الفصل الثاني والعشرين

18.3K 923 70
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الثاني والعشرين"

"سـ تزّهرّ بعد انطفائك؛ بعد أن ظننت إنها لن تُنير أبدًا."
________________________________________

كانت صفعتها له گالجمرة التي أُلقيت في جوفهِ فـ أشعلت جذوة رغبته الإنتقامية التي اجتهد كي يدفنها بعد ما طاله بسببها.. اهتاج وتشنج جسده، كاد يشنّ هجومًا عليها وهو يصيح بعصبية لولا العسكري الذي كان يُقيد حركته، في نفس الحين الذي كان فيه "يونس" يقف أمامها وتركها خلفه ليكون هو في مواجهته.. زجرهُ بنظرات قاسية وكأنه يُذكره بما تجرعهُ من وراءهِ وأبلغه رسالة بصمتهِ مضمونها أن لا يفكر في أي تهور كي لا يخسر حياتهِ هذه المرة.
سحبه العسكري بعنف وهو يصيح فيه :
- يلا ياأخينا خلصني

كانت "نغم" تلتصق بـ صديقتها متخوفة من رد الفعل الذي ستواجهه بعد فعلتها الجريئة، بينما لم تشعر "ملك" بالندم أو الخوف مثقال ذرة.. بل بردت نارها قليلًا وهدأت ثورتها التي لم تخمد أبدًا طوال الأيام الماضية..
رأت نظرات الإعجاب في عينا "يزيد" الذي لم يحيد بصره عنهن هي و" نغم"، ولم يقل "يونس" عنه، بل كان منبهرًا بها ورمقها بـ افتخار لما حققته نصائحهِ وشدّه لـ أزرها طوال الليل وفيما مضى أيضًا.
مدّ يده لها كي تستند على ذراعه، وسألها بنبرته الرخيمة التي تصل لقلبها بـ يُسر :
- بقيتي أحسن؟

فـ تنفست بـ أريحية وهي تتمسك بذراعه و :
- أحسن بكتير

مشى بها والبقيّة من خلفهِ، وأثناء ذلك تذكرت "ملك" العبارة التي قالها لها بالأمس وحُفرت في عقلها..

"لو خدتي قلم لازم ترديه اتنين، وخلي البداية دايمًا تيجي منهم، عشان لما يخرج منك رد فعل تكوني على حق، العين بالعين والسن بالسن والبادي أظـلم."

لذلك لم تكتفي بما حدث له خلال أيام احتجازهِ وذراعه الذي كُسر وسددت له صفعة تُهينهُ.
رمت "ملك" ثقلها على "يونس" وهي تنزل هذه الدرجة المرتفعة شيئًا ما، ثم شخّصت أبصارها نحوه وهي تسأله :
- كنت تلميذة كويسة؟؟

فـ أفتر ثغرهِ بـ ابتسامة راضية وهو يثني عليها :
- جـدًا، أبهرتيني الحقيقة

فتح لها الباب وأجلسها وهو يقول :
- يلا ياتلميذة

أغلق الباب عليها وقبل أن يلتفت كان يرى نظرات "يزيد" المرتكزة عليه، فـ سأله :
- في حاجه يايزيد؟
- لا خالص لا سمح الله

وارتدى نظارته.. ومضى نحو سيارته المصفوفة بالخلف كي يتحرك هو الآخر، وشعورهِ يُحدثه بوجود خطب ما غريب في شقيقهِ.. ولكنه لن يُصدر حكم نهائي الآن، سينتظر.. حتى يتيقن من صدق حدسهِ.
.............................................................................

كلاهما يجلسان بنفس الغرفة، ولكن لم يتحدث منهم أحد لأكثر من ربع ساعة، في انتظار الخبر اليقين الذي سيؤكد إما صدق المعلومة التي حصلت عليها "رغدة" من ملفات "يزيد" التي فتشت فيها منذ مُدة.. أو كذبها وسقوطهم في الفخ.
جلس "معتصم" محدقًا في النافذة وقد بدأ الغروب يُعلن بـ بُرتقاليتهِ المُحتلة لغرب السماء بوادر حلول المساء.. طرق بيده على سطح المكتب بقنوط ونظر نحو هاتفهِ الذي لم يرن بعد.. نفخ بـ انزعاج وهو يلتف بمقعده المتحرك فـ أضاءت شاشة الهاتف مُعلنة عن إتصال وارد، فـ هبّ معتدلًا وأجاب على المكالمة :
- أتأخرت عليا ليه!! ها وصلت لحاجه؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now