الفصل الثاني والأربعين

15.9K 976 44
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°
"الفصل الثاني والأربعين"

كيف فعلت ذلك؟
لا تعلم.. أصابها شئ في عقلها لوهله تقريبًا فـ اندفعت قائلة تلك الكلمة التي كان من المفترض أن تنتظرها منه، ولكنها لم تتحمل الإنتظار بعد أن أفصح "يونس" عن حقيقة مشاعره الخفيّة حيالها.
بقى "يونس" متصلبًا گالذي أصابه ماس كهربي فـ صُدم، واحتاج لحظات كي يستوعب عقله ما قيل توًا.. خطى نحوها بخطوات ثابتة حتى أصبح قبالتها، فـ أشاحت بوجهها ثم التفتت كي تتهرب من نظراته المنصبة عليها.. وقال متلهفًا للجواب الذي ينتظره :
- أنتي قولتي إيه دلوقتي؟

تحشرج صوتها وأحست بتوتر يعتريها، الآن فقط شعرت بفداحة ما فعلت، لم تجيب والعجز عن التعبير يتملك كل ذرة فيها ، بينما أمسك "يونس" معصمها برفق وجعلها تلتفت إليه و :
- من فضلك تردي عليا

فلم تجد مفرًا سوى اللجوء إلى الإعتراف بسماعها لحديثه هو ووالدها كي تنقذ نفسها من هذا الحرج :
- أنا عارفه كل حاجه يايونس، عارفه إن بابا عرض عليك تتجوزني

قطب جبينه بـ استغراب وهو يستمع لها، وتذكر حينئذ عندما عادت من الخارج وكان وجهها متغيرًا.. فـ أومأ رأسه متفهمًا و :
- أنا برضو حسيت إن فيكي حاجه غريبة

كانت "ملك" تفرك أصابعها بـ ارتباك وهي تتحدث گالطفلة التي يحاسبها والدها.. فـ حلّ "يونس" ذلك التشابك وأمسك بكلتا يديها ومازال متعطشًا لجواب يرضيه :
- وبعدين؟ كملي

فـ لفقت الأمر على الفور لوالدها كي تتخلص من هذا المأزق و:
- يعني فكرت إننا نقوله موافقين، مش عايزاه يكون قلقان عليا طول الوقت و...

ترك "يونس" يديها وهي تتحدث ونظر بنظرات مبهمة، فقطعت حديثها ورمقته بنظرات نادمة على تلك الفكرة التي على ما يبدو إنها أتت بنتيجة عكسية، فـ ابتسم "يونس" ابتسامة متهكمة وهو يقول :
- يعني بتقولي إننا نتجوز عشان خاطر عمي يكون مطمن وننفذ رغبته! مش كده
- آ.. يعني مش بالظبط

هزّ رأسه وهو يتراجع خطوتين للوراء وقال :
- متقلقيش أنا فهمت

نظر في ساعة اليد خاصته وهو يقول :
- ممكن تغيري هدومك عشان نمشي؟

أطرقت رأسها، وتهدلت أكتافها ببعض الحزن وهي تسير نحو الباب، فـ استوقفها وهو يردف :
- على فكرة ياملك

فتوقفت لكي تسمع له :
- لو اتجوزتك مش هيكون عشان خاطر عمي

فلم يخفي أكثر وأوضح :
- هيكون عشانك، أنتـي

ثم دلف لغرفة تغيير الملابس من جديد وتركها، هل تندم على خطئها أم تفرح بتوضيحهِ لها؟.. كلما أرادت تحسين الوضع تقوم بتعقيده أكثر، أهي بلهاء أم حمقاء لا تعلم؟.
خرجت من عرفته متشنجة، فـ خرج من خلفها وهو ينظر لأثرها الذي اختفى.. قذف هاتفه بدون اكتراث ومسح على شعره بضيق جلي، ثم غمغم لنفسه :
- أعقل يايونس، أنت مش مراهق

~دُمية مطرزة بالحُب~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن