الثاني والعشرون جزء ٢

10.8K 528 31
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

رمش سيف باهدابه وحاول التحكم في ملامحه وهو يقول : لا طبعا بيسأل علي حضرتك علي طول
ابتسامه باهته ارتسمت علي شفاه عاصم عكست مقدار وجع قلبه بينما يقول بخزلان : فعلا سأل
اوما سيف بكذب وكذلك فعلت زينه التي قالت : سأل عليك بس انا مرضتش أقوله انك تعبان وقولت لسيف كمان ميقولش له حاجه
نظرت جوري بتأثر تجاه ابيها الذي هز رأسه واكتفي بالصمت بينما يعرف جيدا أنهم يكذبون عليه ...
............
....
شهقت تلك المراه ذات الجلباب المزركش قائله بعدم تصديق : بتتكلمي جد يا ست عزه هانم
أومات عزه ضاحكه وهي تحيط كتف الفتاه الصغيرة الجالسه بجوارها قائله : طبعا يا ام مياده .... مالت علي الفتاه تتفحصها قائله : قومي اقفي كده يا حلوة
قامت الفتاه بعد أن أشارت لها والدتها : قومي يا مياده لتسير بضع خطوات حيث أشارت لها عزه أن تقف
وقفت غرام خلف الباب تشاهد هذا المشهد المبكي للقلوب والمعجز للعقول بينما تلك المرأه حرفيا تتاجر بالفتيات وكأنها سلعه ....شعرت غرام بالغثيان الشديد وهي تري نظرات عزه للفتاه التي تعاينها وكأنها بضاعه بينما تقول وهي ترفع هاتفها تلتقط لها بعض الصور : لفي كده ياحلوة....تعالي يمين.  .... فكي شعرك ...اضحكي
تلتقط الصور وتأمر الفتاه التي تنفذ دون جدال بعد أن تعيد والدتها أوامر عزه : اسمعي كلام الهانم ...اتحركي يا مياده
غص حلق غرام وهي تري انصياع الفتاه الصغيرة بصمت لتلمع الدموع بعيونها وهي تتأمل الفتاه التي لم تتجاوز السادسه عشر تتحرك كيفما تأمرها عزه التي لا تري الفتاه الا مجرد قطعه من اللحم تبيعها لمن يدفع أكثر ...ولم يكن انصياع الفتاه هو أكثر ما أثار غثيان غرام بل كان موقف والدتها التي تهلل بفرحه وكأن ابواب النعيم ستفتح لابنتها علي يد تلك المراه التي لم تكن أكثر من شيطان متنكر بصورة انسان ....هزت غرام راسها بأسي علي فتاه صغيرة خلف جسدها المكتنز...طفله لا تعرف شيء تقاد الي مصير كهذا وبيد والدتها ....!
الان تتجلي لها كلمات والدتها عن تلك المراه والتي صدقت بكل كلمه بها ....الان تري الفرق بين والدتها وبين والده الفتاه ....والدتها التي حذرتها دوما من تلك المرأة بينما والده الفتاه سلمت لها ابنتها بطيب خاطر وكأنها تملك حق بيعها لمجرد أنها والدتها.....
عادت الفتاه لتجلس بجوار عزه التي داعبت وجنتها قائله : مالك يا حلوة ساكته ليه ؟!
هزت الفتاه كتفها دون قول شيء لتضحك عزه بخلاعه وتتابع : انا مش عاوزاكي تتكسفي من العريس .... عاوزاكي تكوني فرفوشه عشان تشوفي العز كله
أشارت لها وتابعت : مدي ايدك يا مياده
مدت الفتاه الصغيرة يدها لتضع عزه بهم اسورة ذهبيه خلعتها من يدها قائله : ايه رايك
انبهرت الفتاه وكان انبهار والدتها أكثر التي قالت بلهفه وهي تجذب يد ابنتها تتفحص الاسورة بعيون نهمه: حلوة اوي ياست عزه هانم
ضحكت عزه قائله : ودي تيجي ايه جنب اللي الشيخ عوض هيلبسه ليها ....دهب والماظ
ربتت علي كتف الفتاه وتابعت بخبث : المهم مياده متزعلهوش ابدا
أومات الفتاه وعيناها تتطلع الي الاسورة التي وضعتها عزه بيدها لتشمئز ملامح غرام وهي تتذكر نفس السيناريو كما حدث معها لذا لا تلوم تلك الصغيرة علي صمتها فهي فتاه قرويه صغيرة ساذجه رسمت لها عزه طريق الاحلام الذي سارت هي نفسها به بالرغم من أنها لم تكن أبدا بسذاجه تلك الفتاه ....لا تعرف بتلك اللحظه أن كان خبث عزه ومكرها اكبر ام غباء وسذاجه الفتيات وركضهم خلف وهم السعاده والحياه المرفهه اكبر .....
سحبت غرام نفسها الي الغرفه وهي تقضم شفتيها بحركه عصبيه بينما الغل والحقد يزداد بداخلها تجاه تلك المرأه وكذلك اليأس وقله الحيله لأنها لا تستطيع فعل شيء لها بعد ما ما نالها من اذي علي يدها ......لترفع راسها وتظل علي حركه شفتيها العصبيه قبل أن تفكر أن كانت لم تنجو منها فعليها أن تساعد الفتاه قبل أن توقعها عزه بالفخ .... عليها ايقاف شرها وحجبه عن تلك الصغيره حتي لا تلقي مصير ربما يكون اسوء من مصيرها ولكن كيف ...؟!
.............
....
: امال قصدك ايه ؟!
قال مراد وهو يهز كتفه : ابدا يا بابا .....مراتي وعاوز نرجع بيتنا ايه المشكله
نظر له سيف بنظراته الثاقبه مطولا يحاصره بعدم اقتناع ليزفر مراد ويهتف اخيرا باعتراف : بصراحه يا بابا انا مش بالع ولا ناسي اللي ابوها عمله فيا ....زم شفتيه بحنق وتابع : فضل يبيع ويشتري فيا وانا اضطريت اسكت عشان خاطرها
رفع سيف حاجبه ساخرا : بقي سكتت عشان خاطرها
اوما مراد بعنفوان : طبعا عشان خاطرها امال عشان خاطر ايه
قال سيف بجديه : عشان ترجعها ليك مش عشان خاطرها
هتف مراد بامتعاض : ايا أن يكون .... المهم اني سكتت بس ده مش معناه اني بلعت كل اللي عمله
ازدادت نبرته حنقا بينما يتابع بتهكم جارح : بدل ما كان واقف ليا علي الواحده  كان يروح يتشطر علي ابنه عمر الصايع ويربيه .....اتسعت عيون سيف بصدمه من حقد مراد بتلك الطريقه علي حماه ليتابع مراد وهو يتحرك بعصبية : جاي يبعدني عن مراتي ويقولي بنتي طيب ماهو ابنه داير ورا بنات الناس وكل يوم يعمل مشكله شكل .....يروح يوقفه عند حده ولا فالح بس يسكت ده ويدي فلوس لده عشان يغطي علي مصايبه ....التفت الي أبيه الذي كانت ملامحه الحاده المنزعجه ابلغ من اي رد ليتابع بعنفوان وكأنه يثبت مدي صحه حديثه وموقفه من عاصم : كلامي صح ولا غلط ....ايه مسمعتش عن اللي حصل لابن صادق الورداني واللي كلنا عارفين أن عمر اللي عمل فيه كده ....التوت شفتاه بتهكم وتابع : عمر اللي قبلها بكام يوم جوري جت تقولي هيخطب بنت رشدي وفجاه نديم يتضرب ويتجوز البنت ....ايه صدفه ولا مصيبه اكيد عمر عملها ونديم أتدخل عشان البنت
اشاح بوجهه وزفر بضيق : اهو بدل ما يقولي حاطك في دماغي بقالي سنين ويفضل يشحن مراتي عليا كان يشوف ابنه
ظل يهذي ويتحدث بحقد علي عاصم وسيف نظراته تقول الف كلمه بينما صمتت شفتاه لينظر مراد الي ابيه قائلا : ساكت ليه يا بابا ....الكلام اللي بقوله غلط
نظر له سيف باحتقار قائلا : كلامك مجرد كلام نسوان ميتردش عليه ...!
قام سيف من مكانه وأمسك ذراع مراد بغضب شديد وهتف به بانفعال : انت راجل ولا .....ايه قله الادب والسفاله بتاعتك .....بتعاير الراجل..!
نظر له بغضب وتابع : بتعايره وتتكلم عليه في ضهره عشان انت أضعف من انك تواجهه
دفعه بغضب من أمامه وتابع باحتقار شديد : ومين قال انك احسن من عمر ولا اني عرفت اربي احسن من عاصم ...انت طلعت اسوء ....انت مش راجل
نظر له مراد وهتف بدفاع عن نفسه : انا يا بابا
اوما سيف بغضب واحتقار : اه لما تتكلم عن أهل مراتك كده تبقي زباله ومش راجل محترم تستاهل واحده زيها
: يا بابا انا .....قاطعه سيف بغضب شديد : انت تخرس خالص مش عاوز اسمع صوتك ...رفع إصبعه في وجهه وتابع بوعيد : انت محتاج تتربي من اول وجديد
زم مراد شفتيه بحنق ليزجره سيف بنظره محتقره وهو يقول : تحب افكرك بحكايه عدي ولا اخلي جوري هي اللي تسمعها مني
اهتزت نظرات مراد لينظر له سيف بحنق : ايه مش من حقها هي كمان تتكلم علي عيلتك زي ما بتتكلم عن اخوها
ابتلع مراد وهز رأسه : بابا لو سمحت كفايه انا مكنتش اقصد ....كل الي قصدته اطلع اللي جوايا منه .....ضايقني وجه عليا
صاح سيف بانفعال : عشان خاطر بنته ...افهم بقي
هتف مراد بانفعال هو الآخر : بنته بقت مراتي وانا بحبها ......بحب جوري ومقدرش استغني عنها
نظر إلي أبيه وانفلت لسانه بمخاوفه : اللي عمله ابوها جمد قلبها وفتح لها باب أنها تقدر تبعد عني طالما شجعها ....فهمت بكرهه ليه !!
لم تهديء كلمات مراد انفعال سيف بل فقط جعلته يتوقف لحظه يتطلع الي مقدار الغضب الذي يحمله ابنه الي حماه فقط لأنه دافع عن ابنته
ليقول بتمهل : كنت عاوزه يعمل ايه ؟؟
هتف مراد بعنفوان : ميتدخلش بيني وبينها
اوما سيف وقال بجديه : ومش ده اللي جوري طول عمرها بتعمله .... بترفض أن اي حد يتدخل بينكم
انتبه مراد لحديث أبيه الذي أشار له هاتفا : مع اني مش طايق ابص في وشك بس مضطر اتكلم معاك ...اقعد
جلس مراد ليتنهد سيف قائلا : مراد انت غلطان ومش بس غلطان انت بتتمادي في غلطك
هز رأسه وتابع : مكنتش احب اسمع منك الكلام ده عن حماك اللي المفروض في مقام ابوك
اندفع مراد بانفعال : غصب عني ...متضايق منه
: عشان دافع عنها
هز رأسه : لا عشان خلاها لاول مره في حياتها تقف قدامي .....فرك وجهه وتابع باعتراف : يا بابا جوري عمرها ما قالت ليا علي حاجه لا ولا اعترضت ولا حتي انتقدت حياتنا ... طلبها أنها تأجل الخلفه مش هنكر أنه كان طلب بمنتهي الادب والذوق لدرجه اني مقدرتش اقول لا ....انا غلطت لما وافقتها بس مكنش ينفع اسكت اكتر من كده ....برضه اندفعت لما اتعصبت عليها ولقيتها هي اللي بتصالحني ....استغربت أنها سامحت من غير ما اطلب مع اني عارف طبعها وفكرت أنها بتعمل كده عشان ارجعها شغلها .... لاول مره ترد وتهددني أنها تقول لأهلها ومفكرتش أنها هتنفذ تهديدها ....كنت خلاص هصالحها لولا تدخل ابوها اللي جاب القديم كله وحاول يبعدني عنها ..... متضايق منه عشان بعد كده كل مشكله هتروح تقوله لأنه عمل اللي هي مقدرتش تعمله ....جوري مكانتش تقدر تبعد عني وبوقفه ابوها وراها عرفت وعاشت وده قاهرني
كان سيف ينظر إلي ابنه وملامح الاستياء باديه علي وجهه بينما يعدد له مزاياها وعيوبه بلا خجل ليتهكم اخيرا : انت اللي مقهور ....!
ده البنت طلعت مقهورة ومحدش حاسس
نظر إلي ابنه باستهجان وتابع : انت ايه اللي بتقوله ....ايه متقدرش تقف قدامي وايه اول مره ترد وايييه كميه الامتلاك دي
ارتبكت ابتسامه متهكمه علي طرف شفتيه وتابع : ده انا لو معرفهاش اقول جايب بنت لاحول لها ولاقوه واتصدقت عليها بجوازك منها مش بنت عاصم السيوفي .....مش الدكتورة بتاعه الاقتصاد مش اللي بتتكلم بدماغ وعقل يوزن بلد
التوت شفتيه بسخط وتابع : ياأخي بقي بتاخد طيبتها وادبها وحسن اخلاقها أنها عيب وتتمادي
ازدادت نظراته سخط وهو يتابع : هي الغلطانه لانك عاوز واحده حربايه تربيك مش واحده طيبه زيها ....هي بمعني اصح هبله ووقعت مع واحد يستغلها
ارتفع حاجب مراد باستنكار : انا بستغلها
اوما سيف : امال تسمي ايه تصرفاتك دي
: بحبها ....
لةي سيف شفتيه باستنكار : حب... فين الحب في كلامك
وكزه في كتفه : لو بتحبها كنت هتكون مكان ابوها وتدافع عنها مش تخاف أنها تتمرد عليك
عاوزها ضعيفه عشان تستقوي عليها
هز رأسه بسخط وتابع : انا مش هقولك حاجه غير أن الراجل اللي يستقوي علي مراته مش راجل ابدا
نظر له مراد باستنكار : انا يابابا
اوما سيف باحتدام : أيوة بتستقوي عليها وانا لا يمكن اسمح بده .... الاحسن فعلا انك تبعد عنها
قام مراد من مكانه وهز رأسه باستنكار : لا طبعا
نظر له سيف ليتراجع مراد قائلا : بابا جايز انا مش عارف اعبر عن نفسي بس انا بحبها ...اه في حاجات غصب عني بعملها بتضايقها بس بحاول .....في الفتره الاخيره استفزتني وعشان كده الموضوع كبر إنما غير. كده انا بحبها وبعاملها كويس واسألها حتي
عاد ليجلس بجوار أبيه ويتابع : يابابا وهو انا لو وحش معاها كانت هتحبني وتفضل معايا ...انا برضه ليا عذري في موضوع حملها ....نفسي في طفل
: وهي قالت ايه ...مش قالت اوك
اوما مراد باعتراف : بس بعد ما كنت اتعصبت وضايقتها
نظر إلي ملامح وجه أبيه وهو يتابع : انا متاسف يا بابا اني قولت الكلام ده عن حمايا ....جايز من عصبيتي قولت اي كلام ....مش هزعلها وعد مني بس حضرتك متاخدش موقف مني وكمل جميلك معايا وخلينا نرجع مع بعض مصر

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن