السادس والستون

9.5K 430 25
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ترنحت غرام بوهن بينما ارهقها الغثيان الصباحي المصاحب للحمل لتتماسك وهي تجفف وجهها الذي غسلته بالماء البارد لعلها تشعر بتحسن لتتجه الي المطبخ بخطوات واهنه لتعد الأفطار للفتيات ...وضعت في فمها قطعه خبز كما نصحتها الطبيبه لتتغلب علي شعور الغثيان لتمضغها وهي تجهز الأفطار الذي وضعته علي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ ثم اتجهت الي غرفه الفتيات توقظهم ....يلا يا لولو ...يلا يا نونو اصحوا عشان متتأخروش
تمطأت حلا بكسل : صباح الخير يا روما
ابتسمت غرام لها بوهن : صباح الخير يا حبيتي ....يلا قوموا اجهزوا وانا حضرت الفطار في المطبخ
اومات حلا لها وهي توقظ هنا التي نامت مجددا
لتتحرك غرام تجاه جانب الغرفه حيث تلك الكومه الكبيرة من الملابس التي ألقتها الفتيات علي المقعد الطويل ....انحنت لترتبها ولكنها شعرت بدوار يداهمها حينما مالت برأسها  لتتراجع عن ترتيب الغرفه الان وتقرر تركها لوقت لاحق تكون نوبه الغثيان الصباحي قد مرت
جلست الفتيات بشهيه يتناولون الأفطار بينما لم تستطيع غرام تناول شيء : انتي مش هتفطري معانا يا روما
هزت غرام راسها بابتسامه رسمتها وهي تتحايل علي شعورها بالغثيان لمجرد شم رائحه الطعام : لا يا حبيتي فطرت مع بابا الصبح
اومات هنا وعادت تتناول الأفطار مع اختها
لتقول غرام لهم برفق وهي تتجه الي غرفتها لترتاح :
حبايبي ممكن لما تفطروا تبقوا بس تشيلوا الاطباق وتحطوها في الحوض وانا هبقي اغسلها
اتجهت الي غرفتها لترتمي علي الفراش لتتمدد عليه وترفع ساقها علي وساده كما نصحتها الطبيبه
وتغمض عيناها ليتوقف الدوار
تعالي رنين جرس الباب لتستمع لجدال الفتيات عمن منهم تذهب لفتح الباب لتجر جسدها وتتجه لتفتح وهي تقول لهم بصوت عالي : خلاص انا هفتح يا بنات وانتوا يلا اجهزوا عشان متتاخروش علي المدرسه
فتحت الباب لتجد والدتها امامها ...ارتمت في حضنها : ماما حبيتي ...تعالي اتفضلي
دخلت زينب وهي تنظر الي ابنتها بتفحص : عامله ايه يا غرام ؟
ابتسمت غرام لها وهي تجلس بجوارها : الحمد لله يا ماما
وانتي
قالت زينب وهي تنظر لوجه ابنتها الشاحب : انا كويسه بس فضلت طول الليل قلقانه عليكي وقولت اعدي اطمن عليكي قبل ما اروح الشغل
نظرت إليها وتابعت : ايه يا بنتي اللي حصل ...هو زعلك تاني ؟
هزت غرام راسها وابتسمت : لا خالص.
