغرفة الأخيرة التي يعلوها لمبة إضاءة حمراء متوهجة.. ليسمع ضحكة رقيعة مرفقة بكلمة :
- أنت دمك زي العسل يادكتور

تراجع "يونس" خطوات للخلف وعاد نحو دورة المياه، دلف وأغلق على نفسه.. ووقف يستمع لصوت الباب الذي انفتح ويبدو أن كلاهما خرجا منه.. بدأ حوارهم يكون أكثر رسمية مما كان منذ قليل وهو يقول :
- المُهدئ يتاخد قبل النوم بنص ساعة، ومتضغطيش على أعصابك كتير الفترة الجاية
- حاضر

تنهد "يونس" وهو يفرك عنقه بـ انزعاج من فرط حرارة المكان رغم إننا في بوادر فصل الشتاء، وتابع مراقبته.. حيث كان الطبيب يتحدث إلى مساعدته :
- مريض واحد في الحمام وكان عايز يشوف حضرتك النهاردة

فـ عنفّها "هادي" بدوره :
- مش قولتلك مش أي حد يدخل هنا، انتي بتفهمي إزاي!!
- آسـ....
- بس بس، لما يخرج مشيه.. أنا مش فاضي النهاردة

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now