الثالث والثلاثون جزء تاني

9.2K 507 36
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
امسك عمر بوجهها بين كفيه وتطلع بتأثر الي وجهها الذي احمر من فرط البكاء ليمرر أصابعه بحنان فوق وجنتيها يمسح دموعها ثم يجذب راسها ويضعها فوق صدره هامسا بحنان : بتعيطي ليه يا حبيبتي ؟!
غص حلق وسيله واختنق صوتها بالدموع فلم تقل شيء ليمرر عمر أنامله بين خصلات شعرها بحنان شديد للحظات قبل أن يسألها بصوت متحشرج بينما عجز عن فهم سبب كل ذلك البكاء: سيلا هو انا وحش اوي كده عشان تعيطي بالطريقه دي لأننا اتجوزنا !
ازدادت غصه حلقه وسيله التي رفعت راسها من فوق صدره ونظرت إليه بحب وهي تهز راسها دون قول شيء ليبتسم عمر لها برفق ويبعد بعض خصلات شعرها من فوق وجهها ويسألها بحنان : طيب بتعيطي ليه ؟
همست وسيله بصوت متحشرج وهي تخفض عيونها بخزي : خايفه وحاسه اني عملت حاجه غلط !
تنهد عمر بصوت مسموع وعاد ليجذب راسها ويضعها فوق صدره لتستكين بينما يهمس بحنان : اولا احنا معملناش حاجه غلط ...احنا متجوزين ..ثانيا انا 
مش عاوزك تخافي من اي حاجه وكل اللي انتي عاوزاه انا هعمله
رفع ذقنها برفق ليجعلها تنظر إليه بينما يسألها : عاوزة ايه يا حبيتي عشان احساس الخوف ده يروح من جواكي وتبقي مبسوطه
نظرت إلي عيناه بينما تردد لنفسها كلماته لعل وطأه ذلك الكمد الذي يغلف روحها تقل لتبحث حقا عما تريده والذي لا يحتاج الي شرح وهو يعرفه جيدا لتحاول أن تصيغ كلماتها بصوتها الباكي : عاوزة تيته متزعلش مني و ...وزي ما قالت يكون باباك موجود
خانته ملامحه للحظه بينما عجز عن اخفاء الحقيقه أكثر والتي اغرقه اخفاءها بوسط بحر من الأكاذيب فهاهو ان أخبر أباه سيقع من نظره وان أخبر جدتها سيقع من نظرها دون أن يسأل أحدهم عن سبب سيصدرون الحكم عليه لتتطلع عيناه إليها بنظرات راجيه أن تكون هي الوحيده التي تتفهمه وكم شقت نظراته قلب وسيله الذي انكمش بقوة داخل صدرها وهي تسأل بلسان ثقيل ذلك السؤال الذي خشيت مطولا سماع إجابته : عمر ....هو باباك عارف مش كده ...؟!
تأخرت إجابته بينما يبحث عنها بداخله لتسبقه كلمات وسيله المبعثرة بينما ترفع رأسها ببطء من فوق صدره وتتطلع إليه بعتاب قبل أن تسأله : عمر ... هو شك تيته في محله واهلك ميعرفوش انك اتجوزت !
........
...........
بعد ساعه من الحركه والأصوات في الصباح الباكر لايهم وابنتاه الذين غادروا جميعا كان الهدوء يعم أرجاء المنزل خارج الغرفه التي بقيت بها غرام لتدير راسها تجاه النافذه الزجاجيه وتتطلع الي الفراغ امامها بينما بقيت علي جلستها تضم ركبتيها بذراعيها وتستند برأسها إليها.....تنهدت بوجوم وهي تراجع كلماته أن البكاء لا يفيد وهو محق فهي بكت حتي جفت دموعها ....!
راجعت نفسها كثيرا وعرفت خطأها وندمت عليه والان عليها أن تصفي ذهنها وتفكر بكيفيه إصلاحه !