نظرت زينب الي شحوب وجهها : امال مال وشك مخطوف ليه
قالت غرام هي تنفض عنها الوهن : ابدا يا ماما ما انتي عارفه الصبح بفضل دايخه شويه
ربتت زينب علي يدها قائله : طيب ارتاحي يا حبيتي
قالت غرام سريعا : كنت لسه قاعده في السرير متقلقيش انا كويسه
نظرت زينب لها علي استحياء تسألها : يعني انتوا كويسين وخلاص اتصالحتوا ولا ايه اللي حصل يا بنتي؟ ...شيماء بتقولي أنها خافت منه وهو كلمني زي عادته بذوق وقالي انا رجعت مراتي البيت بعد اذنك ومقدرتش اقول حاجه
اومات غرام قائله  : هو جه متضايق عشان موضوع قضيه الطلاق واخدني البيت ...خفضت وجهها بخجل وتابعت بصوت خفيض : طيب خاطري وصالحني وقالي هيقول للبنات
خرجت الفتيات يحملون حقائبهم ليركضوا تجاه زينب يرحبوا بها : ازيك يا تيته زينب
رحبت بهم زينب بحراره ليستاذنوا ويذهبوا لتعود غرام الي حديثها مع والدتها ....لتتنهد وتفيض لوالدتها بما تشعر به: انا نفسي اعيش مبسوطه وابني ولا بنتي يكبروا مع ابوهم وعشان كده انا خلاص مش زعلانه منه
التمست له العذر كالعاده دون أن يبرر : هو برضه غصب عنه كان خايف البنات تزعل
قلت زينب بلهفه : يعني قالهم
هزت غرام راسها لتتغير ملامح زينب ولكن
قبل أن تقول شيء كانت غرام تتابع بيقين : هو هيختار الوقت المناسب ويقولهم ....تابعت بمحاولة لإقناع والدتها وكأنها نفسها مقتنعه : دي حاجه كويسه فيه يا ماما أنه مهتم ببناته وأنهم اهم حاجه عنده في الدنيا ...وضعت يدها علي بطنها وتابعت : هو هيهتم بالبيبي ده زيهم ودي حاجه مطمناني وانا واثقه فيه
ابتسمت وتابعت : هو حمقي شويه بس .. بس
خفضت عيناها وتابعت بخجل : بس انا اخدت علي طبعه ومبسوطه معاه
اومات زينب لها وكأي ام لا تريد الا سعاده ابنتها ربتت علي يدها قائله برفق : طالما انتي شايفه كده. ..ربنا يهدي سركم يا بنتي
تنهدت غرام : يارب يا ماما
تعالي رنين هاتفها لتقوم لتحضره وهي تقول لوالدتها : ماما انا هجهز الفطار  نفطر سوا
قالت زينب وهي تهز راسها : لا يا حبيبتي انا فطرت الحمد لله ...
وضعت غرام هاتفها بعد أن أغلقت الصوت علي الطاوله وعادت لتجلس بجوار والدتها هاتفه : دي د مروة بتتصل اكيد عشان تشوفني اتأخرت ليه
تنهدت وتابعت : شويه لما افوق هتصل اعتذر ليها اني مش هرجع الشغل تاني
بوغتت زينب بما نطقت به ابنتها لتنظر لها باستفهام : مش هترجعي الشغل   .....ليه!!
قالت غرام ببديهيه : مفتكرش ايهم هيرضي اكمل في الشغل وخصوصا أنه من الاول رافض
قال زينب بامتعاض : ويرفض ليه ؟
هزت غرام كتفها لتنظر زينب إليها باستنكار : ايه ياغرام ردي ...يرفض ليه ...هو الشغل عيب ولا حرام
هزت غرام راسها قائله : لا ابدا ... بس انتي عارفه دماغه
هزت زينب راسها بانفعال بينما بلحظه عادت ابنتها عن كل قراراتها : انا مش عارفه الا دماغك انتي اللي كل يوم بحال ....نظرت لها وتابعت :   هو انتي مش من كام يوم كنتي مقتنعه تشتغلي و قولتي مستقبلي
قالت غرام ببديهيه فطريه مناسبه لعقليتها الساذجه : ماهو احنا رجعنا لبعض ومفيش داعي اشتغل .... مستقبلي معاه
افلتت الكلمات الممتعضه من شفاه زينب : ومين قال أن المستقبل راجل .....وضعت يدها علي يد ابنتها وتابعت بإقناع :غرام ....انتي يا بنتي متعملتيش مني حاجه
مال الشغل ومال رجوعك لجوزك
شغلك هيسندك زيه زي جوزك بالضبط
مقتنعه غرام بكل ماقالته والدتها لتقول باعتراف دون مراوغه : عندك حق يا ماما بس ....بس انا بصراحه مش عاوزة ازعله
قالت زينب بضيق : ويزعل من ايه بس
اتكلمي معاه براحه واقنعيه أن عادي جدا تشتغلي واهو علي الاقل تشوفي الدنيا حواليكي وتتنصحي ...
إنما حرام تسيبي شغلك . .. هو حد لاقي شغل دلوقتي
قالت غرام بارتباك : ماهو ياماما ....قاطعتها زينب بحنق :
خلاص يا غرام براحتك انا بس بنصحك
قالت غرام برجاء : ماما متزعليش مني
قالت زينب بجديه : مش زعلانه منك انا زعلانه عليكي عشان انتي هوائيه زي عادتك شبطتي في الشغل ليه طالما مش مقتنعه كنتي بتعنادي معاه وخلاص
هزت غرام راسها وقالت ببراءه : لا بس فكرت أنه مش هيرجعني تاني
زمت زينب شفتيها وقالت بعدم رضي :  كل كلامك عنه
فين انتي ....يا بنتي لو نسيتي نفسك محدش هيفتكرك
..... يا غرام بيتك وجوزك ليهم اولويه بس انتي يا حبيتي الاساس ...شوفي اللي يريحك واعمليه
قالت غرام بخجل : اللي يريحه هيريحني يا ماما
تنهدت زينب بقله حيله بينما تدرك جيدا طبع ابنتها الذي مازال بريء لم يتعكر بصدامات الحياه لتقول اخيرا :
طالما مقتنعه ماشي يا بنتي ربنا يهدي سرك
قامت غرام بعد ذهاب والدتها لتنظر الي الطاوله التي تركتها الفتيات كما هي ويعادوها الشعور بالدوار فقط حينما فكرت بكل ما عليها أن تفعله من واجبات منزليه
وهاهي بعد ساعتين تجلس واخيرا منكه بعد أن أنهت ترتيب المنزل الذي تحول الي فوضي في غيابها
تمددت علي الفراش ولا تنكر أنها شعرت بالضيق من الفتيات حينما شعرت بهذا الوجع يصيب ظهرها ويجعلها تخاف علي جنينها لتنهر نفسها بندم علي إرهاق نفسها
لم تشعر الا حينما مد ايهم يداه برفق تجاه كتفها يوقظها : غرام اصحي
عقدت حاجبيها وفتحت عيناها تديرها بارجاء الغرفه : انت رجعت
اوما قائلا : اه من شويه
قامت غرام بوهن لينظر ايهم إليها باستفهام : مالك ؟
قالت وهي ترتب الفراش : ابدا
اوما لها وبدء يبدل ملابسه لتتجه الي باب الغرفه قائله : هروح اجهز الغدا
عقدت حاجبيها حينما خرجت الي البهو ورأت ستره هنا و حقيبتها هي واختها ملقاه بإهمال علي أحد المقاعد لتحملهم وتتجه الي غرفه الفتيات التي تبعثر نظامها وكأن إعصار ضربها بينما انحنت هنا تفتش في أرجاء الخزانه التي أخرجت محتوياتها علي الأرض
لتقول غرام بجبين مقطب : ايه يا هنا ... قلبتي الدولاب ليه كده
قالت هنا وهي تلتفت الي غرام وتزفر بضيق : بدور علي الجاكيت الازرق بتاعي ومش لاقياه
زمت غرام شفتيها بضيق بينما لا تحتمل حالتها أن ترتب الغرفه مجددا لتهتف لأول مره بانتقاد : غسلته الصبح يا هنا ....كنتي سألتيني قبل ما تقلبي الدولاب كده
دفعت هنا بخصلات شعرها للخلف وقالت بضيق : كنت عاوزة البسه النهارده
زفرت غرام وهي تنحني لتجمع الملابس من علي الأرض : هو ده اللي فارق معاكي ومش شايفه عملتي ايه في الاوضه اللي طلعت عيني في ترتيبها
تدخلت حلا قائله: معلش يا روما...وانتي يا هنا مش مشكله الجاكيت بكره يكون نشف
شعرت غرام للحظه بالحنق من برود الفتيات بينما وجع ظهرها جعل خلقها يضيق ولا تتحمل دلالهم كما اعتادت لتنظر لهم بضيق هاتفه : انا زعلانه منكم كمان ...هو انا مش طلبت منكم تلموا الاطباق بتاعه الفطار
استغربت الفتيات حديثها الذي بدء يشبه انتقاد والدهم
الذي دخل إليهم بعد أن اتجه الي غرفه الطعام ولم يجد الطاوله جاهزه ولا الفتيات ولا غرام : انتوا فين كل ده ؟! مش هنتغدي
التفتت غرام إليه بشكوي واضحه وهي تشير الي كومه الملابس الملقاه علي الأرض : حاضر هجهز الغدا بس بعد ما أرتب الدلاوب اللي هنا قلبته
نظر ايهم الي ابنته التي قالت : كنت بدور علي الجاكيت بتاعي وهرجع كل حاجه مكانها ...هزت كتفها وتابعت : انا مش عارفه غرام مالها متضايقه ليه النهارده وكمان زعلانه مننا
نظر إلي غرام لتتدخل حلا بعد أن رمقت اختها بنظره غيظ : ابدا يا بابي ..احنا بس اللي مسمعناش كلامها
قالت برفق وهي تربت علي كتف غرام  : معلش يا روما كنا متأخرين الصبح
قالت غرام وهي تربت علي يد الفتاه ثم تتجه لترتب الملابس :ولا يهمك
أشار ايهم إلي هنا بنبره أمره : هنا رجعي كل حاجه مكانها وانتي يا حلا ساعدي غرام في تجهيز الغدا

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن