الفصل الخامس والخمسون -الجُـزء الثـانـي-

14.7K 878 62
                                    

°°~دُمية مُطرزة بالحُب~°°     —الجُـزء الثـانـي—
"الفصل الخامس والستون"

"تعبثُ ببراءةٍ تفتكُ ما بقىَ من توازني، يا لها من ماكرة صغيرة."
__________________________________________
خرجت "ملك" من الغرفة، بعدما تأكدت إنها لن تستطيع مقاومة نفسها كثيرًا وتركتهم منفردين.
في حين أحس "يزيد" بنفسهِ ملاكًا في حضرتها، ملأ الذهول تعابير وجههِ فاغرًا فاههِ، نظراتها التي تتهرب منه تعكس مدى حماقتها حينما فكرت بالكذب عليه.. انطلى عليه الأمر في بدايتهِ وظن أن المسكينة لم تتناول لُقيمة واحدة، بينما هي غارقة في شطائر الدجاج وحِساء الفِطر.
حدجها بـ نظرةٍ تطلب تفسير لـ كذبتها، فـ أحادت بـ عيناها المتوترتين و أردفت :
- ده أكل ملك جابتهولي بس انا ماليش نفس ، فـ سيبته على جنب

فـ لم تنطلي عليه هذه المرة، وراح يسأل مستهجنًا :
- بجد ملكيش نفس؟

ثم نظر للصحن الذي أوشك على الإنتهاء و تابع بـ سخرية :
- عشان كده تقريبًا خلصتي تلتين الأكل مش كده؟!
مش طفاسة يعني !؟
تأففت بـ انزعاج وهي تردف محاولة بذلك إصرافهِ عنها :
- لو جيت تطمن عليا أنا بقيت كويسة وعايزة أنام

تناول الملعقة وملأها بالحِساء وهو يقول :
- آه طبعًا لازم تنامي مش كلتي واطمنتي على بطنك!

وتذوق الحِساء شاعرًا بالجوع ينهش معدتهِ، بينما كانت هي تتحاشى تمامًا النظر إليه، تكفيها الفضيحة التي وقعت بها جِراء كذبتها.. لوح بيدهِ أمام عينيها التي بدت له شاردة قليلًا، فـ انتبهت ونظرت صوبهِ لترى كل تعابير السخرية تلك التي تغمر وجههِ.. فـ امتعضت وأجفلت جفونها، ثم دثرت نفسها بالغطاء وبقيت أسفلهِ لكي تُجبره على الخروج.. فـ تمطق وهو يمضغ الطعام وقال إينذاك :
- حاسبي السوس ياكل سنانك لو نمتي من غير ما تغسليها، إحنا برضو تهمنا صحتك

وطفق يخطو نحو الباب متابعًا :
- يلا تصبحي على خير

أغلق إضاءة الغرفة عمدًا وخرج، فـ هبّ "نغم" معتدلة من نومتها وهي تغمغم متبرمة مما حدث :
- كمان بيتريق! أنا حتى ملحقتش أكمل أكل!!

انفتح الباب مرة أخرى وأشرأب "يزيد" برأسهِ وقد تبين ظلهِ القاتم وهو يسألها :
- بتنادي يانغم؟؟

فـ سحبت الغطاء عليها وأجابت بصوتٍ خَفَت :
- تصبح على خير
- وانتي من أهله

وأغلق الباب عليها من جديد.. ابتعد من أمام بابها بعدما تأكد إنهُ أثار غيظها، وسار نحو غرفتهِ وهو يتناول من شطيرتها التي لم تستكمل تناولها وأردف متهكمًا :
- مش معقول هفوت الرعب اللي عيشتيني فيه النهاردة بسهولة يعني!
.........................................................................
أهتم "يونس" بنفسهِ بـ "عيسى" وطفلهِ "مازن".. حيث قام بـ توصيلهم لمنزل "عيسى"، ثم ذهب لـ ابتياع كثير من الأشياء التي سيحتاجها المنزل في ظل وجود طفل به، الكثير من الأجبان المختلفة والحليب والبيض ورقائق الذرة، وبعض الوجبات السريعة التي سيستطيع "عيسى" إنجازها بمفرده بعد إصابة ذراعهِ بالكسر.
وعاد إليهم من جديد، لـ يُشرف على تقديم وجبة عشاء للصغير.
ترك "يونس" الخبز على المائدة وسأل الصغير :
- تحب تاكل حاجه تاني يامازن؟؟

~دُمية مطرزة بالحُب~Where stories live. Discover now