انتشلتها تلك الطرقات من تفكيرها لترفع وجهها الي ام حسن التي دخلت إليها تسألها : عاوزة حاجه يا بنتي ؟
هزت غرام راسها وقالت بصوت خافت : شكرا
أشارت لها : انا مجهزه الفطار من بدري تحبي اجيبلك تفطري قبل ما أبدء انضف
هزت غرام راسها : شكرا
لا تشعر بالجوع وحينما أجبرها الليله الماضيه علي تناول الطعام أفرغت كل ما في معدتها بنفس اللحظه وكأن معدتها تعاقبها هي الأخري ....مرت ساعه أخري وغرام علي جلستها لتدخل إليها ام حسن مجددا قائله : انا نضفت اوض البنات معلش اقعدي برا شويه لغايه ما انضف الأوضه بتاعتك
قامت غرام من فوق الفراش قائله : مفيش داعي انا هنضفها
هزت ام حسن راسها : لا ميصحش ....انا هنضفها
قالت غرام برجاء : معلش سيبني براحتي ...شوفي لو وراكي حاجه تانيه
قالت المراه بابتسامه هادئه : حيث كده هنزل السوق اجيب شويه حاجات وارجع اجهز الغدا
أومات غرام لتبدء بتضييع الوقت الذي لا يمر بتنظيف الغرفه ....انتهت بعد فتره لتستمع الي رنين جرس الهاتف بالخارج ....ترددت في مغادره غرفتها ولكن الرنين باصرار جعلها تخرج تبحث عن مصدره ....!
رفعت الهاتف اللاسلكي وضغطت زر الاجابه بصوت خافت : الو
كور ايهم قبضته حينما أتاه صوتها قبل أن تسمع تنهيدته فترتجف يدها الممسكه بالهاتف وسرعان ما كانت تقول بتبرير : انا خرجت من الأوضه عشان ارد علي التليفون ...ام حسن نزلت السوق وانا .....قاطعها ايهم بنبره حازمه : بقالها اد ايه برا البيت
قالت غرام بتعلثم وهي لا تتذكر النظر في الساعه : ساعه ...مش عارفه بس زمانها راجعه
لم يتمهل لسماع المزيد بل اغلق الهاتف لتظل غرام واقفه مكانها والدموع تلمع بعيونها من احساسها بالاحتقار من جانبه والذي لا يتواني عن إظهاره لها .
......
.........
طرق مراد علي الطاوله بحركه متوترة بينما أخذه العناد ولم يذهب خلفها بينما يخبر نفسه بعنجهيه أنه فعل ما عليه فعله ....نظر في ساعته ليجدها تجاوزت السابعه صباحا فقام واتجه الي الغرفه ليأخذ ملابسه ويبدء بارتداءها بالخارج حتي لا يزعجها بينما كانت ما تزال نائمه ....وقف أمام أحدي المرايا في البهو يهندم من ملابسه ودون إرادته خانته عيناه ليتطلع خلفه بافتقاد لصباحها الذي كان دوما معبق بابتسامتها الهادئه
زفر وهو يعيد عقد ربطه عنقه مجددا بعد أن فشل بها وتلك الذكريات تداهمه بقوة ....لقد كان يستيقظ علي صباح هاديء بابتسامته هادئه ...تعد ملابسه وأفطاره وكل شيء يكون معد بدقه لم تتغير يوما حتي ما حدث بينهم وانقلب كل شيء ليتنهد بقليل من التحسر والافتقاد لتلك الأيام ....بضيق شديد جذب ربطه عنقه والقاها أرضا بعد أن فشل في عقدها بعقله المشتت ليتجه الي الخارج ولكن قبل أن يخرج كان يختطف نظره الي باب غرفتها ....!
بعد أن تحرك بسيارته بضعه أمتار عاد مجددا ليجد نفسه يعيد الكره فيحضر اختبار للحمل ويتراجع عن إحضار باقه ورورد ويصعد الي المنزل مجددا .....وضع الاختبار بجوارها علي الكمود وغادر بينما يفتح الباب بينهم مجددا ...يريد عوده الود والصفاء ولكنه لا يعرف السبيل ومن وجهه نظره قد حاول وهي من صدت محاولته .
........
..........
انتهي عمر من أخبار سيلا بكل ما حدث ليختم حديثه باقتناع ظنه الصواب وقتها : انا اخدت قراري اني مش محتاج لاي حد الا انتي ومش عاوز حد في حياتي غيرك وعشان كده اخدت الخطوه دي ....تنهد وهو يتابع دون أن يحاول النظر إلي وجهها الذي كان صفحه من التعبيرات ....صدمه ...عتاب ...خوف ... عدم استيعاب واخيرا شفقه لا تعرف كيف شعرت بها تجاهه أو بالاحري تجاه تشتته واتخاذه قرارات حياته بناء علي ما يعتقده دون لحظه تفكير  ....: مش معني اني مقولتش له اني خايف أو مخبي لا خالص بالعكس وقتها كان نفسي يعرف عشان يتأكد اني اعرف اعيش حياتي من غيره واني اقدر اكون لنفسي حياه بس لما عرفت بتعبه كل حاجه فيا اتغيرت ....حسيت اني غدرت بيه واني اتسرعت ....!
توقفت كلماته ليزداد انكماش قلب وسيله بصدرها من سماع اخر كلمه ( اتسرعت )
ليرفع عمر اخيرا عيناه الي عيونها وبصدق شديد أو لم يكن بصدق سابق عن ماهو بصدق حالي لما يشعر به تجاهها : مش اتسرعت في قرار جوازنا ولكن اتسرعت في تجاهل وجود ابويا في حياتي ...!
امسك بيدها بين يديه وتابع بنفس الصدق : انا لو في قرار اخدته صح هو اني اخترت وجودك في حياتي !
تنهد وتابع : وسيله انا لولا وجودك في حياتي عمري ما كنت هفكر اراجع نفسي او تصرفاتي ....عادي جدا كنت بعمل اكتر من كده من غير ما اهتم ...معاكي انتي وبس عرفت يعني ايه اندم علي اي تصرف واراجع نفسي !
انتي غيرتيني وخليتي جوايا دافع افضل بنفس الصورة اللي انتي شايفاها فيا !
ازدادت قبضته امساكا بيدها بينما يتابع : انا عارف اني غلطت في حقك لما خبيت عنك وكمان غلطت في حق ابويا لما خبيت عنه بس هصلح كل الغلط ده
نظر في عيونها برجاء صعب عليها أن تخذله : انتي بس خليكي جنبي اوعي تبعدي عني ....خليكي في حياتي وافضلي شوفيني بنفس الصورة وانا اوعدك اني هكون زي الصورة دي ...سامحيني يا سيلا واوعي تزعلي مني ....لو كل اللي حواليا زعلوا مني مش فارق معايا الا انتي ....!
........
..........
نظرت ام مياده الي ايهم بنظرات مشتته قبل أن تقول بتعلثم : اروح لعزه !
اوما ايهم وهو يستند بظهره الي مقعده ويقلب القلم بين أصابعه بينما يقول بهدوء : تروحي وتعملي اللي قولت عليه !
نظرت له المراه بخوف : بس يا باشا انا. ...انا اخاف تعمل فيا أو في بنتي اي حاجه
قال ايهم بثقه : متخافيش ...انا هحميكي !
......
.........
نظر نديم تجاه حماه الذي قال باقتضاب : نديم عاوزك في مكتبي !
اتجه نديم خلف رشدي الذي ماان دخل واغلق الباب حتي هتف به بحده : انت ايه اللي عملته ده !!
عقد نديم حاجبيه باستفهام ؛  عملت ايه ؟!
هتف به رشدي بحده: انت عارف كويس ....زفر وتابع بحنق : اللي عملته مع عمر السيوفي !
عقدت ريم حاجبيها بينما وقفت تسترق السمع من خلف الباب لتسمع نديم يقول بهدوء : ماله عمر السيوفي !
زفر رشدي بغضب واتجه ليقف أمامه هاتفا بانفعال شديد : لا عملت يا نديم ...انا متاكد انك اللي عملتها وبلاش تلف وتدور عليا احسنلك
رفع نديم حاجبه مرددا: احسنلي
اوما رشدي باحتدام : اه احسنلك يا نديم ....رفع إصبعه في وجهه وتابع بسخط : انا حذرتك قبل كده تعمل اي حاجه وتعرض بيها حياه بنتي معاك للخطر
هب نديم واقفا وهتف بانفعال هو الآخر : ريم ملهاش دعوه بحاجه محدش يقدر يقرب لها
نظر له رشدي بغضب : عاصم مش هيقف يتفرج عليك وانت بتأذي ابنه
انفعل نديم بغضب : وانا مالي ...واحد واتقبض عليه ...انا دخلي ايه !
التقت عيون رشدي بعيون نديم الذي زفر بحنق بينما انفلت لسانه ليواجهه رشدي بغضب : كنت متاكد انك اللي ورا اللي حصله ...زم شفتيه بغضب وتابع بتهديد : وعشان كده من دلوقتي ملكش اي علاقه ببنتي !
اتسعت عيون نديم : يعني ايه !
اشاح رشدي بوجهه عن نديم وكرر كلماته.  : يعني اللي سمعته ....اتفضل دلوقتي !
تراجعت ريم بخطوات مسرعه لتتعثر وتكاد تسقط حينما ارتطمت بزوجه ابيها التي عقدت حاجبيها باستفهام عن سبب وقوف ريم خلف باب مكتب ابيها تسترق السمع : في ايه يا ريم واقفه كده ليه ؟!
همست ريم وهي تمسك بيد لميا تبتعد بها عن الباب : هقولك بس تعالي معايا ...!
قطبت لميا جبينها وهي تستمع الي تلك السعاده التي تتحدث بها ريم بناء علي قرار ابيها لتسألها باستنكار : انتي فرحانه ؟!
أومات ريم متنهده : اه ...جدا ....خلاص انا خلصت من نديم
اتسعت عيون لميا بعدم استيعاب : خلصتي منه ....هو مش كنتي من كام يوم خلاص بدأتي معاه من اول وجديد
هزت ريم كتفها قائله بحماس : ورجعت في كلامي ...اصلا قولتلك قبل كده عمري ما حبيته !
ازدادت قطبه جبين لميا حد الصاعقه حينما تابعت ريم وهي تمسك بهاتفها : انا بحب عمر !
نظرت لها بعدم استيعاب : انتي اكيد اتجننتي ....ياريم احنا مش اتكلمنا كتير في الموضوع ده
أومات ريم وهي تهز كتفها : اه ...بس انا مكنتش مقتنعه
لوت لميا شفتيها : ودلوقتي مقتنعه ؟!
أومات ريم : اه ....هخلص من نديم وجايز انا وعمر نرجع لبعض عشان عمر يرد لنديم اللي هو عمله فيه
نظرت لها لميا ساخره بينما مازالت تعيش في اوهام عمر السيوفي لتهز راسها باستسلام وتقوم متجهه الي باب الغرفه
اوقفتها ريم : رايحه فين ...احنا لسه بنتكلم
قالت لميا بنبره قاطعه : معنديش كلام أقوله ...اعملي اللي انتي عايزاه واجري ورا اوهام وانسي كل اللي حصلك بسببه ..
نظرت لها بتقييم وتابعت وهي تغادر : اصل في ناس كده ... تعشق اللي بيأذيها !
.....
.......
كل ما حدث وكل ما استمعت له من عمر اغرقها أكثر في ذلك البحر الذي لا نهايه له فعجزت عن استيعاب كل تلك الأحداث أو أخذ قرار أو خطوة خاصه بعد ما حدث فهي شائت أو ابت قد غرست أقدامها بتلك الرمال الناعمه التي تسحبها للاسفل فلم تعد تملك رفاهيه الخروج منها ....هربت من كل ما تفكر به بالنوم ليجدها عمر ساكنه صامته بعد كل ما قاله وأجابت : وانا كمان مش فارق معايا غيرك ياعمر .... انا بحبك وواثقه فيك اوعي تخزلني !
لم يكن ينتوي ابدا أن يخذلها بالعكس فهاهو الحماس انطلق بداخله حتي أنه بدء يرتب لتلك المواجهه بينه وبين أبيه ولكنه أجلها قليلا ليبقي معاها ولا يتركها بعد ما حدث فتسيء الفهم .....رمشت وسيله باهدابها بقليل من الانزعاج قبل أن تفتح عيونها تحاول استيعاب اين هي أو ما يحدث بينما صدعت تلك الموسيقي العاليه حولها .....ما أن فتحت عيونها واصطدمت بهذا السقف الغريب حتي تدفقت لها الذكريات ولكن قبل أن تتحكم بها تلك الذكري كانت تعتدل جالسه ما أن فتح عمر باب الغرفه ودخل بصوت عالي يدندن مع تلك الأنغام وهو يتجه إليها ليميل فوقها بابتسامه واسعه ومازالت شفتاه تردد تلك الاغنيه (  كل مره اشوفك برج عقلي بيطيير )
تابع غناء تلك الاغنيه لها ليقتنص منها ابتسامه واسعه تحولت إلي ضحكه جميله وهي تري ملامحه وهو منسجم في الغناء لها فتاره يلامس وجنتيها وتاره يلمس شعرها يستنشق رائحته بعشق جارف ..!
انتهت الاغنيه وبدأت أخري لينظر عمر إليها بهيام ويميل تجاه طرف شفتيها يقبلها برقه : صحي النوم ياقمر ...ايه النوم ده كله !
ابتسمت له للحظه قبل أن تتحول نظراتها الي الحزن دون إرادتها بينما تمنت أن يحدث كل ما يحدث ولكن ليس بنفس البدايه ....كانت تريد أن تستيقظ علي رومانسيه وتبادله إياها دون أي شعور بالخوف أو الخزي وكانهما سارقان سرقوا لحظات لم يحين أوانها بعد ...بدء يشعر بشيء آخر سوي مشاعره ويقرء ملامح أخري غير ملامحه بينما اعتاد أن لا يري ولا يسمع ولا يقرء الا مشاعره وتفكيره هو فقط والان يجد الأمر مختلف معها فهاهو يشعر بالحزن في نظراتها حتي وإن لم تقول ....بدء يتغير ولكن ليس معني أنه قرء حزنها أنه سيسألها فيعودان لحديث سعد كثيرا أنه مضي وقد انزاح أحد الاحمال عن ظهره ليظهر طريقته في معالجه ذلك الحزن بعيونها ....مد ذراعه اسفل ركبتها وأحاط كتفها لتجده وسيله يحملها فجاه ...شهقت وسرعان ما مدت ذراعيها حول عنقه ؛ عمر بتعمل ايه ؟
سار بها الي المطبخ ليضعها فوق الكاونتر قائلا وهو يداعب وجنتها : انتي اكيد جعانه ....هعملك اكل !
بخفه علي انغام الموسيقي بدء يتحرك وهو يحاول أن يصنع شيء ليتناولوه سويا لتداعب الفراشات قلبها لتلك اللحظات ...وضع عمر بفمها قطعه من الطماطم التي يقطعها ثم تقاسم بقيتها بين شفتيه ليمضي الوقت وهو يحاول اغراقها بتلك المشاعر الجياشه التي ملئت قلبه ويعكس عليها تلك السعاده التي يشعر بها ...!!
........
....
للمره الثالثه علي التوالي كان مصير الاختبار هو سله المهملات لتحتقن كل ملامح مراد ما أن دخل الي الغرفه ووجدها قد ألقته بالقمامه ...زفر بانزعاج واتجه ناحيتها حيث جلست بالمطبخ تتناول طبق من الحلوي التي اشتهتها ....رفعت راسها من فوق الطبق حينما دخل مراد بخطوات غاضبه ودون مقدمات كان يهتف بها : ممكن اعرف معملتيش الاختبار ليه ؟
هزت جوري كتفها دون قول شيء
ليزفر مراد بغضب ويتجه بضع خطوات اليهل أكثر يميل ناحيتها  مزمجرا بغضب : وبعدين معاكي ياجوري ....بطلي تستفزيني بسكوتك  !
رفعت عيناها إليه ولم تخشي عصبيته وهي تقول بتحدي : وهو مش كلامي كان بيستفزك امبارح ....اهو سكتت ....نظرت لها بمغزي وتابعت : مش انت بتحب سكوتي  !
اتسعت عيناه وانزعجت ملامحه بشده ليزمجر بها : سكوت عن سكوت يفرق
واجهتها عيناه وهو يتابع بانفعال : سكوتك دلوقتي وراه الف كلمه باينه في عينك وفي تصرفاتك !
بدء اخيرا يفهم ويقرء لتبقي جوري عيناها في مرمي نظرات عيناه وتسأله دون مراوغه : يعني فاهم انا عاوزة اقول ايه ؟
بعناد هتف مراد : دلوقتي كل اللي عاوز اعرفه ...انتي معملتيش الاختبار ليه ؟!
صفعه قويه تلقتها من كلماته التي افتقرت لأي طريق للوصال لتندفع الكلمات المهاجمه الي حلقها ولكنها لم تنطق بها كما لم ينطق هو ليجدها مراد تضع الشوكه من يدها بجوار الطبق و تنظر إليه بهدوء تجيبه : مش عاوزة اعمله ؟
تركته ياكل نفسه في موجه غضبه الذي لا تريد مواجهته وتريد أن تتركه يتعامل معه وحده فهي ليست اداه ليفرغ بها عصبيته بل هي انسانه تريد حقها في أن يتحكم في غضبه ويتحدث معها بهدوء ليصلوا الي اسباب خلافهم ويحلوها سويا .
.........
............
دفن عمر رأسه في عنق وسيله وهو يحتضنها من الخلف ليهمس بجوار أذنها : تيته راجعه امتي !
انتبهت وسيله له من شرودها : ليه ؟
قال بابتسامه حنونه وهو يديرها إليه ويتطلع اليها : عشان اجيب بابا وماما يتعرفوا عليها و أشيل نظره الحزن الي في عينيكي دي
قفز قلبها بداخل صدرها : بجد ياعمر
اوما لها وهو يضمها إليه ويقبل راسها : بجد ياقلب عمر !
عندك شك
هزت راسها ليسالها : امال ليه ساكته وزعلانه
نظرت وسيله إليه بتردد أن تعيد نفس الحديث ولكن نظراته شجعتها بينما جذبها إليه بحنان قائلا : قوليلي يا حبيتي كل اللي في قلبك
مررت وسيله أناملها فوق ازارا قميصه بتلقائيه بينما تقول : حاسه اني مينفعش ابقي مبسوطه وحاسه أن سعادتنا دي مش من حقنا الا لما نحل المشكله
اوما عمر ومرر يداه علي ظهرها بحنان : هحل كل حاجه متقلقيش ....السعاده دي حقنا ...احنا معملناش اي حاجه غلط او حرام...انا وانتي متجوزين
أومات وسيله وهتفت بتشتت بينما كلماته تدفعها للتصديق ولكن كل ما بداخلها يستنكر لتقول بقليل من الضياع  : جايز مش حرام بس غلط طالما اهلك وتيته ميعرفوش
شعر مجددا بالحمل يثقل فوق ظهره وهو ليس من متحملي الأثقال ليقول متجاوزا البقاء بنفس الحديث : قولتلك متقلقيش يا سيلا ....انا هرجع بكرة وهتكلم مع بابا ونحل الموضوع ! 
رفع راسها برفق من فوق صدره وتطلع إليها للحظه قبل أن يميل تجاه شفتيها هامسا: انا مستعد اعمل اي حاجه عشان تكوني مبسوطه
كان ينتوي أن تنتهي كلماته بين شفتيها ولكنه شعر بيدها تضعها فوق صدره توقفه لينظر لها بقليل من الانزعاج من أبعادها له لتتهرب وسيله وتفتح الحديث الذي يطمئن قلبها مجددا : طيب ياعمر هتقول ايه لباباك
انزعجت ملامحه من أبعادها له وازدادت انزعاجا بينما حصرته بهذا السؤال ليقول بقليل من الانفعال وهو يفرك خصلات شعره : هقوله وخلاص يا وسيله ...! قولتلك هتصرف
لم تفكر في نفسها وأنه حدثها بانفعال بل فكرت بشفقه تجاهه لتقول بحنان جارف : عمر انا مش قصدي اضايقك ...انا بس بشارك معاك تفكيرك !
شعر بالخجل من كلماتها ونظراتها الحنونه ليجذبها إليه يحتضنها ويقول باعتذار : انا اللي مش قصدي اتنرفز ...متزعليش
هزت راسها بابتسامه سمحه: مش زعلانه منك
رفعت راسها ونظرت إليه قائله : انا بس قلقانه عليك تحصلك مشكله مع باباك
قال بعدم اكتراث : عادي متعود
كانت نبرته تبدي عدم الاكتراث ولكن عقله كان يعمل كطاحونه بينما صحه أبيه علي المحك ومؤكد شيء كهذا سيؤثر علي صحته لتقرء وسيله ما يجول بخاطره وتقول برفق وهي تضع يدها علي كتفه : عمر هو احنا ممكن نلاقي حل للموضوع ده من غير ما باباك يعرف اننا خلاص اتجوزنا
نظر إليها لتقول بتفكير : نقول لتيته كل حاجه وهي هتفهم واهو تيته انا هقدر اصالحها بس المهم علاقتك بباباك تفضل كويسه عشان ميتعبش تاني
ابتسم عمر بحنان لطيبتها وبرائتها بينما فضلته علي نفسها ليرفع يداه يمررها فوق خصلات شعرها بحنان قائلا : حبيتي انتي مستعده تعملي كده عشاني
أومات له بلا تفكير ليبتسم لها ويهز رأسه : لا يا حبيتي ...انا هتصرف ...المهم بس تكوني جنبي
احتضنت ذراعه ووضعت راسها فوقه قائله : انا جنبك علي طول يا حبيبي .
......
.........

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن