السادس والاربعون جزء اول

10.5K 430 19
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
صاح عمر بغضب شديد يعنف رجال الأمن : يعني ايه ...
لا زمتكم اييييه لما اي حد ممكن يخرج أو يدخل ومتعرفوش عنه حاجه
قال المشرف المسؤول بدفاع : يافندم اسمعني ...انا قدام حضرتك فرغت الكاميرات والمدام مخرجتش من البوابه
صرخ عمر بغضب وعنفوان بينما رفض عقله تصديق أنها مفقوده بهذا المكان : اسمع ايييه ....نظر له باستنكار شديد وتابع بعنفوان : اسمع انك بتقولي أنها مخرجتش .... امال هي فين ؟!
قبل أن يفتح الرجل فمه كان يصيح عمر بنبره أمره : انتوا تقلبوا الأرض وتلاقوا مراتي والا قسما بالله ما هرحم حد فيكم
تنهد الرجل وهز رأسه قائلا : ياعمر بيه بالفعل رجاله
الامن كلهم بيدور عليها ...بس القريه كبيرة وجايز تكون في أي مكان وهترجع
نكس رأسه وتابع وهو يشير إلي شاشات المراقبه : ياعمر بيه للاسف المكان له خصوصيته والكاميرات ليها اماكن معينه وقدامنا البوابات وهي مخرجتش منها ....حاول تتصل بيها
كاد عمر يطبق بعنق الرجل يفرغ به غضبه النابع من قله حيلته وعدم تخيل اين ممكن أن تكون وكل الظنون السيئه تعصف برأسه ويرفض مجرد التفكير فيها ليزم  شفتيه بغضب ويفرك وجهه بضيق شديد سلب انفاسه وهو يتحرك بضياع بسيارته وعيناه لا تترك انش لا تبحث عنها به وهو يحدث نفسه كالمجنون فأين قد تكون قد  ذهبت إن لم تخرج وهو بالأساس استبعد خروجها بعد مشاجرتهم وكان مطمئن أنها ستكون بالمنزل حيث تركها فهي لا تملك أي أموال ليتفاجيء بعدم وجودها ....
ساعات طويله وهو يبحث عنها والجنون لا يفارقه فقط يصيح بكل ما ينطق بكلمه أمامه .....بخوف اتجه الي ذلك الممشي الممتد بلسان داخل البحر لينقبض قلبه ويفكر أن مكروه قد أصابها ...دار حول نفسه بجنون وهو يوم نفسه بأبشع الصفات فلن يسامح نفسه أن حدث لها مكروه وهو تركها بحاله سيئه ...قبض بيده علي السور الخشبي وعيناه تنظر بنظرات مشتته الي امواج البحر المتلاطمه ....لا ...ستظهر وسيجدها وسيركع اسفل قدمها طالب العفو...لن يضايقها وسيفعل ما يرضيها ...وعود كثيره ظل يرددها وعيناه لا تفارق النظر إلي تلاطم امواج البحر بنظرات كسيرة يطلب فقط رؤيتها مجددا وقد بدأت قوته المزعومة بالانهيار فوجد نفسه
يجلس بيأس وإرهاق علي الأرض ويمسك بهاتفه : سيف !
: سيف انا محتاجلك
بقلق دب في اوصاله هب سيف من مكانه لسماع نبره أخيه : عمر  .....مالك ياعمر  ..... في ايه ؟!
قال عمر بضياع : وسيله ياسيف ......مش لاقي وسيله
ضيق سيف عيناه بعدم فهم : يعني ايه ؟!
قال عمر بكلمات متعلثمه : يعني مش لاقيها .....رجعت البيت ملقتهاش ....دورت في كل حته عليها بس مش لاقيها ....تهدجت أنفاسه وهو يتابع بيأس : مش عارف اعمل ايه ياسيف !
قال سيف سريعا بما فكر به عقله : دور عند اهلها
قال عمر بشتات وهو يغرس أنامله بخصلات شعره : مخرجتش من البوابه  .....هتخرج ازاي وهي مفيش معاها فلوس .... انا زعلتها وسبتها لوحدها ....انا خايف يكون حصل لها حاجه !
لم يفهم سيف شيء من جرعه المفاجآت التي فجرها عمر وكأنه يفتح أمامه بئر اسرار فماذا تفعل معه وسيله وعن اي منزل يتحدث وماذا حدث ولماذا تركها وحدها .....ليقول بتشتت : طيب انت فين ....
انا جايلك علي طول !
بالفعل قطع سيف الطريق بسرعه غاشمه وكلمات عمر تدور في رأسه ....لا يفهم شيء فماذا فعل اخيه أكثر بتلك الفتاه !
نظر عمر الي أخيه وهو يهدل كتفيه : مش عارف اتصرف ياسيف حاسس اني زي المشلول
قال ايهم وهو يحك ذقنه بينما بنفس السرعه كان يصل الي عمر بعد أن اتصل به  : هنلاقيها
نظر إلي صديقه وسأله عن التفاصيل : انت زعلتها
نكس عمر رأسه ليتنهد سيف بحنق وهو ينظر إلي اخيه هاتفا من بين أسنانه : انطق عملت ليها ايه
قال عمر باقتضاب وهو يتجنب النظر إلي نظرات الاتهام بعيون أخيه : اتخانقنا !
هتف سيف بغضب مستنكرا : وانت اصلا بتعمل ايه هنا .....ايه اللي انت بتعمله ده  .... واخدها هنا وعايش من ورانا كلنا لا وكمان كنت بتسيبها هنا لوحدها !
نظر ايهم الي سيف برجاء أن يخفف من وطأه غضبه فحاله عمر بالفعل سيئه وغير ذلك هم بحاجه الي التركيز في البحث عن الفتاه
ليرفض سيف أن يهدأ ويتابع تعنيف عمر : مستني ايه عشان تقول لابوك ....واخد البنت ومعيشها زي عيشقتك ليه
نظر عمر الي سيف هاتفا : متقولش عنها كده وسيله مراتي وانت عارف
واجهه سيف بنظراته الغاضبه : يبقي تتعامل معاها علي الأساس ده و تقول لابوك وللدنيا كلها
خفض عمر عيناه وقال بثقل : مش قادر
رفع سيف حاجبه باستنكار : نعم
اوما عمر قائلا : اللي سمعته ....كل ما اجي أقوله تحصل حاجه ومقدرش ...ابوك مش هيتحمل يعرف حاجه زي دي وانت شايف  حالته !
رفض سيف سماع ذلك العذر الواهي بينما مهما تكون صعوبه الموقف إلا أنه عليه تحملها ليهتف بامتعاض : من أمتي ما طول عمرك بتعمل مصايب وبتقولها
قال عمر بغصه حلق وهو يدافع عن علاقته بوسيله : يمكن عشان جوازي من وسيله مش مصيبه عملتها ....يمكن عشان اختياري لها ده احسن حاجه انا عملتها وخايف أن كلهم يحكموا عليها انها مصيبه تانيه عملتها عشان بس  انا اللي اخترتها !
هتف سيف بغضب وهو يندفع ليمسك ذراع أخيه معنفا : والبنت ذنبها ايه ...ذنبها ايه تخليها واحده تعرفها في السر ..!
تدخل ايهم ليبعد سيف عن عمر قائلا : اهدي ياسيف...مش وقته خلينا ندور علي البنت الاول
نظر سيف الي ايهم بغضب : وبعد ما يلاقيها هيعمل ايه ؟!
صاح عمر بضيق من تعنيف أخيه له : الاقيها الاول بس ياسيف .....نظر له باتهام اناني وتابع وهو يخص نفسه فقط :  انت جاي تديني محاضره ولا تقف جنبي ياأخي !
تواجهت نظرات سيف بنظرات عمر لينظر إليه بخزلان بينما لا يتوقف للحظه عن إظهار نفسه بدور الضحيه فقط حتي لا يتهمه أحد ويواجهه بعواقب أفعاله التي يرفض تحملها ومن يعرفه أكثر منه ...فهو أخيه ويحفظ طباعه عن ظهر قلب فيعرف أنه بمجرد ايجاد الفتاه لن يحرك ساكنا بل سيتمادي أكثر بتصديق عذره الذي يتهرب منه من المواجهه مع أبيه لذا سدد له نظره غاضبه اخيره ثم أولاه ظهره واتجه الي سيارته التي أوقفها علي جانب الطريق ....نظر عمر الي ظهر أخيه باستنكار وتشعشعت نظرات الخزلان بعيناه وهو يقول بعدم تصديق أن أخيه سيتركه : هتمشي وتسيبني ياسيف 
اوما سيف دون النظر الي أخيه حتي لايري تحامله علي نفسه وهو يقسو عليه بعدف أن يجعله يتحمل نتيجه أفعاله بينما بداخله انتوي البحث عن الفتاه
: واضح انك عارف بتعمل ايه كويس ...ده موضوعك اتصرف فيه زي ما انت شايف
التفت إليه وكسي نبرته بالبرود وهو يتابع : انت ضابط وتعرف تتصرف ....شوف ايه اللي بيحصل في الحالات دي واعمله ...روح اعمل محضر
تغضنت نبره عمر بالخزلان من أخيه ليقول : ماشي ياسيف ....هعمل محضر طالما انت شايف كده ....هعمل محضر وأحط اسمها فيه وياعالم هيتقال عنها ايه !
فرك ايهم وجهه بضيق شديد بينما ارتسمت تلك الابتسامه الشامته بعيون سيف وهو يعود بخطواته وينظر بعيون عمر قائلا : شوفت بقي أن لكذبتك عواقب ....شوفت أن حاجه زي دي مستحيل تستخبي ....احتدت نبرته وهو يتابع باتهام حاد : شوفت انك مفكرتش فيها كل الوقت ده وكنت بتفكر بس في نفسك مع انك بتقول بتحبها
ضاقت انفاس عمر من حصار أخيه له ليقول بضيق شديد : هقوله ياسيف.. هقوله
ارتاحت ملامح سيف ليسأل أخيه : امتي ؟!
هتف عمر بضيق : الاقيها الاول ياسيف وهقول لابوك علي كل حاجه
اوما سيف قائلا: يلا تعالي
نظر له عمر باستفهام : نروح فين
قال سيف : عند اهلها
هتف عمر بضيق : قولتلك مخرجتش ...يبقي اروح لأهلها اعمل ايه
هتف سيف من بين أسنانه : خرجت زي ما خرجت ....انا متاكد انها راحت لأهلها
شاركه ايهم نفس التفكير : سيف عنده حق ...اكيد راحت لجدتها
وضع عمر يداه علي وجهه بضياع بينما هذه حقيقه أخري يجب أن يخبرهم بها وهي أنه أبعدها عن جدتها فلو حتي أرادت الذهاب لها فلا تستطيع ....نظر إلي ايهم وأخيه استعدادا للحظه الحقيقه التاليه ولكن رنين هاتفه بتلك اللحظه اوقفه ليجيب بلهفه ما أن رأي رقم طلعت : الو
تنهيده حاره انفلتت من صدره وهو يطمئن اخيرا عليها بعد مقدمه طلعت الطويله ليغلق الهاتف قائلا: انا جاي علي طول
نظر له سيف باستفهام : مين بيتصل ؟!
قال عمر متنهدا وهو يسرع بخطواته الي سيارته : ده جوز امها
......لقيتها وهروح اجيبها
أوقفه سيف ممسكا بذراعه : وبعد ما تجيبها هتعمل ايه ؟! هتاخدها وتروح تقف قدام ابوك تعترف بكل حاجه
قال عمر بتسويف وهو يبعد يد أخيه عن ذراعه :
لما اجيبها الاول ياسيف هبقي اشوف هعمل ايه
مجددا نفس النظره الحانقه سددها سيف لأخيه الذي أدرك أنه لن يفعل شيء
لينظر له بحنق ويقول بتهديد : لو معملتش كده انا هعمل كده وهقول لابوك علي كل حاجه
تجاهل عمر تهديد أخيه واتجه الي سيارته لينظر له سيف بحنق ويدخل الي سيارته هو الآخر كما فعل ايهم الذي قال لعمر قبل أن يغادر :
اخوك بيتكلم صح يا عمر ....انت فتحت صدرك ووقفت وقولت هتجوزها غصب عن الكل يبقي تنفذ كلامك وتقول للكل
هتف عمر بضيق متنمرا: ايهم مش ناقص نصايح مش هتعمل انت كمان زيه
نظر له ايهم رافعا حاجبه : امال عاوزني اعمل ايه .....عاوزني اسكت واقولك كمل في الغلط
هتف عمر بعنفوان احمق : عاوزك انت وهو قبل ما تتكلموا تحطوا نفسكم مكاني ....نظر إلي صديقه بحنق وتابع : انا غلطان اني كلمتكم ....جايين تهاجموني وتدوني محاضره
رفع ايهم حاجبه باستهجان : انت فعلا غلطان بس مش عاوز حد يقولك كده ....عموما براحتك ياعمر
خليك كده طالما الحال عاجبك ..!
هتف عمر بحنق وهو يغلق باب سيارته وينطلق بها  رافضا أن يكون موضع نقد : عاجبني !
..........
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن