الفصل العشرون

19.4K 955 52
                                    

و°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل العــشـرون"

‏لا سلامًا على من إستهلكونا حتى أهلكونا .. ولا طبتم ولا طاب الحديث عنكم، لا دمتم بخير ولا سامحكم الله.
__________________________________________

ظلت "ملك" لوقت طويل تحاول النوم من جديد، ولكن الساعات النهارية التي قضت معظمها نائمة قد استولت على حصتها من الليل، بقى لها فقط بعض الألم الذي لا يزول وإن تناولت له الأقراص المُسكنة.
ظلت عيناها متعقبة قرص القمر الكامل المُنير في ليلتهِ الأربعة عشر من الشهر الهجري وهو يتوسط كَبد السماء القاتمة من خلف زجاج الشرفة المغلق، تفكر في حديث "كاريمان" معها عندما أفصحت عن شكوكها حول "غالية".
حتى الآن لم تستوعب "ملك" الأمر، وظلت تستعيد العبارة في آذانها العديد من المرات علها تصدق في مرة منهن.

"غالية هي اللي قتلت بنتها، صحيح هي كانت قاصدة يونس لكن ربنا عاقبها وجت في هانيا"

كانت "كاريمان" مُتأثرة للغاية وهي تحكي عن "هانيا" التي لم تشبه والدتها قط، لم تكن قاسية القلب أو حادة الطباع، كانت رقيقة وديعة، وجودها گالنسمة التي تُلطف حرارة أجواء الصيف المشمس.

تململت "ملك" في فراشها وحاولت أن تعتدل في جلستها، حتى جلست مستقيمة.. اشتدت عليها عضلات ظهرها وساقيها وأحست كأن ضربات تُضرب عليهم.. ولكنها لم تهتم، أصرت حتى وضعت قدميها على الأرضية.. ثم كابدت العناء وهي تحاول الوقوف على قدميها، صرخت صرخة مكتومة من فرط الألم وتركت جسدها يقع على الفراش، لم تتحمل الألم والوخزات المميتة التي راحت تنغز قدميها، تنفست بتسارع وهي تمدد ظهرها على الفراش وقد بدأت تحس بالألم في ذراعها المكسور أيضًا.. وقررت ألا تكرر فعلتها الآن، فـ هي ضغطت على نفسها بشكل مفاجئ ولم تُهيئ جسدها لذلك من قبل.
نظرت للسقفية، وعادت قصة "يونس" تترنح في عقلها گالأرجوحة، ولم تكفّ عن التفكير بها.. فقد شغل الأمر عقلها بشكل لا يمكن وصفه.
...........................................................................

صــباح خريفي آخر..

وأخيرًا توقف "يونس" بسيارته بعد طريق طويل سار به مصطحبًا "إبراهيم" معه قِسرًا للمشفى، كان رافضًا وبشدة، ولكن أمام إصرار "يونس" الشديد أضطر أن يخنع معتقدًا إنه مُجرد تعرض للآشعة والفحوصات كما أبلغهُ "يونس".
نظر "إبراهيم" لواجهة المشفى وفي قلبه غصة، يشعر بـ انقباض قوي يعصف به.. كأن هذه البوابة الضخمة تؤدي إلى نهايته المحتومة والتي يتوقعها في أي وقت بعد أن علم حقيقة مرضهِ الخطير.. تنهد وهو يغمض جفونهِ وقال :
- أما أشوف أخرتها معاك يايونس

تأهب "يونس" للترجل عن السيارة و :
- خير، كل خير ياعمي.. يلا بينا

كانت المشفى الخاص گالفندق الفاخر وليست مشفى تضم بين حجراتها مرضى ومصابين.. نظر "إبراهيم" حولهِ مبهورًا وأردف بصوت منخفض :
- أنا جاي اتفسح ولا جاي أعمل آشعة وتحاليل!!
- هترتاح ياعمي، متقلقش

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now