Chapter 37.

436 40 0
                                    

الفصل السابع والثلاثين 🌹🔥

أمطرت بغزارة في يوم الجنازة وأصبحت الأرض أكثر رطوبة ومع كل خطوة تخطوها يلتصق الوحل بحذائها.

دعت يوريا حتى أُخذَ تابوت والديها إلى الدفن، دعت ودعت ودعت ودعت مراراً وتكراراً لكن لم يتحقق أي من هذه الأدعية الكثيرة.

"والآن لأسألكما هل لديكما أي كلمات أخيرة لهما؟ "

عندما طلب منها عُمال الدفن أن تودعهما أدركت الفتاة أن ليس بوسعها العودة إلى الماضي أبدًا.

عندما تعود إلى المنزل ستكون غرفة والديها فارغة ولن يكون هناك من يقبّلها على خدها قبل الذهاب للمدرسة وسيكون هناك طعام لشخصين فقط في وقت الوجبات ولن يشتري لها أحد هدية في طريق العودة إلى المنزل. لم يكن لديها خيار سوى قبول ذلك الواقع البائس والمخيف.

"أمي أبي...!"

سقطت يوريا على تابوت والديها وبكت ووقعت المظلة السوداء التي كانت تحملها على الأرض، وكل شيء كان رطبًا بفعل قطرات المطر مما جعل من المستحيل معرفة ما إن كانت تلك دموعًا أم مطرًا، وبكى الجميع والسماء والمباني والحجارة والناس... ولكن ليلى لم تبكِ.

"...لقد تبللتِ بالكامل ستصابين بنزلة برد."

كانت تحمل مظلة سوداء وكان وجهها خاليًا من التعبير.

"لماذا لماذا لا تبكين؟ لقد مات أمي وأبي... ألستِ حزينة؟ "

"أنا حزينة"

مالت ليلى مظلتها نحو يوريا وقالت بهدوء:

"إنه لأمر محزن لكن أنتِ ليس باستطاعتكِ التوقف عن البكاء وأنا لا أستحق أن أبكي ... "

"ماذا تقصدين...؟"

أحيانًا لا تستطيع يوريا فهم ما تقوله ليلى ولا تدري بالضبط حتى أين تحدق بنظراتها المجهولة. قالت يوريا إن ليلى كانت أكثر شخص تحبه والأقرب لها من أي شخص آخر لكنها في الوقت نفسه كانت أكثر الأشخاص غرابة لها.

"...أنا آسفة يا يوريا"

إنه فقط أن يوريا ليس بوسعها التوقف عن البكاء... شعرت بحزن غريب لرؤية ليلى تعتذر لها دون معنى لذلك بكت أكثر مما فعلت من قبل، ثم جلست ليلى بجانبها وعانقتها.

بعد ذلك أمسكا بأيدي بعضهما البعض ودفنّ التابوت في الأرض ثم راقبا عملية تغطية التربة عليه، تنهدت يوريا ومسحت دموعها، انتفخت عيناها واحمرّ أنفها ووجنتيها. راقبت إيميلي المنظر من بعيد وقادت الأختين إلى الكنيسة.

هل ستحتجزون أختي يا أسيادي؟Where stories live. Discover now