الفصل الثامن والأربعين "جزء ثاني"

16.7K 934 52
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°  — الجُـزء الثـانـي —
"الفصل الثامن والأربعين"

"وما الماضي إلا حياة أخرى لا يمكنك اجتثاءهِا.. ستحيا معها مرغمًا عليها، مُجبرًا على تقبل أوجاعها مهما كانت مؤلمة."
_________________________________________
يمر بـ لحظات عسيرة للغاية، لحظات أحيِّت بداخل أغوارهِ ذكريات مؤلمة.. لا سيّما إنه عاش مثيلتها في السابق وهو الآن يعايش أضعافها، ليس فقط شقيقهِ الراقد على فراش بالمشفى فاقدًا لوعيهِ منذ ثلاثة أيام والذي استسلم لـ غيبوبة طويلة.. بل و وفاة عمهِ أيضًا والتي كلفتهُ مجهود نفسي وبدني مضاعف.
تلك نقرة، وحالة "ملك" التي ساءت وصولًا لـ أسوأ المراحل نقرة أخرى.. كافح بمجهودًا مُضنيًا أن يلحق بكل شئ كارثي حدث من حوله في نفس الدقيقة، إصابة أخيهِ ووفاة عمهِ وأيضًا اللحاق بـ "ملك"، ومتابعة القضية التي فُتحت بعد حادثة إطلاق النار.. نجح في الأخير، ولكنه أحس وكأن طاقتهِ لم تعد كافية لمواجهة المزيد.
زفر "يونس" وهو ينظر لـ "يزيد" الراقد على الفراش وقد توصل جسدهِ بالأجهزة الطبية، وهبطت نظراتهِ حتى بقيت على جرح صدرهِ الذي لم يتعافى بعد.. رُصاصة كادت تلمس أهم شرايين القلب ولكن حدثت المعجزة ولم تُصبهُ، مقارنة بحالة "رغدة" التي أُصيبت بـ رصاصة قطعت الشريان الأبهر ومنعت وصول الدم للقلب فـ أحدثت فاجعة في التو واللحظة.
أهتز هاتفهِ وشعر بـه في بنطالهِ، فـ خرج من الغرفة وأجاب بصوتٍ مُنهك غالبهُ الأرق :
- ألو، تمام يانينة

وتنهد وهو يجيب على سؤالها عن حالة "يزيد" :
- لأ لسه مفاقش، الدكتور بيقول حالة نفسية هي اللي اتسببت في الغيبوبة دي.. يعني شبهِ رفض للواقع

حك "يونس" جبهتهِ وتابع :
- مش هقدر يانينة، ملك من ساعة ما وديتها المزرعة وهي حابسة نفسها في الأوضة حتى مش راضية تخرج منها.. هجيبهالك إزاي!

ثم نظر بـ اتجاه غرفة "يزيد" بنظرات يملأها القهر وتابع بنبرة تحشرجت قليلًا :
- مش عارف هعمل إيه، أنا محتاج أتكلم معاه بس وأفهم اللي حصل

وتقلصت تعابير وجهه بـ امتعاض ظل دفين صدرهِ طوال الليالي السابقة وهو يجهل حقيقة ما حدث، خاصة وأن موقع الحدث لم يكن فيه ما يدل على أي شئ يوضح كيف وقع الحادث.
نفض "يونس" رأسهِ بعدما انغمس عقلهِ في التفكير مجددًا، وانتبهِ لصوت "كاريمان" أخيرًا :
- أيوة أيوة معاكي، متقلقيش هشوف واكلمك بس مضطر أقفل معاكي

أغلق المكالمة حينما كان مُساعد الطبيب يقترب منه، أحس بـ رؤيته المشوشة تزداد لتحجب عنه صحة الرؤية، فـ اعتصر جفونهِ وفتحها مرة أخرى قبيل أن يتحدث :
- أنا حاسس إني مش شايف قدامي، مفيش حل؟

فـ عرض عليه الطبيب على الفور :
- خلينا نعلق لك محاليل ولازم تاكل حاجه
- أتصرف وشوف أي حاجه تضيع الحالة اللي انا فيها دي
- حاضر، هبعتلك الـ nurse "الممرضة" حالًا

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now