الفصل الثاني

21.9K 810 48
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

هل تنتظر ام تنظر ؟!
كلمتان بفارق حرف واحد ولكن الفرق بينهم كبير ...!
تنتظر اجابه منه ام تنظر إلي حياتها ...كلمتان كل منهم تحمل اجابه لسؤال احتارت في إيجاد اجابه له ....كل اجابه منهم ستأخذها الي طريق مختلف .
الطريق الواضح والذي عليها اختياره امامها ولكن ماذا تفعل في أحكام القلب التي لم تعرف يوما لا اجابه واضحه ولا طريق سهل .
نظرت سلمي بعدم رضي الي وجه صديقتها الشاحب والي عيونها المتورمه ....نظرت فقط واكتفت ...اكتفت من الحديث والنصح بينما استغربت كثيرا تمسك ريم بحب كهذا لايحمل شيء لا من مشاعر ولا من شيء يمس من قريب أو من بعيد كلمه حب والتي تعني الكثير لفتاه لم تجربه يوما ولكنها قرأت عنه الكثير لذا اكتفت بالصمت وتركت نظراتها الغير راضيه تتحدث بدلا عنها وبداخلها دوما ما قالت لنفسها ربما لأنها لم تجرب الحب يوما لاتعرف شعور صديقتها فما تفعله معها أشبه بتعليم شخص السباحه دون أن تضع طرف قدمك بالمياه فكان الصمت هو الطريق الذي اتخذته بينما أخيها نديم لم يكن هذا الطريق الذي قرر اختياره بعد أن توقف جانبا لوقت طويل يشاهد تلك الفتاه التي وقع في حبها وقرر أن يخوض بوسط المياه ويسبح ويغامر أما بالوصول أو بالغرق وسط بحر حبها فكان ذلك اليوم هو بدايه خطواته حينما رأي ذبول ملامحها وتورم عيونها
: مالك يا ريم حد ضايقك ؟
هزت ريم رأسها وهربت بعيونها : لا ابدا
لم يلح في سؤال يعرف إجابته الجارحه بل تجاهل كل مامضي وقرر أن يمضي في طريقه
حمحم قائلا وهو ينظر إلي أخته التي جاء ليقلها من جامعتها : ايه رايك اعزمك انتي وريم علي الغدا ....واضح انكم زهقانين زيي
قالت سلمي بحماس : انا عن نفسي موافقه
التفتت الي ريم التي هزت راسها وقالت بصوت باهت : لا ماليش نفس
لم يقبل نديم الرفض وسرعان ما كان يتجه إليها ليقول وهو يدفعها برفق الي مقعد سيارته الخلفي : مفيش اعتراض ...يلا
نظرت سلمي بطرف عيناها تجاه تلك الابتسامه التي شقت طريقها وسط وجه صديقتها التي لم تستطيع إلا أن تبتسم علي تلك الدعابه التي ألقاها نديم وسط جلستهم ودعابه تلو الأخري تغيرت بها كامل ملامح ريم لتمتد الجلسه الي الليل ونديم لا يتوقف عن اجتذاب اهتمامها بالحديث وبهذا الاهتمام البالغ بكل شيء يعرفه عنها
نظرت إليه بينما يضع النادل امامها طبق الحلوي التي تعشقها باستغراب : عرفت منين اني بحب ال honey cake ؟
ابتسم نديم وهز كتفه دون قول شيء لتبتسم ريم وتبدأ في تناول حلواها وكذلك فعلت سلمي التي تمنت لو تترك ريم حب عمر وتري حب نديم لها الذي لا يعبر عنه بكلمات بل بأفعال فلم يدعها تعود لمنزلها الا وهي بتلك الحاله التي خالفت حالتها هذا الصباح وهذا ما استغربته ريم لدي عودتها الي المنزل لتجد نفسها سعيده ....
اقتربت منها زوجه ابيها بسعاده : ريمو حبيتي اجهزلك العشا
هزت ريم راسها وقالت بخفوت : لا يالومي انا اتعشيت ....نديم عزمني انا وسلمي علي العشا
نظرت لها لميا زوجه ابيها التي تعرف صديقتها واخيها منذ سنوات لتهز ريم راسها وتتابع : ومش بس العشا لا الغدا والسينما وحتي honey cake
ربتت لميا علي كتفها : بالهنا والشفا يا حبيتي ...المهم انك مبسوطه بدل ما كنتي مكشرة بقالك كام يوم
اتجهت الي غرفتها وهي تهز راسها ...نعم بالفعل سعيده
نظرت إلي هاتفها لتجد المتصل نديم الذي كانت أحيان كثيرة تتجاهل مكالماته ولكن اليوم أجابت
: ايه اخبارك ؟
هزت راسها : تمام
: بتعملي ايه ؟
خلعت ساعتها ووضعتها جانبا : ابدا ....شهقت ليقول نديم باهتمام : مالك يا ريم في ايه ؟
قالت وهي ترفع ساعتها التي وقعت علي الأرض : الساعه وقعت من ايدي
عقدت جبينها وهي تري ذلك الشرخ بزجاج ساعتها العزيزة علي قلبها : اتكسرت
هل يمكن أن يتحدث معها طوال هذا الوقت عن ساعتها التي بقيت لها من والدتها الراحله بل وبكل هذا الاهتمام ....نعم إنه الاهتمام بالتفاصيل !
الاهتمام بتفاصيل المرأه يجعلك تعرف الطريق الي قلبها وعكس ما يظن اغلب الرجال أنها تفاصيل تافهه بل هي المفتاح ويالحظك أن منحتك هذا المفتاح وأصبحت تشاركك تفاصيلها ...!
تفصيله تلو الأخري لايتوقف عن الاهتمام بها طوال الأيام التاليه .....دون أن تدرك بدأ الطريق يتضح لها لتختار اجابه سؤالها الذي حيرها ..تنتظر ام تنظر
وهنا كانت كلمه اخري احيانا تلهب قلبها بالحنين ....عمر ؟!
..........
....
وبينما تمضي الايام ومن يريد عمر يقول أنه أخذ قرار بشأن ما قالته ريم ومضي بحياته التي قدر سهولتها قدر صعوبتها فهو اعتاد نمط حياته وليس بتلك السهولة يستطيع تغييرها بارتباط ....ايام مضت عليه وهو لايستطيع التوقف عن التفكير الذي لا يتلاءم معه ولا مع شخصيته ...يتطلع الي من حوله دون سؤال فربما يجد الجواب ..
نظر إلي أخيه الجالس في المقعد المقابل له ليقول بمرح : سيفوو
التفت أخيه إليه قائلا : نعم
قال وهو يتمطأ بكسل : سرحان في ايه
قال سيف له وهو يستغرب صمته للنصف ساعه الفائته : انا ولا انت
هز عمر رأسه قائلا : لا طبعا انت ...وانا هسرح في ايه
اشار له سيف قائلا : مادام كده ...قولي رايك ...قام من مقعده واتجه ليجلس بجواره قائلا : بفكر اجيب ايه اتينا في عيد ميلادها
قال عمر بمشاكسه : تينا مين ؟
وكزه سيف بكتفه : هتستهبل ...تينا مراتي
ضحك عمر بسماجه قائلا : قولتلك ميه مره اسمها تهاني
زجره سيغ بحنق وهو يتلفت حوله : خليها تسمعك عشان يومك ميعديش
انفجر عمر ضاحكا : مش ده اسمها
تنهد سيف قائلا : اسمها اللي معقدني في حياتي ....حد برضه يسمي بنته تهاني
ضحك عمر قائلا : معقدك ...للدرجه دي
اوما سيف ليستغرب عمر من تفكير النساء فهو اسم فماذا يعني أن كان زوجها يناديها تهاني أو تينا
: ياأخي الستات دول دماغهم فاضيه ....تينا ولا تهاني ولا عباس فارقه في ايه ....غمز الي أخيه بشقاوة وتابع وهو يشير إلي تلك الحركه بيداه : المهم اللي شايله الاسم وإمكانياتها
وكله سيف بحنق : يالا بطل سفاله ... انت مش بتشوف حاجه في البنات الا كده
اوما عمر بصراحته المعهوده : اكيد
زفر سيف بحنق متبرطما : عيل سافل 
قال عمر ضاحكا : وانت عيل مؤدب بزياده .....ما علينا  مالها الست تينا
: عيد ميلادها قرب
هز عمر كتفه بتلقائيه : مايقرب
زفر سيف بحنق : ايه السخافه دي ياأخي ....عيد ميلادها قرب يعني لازم اعمل ليها مفاجاه
نظر أمامه وتابع بتفكيى : بفكر أخدها نسافر
نظر إلي هاتفه وتابع وهو يشير إلي تلك الصور :  ويقالي ساعه بختار ليها خاتم الماظ بس مش عارف أقرر
اطلق عمر صفيرا وقال بنبره مسرحيه : اه يافلوسك ياعاصم ياسيوفي اللي ابنك بيبزعقها يمين وشمال
نظر له سيف بحنق : انت متعرفش تتكلم جد
اوما عمر قائلا بلا مبالاه : وهو فين الجد ده ....بقولك ايه انت تاعب نفسك ليه اهي اي هديه وخلاص كويس انك فكرت فيها اصلا
مال علي أخيه وتابع : وبعدين يا سيفو بلاش تعودها علي كده ...تنسي مره تعملك فيها قضيه ....بلا هدايا بلا اعياد ميلاد
نظر له سيف بدهشة: بقي انت يا مقطع البنات بتقول كده
اوما عمر قائلا  : طبعا ...عمري ما فكرت في الحوارات دي
ضحك سيف قائلا : امال بتجيب رجلهم ازاي
قال عمر بغرور : هما بيجوا لوحدهم
رفع سيف حاجبه ليهز عمر رأسه ويعتدل واقفا وهو يقول بمرح  :  قبل ما تقولها ....انت غلطان انك سألتني وتقولك بقي .....اصلا انت عندك حق انا مش هقدر أفيدك بس زوزو تقدر.... اهم ستات زي بعض
هز سيف رأسه : عندك حق
اتجه عمر ليغادر ليتوقف ويلتفت الي أخيه الذي عاد لينظر في هاتفه ::سيف
نظر أخيه إليه ليقول عمر وهو يحك رأسه : انت ازاي مش بتشوف بنات غيرها
هز سيف رأسه قائلا وهو يضحك : عشان بحبها
عاد للنظر في هاتفه قائلا بمغزي : لما تبطل تبص للبنات  ومتشوفش غيرها هتعرف انك حبيت .
عقد عمر حاجبيه واتجه للخارج بينما بالفعل لايفهم شيء من كلمات أخيه عن كون امراه واحده قد تكون كافيه ....وليس قد بل قطعا تكون أكثر من كافيه كما يريد في كلمات أخيه الذي اكتفي بتلك الفتاه عن كل الفتيات

حكايه عمر Where stories live. Discover now