الفصل الرابع والخمسون -الجُـزء الثـانـي-

15.5K 938 37
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°    — الجُـزء الثـانـي —
"الفصل الرابع والخمسون"

"في قانون البقاء للأقوى، إن لم تكن ذئبًا سـ تنهشك صغار الثعالب "
__________________________________________
حتى كلمة ذعر هينّة عن الوصف الحقيقي للمشاعر المرعبة التي يعيشها "يونس" الآن بعدما علم بـ إلقاء القبض على شقيقهِ وبرفقتهِ "نغم" أيضًا بتهمة الإتجار في المُخدرات وإيجاد كمية لا تقل عن كيلو ونصف كامل من المادة المُخدرة بـ حياذتهِ.
جناية يعاقب عليها القانون المصري عقابًا عسيرًا في بعض الأحيان قد يصل للإعدام، ولا يوجد احتمال للتهاون فيها.. وهذا ما جعل قلب "يونس" يكاد يُجتث من قوة وقع الصدمة عليه.
لم تتركه "ملك" وحيدًا، بل تشددت في أن تذهب معه إلى حيث يذهب بعدما التقطت آذانها تفاصيل مكالمتهِ مع المحامي الخاص بهم وعلمت بالنائبة التي حلّت على "يزيد".. لحقت به وفتحت باب السيارة قبل أن يتحرك، وجلست بجواره وهي تردف بـ :
- أنا جايه معاك

فـ نفخ "يونس" غير قادر على مجادلتها في هذا الوقت و :
- ملك أنا مش متحمل حتى نفسي، أنزلي ومتخليش بالي ينشغل بـ ١٠٠ حاجه في وقت واحد

فلم توافق بتاتًا و :
- مش هشغل بالك ولا أي حاجه، بس لازم أشوف نغم يايونس زمانها منهارة

من ناحية هي تفكر بشكل صحيح، وجود "نغم" بـ مأزق مثل ذلك بدون أدنى ذنب بالطبع سـ يُصيبها بشعور سئ للغاية.. فلم يجد "يونس" مخرج من ذلك وبدأ يقود السيارة بالفعل ولكن بسرعة جنونية كي يستطيع اللحاق به.. ورغم رجفة "ملك" من قيادتهِ التي تكاد تجزم إنهم لن ينجون منها، إلا إنها أخفت خوفها عنه وعانت وحدها منه حتى لا يعتريهِ الندم لأنه تقبل مجيئها معه.
تحدث في هاتفهِ إينذاك وكانت نبرتهِ الغاضبة أقرب ما يكون لزئير حيوان مفترس يعاني من جرح في صدرهِ :
- يعني انت وصلت ولا لسه ياعيسى؟؟ الوضع إيه عندك؟

فـ صاحبه فجأة :
- يعني إيه خطيـر!.. أديني المحامي خليني أفهم منه

أغلق "يونس" المكالمة ولم يُتممها، فسألته "ملك" بصوتٍ مضطرب :
- قالك إيه؟؟

فـ تحدث بـ انفعال :
- التهمة شكلها لبساه ياملك، في حد ابن آ ××××× بيلعب معانا وعايز يلبسنا بأي شكل.. بس لو اعرف مين ده اللي آ ×××× هطلع آ ×××××× عليه

كانت مذهولة من كمّ الألفاظ النابية التي لم تكن تتخيل إنها ستصدر من شخص في مثل أخلاقهِ ومثاليتهِ التي كانت تراه عليها، ولكنه محق، لقد حدث لهم ما لا يتحمله بشر.. صمتت متأثرة بصدمة التفكير في "نغم" أيضًا التي تورطت معه بنفس القضية كونها كانت ترافقهُ، تُرى ماذا سيكون وضعها في قضية خطيرة گتلك؟!.
...........................................................................
بعدما تلقت "غالية" الخبر السعيد سمحت للسعادة بأن تظهر على وجهها والإبتسامة تتلألأ عليهِ.. نجحت هذه المرة في الإيقاع به، تُرى ما هو التعبير الذي على وجه "يونس" الآن ؟.. تدفع ما تملك مقابل رؤيتهِ الآن.
هكذا وصل بها الحقد والشماتة واسوداد القلب الذي أعمى بصيرتها كليًا.
تركت ملعقة الطعام ونظرت صوب "بِشر" وهي تسأل :
- جيبت البودرة من المكان اللي قولتلك عليه؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now