السابع والثلاثون

9.5K 483 20
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت جوري عيناها الناعسه واستدارت الي جوارها لتمد يدها الي هاتفها تغلق صوت المنبه وتتثاءب بكسل استعدادا لصباح جديد ... تقلب مراد بنومه وأحاط خصرها بذراعه متمتم بصوت ناعس : كملي نوم يا جوجو انا مش نازل النهارده
ادارت جوري راسها تجاهه تحرك أناملها في خصلات شعره قائله بصوت ناعم : انت مش رايح الشغل
هز رأسه وهو مازال مغلق عيناه مستعذب لمستها متمتم : لا يا حبيتي هاخد إجازة النهارده
ابتسمت جوري له وقالت بمشاكسه : وده تعويض عن الفسيخ
ضحك مراد وفتح عيناه لتتقابل نظراته بوجهها الجميل : معجبكيش
رفعت حاجبها تنظر له ومازالت تداعب خصلات شعره : واضح أنه معجبش ابنك
ضحك وهز كتفه : هو كان جربه ...ده انتي مجرد ما شميتي ريحته طلعتي تجري!
ضحكت بخفه قائله : اعمل ايه ...ريحته صعبه اوي
رفع جسده قليلا ليميل فوقها وسرعان ما يدفن رأسه بعنقها يشم رائحتها العطره هامسا بهيام : بس انتي ريحتك تجنن
أغمضت عيناها باستمتاع لقربه وكأن ما مضي قد فات فلا تجد في قلبها اي غضاضه لتجاوزه ... تنهدت بعد قليل قبل أن تهمس اسمه : مراد
رفع رأسه ونظر إليها لتتردد قبل أن تقول : هو ...هو يعني انا كنت عاوزة انزل النهارده
نظر لها لتتابع لتكمل جوري بتمهل : د.اياد الشريف عامل ندوة عن تطورات سوق المال ودي هتفيدني جدا في الرساله
وانا .....ابتلعت باقي حديثها حينما وجدته يرفع نفسه من فوقها ويدفع الغطاء من فوقه بحنق ويغادر الفراش هاتفا بسخط من بين أسنانه : روحي مكان ما انتي عاوزه
عقدت جوري حاجبيها لغضبه الذي اشتعل بلحظه دون نقاش لتقول لمحاوله منها لتلطيف الأجواء : مش هتاخر دي هي ساعه واحده بتاعه الندوة وهرجع علي طول حتي احنا ممكن نخرج بعد.....قاطعها بغضب وهو يجذب هاتفه : قولتلك روحي مكان ما انتي عاوزة ومش عاوز تبرير
غادرت الفراش لتتجه ناحيته : مراد ....لم تكمل باقي حديثها حيث تجاهلها واجري مكالمه هاتفيه انتظرت جوري انتهاء دقائقها بغضب اشتعل في أوصالها وسرعان ما صوبته تجاهه وهو يغلق الهاتف لتقول بامتعاض : انا كنت بكلمك يامراد علي فكره واظن ميصحش تتجاهلني كده !
رفع مراد حاجبه باستنكار مزمجرا : انتي بتقولي ليا الكلام ده
أومات جوري بثبات لينظر لها ساخرا : قولي اللي يصح وميصحش لنفسك ....شوفي انا بقولك ايه وانتي جايه تقوليلي ايه ....ال ندوة ال
زمت جوري شفتيها بحنق : قولتلك حاجه مهمه وهو لو انت عندك حاجه مهمه كنت هعترض
زفر بحنق هاتفا بعصبيه : وانا قولتلك اعملي اللي انتي عاوزاه
بادلته جوري العصبيه : قولتها بخناق
نظر لها مراد بسخط : انا اقول اللي يعجبني
واجهها بنظراته الغاضبه وتابع بانفعال شديد : ولو زودتي كلمه كمان هقولك مفيش خروج من الأساس
اتسعت عيون جوري : انت بتقول ايه !
افلتت أعصابه ليصيح بها : اللي سمعتيه واحسنلك متزوديش اي كلمه
رمشت باهدابها بضع مرات تستوعب أنها مجددا عادت لنفس الدائرة ....غضبه وعصبيته وصمتها وتجاوزها
قرء مراد نظراتها التي امتلئت استنكار وكعادته لايقبل أن يكون محل المخطيء ليتابع بصوته الانفعالي متبرطما : واحد بيقولك سايب شغله عشان يقعد معاكي وانتي ولا فارق معاكي وتقولي ليا خارجه وكمان مش عاجبك
لم تصمت لتقول بعصبيه ممزوجه بخزلانها منه : انت اللي مفيش حاجه بعملها عجباك ....
