الفصل الحادي عشر

13.7K 788 51
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

بخطوات متعثره أسرعت تينا تعود الي غرفه مكتب عاصم وهي تحمل الكثير من المستحضرات الطبيه والاربطه لتضعها بجوارها وتجثو علي ركبتها بجوار ساق عاصم الذي قال برفض مهذب : يا تينا قولتلك انا كويس يا حبيتي مفيش داعي للي بتعمليه
قالت تينا بإصرار : ازاي مفيش داعي يا اونكل ...لو سمحت خليني اشوف رجلك علي الاقل طالما حضرتك مش عاوز تروح للدكتور
تألمت ملامح عاصم وكذلك تينا وهي تحاول تنظيف الجرح من تلك الماده البيضاء التي امتليء بها الجرح
لترفع عيناها تجاه عاصم قائله : الجرح مش طبيعي يا اونكل ....لو زي ما حضرتك بتقول من أسبوع مش هتبقي حالته كده ..لو سمحت خلينا نروح المستشفي
هز عاصم رأسه قائلا : مفيش داعي يا تينا ....مال تجاه يدها يربت عليها بعد أن انتهت من تنظيف وتعقيم الجرح : شكرا يا حبيتي
اعتدلت تينا واقفه ليمسك عاصم بيدها ويجلسها بجواره بينما كانت ماتزال تشعر بالقلق عليه ليقول بابتسامه هادئه : عارف اللي فكرتي فيه وانا كمان فكرت زيك ....بكره أن شاء الله هعمل شويه تحاليل واشوف إذا كان سكر ولا لا
هزت تينا راسها وقد خشيت أن تخبره بشكوكها : لازم يا اونكل تعمل التحاليل ....بس عشان خاطري بلاش نستني لبكرة....انا هتصل بالمعمل يبعت لينا حد
هز رأسه وربت علي يدها : مفيش داعي يا حبيتي  ....
اعتدل واقف وهو يقول : كنتي داخله تقوليلي ايه ...ماله سيف
حاولت تينا التذكر لتقول بوجوم وهي تفكر بتأثر لحاله حماها : كان بيبلغ حضرتك أنه عمل التحويل والبنك بعت لحضرتك الميل
اوما عاصم واتجه الي مكتبه لتقوم تينا بتردد تريد أن يحلها من وعده ليشدد عاصم عليها : تينا ياريت زي ما طلبت منك محدش يعرف
هزت راسها علي مضض وخرجت من الغرفه ....
.............
....
نظرت غرام الي نفسها في المرأه بابتسامه واسعه بينما وضعت لها فيفي مكياج بطريقه احترافيه لتقول غرام : تسلم ايدك يافيفي ...ده انا مش عارفه نفسي
ضحكت فيفي قائله : ده انتي قمر بس انتي اللي مش بتحطي ميكب اب
هزت غرام راسها : واحطه ليه ياحسرة وانا بروح فين  ؟
: وانتي لازم تحطي لحد ....حطي لنفسك كده واهتمي بيها
مالت تجاه الحقيبه الكبيرة ذات الإدراج لتبدأ بإخراج العديد من مستحضرات التجميل منها وتضعهم في حقيبه صغيرة قائله : خدي يابت كل دول ليكي
هزت غرام راسها : لا ..ده كتير. اوي ...انا هبقي اجيب
ضحكت فيفي قائله : ولا كتير ولا حاجه وبعدين الحاجات دي انا جيباها من برا مش هتلاقيها هنا ...يلا خدي وعاوزاكي علي طول تهتمي بنفسك
مالت تجاه أحد الإدراج وأخرجت منها علبه من الكريم قائله : وخدي ده حطي في ايدك بدل ما اتبهدلت من غسيل المواعين
ضحكت غرام قائله وهي تنظر إلي يدها : علي رايك
وقعت عيناها علي ساعتها لتقول بتوتر : كفايه كده يا فيفي ويلا تعالي روحيني احسن ماما ترجع ومتلاقنيش
أومات فيفي قائله : طيب يلا تعالي ...
كما اعتادت تلك الأيام الفائته تأتي فيفي لأخذها لمنزلها لتقضي هذا الوقت برفقتها وبرفقه والدتها وتشعر بشعور جديد خارج العالم الصغير الذي حصرتها له والدتها وتعود قبل عودتها وعوده إخوتها الصغار من مدرستهم .....مالت فيفي تجاه المقعد الخلفي تناول غرام تلك الأكياس قائله : خدي متنسيش الاكل
ضحكت غرام قائله بامتنان : شكرا يا فيفي
هزت فيفي كتفها : علي ايه. ..ده انا مبسوطه اوي انك قربتي مني وكأنك اختي احسن انا من كتب القعده لوحدي في الغربه هطق
نزلت غرام علي بعد عده شوارع وحملت تلك الأكياس حيث جعلت عزه الخادمه تعد الطعام لغرام حتي لا توبخها والدتها أنها لم تجهز الطعام لاخوتها ....سريعا صعدت غرام الي المنزل لتضع الاكياس بالمطبخ ثم تسرع الي غرفتها تستبدل ملابسها وتضع حقيبه المكياج في الخزانه ثم تتجه الي المطبخ تفرغ محتويات الاكياس في الأواني ثم تلقي العلب والاكياس بالخارج حتي لا تراها والدتها ......بعد قليل طرقت إخوتها الباب لتستقبلهم غرام بحنان وابتسامه واسعه : عاملين ايه ؟
قالت شيماء اختها الصغري وهي تتطلع إليها : الله يا غرام شكلك حلو اوي
ابتسمت غرام قائله : بجد يا شيمو
أومات اختها لتداعب شعرها بحنان : طيب يلا غيري هدونك انتي وأخواتك وتعالوا انا جهزت الغدا .... وكلمت ماما قالت خلاص قربت توصل
أسرعت غرام تفتح لوالدتها التي كعادتها دخلت بخطوات مرهقه : اخواتك رجعوا من المدرسه يا غرام
أومات غرام وهي تاخذ حقيبه والدتها وتتجه الي غرفتها تضعها علي الفراش : اه ياماما
أومات زينب وهي تنحني لتحاول خلع جواربها ولكن غرام أسرعت تجاهها تخلعهم عنها بينما تقول زينب : عملتي الغدا
أومات غرام وأخذت جورب والدتها ووشاح راسها الي الحمام لتقف تغسلهم علي يدها ثم تخرج الي الشرفه تنشرهم .....انتهت زينب من استبدال ملابسها ثم خرجت الي اولادها لتبدأ باهتمام تسألهم عن يومهم ....
نادتها اختها : يلا ياغرام الاكل برد
اتجهت غرام إليهم بينما تقول أحدي اخوتها بتلذذ : الله الاكل حلو اوي يا غرام
ابتسمت غرام ومدت يدها تجاه والدتها باحدي قطع الدجاج : اتفضلي ياماما
عقدت زينب حاجبيها ما أن انتبهت الي ماتضعه غرام علي وجهها لتقول بانتقاد : ايه اللي انتي حطاه علي وشك ده يا بت
تعلثمت غرام بخجل : حطيت شويه مكياج يا ماما فيها ايه ؟
زجرتها زينب بحنق : فيها أنه شكلك مقرف ....قومي اغسلي وشك وبلاش قله ادب
انكسر خاطر غرام من توبيخ والدتها لها وكذلك نكست إخوتها رؤوسهم بحزن علي اختهم الكبري التي يستشعرون حنانها الدائم عليهم واهتمامها بهم
دمعت عيةن غرام وهي تغسل وجهها بينما كعادتها والدتها حازمه وحاده الطباع معها وهي كبرت ونضجت ولم تعد طفله صغيرة لتوبخها هكذا ..... قامت شيماء خلف اختها لتزجرها زينب : رايحه فين كملي اكل
قالت الفتاه بصوت مختنق بالعبرات: هشوف غرام
كانت غرام تجفف وجهها حينما أسرعت شيماء تحتضن خصرها وتضع راسها علي بطنها الذي بالكاد تصل إليه : متزعليش يا غرام
ربتت غرام علي وجه اختها بحنان وهزت راسها : مش زعلانه ....يلا روحي كملي اكلك عشان ماما متزعقلكيش
هزت شيماء راسها : لا مش هاكل من غيرك
امتثلت غرام لطلب اختها وعادت معها الي طاوله الطعام وتظاهرت أنها تأكل بينما لم تمر لقمه من حلقها الذي امتليء بالعبرات من توبيخ والدتها لها .....وكالعاده بعد انتهاء الطعام قامت لتنظف المكان خلفهم ووقفت تغسل الاطباق بوجوم ثم حضرت لوالدتها كوب من الشاي .....
تبرطمت زينب وهي ترتدي ملابسها مجددا حيث ستذهب الي ورديه عملها الثانيه كممرضه باحدي المستشفيات الصغيرة والتي تساعدها علي المعيشه الصعبه ....أصبحت كالاله تعمل بلا كلل من هنا وهناك لتصرف علي أبناءها بعد أن تركها أبيهم دون سابق إنذار منذ سنوات طويله لتبدأ صراعها مع الحياه في سبيل لقمه العيش .....وغرام منذ صغرها تتولي دور امها في رعايه المنزل واخواتها في غيابها .....تري دلال ابنتها خطأ بينما نسيت أنها انثي أو انسانه وأصبحت فقط تعمل لذا تريد ابنتها أن تكون مثلها لا أن تركض خلف احلام ورديه ركضت هي خلفها وخرجت منها باربعه اولاد بلا أب وتحملت كافه المسؤوليه لذا لم تهتم بكون ابنتها حبيسه المنزل طوال اليوم بلا اصدقاء أو وظيفه تشغلها وأنها فقط تولت دورها في رعايه المنزل واخوتها لذا ركضت غرام خلف فيفي وعزه وذلك الشعور الجديد الذي تشعر به معهم بأنها ليست بديل لوالدتها  ....!
...........
....
بغضب نزل ايهم من سيارته ليسرع خلفه فرد امن المكان : يافندم مينفعش تسيب العربيه كده
تجاهله ايهم واتجه الي الداخل ودارت عيناه في أرجاء المكان ولم يكن بحاجه لان يبحث طويلا فقد أشار صوت التصفيق الي مكان ابنته التي وقفت بابتسامه مذهوله تري إعجاب الحاضرين بعزفها الهادئ .... اهتزت نظرات حلا حينما واجهت عيون ابيها لترتبك دقات قلبها بقوة وسرعان ما تترك مكانها وتتجه ناحيته .....استدارت العيون خلفها ليجد ايهم نفسه بصعوبه بالغه يسيطر على غضبه ويتجه الي الخارج وهو يستمع إلي خطوات ابنته المتعثره خلفه كما استمع لبعض التعليقات : برافو عزفك حلو جدا .....هتزعفي تاني امتي. .....المزيد والمزيد تتابعت كما تتابعت خطوات حلا التي توقفت
: حلا رايحه فين ....لسه في فقرة تانيه ؟!
التفت ايهم بعيون تقذف لهيب حارق الي هذا الشاب الذي تقدم منه بثقه يمد يداه إليه : ازيك يا استاذ ايهم 
نظر ايهم بغضب لم يفهم مدرس الموسيقي الخاص بابنته سببه فيجب أن يكون سعيد برؤيه ابنته وليس غاصب كما يراه
كل ما فعله ايهم هو أن امسك مرفق ابنته بقليل من القوة بعد أن صافح حسام قائلا باقتضاب : يلا يا حلا
أوقفه حسام : لسه حلا مخلصتش يا استاذ ايهم
نظر له ايهم بغضب وقال بحده : لا خلصت ....حلا مش ارتست ومستنيه نمرتها تخلص
بوغتت حلا كما بوغت حسام برد ايهم الفظ ليجذب ابنته ويتجه بها الي سيارته
انقادت حلا برفقه ابيها بصمت بينما وقف حسام مكانه مدهوشا ..... ما أن تحرك ايهم بالسيارة وقبل أن يفتح  فمه بكلمه كانت حلا تندفع بغضب :  ايه اللي حضرتك قولته ده يا بابي
التفت ايهم لها هاتفا بصوت ارعبها : اخرسي خالص وحسابي معاكي لما نرجع البيت ...!
...........
...
لحظات مرت علي جوري التي بقيت مكانها تتطلع الي مراد الذي شعر للحظه بغباء واندفاع كلماته ولكنه كان إحساسه علي كل حال فلماذا يخفيه بينما جوري تأرجحت ما بين صمتها الذي اعتادته كطريق لعبور عاصفه اي مشكله بينهم بعدها يأتي الدور علي الحديث ولكن تلك المره تراجعت عن أي طريق يأخذها الي صمت يجعلها تقبل بما نطق به والذي لا دلاله له إلا أن كل ما تفعله معه واي طريق كانت تسلكه هو خاطيء بينما كان تفسيره لصمتها وقبولها هو كلماته تلك لتجذب بيدها الغطاء من فوقها وتمد يدها الي روبها الحريري تضعه فوق جسدها وكأنها تمهل نفسها فرصه ترتيب الكلمات التي ستخرج من فمها حتي لا تقول شيء يفسد ما بينهما وكأنها حاسوب لا يجب عليه أن يخطيء وليست انسانه حقها أن تعبر عن مشاعرها وتفكيرها كما عبر هو عنها
لتوخزها كرامتها علي تفكيرها الرزين بزياده عن الحدود فأن كانت تحافظ علي حياتها ومنزلها قيراط فيجب أن يكون هو الأولي بهذا الحفاظ اربعه وعشرون فهو ليس منزلها ولا حياتها فقط بل حياتهما ومنزلهما وان كان طرف واحد فقط في العلاقه هو ما يأخذ التضحيات علي عاتقه فسيميل حتما أساس تلك الحياه ..... كعادته مندفع ولم يفسر صمتها لذا كانت الكلمات الهجوميه تندفع من فمه كوسيله دفاع حتي لا يكون الملام هنا أمام نظرات عتابها : هتسكتي زي عادتك ....تابع بتهكم وثقه زائفه : طبعا عشان كلامي صح ...بتعملي كل ده عشان ارجع في كلامي ....اوما ومازالت نظراته تواجهه نظراتها التي كان يريد بها قوة وثبات بعتاب حقيقي وكأن عنوان ( لا تستحق ) مرسوم بداخل عيونها : تمام ...اسكتي يا جوري ..!!
وهنا فاض الكيل ليلتفت مراد إليها مجددا بعدما أولاها ظهره للحظه حينما استمع لنبرتها القويه : لا مش هسكت يامراد ...!
عقد حاجبيه لتهز راسها وتعيد كلماتها : المره دي مش هسكت ولا هسكت بعد كده ما دام تفسيرك لسكوتي هو الكلام الفارغ اللي قولته
احتدت نظرات مراد : كلام فارغ
أومات له وانفجرت بعتاب : اه ....لما غرورك يصورلك أن سكوتي علي تصرفاتك اني خايفه منك او من اي قرار اخدته وبحاول ارجعك عنه يبقي كلام فارغ ..... !
نظرت له باحتدام وتابعت : كل تفكيرك اني خايفه منك او بعمل كده عشان ترجع في كلامك ومفكرتش اني بعمل كده عشان خايفه علي حياتنا وبحافظ عليها .....كل مشكله تتعصب وتتجنن التمس ليك العذر واقول ميقصدش واسكت لغايه ما تهدي واخر مشكله اديتك العذر وقولت زعلان عشان موضوع البيبي اللي اننا الاتنين اصلا متفقين عليه ....نظرت له بعتاب وتابعت : مرضتش اتكلم ولا اقول انك اللي رجعت في كلامك واتفاقك وقولت حقك ومع ذلك برضه متراجعتش عن موقفك وزودت الجفاء بينا ....اتعديت علي خصوصيتي وفتشت ورايا وانا سكتت اتكلمت بأسلوب متدني معايا وانا سكتت .....طفرت الدموع بداخل عيونها ولكنها بقوة أمسكت بها ولم تذرفها بينما تابعت : انا سكتت عشان من اول مشكله حصلت بينا وانا قررت اسكت واحل كل مشاكلنا بينا أنا وأنت بس .....لما اتكلمت كانت حياتنا مع بعض هتنتهي وانا اخدت بنصيحه مامي وقررت اكون فعلا اد مسؤوليه البيت واكون انا وانت بس أصحاب المشكله والحل ...نظرت له بعتاب وتابعت : بس انت فكرت سكوتي خوف منك .....لدرجه انك هددتني باستهتار لو عاوزة تقولي لأهلك قولي مش فارق ....
أومات له ورفعت راسها بكبرياء : بس انا مش هسكت تاني وانا بقي اللي مش فارق معايا .....نظرت له وتابعت بينما تجذب خطواتها بقوة من أمامه : انا في بيت اهلي اللي مش فارقين معاك ...!
اهتزت نظرات مراد بينما دخلت جوري إلي الحمام وصفقات الباب خلفها بقوة ليكور قبضته بحنق وهو ينظر في أثرها ....هل يتحدث معها ....؟!
يبرر ...يعتذر ....ماذا يفعل ؟!
كل تلك المبادرات فسرها بغرور أنه تراجع منه امامها وكذكر احمق عنيد رفض أي تراجع ...لم يخطيء بشيء وهو متمسك بما فعل لذا فلتفعل ما تريد .....اغلق باب سيارته وانطلق بها وهو يهز رأسه بأنه أخذ القرار السليم فلا تراجع ابدا لرجل أمام دلال انثي .....!!
ذكر احمق....وطفل مشاكس ...!! نعم نحن النساء ندرك تلك الحقيقه !
امتلئت نظرات جوري بالخزلان بينما ناقضت نفسها وهي تؤكد أنها لم تكن تنتظر منه شيء بل فعل ما توقعته لذا فلتغادر هي الأخري ولتسقط القلعه فلماذا تبقي هي وحدها ترفع الاساسات فوق كتفها أن كان عماد قلعتهم انسحب ولم يفكر ولو بخطوة يعيد بها الود بينهما .....خطوة واحده كانت تنتظرها منه وهو بغرور رفض أن يخطوها ...!
  ..........
....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تعالي صوت حلا أمام ابيها لاول مره بتلك الحده : لا مش هخرس يا بابي ....انا معملتش حاجه غلط
هتف ايهم بها بينما فارت أعصابه لرؤيه ابنته تقف أمامه بتلك الصورة التي لم يتوقعها يوما ....فقد كانت صغيرة تلهو اسفل قدميه الان تقف أمامه وصوتها يعلو فوق صوته : كونك بتقولي كده ده اكبر غلط .....انتي كذبتي عليا وعملتي حاجه من ورايا ....حاجه انا قولت عليها لا ولسه بتقولي معملتش حاجه غلط
أومات حلا بعنفوان وطيش شابه في سن المراهقه : حضرتك اللي خلتني اكذب واعمل كده من وراك لانك محترمتش رغبتي ...!
اتسعت عيون ايهم من تبريرها لخطأها ليصيح بغضب : انتي بتبرري كذبك علي ابوكي .....احتدت نبرته بينما يتجه ليقف امامها بهجوم : لما ارفض حاجه تعمليها وتبرري أن رفضي السبب .....ايييه مفيش احترام لكلمتي
اندفعت حلا بطيش : اه لما تكون كلمتك عكس إرادتي
أمسكت هنا بكتف اختها بينما انزعجت كل ملامحها من مشاجره اختها بتلك الصورة مع ابيها وكأنها فتاه اخري ....بينما حلا لم تكن أكثر من فتاه توهجت شعلتها للتو وهي تخطو اول درجه بكونها فتاه كبرت لها رأي وشخصيه ولم تعد فتاه صغيرة يملي عليها ابيها تصرفاتها ....مرحله طبيعيه نمر بها جميعا بسن المراهقه ولا تحتاج أكثر من مرونه في التعامل فتاره نتعامل بتفهم وتاره بشده ولا يكون التعامل واحد بكل المواقف بل بمرونه تتناسب مع كل موقف وحقا ايهم كانت وقع المفاجاه عليه كبيرة في رؤيه تحول ابنته بتلك الطريقه....: حلا ايه اللي بتقوليه ده ....عيب تتكلمي كده مع بابي !
اتسعت عيون ايهم حينما تفاجيء بابنته تنظر إلي اختها وتقول بتحدي : لا مش عيب ومن دلوقتي ده هيكون كلامي في أي حاجه متعجبنيش ومحدش هيقدر يتحكم في تصرفاتي ...انا حره....! ضاع صدي اخر كلمه نطقت بها وسط صرختها القويه حينما هوت يده ايهم علي صدغها بصفعه مؤلمه لكرامتها كما كانت مؤلمه لقلبه بينما لاول مره خانته يده ليرفعها تجاه ابنته بصفعه لم تصدقها حلا بينما لاول مره يتطاول عليها ابيها ولكنها من بدأت بالتطاول ....!
............
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن