السادس عشر

11.6K 674 39
                                    


مساء الفل كل سنه وانتم طيبين.... الفصل الجديد السابع عشر نزل علي المدونه واللينك علي صفحتي في المحادثات

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
وضع عمر أطراف أنامله علي جبينه يدلكه بينما هذا الصداع الضاري يكاد يفتك برأسه. ... رفع رأسه تجاه العامل الذي دخل إليه يضع القهوة أمامه ويمد يداه إليه بعلبه من الدواء قائلا : المسكن ياعمر بيه
قال عمر وهو يأخذه من يده : شكرا يا عيد
اوما العامل قائلا : الف سلامه علي سيادتك
وضع عمر قرص في فمه بينما لاحت ملامح الانزعاج علي وجهه وهو يبتلعها فهو ليس ممن محبين الادويه بل وتعتبر تلك مره من المرات القليله التي يلجأ فيها لأحد المسكنات ...ابتلع القليل من الماء وارتشف القهوة وهو يقنع نفسه بأن فقط الصداع هو ما يجعله يشعر بتلك الحاله التي جعلت أنفاسه تضيق متهربا من حقيقه افتقادها ومن حقيقه أنه لأول مره في حياته يهتم لما يفكر به الآخرون عنه وليكون أكثر  تحديدا ليس كل الآخرون بل هو وحدها ....!
تنهد بضيق وكلمته التي قالها لايهم باعتراف تقض راحته ( عاوزها تشوفني زي ما كانت شيفاني )
الهذه الدرجه يهتم ؟!
لا ولماذا ؟! لا يهتم ولم يفعل ولماذا يهتم من الأساس
ظن انه لم يكذب علي نفسه من قبل ولكنه الآن يعترف أنه كان يكذب بكل مره يخبر نفسه أنه لا يهتم لرأي الآخرين بل هو يهتم بالفعل وماجعله يدرك تلك الحقيقه هو اهتمامه الان بما تشعر به تجاهه بعد ما فعله....!
............
....
وقفت غرام اسفل هذا المنزل بعد أن أوصلت اختها الي الدرس لتبقي كما اعتادت تلك الساعه بانتظارها بالاسفل حتي تنتهي ثم تأخذها وتعود الي المنزل لتجد والدتها قد عادت للتو وجلست ترتاح قليلا قبل الذهاب الي نوباتجيه عملها الليلي
التفتت اللي غرام قائله : اتاخرتي ليه ياغرام ؟!
قالت غرام وهي تهز كتفها : ابدا يا ماما علي ما رجعنا
اومات زينب قائله : طيب يلا حطي الغدا عشان الحق انزل الشغل
هزت غرام راسها بينما دخلت اختها الي الداخل ليتبعها صوت غرام : شيمو غيري هدومك ويلا تعالي علي ما اجهز الغدا
أومات اختها وركضت إلي الغرفه لتدخل غرام الي المطبخ
ومازالت تشعر بتلك الفراشات تراود معدتها ....لم تعد حياتها فارغه بل لديها شيء تهتم به سوي إخوتها والمنزل ...شيء لها هي وحدها
نظرت إلي هاتفها بترقب وهي تسأل نفسها هل سيتصل بها ؟!
لتقفز بهلع ما أن تعالي رنين هاتفها ....بلهفه امسكته ولكن سرعان ما لاح الإحباط علي ملامحها حينما وجدتها فيفي
أجابت بصوت خفيض : فيفي
قالت فيفي باستفهام : ايه ياغرام مجتيش ليه النهارده ؟!
همسات وهي تنظر من خلال باب المطبخ لتطمئن أن
والدتها لا تسمعها : كنت بوصل اختي الدرس
قالت فيفي باستفهام : طيب ايهم كلمك ؟!
همست غرام : كلمته اه
قالت فيفي بتلهف : قالك ايه ؟!
قالت غرام سريعا بينما تعالي صوت والدتها تستعجلها :هبقي اكلمك لما ماما تنزل واقولك علي كل حاجه
أومات فيفي بينما تقول : طيب متنسيش تقولي لامك اللي اتفقنا عليه
هزت غرام راسها وأسرعت تغلق لتدخل زينب إليها بتلك اللحظه : كنتي بتكلمي مين ياغرام
هزت غرام راسها : ابدا دي ....دي ابتسام
عقدت زينب حاجبيها ؛ ابتسام مين ؟!
قالت غرام بكذب : ابتسام اللي كانت معايا في الدبلوم
فاكراها
هزت زينب راسها : ما علينا ...مالها بتكلميها ليه ؟!
عقدت غرام حاجبيها : فيها ايه يا ماما لما اكلمها ...مش صاحبتي
هزت زينب راسها : كانت صاحبتك ...دلوقتي خلاص مفيش بينكم حاجه تكلمك وتكلميها ليه
لوت غرام شفتيها من موقف والدتها التي لا تدعها حتي يكون لها أي اصدقاء لتقلب الطعام وتبدأ بتجهيز الاطباق
جلست زينب الي الطاوله التي جهزتها ابنتها لتنظر الي صمت غرام قائله : غرام
رفعت عيناها إليها لتتابع زينب : يا بنتي انا خايفه عليكي
قالت غرام باستفهام : خايفه عليا من ايه !!
قالت زينب بأفق ضيق : من اي حاجه ....يا بنتي البنات مبقتش كويسه ومفيش حاجه اسمها صاحبتك
هزت غرام راسها برفض : ليه ....هو الواحد المفروض يعيش لوحده
هزت زينب راسها باستنكار  : وانتي مش لوحدك ...عندك اخواتك ...ناقصك ايه
أومات غرام وبدأت نبرتها تحتد : اخواتي صغيرين مش صحابي ....انا ولا عندي صحاب ولا شغل ولا حاجه ...ناقصني يكون عندي حياه
اتسعت عيون زينب لتقول لابنتها باستهجان : قصدك ايه ؟!
قالت غرام وهي تستجمع شجاعتها : قصدي أن انا عاوزة اشتغل طالما حضرتك كل ما يجي عريس بيا ترفضيه وحتي صحابي بتقولي متكلميهومش يبقي الاقي حاجه تشغل وقتي
احتدت ملامح زينب لتهب واقفه : وانتي وقتك مش فاضي ....طول الوقت تقوليلي شغل البيت ومذاكره اخواتي يبقي فين الوقت الفاضي
اتسعت عيون غرام لتقول بانفعال : في فراغ جوايا ....عاوزة اعمل حاجه في حياتي انا مش كل حاجه اخواتي
زمجرت زينب بغضب : لا كل حاجه اخواتك ....
نظرت إلي ابنتها وتابعت بتأنيب : انا عمري ضاع في الشقي عليكي انتي وأخواتك وانتي دلوقتي كبرتي ولازم تشيلي عني ...مش جايه تقوليلي شغل وحياه
اهتزت نظرات غرام ولمعت الدموع في عيونها وهي تقول بخزلان : ماهو انا شايله ياماما
أومات زينب : ده واجبك قصاد تعبي عليكي
فتحت غرام فمها لتقول شيء ولكن نظرة زينب الغاضبه اهرستها بينما غادرت بسيل من الكلمات الساخطه : معندكيش دم انانيه ....حياتي حياتي وانا حياتي اللي ضاعت عليكي انتي وأخواتك فين ....يارب خدني وريحني ..!
.......
...
التفتت جوري بحنق الي مراد وهتفت من بين اسنانها : هو ايه اللي اوضه واحده ....نظرت تجاه موظف استقبال الفندق قائله : no please we will reserve two rooms
تدخل مراد ولغي كل حديثها وأكد علي الموظف حجز غرفه واحده لينظر لهم الموظف بشتات قبل أن يؤكد مراد طلبه للغرفه بحزم ثم يأخذ بذراع جوري متبعدا قليلا وهو يهتف بها من بين أسنانه : اظن كفايه جنان بقي ...انا كل ده متحمل بس صبري خلاص نفذ
اتسعت عيون جوري وسرعان ما جذبت ذراعها من يده : لا متتحملش اكتر من كده و اوعي ايدي
هز مراد رأسه وجذب ذراعها مره اخري مشيرا بسخط الي الناس حولهم بينما بدأت أصواتهم تجذب انتباههم ليقول من بين اسنانه
: امشي قدامي ياجوري الناس بتتفرج علينا
هزت راسها بعناد ليقول وهو يجذبها لتواكب خطواته : اسمعي الكلام ..
حاولت أن تنزع ذراعها من يده ليستغرب مراد تمردها الجديد عليه ولكنه سايرها بينما يقول بهدوء : جوري اهدي وخلينا نطلع نتكلم فوق
رضوخه لتمردها جعلها تشعر بالانتصار قليلا لكرامتها لتنظر تجاه يداه الممسكه بذراعها بطرف عيناها وتقول له : سيب دراعي
ترك مراد ذراعها بترقب لترفع جوري راسها وتسير أمامه خطوه تجاه المصعد بكبرياء عهده فيها أمام الجميع نعم ولكن أمامه وحده كانت تتخلي عن كبرياءها العالي وترضخ دوما لعصبيته وصوته ...!
دخلت الي الغرفه تتقدمه لتنتظر دقائق حتي وضع العامل حقائبهما وما إن خرج حتي هتف به : ها هنتكلم في ايه ....خلاص الموضوع خلص وانت طلقتني يبقي نتكلم في ايه
زفر مراد بحنق هاتفا : يااااه علي موضوت طلقتني .....قولتلك الف مره كنت بهددك ومطلقتكيش يعني موقعش اليمين
رفعت جوري حاجبها : لا والله ....ايه بقيت مفتي وانا معرفش
جز مراد علي أسنانه واتجه ناحيتها ليتوقف امامها ويصيح بصبر نافذ : وبعدهالك ....ايه اللي جرالك يا جوري ؟!
نظرت له ورفعت راسها لتنظر في عيناه مباشرة وهي تجيب بثبات : اللي جرالي اني خلاص مش هسكت تاني ولا هقبل كل اللي كنت بتعمله معايا
نظر لها باستنكار : وانا كنت بعمل معاكي ايه ؟!
اتسعت عيناها بعدم تصديق لمقدار غروره وإنكاره لأفعاله لتقول بانفعال : كنت بتعمل ايه .. ؟! انت بتسأل ؟!
اوما مراد بثبات : اه عشان في كل الموضوع ده انتي اللي غلطانه مش انا بس انا مش عارف ليه مره واحده اتحولتي وواقفه ليا علي كل كلمه مع انك مكنتيش كده زمان
هزت راسها بعصبيه : عشان كنت حمارة .... كنت فاكره اني لما هتجاوز عصبيتك وامتصها وألطف الأمور بينا انك هتفهم اني بعمل كده عشان حياتنا وانك هتشيل ليا كل تحملي ليك إنما أنت فكرتني ضعيفه وفكرت عمايلك عاديه وبقيت تتمادي ....سكتت علي تهديدك ليا وقربت منك وصالحتك واعتذرت علي اتفاق كان بينا وانت اللي رجعت فيه ومع ذلك مكنتش عاجبه لا برضه زودت في قله ثقتك واهانتك وانت بتفتش ورايا وانا قبلت
قولتلي مفيش شغل مفيش دراسه وانا سكتت وقبلت وكمان نمت في حضنك وانا بقول لنفسي حقه يزعل علي موضوع البيبي من غير ما ادور علي اي حق ليا ومع ذلك بمنتهي الغباء والجحود جيت تتهمني اني برسم خطه
وكمان برضه بمنتهي الهبل سكتت وانت مسكتش وقولتلي بتهديد عاوزة تقولي لأهلك قولي مش هيهمني
شوفت سكوتي ورغبتي أن مشاكلنا تتحل بينا جبن مني وخوف علي شكلي مع أنه خوف علي شكلك قبلي
وبعد كل ده برضه مسكتش
نظرت إلي عيناه بينما توالت التعبيرات المختلطه علي وجهه لتتابع بسخط : اكمل ولا كفايه انت عارف كويس عملت ايه وقولت ايه بعدها ..
هل اخرسته ....هل نزعت تلك الغمامه عن عيناه فجاه ....نعم !
هربت منه الكلمات بينما رأي بلحظه كل حياتهم بصورة أخري وكأنه كان يري الصورة مقلوبه والان عدلتها أمامه فأصبح يراها بصورة صحيحه وبوضوح
عقدت جوري يدها حول صدرها واولته ظهرها بينما تتابع حديثها وكأنها تحدث نفسها : زعلان اني منظمه حياتي وبيتي وبتشكتي طول الوقت مني وكأن الفوضي هي الصح مش النظام. ...طيب خلاص عيش زي ما انت عاوز في الفوضي بتاعتك
اجفلت جوري حينما شعرت بكلتا يداه تمسك بكتفها ويديرها إليه يتطلع الي عيونها ويقول باعتذار لم يفكر به طويلا بل ظن انه الأمثل وكأنه الماء التي ستطفيء غضبها المتوهج فليس هناك اي كلمه لها محل الان وسط لهيب غضبها كل المطلوب منه هو أن يهدئها بأي طريقه وكان الاعتذار بكلمه هو طريقته : جوري انا اسف علي كلامي بس مكنتش اقصد منه أي حاجه
رفعت جوري حاجبها وهي تبعد يداه عن كتفها : بس كده ...؟!
عقد حاجبيه باستفهام : يعني ايه ؟
نظرت له جوري بثبات : يعني الكلمتين دول هو ده ردك علي كل اللى قولته
اوما مراد : مش كفايه اني اعتذر لك
تفاجيء بها تهز راسها وتقول بجديه وهي تبتعد عنه خطوه : لا مش كفايه
عقد حاجبيه : امال عاوزة ايه ؟
أغمضت عيناها لتجد قوتها في تمسكها بموقفها وعدم قبول فتات اعتذار بل تريد تغير كامل منه ومن طباعه التي تحملها سنوات لتواءم تغيرها هي الأخري بالتخلي عن صمتها والتخلي عن كونها الوحيده المسؤوله عن حياتهما لتلتفت إليه وتقول بثبات بينما اعتذاره كان عن ما مضي ولم يكن به كلمه عما هو قادم ولا اي وعد بأنه سيتغير لذا هو غير كافي بالنسبه لها  : مش عاوزة حاجه ...انا قولت اللي عندي وانت قولت اللي عندك
وفي الاخر الموضوع محسوم احنا متطلقين
فارت أعصابه مراد ليهتف بصوت غاضب : يااااه هو احنا مش هنخلص من الموضوع بتاع متطلقين ده ...
هزت راسها وعيناها تتطلع الي غضبه بانتصار فهو لم يتغير ولن يفعل مادام لم يضع يده حتي الآن فوق سبب ما وصلوا إليه بسبب عصبيته واندفاعه وبسبب صمتها الذي اغلب سببه خوفها منه : لا مش هنخلص
نظرت له وتابعت بجديه : مراد الطلاق مش لعبه وانت قولت كلمتين لو سافرتي هتكوني طالق وانا سافرت يبقي طالق ....مش علي مزاجك هتغير حاجه زي دي
قبل أن يفتح فمه كانت تتابع : وحتي لو كنت متقصدش برضه دي مش حاجه انت تقررها ...في مفتي هو اللي يقرر ..!
اتسعت عيناه وردد ببطء : يعني ايه ؟!
قالت بجديه : يعني بالنسبه ليا اليمين وقع ومينفعش تقولي محصلش لغايه ما اسمع بوداني من المفتي أنه محصلش ...وده طبعا غير خلافنا ومشكلتنا اللي لازم تتحل قبل ما نشوف موضوع مطلقين ولا لا ....
احتقن وجه مراد بالغضب ليمد يداه الي جيب سترته قائلا بحنق وهو يمسك بهاتفه : لا سيبي مشكلتنا علي جنب دي هتبقي نحلها ...دلوقتي خليني اثبتلك أنه مجرد كلام وتهديد وانك لسه مراتي
اشاحت جوري بوجهها بينما مازال يفرض هيمنته لتقول ببرود : اللي عندي قولته ودلوقتي بقي اتفضل شوف ليك اوضه تانيه عشان مينفعش تبات معايا في نفس الاوضه
قطب مراد جبينه ناظرا الي جوري باستنكار : لا والله ؟!
أومات جوري وهي تحيط صدرها بكلتا ذراعيها : اللي سمعته ....روح احجز اوضه تانيه ..احنا متطلقين
هتف مراد باحتدام : قولتلك لا ياجوري انسي حوار متطلقين وعشان ترتاحي اهو .....بانفعال امسك هاتفه ليتصل بأبيه دون تفكير ( بابا هو لو واحد هدد مراته يطلقها ........) تابع سؤال أبيه لتنظر جوري إليه بشماته بينما كاد صوت سيف يصل إليها من الهاتف : نهار ابوك اسود لو الواحد ده كان انت .....!!
..........
....
ضحك عمر مقهقها علي ذلك المشهد من أحد الأفلام بينما تقول البطله ( طول الوقت بفكر فيه بس لو في فيلم حلو في التليفزيون بنسي أهله )
التفت ايهم الذي كان متمدد علي الاريكه الأخري الي ضحكه عمر قائلا وهو يضع يداه اسفل رأسه يستند إليها : بتضحك علي ايه يا جحش
اعتدل عمر جالسا من فوق الاريكه التي كان متمدد عليها بشقه ايهم الأخري التي بقي بها حتي ينتهي العمال من إصلاح اثار الحريق بشقه أولاده
: عليها ...بتقولك لو في فيلم بتنسي اهله
ضحك ايهم قائلا : ومش ده اللي بيحصل
نظر له عمر باستفهام بينما يضع مليء قبضته من حبات الفشار بفمه : هو ايه اللي بيحصل
شرح له ايهم بوجه نظر عقلانيه : لما تبقي فاضي بأفضل تفكر في حاجه او حد معين واول ما تكون مشغول بأي حاجه جاي لو فيلم بتنساه
كالعاده عمر لايفهم الكلام العقلاني ليتابع ايهم بمرح : بص علي نفسك يا جحش ...كنت من كام يوم بتفكر في مين وبعد ما مين دخلت حياتك نسيت مين
لامست كلمات ايهم عقل عمر الذي فهم جيدا معزي كلمات ايهم ولكنه لم يعترف ليقول بمرح يراوغ به صديقه : ايت كميه مين اللي في كلامك دي ...ما تتكلم علي طول
اعتدل ايهم واقفا والقي عمر بالوساده الصغيرة التي كان يحتضنها : ولا اتكلم علي طول ولا علي عرض ...افهم لوحدك ...انا قايم اكلم البنات وانت كمل الفيلم
تمدد عمر مجددا علي الاريكه وتركزت عيناه علي شاشه التلفاز ولكن عقله ذهب في اتجاه آخر أو الأدق في كلمات ايهم ...منذ بضعة أيام كان يفكر بريم وما فعلته وكيف أنصدم بها وكيف سينتقم منها إلي أن قابل وسيله ليجد ريم لا تصل إلي تفكيره بالأساس ولم تجول بخاطره ولو مره واحده طوال الشهر الماضي وكأنها لم تكن ....ابتلع عمر وحك شعره بانفعال بينما يكره أن يتعلق تفكيره بشيء أو بشخص لتهب بداخله رغبه عارمه في إبعاد هذا التعلق عنه ....لن يفكر بها ...مثلها مثل غيرها ممن مر في حياته وهو مر بحياته الكثير
عقد ايهم حاجبيه حينما خرج من الغرفه بعد انهي حديثه مع ابنته ولم يجد عمر ....
بإصرار علي إثبات وجهه نظره أنه لا يكن اي تعلق بتلك الفتاه التي ترسخت في رأسه بل إنه يتذكر كل تفصيله بها وليس اسمها فقط والذي انفلت من لسانه : ايه يا وسيله ؟!
عقدت نانسي حاجبيها ورددت بامتعاض :وسيله ....!
اهتزت نظرات عمر بينما هو من ينسي الاسماء أصبح ينطق باسمها ...نظر إلي الفتاه التي قالت بحنق :
انا نانسي يا عمر ....مين وسيله دي ؟!
اشاح عمر بوجهه دون قول شيء لتلح الفتاه في سؤالها وهي تمسك بذراعه لينظر إليها : عمر انا بسألك مين وسيله دي ؟!
هتف بملل وهو يعتدل واقفا : يوووه بقي يا ...بتر كلماته بينما مجددا كاد اسمها ينفلت من بين شفتاه
..........
...
ربتت فيفي علي كتف غرام التي انفطرت من البكاء لتقول برفق : بس بقي ياغرام عنيكي ورمت من العياط
رفعت غرام عيناها الباكيه تجاه غرام قائله بصوت متحشرج بدموعها : انا بتقولي انانيه ...ده انا من وانا عندي ١٥سنه شايله اخواتي ....اطبخ وانضف واوديهم المدرسه وانيمهم واخدهم للدكاترة وكأني امهم ...انا اللي بتقولي استسهلت واخدت دبلوم من غير ما تسال نفسها هو انا كان عندي وقت اذاكر اصلا ....انا انانيه اللي عمرها ما فكرت تكلمني زي اي ام وبنتها
غابت بالبكاء مجددا بين ذراعي فيفي التي تابعت احتضانها : معلش ياغرام ....يابت كفايه عياط بقي
رفعت وجهها إليها ومررت منديل تزيل به دموعها قائله بتشجيع : يابت بطلي عياط وافتكري أن ربنا عوضك ....انتي ربنا بعتلك راجل يعوضك عن كل ده
نظرت لها غرام بعيون راجيه : بجد يا فيفي هيعوضني
أومات فيفي : امال ايه ...طبعا
نظرت لها وتابعت بخبث : كل ما تبسطيه هيبسطك وكل ما تسمعي كلامه هيعملك اللي انتي عايزاه ويخليكي اسعد واحده
قالت غرام برجاء وامل وهي تمسح الدموع من فوق وجهها بيدها : ياريت يافيفي ...انا نفسي ابقي مبسوطه ...نفسي يبقي عندي بيت وحياه وحد يهتم بيا واهتم بيه
ربتت فيفي علي ساقها : هيبقي ياغرام ...انتي بس اسمعي كلامي ونفذي اللي اقولك عليه وانا هخلي ايهم ده ميبقلش قادر يستغني عنك
أومات غرام بتلهف : اه يافيفي قوليلي وانا هعمل كل اللي تقولي ليا عليه ....قوليلي بيحب ايه ويكره ايه وانا اعمله
ابتسمت فيفي بانتصار لتقول : اول حاجه مش ايهم بس لا كل الرجاله متجبش الست اللي تقول لا ولا اللي تسأل كتير ...تسمعي كلامه وبس
نظرت لها غرام باستفهام : بس
أومات فيفي وتابعت : تاني حاجه ... الرجاله متحبش الست النكديه ...يعني تفرفشيه وتهتمي بنفسك ....نظرت إليها وتابعت وهي تعادل واقفه : اقولك ...قومي معايا
نظرت لها غرام باستفهام : علي فين ؟
قالت فيفي وهي تتجه لتخرج لها ملابس من خزانتها : هنروح الكوافير ....انا بقول كويس أنه مشي اليوم ده عشان لما يشوفك اول مره تكوني واحده تانيه ...يلا قومي معايا تغيري لون شعرك ولا تقصيه
هزت غرام راسها وقالت بصوت حزين : لا مش هينفع ...ماما هتزعق ليا
............
عقد عمر حاجبيه وتمهل بسيارته ما أن لمح ذلك الطيف علي الجانب الآخر من الطريق ...
أوقف سيارته جانبا ونزل منها مسرعا يعبر الطريق
لتشهق شهد بمفاجاه ما أن رأته امامها
عقد ذلك الشاب الذي كان يسير برفقتها جبينه باستفهام عن عمر الذي وقف أمامهم وجعل شهد ترتجف بتلك الطريقه ...سألها عمر بصوت ارعبها وهو يجذبها من ذراعها تجاهه : مين ده يا بت ؟!
تدخل الشاب بغضب : انت اللي مين ...ابعد عنها
لكمه عمر بلا تفكير بينما غضبه المتفاقم بداخله يزداد مع كل يوم لا يتوقف عن التفكير بوسيله
صرخت شهد به : انت بتعمل ايه ...ابعد عنه
نظر لها عمر بغضب : مين ده انطقي ؟!
ارتجفت شهد وطفرت الدموع من عيونها لتقول بتعلثم : ده ...ده
زجؤها عمر بغضب : ده مين ؟!
حك الشاب فمه الذي لكمه به عمر وكاد يرفع يده ليلكمه لتتدخل شهد قائله : لا يا ماهر ..ده.   ده عمر زي اخويا ومربيني وخايف عليا
علي مضض قبل عمر رجاء شهد واستمع الي هذا الشاب الذي أوضح عن نيته في خطبتها ولكن بعد أن يكون نفسه ليجذب عمر يد شهد بغضب ويوقفها خلفه بينما يرفع إصبعه أمام الشاب بتهديد : لما تبقي تجهز نفسك تبقي تتقدم لها إنما تشوفها وتروح وتيجي معاها بحجه انك هتخطبها لا انا اخلص عليك ....نظر له بغضب وتابع : بيتها وانت عارفه لما تبقي جاهز تروح تطلبها
دون أن ينظر خلفه أو يستمع كان يجذب شهد الباكيه ليضعها في سيارته وينطلق بها
هتفت به شهد بعتاب من بين دموعها : كده ...تعمل فيه كده ....اكيد هيرجع في كلامه
زجرها عمر بحنق : ما يرجع ....اتعدلي يا بت بدل ما اعدلك ....ايييه هستني لما يضحك عليكي
نظرت له بدموع وافلتت الكلمات من بين شفتيها : وهو كل الشباب زيك ...لا ماهر فعلا عاوز يخطبني
نظر لها عمر بحنق لتتراجع سريعا الي الخلف ويلتصق ظهرها بباب السيارة ...زم شفتيه وهتف بها من بين أسنانه : لما يبقي يخطبك ابقي اتنيلي اخرجي معاه
أوقف السيارة أمام المنزل هاتفا : يلا انزلي وحسك عينك اشوفك معاه ...والله اخلص عليكي
نزلت شهد وأغلقت الباب خلفها بغضب وسارت خطوه ثم تراجعت إليه لتنحني تجاه نافذه السيارة وتلقي ببضع كلمات خرجت من فم طفله ولكنها حملت الكثير  : ماهو لو كنتوا بتتقوا الله في البنات مكانتش كل بنت هتبقي خايفه وفاكره انكم بتضحكوا عليها وبتمثلوا ....ليه متبقاش الرجاله صريحه ...ليه تستحلوا تلعبوا بمشاعر البنات
قالت كلماتها وأسرعت تركض من أمام عمر الذي هم بالنزول خلفها ....هز رأسه وتابع طريقه ومجددا تجسدت صورتها أمامه ليتذكر فعلته معها ...!
...
اين ذهب إصراره واين كلماته عن عدم تعلقه بأحد بينما جلس في سيارته وعيناه لا تبارح النظر إلي باب منزلها ...
لمحت وسيله سيارته متوقفه علي الجانب الآخر من الطريق وهي تخرج من باب المنزل لتعود إدراجها للداخل
زم عمر شفتيه حينما لمحها تعود ليرفع يده من فوق مقبض باب السيارة بعد أن كاد يفتحه وينزل تجاهها
نظرت وسيله في ساعتها بينما جلست علي طرف السلم الرخامي بانتظار وصول السيارة التي اتصلت بها لتقلها الي عملها ...وصلت لها رساله بوصول السيارة لتري توقف السيارة بالضبط أمام الباب لتسرع بخطواتها وتركب بها ...عقد عمر حاجبيه بحنق بينما لمحها وهي تركب السيارت وتغادر ليزداد الاصرار بعروقه ويجد نفسه مجذوب بخيوط خفيه خلفها .....
زفرت وسيله وهي تراه يسير بجوارها بسيارته العاليه لتشيح بوجهها الي نافذه السيارة التي جلست بها بالخلف ....
توقفت السيارة باحدي الإشارات المروريه ليتوقف عمر بجوارها بينما تركزت كل عيناه عليها ليري مقدار توترها وغضبها الواضح من رؤيته ....خيانتها عيناها لتستدير تجاهه لتلتقي بعيناه التي نظرت لها برجاء لذا علي الفور أسرعت تبعد عيناها عنه ....توقف السائق أمام مبني عملها ليرفع لها هاتفه بالاجره التي اخرجتها من حافظه تقودها واعطتها له ثم أعادت الحافظه الي حقيبتها التي بقيت مفتوحه هي تنزل من السيارة ...خطت بخطوات مسرعه تجاه الباب ولكن عمر كان اسرع ليقف امامها
: وسيله ؟!
لم تقل شيء بل ابتعدت خطوه ليقف امامها أيضا يمنعها من الحركه وينطق اسمها مجددا : وسيله اسمعيني
زمجرت بانفعال شديد : اسمع ايه ...انا مش قولتلك مش عاوزة اشوفك تاني
تفاجأت به يقول : بس انا عاوز اشوفك تاني
رفعت عيناها إليه ليعيد عمر كلماته التي خرجت من قلبه قبل شفتيه لذا لامس صدقه قلبها : أيوة يا وسيله انا عاوز اشوفك تاني ومش عاوز اشوفك بس ...لا انا عاوز نرجع زي ما كنا ....ابتلع وتابع بتبرير: وسيله انا مكنش قصدي حاجه وحشه باللي عملته ...أنا حسيت اني عاوز اعمل كده فمن غير تفكير عملته
عقدت وسيله حاجبيها باستنكار شديد : حسيت انك عاوز تعمل كده فعملته
انفلتت أعصابها لتهتف به بانفعال شديد بينما تدفقت الدموع الي حلقها وهي تتذكر تلك اللحظه المشينه التي لا تفارق خيالها : انت حسيت انا مالي ومال احساسك .....انا ذنبي ايه تعمل كده فيا ...ليه تاخد حاجه مش من حقك ....ليه افتكر أن أول واحد لمسني كان انت مش الراجل اللي هكون مراته ....
اندفعت الدموع من عيونها
بينما تهتفت به ببكاء : انت ازاي بتتكلم بالبرود  ده وتبرر عملتلك اللي واضح انك متعود عليها ....دفعته بصدره بغضب شديد صارخه : ازاي قادر تبقي لوح تلج كده ....انت مش بني ادم ابدا ...!
اهتزت نظرات عمر بينما لاول مره يصرخ داخله بألا يدعها هي الأخري تأخذ عنه تلك الصورة
غابت عنه أي كلمات بينما بلاغه كلماتها في وصف فعلته اعجزته عن النطق ...فهو أخذ ما ليس له حق به بل وأنه اعتاد أن يفعل هذا دون أن يعرف له جفن حتي نطقت هي بتلك الكلمات ليري كيف هو بالفعل ليس بني ادم كما وصفته
نظرت وسيله إلي صمته بينما استحلت نظراته أن تترجاها لتهتف به بانفعال من نفسها أكثر منه : انا اللي غلطانه ..انا اللي غلطت لما وثقت فيك وفكرت انك تستاهل ونسيت ان مفيش حاجه اسمها بنت تروح لراجل بيته مهما كان .....انا اللي غلطانه اللي بمجرد كام يوم دخلتلك بيتي وحياتي واتعاملت معاك كأني اعرفك سنين ...انا اللي غلطانه عشان في شهر واحد خليت حياتي تتمحور حواليك ....اااانت مين عشان حياتي تدور حواليك
ياريتني ما شوفت واحد باخلاقك ولا ظهرت في حياتي ....انا كنت كويسه قبل ما اشوفك ...امشي بقي ..!
مش عاوزة اشوفك تاني قدامي
.............
...
ظل سيف يدور حول نفسه بعد مكالمه ابنه له لتحاول نور فهم شيء منه : فهمني ياسيف ...ايه اللي حصل
...طيب مراد اتخانق مع جوري
هتف سيف بغضب شديد من بين أسنانه : ياريت كان اتخانق ....نظرت له نور بعدم فهم ليلقي سيف القنبله امامها : ابنك طلقها ...!
اتسعت عيون نور بصدمه لم يمهلها سيف الوقت لفهم شيء منها لتجده يجذب هاتفه بلا تردد
: عاصم
ابتسم عاصم الذي أخذ الهاتف من زينه بينما تقول  : ده سيف البحيري ..... اكيد بيتصل يطمن عليك
اوما عاصم وأخذ الهاتف منها : هاتي التلفون
اجاب عليه : الو ..سيف
تعلثم سيف بالبدايه ولكنه دخل مباشرة الي صلب الموضوع الذي أعجز عاصم عن النطق : عاصم اللي عمله مراد غلط وانا هجيب حق جوري ....مهما يكون اللي بينهم ميوصلش للطلاق ....انا هكلمه وهخلص كل الموضوع بس ....قبل أن يتابع سيف قول شيء كان عاصم يغلق الهاتف ويهب من فراشه لتنظر له زينه بقلق : في ايه يا عاصم ؟!
دبت الصحه بكامل جسده ما أن شعر أن ابنته في مشكله ليشير الي زينه بصوت غاضب : انتي عارفه جوري فين ؟!
اومات زينه : اه نازله في فندق ...
هز عاصم رأسه قائلا :  هاتي هدومي واطلبي تاكسي
قالت زينه بعدم فهم : انت هتخرج من المستشفي تروح فين ؟
قال عاصم بحزم ونبره لا تقبل الجدل : مش عاوز كلام يا زينه نفذت اللي قولت عليه
..........
...
قطع مراد الغرفه ذهابا وإيابا وهو يشبك يداه خلف ظهره بينما بهدوء شديد كانت جوري ترتب ملابسها في خزانه غرفه الفندق التي رفض مغادرتها ...
ابتلع واتجه ناحيتها قائلا : جوري حبيتي ...انتي قولتي أن أي حاجه بينا تفضل بينا ونحلها ...خلينا نحل المشكله
حتي لو اليمين وقع انا رديتك
نظرت له جوري باستخاف : بالبساطه دي
اوما لها : اعمل ايه طيب ....انا اهو بقولك حل موضوع الطلاق
هزت جوري راسها : لا طبعا لان الطلاق مش مشكلتي دلوقتي ....نظرت له وتابعت بجديه : مراد كفايه استخفاف بعقلي ...انا طول حياتي معاك كنت بعمل اللي بتقوله دلوقتي ....بعد اي مشكله بحط نقطه واتجاوزها وابدء من اول وجديد بس اكتشفت ان ده غلط وان ده خلاك تتمادي
عقد مراد حاجبيه بانفعال : وآخره المحاضره اللي عماله تعيدي وتزيدي فيها
نظرت له جوري بطرف عيناها وتحلت بالبرود بينما كل دقيقه يثبت لها صحه وجهه نظرها وصحه إصرارها علي موقفها منه ...لم يكن يرضي بصمتها إذن فليري حديثها
لتقول ببرود : اخرتها اللي سمعته .... احنا متطلقين
فتح فمه ولاح الامتعاض علي ملامحه لتقول بنبره قاطعه : وقبل ما تقول حاجه ...انا تعبت من اول اليوم وعاوزة انام ...شوف هتنام علي الأرض ولا تاخد ليك اوضه تانيه
اتسعت عيناه بصدمه لتتابع بهيمنه :ولو مش هتشوف اوضه تانيه اعرف ان الليله دي بس هسمحلك تنام في نفس الاوضه بس الصبح تشوف اوضه تانيه
      ...........
...
حك ايهم ذقنه قائلا : وانت روحت اسكندريه ليه ؟!.
قال عمر باقتضاب : عادي يا ايهم
قال ايهم بإصرار : كلمتها
زفر عمر بضيق : ايهم مش عاوز اتكلم
اوما ايهم قائلا : طيب ....هتبات هناك
اوما عمر قائلا : اه ..
: طيب خد بالك من الغرز اللي في رأسك
زم عمر شفتيه بحنق قائلا : طيب يا ايهم انا مش عيل ....سلام
اغلق عمر ليقود سيارته الي هذا المنزل الذي يبقي به والتابع لممتلكات أبيه بهذا المنتجع السكني
تمدد علي الاريكه بضيق يتذكر كل ما نطقت به ويحك يداه بتوتر حتي كاد يدميها لينتبه الي فعلته فيصيح بنفسه بغضب : مالك شاغل نفسك بيها لييييه ...زيها زي الف غيرهاااا
بنفس الضيق والملل تحرك ايهم في أرجاء الشقه قبل أن يمسك هاتفه ويتصل بغرام التي لم تصدق عيناها وهي تري رقمه علي الهاتف والءي سجلته بأسم صديقتها ابتسام ..... أسرعت تغلق الصوت وتضع الهاتف في جيبها دون أن تنتبه لها والدتها لتعد الدقائق التي أنهت بها غسل الاطباق بعد انتهاء الغداء لتذهب الي غرفتها وتتصل به ....رفع ايهم هاتفه ليري اتصالها ...ترك فنجان القهوة من يده علي الطاوله واجاب ليأيته صوتها الهامس
: الو
دون مقدمات سألها بنبره رجوليه : مردتيش عليا ليه ؟!
تعلثمت غرام : اصل ...اصل ...لم يمهلها الوقت لتنطق بتبرير وسرعان ما كان يقول بهيمنه : بعد كده لما اتصل بيكي تردي
اجتذبت هيمنته امتثالها لتقول دون جدال : حاضر
فرك ايهم عنقه بينما تشعشع الملل بكيانه ليقول لها دون مقدمات : قابليني كمان ساعه
اجتاحت البروده أطراف غرام بينما تقول بتعلثم : ايه ؟!
قال ايهم بهدوء : بقولك هقابلك كمان ساعه
ابتلعت غرام بعدم فهم بينما اقتضاب كلماته لا تساعدها كما تذكرها لنصائح غرام جعلتها تائهه فلا تعرف ماذا تقول أو تسأل حتي لا تضايقه
: عارفه العنوان ؟!
بتوتر قالت : ايه ؟!
زم ايهم شفتيه بنفاذ صبر : ايه ...ايه بسألك عارفه العنوان .....قبل أن تقول شيء كان يقول : انتي فين وانا هعدي عليكي !
...............
.....
أسرعت جوري إلي الباب بينما تتعالي تلك الطرقات
:coming... Just a minute 
من خلف الباب استمعت الي هذا الصوت الغاضب : افتحي ياجوري انا ابوكي
قبل أن تستوعب جوري تلك المفاجأة وهي تفتح الباب
حينما استمعت لصوت ابيها من خلفه كان عاصم يقتحم الغرفه .... عقد مراد حاجبيه وهب من نومه علي تلك الأصوات ولم يكد هو الآخر يستوعب المفاجاه حتي وجد عاصم امامه وعيناه تنذر بشرور العالم بينما تدور عيناه لحظه في أرجاء الغرفه .... ابتلع مراد ببطء ونظر الي جوري التي نظرت إلي ابيها بينما يجذبها إليه ويحيط كتفها بذراعه هاتفا بفخر : مكنتيش هتبقي بنت ابوكي لو مكانش نايم النومه اللي علي الأرض دي
أمسكت زينه بذراع عاصم ولكنه ابعدها واتجه بخطوات ثابته تجاه مراد الذي اهتزت نظراته بينما مال عاصم إليه ليقول بفحيح غاضب بينما ترشقه عيناه بنظراته الملتهبه : بقي انت بتطلق بنتي ياابن البحيري  ...؟!
خرج صوت من بين شفتي مراد لم يصل لعاصم الذي تابع بوعيد وهو يركز نظراته عليه : وحياه ابوك لهجوزها غيرك واخليك عمرك كله تتحسر وتندم عليها ...!
اتسعت عيون زينه لتحاول أن تتدخل ولكن فات الاوان بينما رشق عاصم مراد بنظره أخري غاضبه قبل أن يلتفت الي جوري قائلا بحزم : لمي هدومك ويلا !
......

هل تقوده قدماه إليها مجددا ...لم تصدق وسيله بينما تصل لها رساله منه ( وسيله انا تحت البيت ...لو سمحتي انزلي )
رساله تلو الأخري بلا رد ليصل إليها اخيرا ( لو منزلتيش أو رديتي عليا ...هطلع انا )
لم تصدق أنه سيتجرا ويفعلها لولا سماعها لصوت رنين الجرس لتسرع تقفز خارج غرفتها توقف جدتها : تيته ..رايحه فين
التفتت لها امتثال بعدم فهم  : هفتح الباب مش سامعه الجرس ؟!
همسات وسيله : لو عمر قوليله انا نايمه
عقدت امتثال جبينها : عمر مين ؟!
زمت وسيله شفتيها بحنق : عمر ..عمر السيوفي ...ما علينا يا تيته لو حد سأل عليا انا نايمه
بعدم فهم أومات امتثال واتجهت الي الباب الذي لم يتوقف جرسه عن الرنين ....
نظر عمر الي امتثال : ازيك يا حاجه
ابتسمت امتثال له : اهلا ياعمر يا ابني
ابتلع قائلا : وسيله موجوده
هزت امتثال راسها : معلش يا عمر يا ابني وسيله نايمه
زم عمر شفتيه واستدار ليغادر ولكنه بنفس اللحظه عاد ينظر إلي امتثال قائلا بلا تفكير : صحيها وقوليلها ....
تتجوزي عمر !
نعم طلب الزواج بها بلا لحظه تردد ....كما قبلها بدون تردد الان أراد أن يتزوجها بلا تردد ...شعر وسار خلف مشاعره ...ولكن الي اين ؟!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن