الفصل الخامس والثلاثين

16.3K 915 99
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الخامس والثلاثين"

"الساعات التي تغيبيها گالدهور، بل الدقائق.. إذ أنفاسي التي وكأنها مقتبسة من أنفاسك تقل وتضمحل گـ الضوء الذي ينقشع رويدًا رويدًا.. ولا يعود الهواء يدخل صدري إلا وأنتِ تُشاركيني نفس الهواء الذي أتنفس."
___________________________________________

مسح" يونس" برفق على وجنتها الملساء بكفهِ الخشن مقارنة ببشرتها النضرة.. كانت تحس دفء أنفاسهِ يلمس طرف أنفها، وكأنه يميل عليها وقريب للحد المُهلك حتى تحس هذا الدفء..
تململت مطمئنة لتواجده بقربها، فـ همس لها :
- ملك، فوقي.. أنا جمبك

ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها، فـ تابع هو محفزًا إياها للنهوض :
- يلا ياملك، متخافيش أنا جمبك

انقبض قلب "ملك" وهي تضغط على حواسها وعقلها المُخدر كي تستيقظ.. حاولت التغلب على على اندمال أطرافها وحركت أصابعها أولًا، وببطء كانت تفتح عيناها المشوشة.. أغلقتها مرة أخرى وضغطت عليها كي يزول عنها هذا التشويش، ولكنه استغرق وقت حتى استطاعت استبيان بعض الأشياء.. حركت جسدها الثقيل، واستندت على مرفقها محاولة الجلوس، مازالت لا تتذكر أي شئ.. قد تكون لا تدري في هذه اللحظة من هي حتى.
تحسست رأسها المتألمة التي صُدمت بـ السيارة عندما كانوا يخرجوها منها وهي غافية، وفجأة بدأت تستجمع المشاهد الأخيرة التي عايشتها قبل أن تفقد وعيها.. والدها المريض، يونس، ذهابها للمشفى، سوء حالة "إبراهيم".. حتى تذكرت تلك السيدة التي خرجت بها من المشفى.
نظرت حولها وهي تقف على قدميها.. بدأ شعور الخطر يتسرب إليها حتى سكن أغوارها، فـ وضعت يدها على صدرها مستشعرة حركاتهِ الغير منتظمة.. وجابت المكان بأنظارها يمينهُ ويسارهُ حتى رأت إطار قديم مُعلق على الحائط.. دنت منهُ، كانت سيدة ترتدي جلباب وتحمل طفل صغير لا يتعدى الثلاث سنوات.. دققت في ملامحها المألوفة بالنسبة لها، إنها تعرفها من مكان ما.. وما لبثت أن تفكر حتى وجدت الباب ينفتح على مصرعيهٍ وتدخل منه "رحمة" وهي تحدجها بنظرات مستشيطة منتوية على فعل ما معها.

- على الجانب الآخر -
كانت "تفيده" مستمرة في محاولاتها لإقناع "ربيع" بأن يصرف عن عقلهِ فكرة الزواج من "ملك".. على الأقل يقوم بإلغاء الفكرة مؤقتًا في ظل الظروف الراهنة، فهي لم تعتاد عليهم أو تتقبل وجودهم بعد.
ولكنه كان گالكلب المسعور الذي ما أن اشتم رائحة الطعام هاج جسده للحصول عليه بأي ثمن..
فـ زفر بـ انزعاج وهو يردف :
- ياما ساعديني وخلاص، مش لازم يعني تقفي في كل حاجه كده

فـ صاحت به وقد نفذ صبرها :
- أنت البعيد مبتفهمش؟.. بقولك البت مش عايزانا.. قالتها في وشي أنا معرفكيش وابعدي عني، مش الكلام كان قدامك!

نهضت عن جلستها و :
- لما على الأقل ترضى بيا وتوافق تقعد معايا نبقى نفكر.. وبعدين البت مخلصتش عدتها!!

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now