اوما مراد ونظر في عيونها بتحدي بينما يقول : أيوة ياجوري مفيش حاجه بتعمليها عجباني ....كل اللي بتعمليه مش عاجبني وقولتلك اني ساكت وبعديه بمزاجي وانتي عارفه كده لانك عارفاني كويس
اشاح بيده بعصبيه وتابع مزمجرا : انا مبقاش رقم اتنين في حياتك ...انا وبس رقم واحد ولا شغل ولا قرف ..فاهمه !
تفاجيء بها تقف أمامه وتقول بتحدي : لا مش فاهمه
ضيق عيناه ونظر إليها لتهز راسها : اه مش فاهمه ايه اللي مضايقك اوي كده كل ده عشان انت قاعد إجازة وانا عندي حاجه مهمه
افلتت لسان مراد بحنق : لا ياجوري مش ده اللي مضايقني .....اللي مضايقني انك اتغيرتي ....مبقتيش مهتمه بيا زي زمان ...عشان زمان لو انا قاعد في البيت انتي هتغيري كل خططك عشاني إنما دلوقتي لا
لوي شفتيه وتابع بسخريه : وده كله بعد نصايح عاصم باشا !
بادلته جوري السخريه : ولما انت فهمت أن كل تصرفاتي معاك السنين اللي فاتت اهتمام ودلوقتي بتطالبني بيه فكرت بقي تقدم ليا ايه في المقابل
بغباء مطلق كان يهتف بها : كنت قصرت معاكي في حاجه ...كل طلباتك مجابه
رسمت جوري ابتسامه ساخره علي طرف شفتيها وقالت بثبات : وعند عاصم باشا كمان كانت كل طلباتي مجابه ..... احتدت نبرتها وهي تتابع : انا متجوزتش مصباح علاء الدين عشان تحققلي طلباتي يا مراد .....انا اتجوزتك عشان تشاركني حياتي اللي عاوز تكون فيها رقم واحد من غير ما تديني اي حاجه !
ضيق عيناه بينما سيطر عليه الغضب من مثابرتها علي نفس الحديث الذي لا يفهمه بينما اعتاد الاهتمام وحاليا يطالبها به كحق من حقوقه فأين مشكلتها
دفعت جوري شعرها للخلف بعصبيه من نظراته التي تفهم معناها وقد يأست من أن يفهمها طالما هو متمسك بنفس العقيده والتفكير بأنها لا تفعل شيء زائد بل ما تفعله شيء طبيعي : بتبص ليا كده ليه ....ايه اللي مش فاهمه في كل اللي بقوله ليك كل مره ....انا سنين بعمل كل حاجه عشانك لغايه ما بقي اللي بعمله العادي .... افهم بقي اني كنت باجي علي نفسي عشانك وان مش الطبيعي ده ....راعي مشاعري واحسب كل كلمه من كلامك قبل ما تنطقها ...اقف مع نفسك وشوف قولت ايه يجرحني
تعالي علي نفسك مره واحده عشاني ومتبقاش اناني عاوز كل حاجه لنفسك وبس ...!
.......
........
: نور
رفعت نور عيناها الي سيف وتركت هاتفها : نعم يا حبيبي
اقترب سيف بجسده منها ليداعب أناملها قائلا : هو انتوا تتصالحوا ازاي
عقدت نور حاجبيها بعدم فهم : مش فاهمه
حمحم سيف قائلا بشرح: يعني مثلا لو واحده زعلت مني و حبيت اصالحها اعمل ايه
ضيقت نور حاجبيها باستفهام ليتابع سيف : تقدري تقولي كده زودتها شويه وجرحتها اعمل ايه بقي
ادارت نور عيناها ببطء ناحيته باستنفار وهي تردد كلماته : واحده ...جرحتها ...وعاوز تصالحها ؟!
قبل أن ينطق سيف بكلمه كانت نور تهتف به : مين الواحده دي .....انت بتخوني ياسيف !
اتسعت عيون سيف وهز رأسه قائلا باستنكار : لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده يا حبيتي
قالت نور بجبين مقطب : امال ايه الاسئله الغريبه اللي بتسألها دي
شرح لها سيف : ده ابنك ........
هتفت نور بضيق : يعني اتخانقوا تاني !
هز سيف كتفه : ابنك بيتلكك يانور ....ايه مسقعه وكلام فارغ
حكت نور ذقنها وهزت راسها قائله : طيب قوم معايا
سألها سيف وهي تعتدل واقفه : علي فين ؟
قالت نور سريعا : هقولك ...بس يلا يا سيف
...........
.....
نظرت عزه بعدم تصديق الي المحامي مردده : فيفي !
اوما الرجل قائلا : أيوة ...سابت الشقه وباعتها ولما كلمتها بخصوص الأتعاب قالت ليا أنها ملهاش دعوه اتصرف معاكي
اهتزت نظرات عزه وفجاه غص حلقها بينما لم تتوقع أن تبيعها ابنتها بتلك الطريقه متناسيه أنها من علمتها اصول البيع والشراء
تجاهل المحامي ملامح عزه المصدومه قائلا بلا حرج : معلش يا مدام اسمحيلي اعرف هتعملي أية بخصوص الأتعاب !
........
....
تلفتت غرام حولها وهي تطل برأسها من باب المطبخ بعد أن أنهت تنظيفه لتطمئن أنه بغرفته وبعدها تسرع الي غرفتها تبقي بها بينما ايهم يتحرك في غرفته ذهابا وإيابا بحنق بينما كلماتها وتحديها له بالأمس تكاد تفتك باعصابه ...!
رفعت غرام عيناها تجاه حلا التي طرقت باب الغرفه ودخلت إليها
: غرام ما تيجي تتعشي معانا
هزت غرام راسها بابتسامه هادئه : لا شكرا
قالت حلا باصرار : ليه بس ده انتي عامله اكل حلو اوي
هزت غرام كتفها : بالهنا والشفا ....بس ماليش نفس
أومات حلا واتجهت الي باب الغرفه لتوقفها غرام بحرج : حلا...ممكن اطلب منك طلب
أومات حلا سريعا : طبعا
فركت غرام يدها وقالت بخجل وهي تشير الي ملابسها : هو ممكن تديني حاجه تانيه ألبسها من عندك لغايه ما اغسل دول ....انا اسفه اني بتقل عليكي وباخد هدومك
هزت حلا راسها سريعا واوقفتها عن متابعه حديثها : متقوليش كده ....طبعا خدي اللي انتي عايزاه
أمسكت بيدها لتاخذها الي غرفتها : تعالي اختاري اللي يعجبك
هزت غرام راسها قائله وهي تسحب يدها من يد حلا بخجل : لا مش مهم ...هاتي انتي اي حاجه تكوني خلاص مش بتلبسيها
هزت حلا كتفها وقالت بتهذيب : ليه يعني ...هجيبلك تريننج عشان ترتاحي فيه بدل الجينز ده
أومات غرام فابتسمت حلا لها وأسرعت الي غرفتها لتحضر لها بنطال قطني اسود وتيشرت باللون الوردي وفوقهم ستره من نفس اللون ملائمه لهم ولكنها لم تكن ملائمه للغايه لغرام التي يفوق وزنها وطولها قليلا حلا
دخلت بتردد الي الحمام المجاور لغرفتها ولكنها بحاجه لاخد دوش بدلا من هيئتها المزريه تلك والتي بقيت بها لأيام ....أنهت استحمامها ووقفت تحاول تصفيف خصلات شعرها المشاركه بعد أن احاطت جسدها بالمنشفه الكبيرة. ...انتهت اخيرا لترفعه الي الاعلي ثم ارتدت الملابس التي اعطتها لها حلا ووقفت تغسل ملابسها ثم وضعتهم جانبا وجففت ارضيه الحمام الرخاميه بما اعتادت عليه في منزلها لتخرج وهي
تجذب التيشيرت القصير تحاول أن تخفي التصاق البنطال بجسدها البض حتي بعد أن وضعت الستره فوقها واغلقتها إلا أن الملابس مازالت ضيقه للغايه عليها ولم تشعر بارتياح بها ولكن ليس امامها سبيل اخر ...
خرجت من الحمام سريعا واتجهت الي غرفتها لتشهق ما أن وجدته امامها يتجه الي غرفته بوجهه المتجهم ...تراجعت بسرعه قبل أن تصطدم به وامتلئت نظراتها بالارتباك الذي أخذته معها وأسرعت ركضا الي غرفتها تتبعها عيناه الساخطه !
.....
........
وضعت امتثال يدها علي قلبها الذي تزايدت ضرباته القلقه وهي تتصل بوسيله مجددا وعيناها معلقه بالساعه التي تجاوزت السادسه ولم تعد وهاتفها مغلق ....!
قامت من مكانها واتجهت الي غرفه وسيله تبحث هنا وهناك عن تلك الورقه التي دونت لها بضع من أرقام اصدقاءها لتعود تتطلع الي الساعه بانتظار أن تجيب عليها نرمين التي قالت باستغراب : هي راحت فين يا تيته ...؟
قالت امتثال بقلق : مش عارفه يا بنتي انا قولت أنها جايز خرجت معاكي بعد الشغل
تعلثمت نرمين ولكنها لم تجد مفر من الإقرار : بس ...بس يا تيته وسيله مجتش النهارده الشغل !
للحظه توقفت دقات قلب امتثال عن الخفقان وهي تردد بلسان ثقيل : مجتش ....امال هي فين ؟!
........
....
لم تكن امتثال هي الوحيده التي تحاول الاتصال بوسيله بل كان عمر الذي زم شفتيه بحنق شديد وهو يلقي بالهاتف علي الفراش بعد أن استمع لتلك الرساله المسجله أكثر من مائه مره بكل مره يحاول الاتصال بها ويجد للهاتف مغلق .....لقد وعدته أنها لن تتركه فماذا حدث هذا الصباح ولماذا أغلقت هاتفها ....بعدم ترتيب قام من مكانه واتجه ليستبدل ملابسه مقررا السفر إليها لتتوقف يداه وهو يغلق ازرار قميصه ويأخذ قرار اخر أجله طويلا وحان الوقت لينفذه وهو اخبار أبيه بكل شيء !
لم يحدث بينهم شيء منذ عودته للمنزل أمس ليلا وكل منهما يتعامل مع الآخر بصورة عاديه ولكنه بالتأكيد يتجنب الحديث مع زينه التي حتي الآن لم يسألها عن سبب تراجعها بل اعتبر تراجعها خزلان اخر اضافه لقائمته ....!
نظر إلي سيف الذي دخل إليه : عمر انت خارج
اوما عمر قائلا بتشتت واضح : كنت رايح اسكندريه بعد كده قولت هكلم بابا في موضوع وبعدين اسافر
نظر له سيف باستفهام : موضوع ايه ؟
نظر عمر إليه كطفل صغير يعترف بخطأه : وسيله !
مينفعش افضل مخبي اكتر من كده ....هي ملهاش ذنب تتحمل أنها تكون في السر
تفاجيء بانشراح ملامح سيف الذي اتجه ليجلس علي طرف الفراش واشار له أن يجلس بجواره وقال باهتمام : صح يا عمر ده اللي انت لازم تعمله ....قول اللي حصل وبابا اكيد هيفهمك
لأول مره يري التردد في نظرات أخيه الذي حاول صياغه سؤاله بصورة لا تبدي خوفه من رد فعل أبيه ولكنه عجز فخرج سؤاله يبدي خوفه : تفتكر هيعمل ايه ؟
حاول سيف ابعاد التفكير في رد فعل ابيه عنه حتي لا يفقد شجاعته بينما يقول : اللي هيعمله انت هتقبله لانك غلطت ياعمر ...وهتعدي
فرك عمر خصلات شعره قائلا باقرار : هقبله بس مش عاوز اكون سبب في حاجه وحشه تحصله
انتبه سيف الي هذا الاحتمال ولكنه ذهب إلي التفاؤل أكثر ليقول بتشجيع : أن شاء الله مش هيحصل حاجه ....انت اتكلم معاه بصراحه عن ازاي اخذت القرار ده وانك ندمت وعاوز تصلح الغلطه دي وهو هيسمعك وحتي لو اتعصب شويه انت اتحمل
اوما عمر واعتدل واقفا : ماشي ...هنزل اتكلم معاه
هز سيف رأسه ليتجه عمر الي باب الغرفه ولكن قبل أن يخرج كان يشير لأخيه : ادعيلي
اوما سيف بابتسامه : حاضر ....اشار له بتشجيع : هسيبك تمهد له وبعدين هلحقك واتدخل متقلقش
ابتسم عمر له ولاول مره يعترف : ربنا يخليك ليا يا سيفو
ابتسم سيف أن بحنان وبادله : ويخليك ليا يا اللي مطلع عيني !
........
.....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن