الثامن والاربعون

10.4K 436 48
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
لم تتردد وسيله في نداءها الذي جعل هدي تتوقف مكانها وتستدير إليها حينما نظرت إليها برجاء وهي تسألها : ممكن اطلب منك طلب
رددت هدي بحيرة بعد أن استمعت لطلب وسيله التي لم تتردد في الإمساك بأي طوق نجاه لها : المنصورة !
هزت وسيله راسها وقالت بصوت مختنق راجي : انا اسفه اني بطلب منك بس لو سمحتي ساعديني
يصعب كثيرا عليها أن تخذل تلك الفتاه التي لاتدري سبب طلبها ولكنها تشعر أن خلفها حكايه كبيرة ليت لديها الوقت لسماعها لتنظر في ساعتها بتردد جعل الخزلان يسري بعروق وسيله للحظه قبل أن تقرر هدي الا تخذلها : حاضر ...هوصلك
لاتعرف وسيله هل تشعر بالسعاده ام تبكي لوصولها لتلك الحاله من الضعف واليأس فهي أصبحت بلا وسيله ...!
نظر انور الي هدي التي قالت له : خد العربيه الصغيرة ووصل وسيله مكان ما هي عاوزة وانا هرجع بالعربيه دي
لاح الرفض بعيون الشاب الذي كان يتواصل مع هدي بالنظرات التي لم تكن وسيله بحاله تؤهلها لملاحظتها
: بس يا هدي هانم ...شافع بيه ....قاطعته هدي وقد فهمت ما يريد قوله لتؤكد له : متقلقش ....انا هقوله انك في توكيل المعدات الطبيه
اوما انور لتستدير هدي تجاه وسيله وتقول بود : انور معاكي هيوصلك مكان ما تحبي
هزت وسيله راسها بامتنان لتنظر هدي الي انور وتهز راسها أن يتحرك ولكن اشار الشاب لها أن تتقدمه هي لتدخل هدي الي تلك السيارة الفارهة وتتحرك بها علي طول الطريق الذي بقي انور خلفها عليه حتي افترقت طرقهم لتتجه هدي الي القاهره بينما وسيله تنطلق في طريقها الي المنصورة .....توقف انور جانبا ونظر الي وسيله من خلال مرأه السيارة يسألها : فين بالضبط في المنصورة
نظرت له وسيله بيأس وهي تحاول بجهد تذكر اي شيء عن العنوان تحديدا ....لتفرك وجهها رافضه الاستسلام فهي تدرك أن كل ما تشعر به من الم سيختفي ما أن ترتمي بحضن جدتها ....لتلوح بذكرياتها تلك المشاهد وتحاول وصفها لانور الذي كان بصبر وهدوء يتجه بها الي حيث ما وصفت ليتوقف بها اسفل ذلك النصب التذكاري للسيده ام كلثوم والذي تتذكر مرور سيارة عمر به لتحاول ارشاده الي الطريق فتاره تخطيء ويعودون مجددا الي ميدان ام كلثوم وينطلق بها مجددا في طريق آخر تتذكره دون أن يبدي اي تذمر او ضيق ....ساعه اثنان لا يهم المهم هو هدفه بايصالها ورؤيه تلك السعاده علي ملامحها وهي تشير جانبا بلهفه : هو ده ....هو ده البيت
ابتسم انور بهدوء وهو يتوقف بالسيارة جانبا حيث أشارت لترفع وسيله عيناها الي هذا المنزل الذي تتطابق مع ما تتذكره من تلك المره التي اتي بها عمر إليه
نظر لها انور بتهذيب متساءلا : هو ده المكان ولا تحبي ندور تاني
هزت راسها وهي تتطلع الي ذلك السلم الرخامي الضيق الذي غادرت منه بمراره الخزلان ليخرج صوتها متحشرج وهي تبعد تلك الذكري عن عقلها : هو ده
اوما انور قائلا : تحبي استناكي
هزت راسها فلاداعي لأنها لن تعود ابدا تلك المره الذي هذا الضياع الذي عاشت به لاشهر بجوار عمر وستعود لاستقرارها النفسي الذي عاشت به لسنوات بجوار جدتها
.........
....
عاد انور الي السيارة وانطلق بها ليأتيه ذلك الاتصال الذي توقف جانبا من اجل الاجابه عليه :افندم يا شافع بيه
استمع لتلك الكلمات المقتضبه من الجانب الآخر وعلي الفور كان يجيب كالانسان الالي : بنفذ تعليمات هدي هانم مع توكيل المعدات الطبيه ....ساعه واكون قدام حضرتك
اغلق الهاتف وعاد ينطلق في طريقه كما عاد ذلك الرجل المهيب لتدخين سيجاره الكوبي بهدوء .
......
..........
عقدت مديحه حاجبيها بقوة حينما فتحت الباب ووجدت وسيله امامها والتي لم تهتم لرؤيه ملامحها الباكيه وفقط كل ما رأته هو حاله اختها السيئه
: انتي !!
جايه ليه ؟!
قالت وسيله بجراه وهي تحاول تجاوز المرأه : جايه لتيته
وضعت مديحه يدها امام وسيله بنفس الرفض مجددا وتلك المره خرجت نبرتها اشد حده : وانا قولتلك مش عاوزة تشوفك
قالت وسيله بعنفوان نابع من يأسها : بس انا عاوزة اشوفها وهدخل اشوفها .....بصوت عالي ونداء لهيف صاحت وسيله : تيته......تيته...
بقوة اضطرت لها دفعت مديحه وسيله للخارج وخرجت معها خارج الباب تصيح بها : انتي ايه يا شيخه مش كفايه فضلها اللي نكرتيه وعملتيه فيها جايه دلوقتي تكملي عليها ....امشي واياك تقربي منها تاني ....هي سابت ليكم الدنيا كلها اشبعوا بيها وابعدوا عنها كفايه اللي جرالها
اندفعت الدموع من عيون وسيله وانهمرت فوق وجنتها حينما عادت مديحه الي الداخل صافقه الباب خلفها بعنف وصوتها يتعالي بالدعاء : منكم لله ....منكم لله ....ابعدوا عنها بقي ...ابعدوا انتوا شياطين
غص حلق وسيله واختنق بحمم دموعها وهي تهز راسها وتجثو علي الأرض الرخاميه البارده تهذي : تيته انا اسفه ....سامحيني يا تيته.....سامحيني انا محتاجه ليكي ....تيته افتحي ....افتحي يا تيته
بغل وكمد وقفت مديحه خلف الباب الذي استندت له بظهرها تخبر نفسها انها تفعل هذا لصالح اختها الراقده بمرضها العضال بعد ما فعلته تلك الفتاه ووالدتها بها
.........
.....
ترددت غرام وهي تنظر إليه وكأن طلبه بأن تشاركه الطعام لم يكن واضح لينظر إليها ايهم باستفهام عن سبب نظراتها التي مازالت تحمل توجس منه بالرغم من تصرفاتها التي تدفعه للمزيد من الاقتراب .... تطلع الي ملامح وجهها ببطء لتتوقف عيناه لدي احمر الشفاه الوردي الحاد الذي مازال يرسم شفتيها ومن وجهه نظره كان يفسد قليلا رؤيته لها عن قرب بتلك البراءه ليرفع أنامله ببطء تجاه شفتيها يمرر أطرافه فوقها برفق شديد وهو يخفف من حده ذلك اللون وكم كان لوقع تلك الحركه منه ذكري سيئه انحفرت بذاكرتها عن تلك الليله لتتراجع بوجل لاارادي منها وتقول بتعلثم من خلال شفتيها المرتجفه : انا ...انا مش جعانه ...هنام
تمتم ايهم باقتضاب وهو يهز رأسه : مم
بينما بنفس اللحظه أسرعت غرام بخطواتها الي خارج الغرفه تهرب من اجتياح تلك المشاعر كيانها
...اتجه ليضع رأسه علي الوساده وهو يحاول الا يفكر كثيرا بما حدث قبل لحظات ولا بما جعلها تبتعد فجاه بينما لم تترك تلك اللحظه اي ذكري بعقله كما فعلت معها فحاول الا يشعر بالندم أنه لم يصر علي بقاءها بينما بالنسبه له خطوته مستتره ولم تكن دعوة صريحه منه لخطوة جديده في علاقتهم شجعه عليها انها أكملت الصورة بأخذ كل مهام الزوجه ....متزن ويفهم ويستطيع أن يقرر عكسها التي كانت متخبطه بفرق خبرات الحياه ...هربت الي الشرفه لتجلس بها لعل الهواء الطلق يساعدها علي التنفس بعد أن شعرت بكل الدماء تهدر في عروقها وهي تذكر نفسها بلسعه النار القويه التي أحرقت يدها وهي تتلاعب بها ...!
............
....
( الله الله هو القمر ساب السما ونزل يمشي علي الأرض )
كلمات خرجت من شفاه أحد الشباب ووجهها تجاه وسيله التي لم تلتفت إليه ولم تسمعها من الاساس بينما بقيت تسير بلا هدي منذ أن غادرت منزل جدتها ....احتبست الدموع بعيونها و غشيت رؤيتها وصمت عقلها عن الإحساس بأي شيء حولها وكأنها في فقاعه لاتسمع أو تري من خارجها شيء لتتابع خطواتها وذلك الشاب لايتوقف عن السير خلفها ومن شفتيه تسيل تلك الكلمات اللزجه التي استنكرها أحد الماره ليقول بتوبيخ : عيب ياابني كده
نظر الشاب الذي لم يتجاوز العشرون من عمره تجاه الرجل الذي وبخه وكان ربما في أواخر الثلاثينات ليقول باستخفاف : وانت مالك ...تخصك ؟!
وبمزيد من قله التهذيب كان يمد يداه الي كتف الرجل قائلا بصوت خشن : مالكش فيه يا صاحبي
احتدت نظرات الرجل وابعد يد الشاب عنه مزمجرا : انا مش صاحبك وبقولك عيب كده
ضحك الشاب ببرود واسرع بخطواته خلف وسيله التي لم تلتقط اي شيء كما دار قبل بضع خطوات ليطلق الشاب صفيرا وقح وهو يتابع : عبرنا ياجميل ...طيب قولي رايح فين وانا اوصلك
احتدت ملامح الرجل واسرع تجاه ذلك الوقح الذي تجرأ وتوقف امام وسيله متابعا بنبره لعوب : ايه يا قمر بقالي ساعه بلاغيكي
عقدت وسيله حاجبيها وتراجعت خطوة للخلف بخوف من هيئه ذلك الشاب ولحسن حظها قبل أن يتعرض لها مجددا كان الرجل يقف بينهما ويزمجر بالشاب : ترضاها لأختك
تغيرت ملامح الشاب والتوت شفتاه مطلق سباب بذيء : وانت تعرف اختي منين يا ***
اهتزت نظرات وسيله بينما بلحظه اشتبك الرجلان بشجار عنيف وسرعان ما تجمهرت الناس حولهم يتساءلون عما حدث لتجد وسيله نفسها وسط تلك الحكايه بينما يقول الرجل : قليل الادب ده ماشي ورا الانسه وعمال يتعرض لها
تعالت الأصوات وهجم الشاب علي الرجل بغته ودارت اللكمات والضربات وتعالت الاصوات لترفع وسيله يدها تضعها علي أذنها بألم شديد حينما تعالت صفاره سيارة الشرطه ....!
وكأنها بحاجه للمزيد وجدت نفسها في قسم الشرطه واقفه أمام الضابط الذي سألها وهو يتطلع إليها بحنق : ها ....اللي حصل صح ...الواد ده حاول يتعرضلك والراجل ده دافع عنك
تبادلت النظرات حيث اشار الضابط خلفها هنا وهناك ليتعالي صوت الشاب الذي نزفت شفتاه وتمزقت ملابسه : وانا هتعرض ليها ليه يا باشا ...انا كنت ماشي في حالي وهو هجم عليا
بعنفوان صاح الرجل بدفاع عن نفسه : كداب يا حضره الضابط كان بيضايق الانسه
صاح الضابط بغضب وهو يضرب المكتب بقبضته : اخرسوا انتوا الاتنين ....نظر إلي الشاب بغضب مزمجرا : وانت ياروح امك اخلص وقول اللي حصل ولا هو مجنون هيهجم عليك من غير سبب
نظر الرجل الي وسيله التي بشهادتها سترد الجميل للرجل لتهز راسها وتقول بصوت متحشرج : هو كان بيدافع عني
تعالت الأصوات مجددا ليسكتها الضابط بنبرته الحازمه وهو ينادي علي الامين : امين علي ...تعالي خد الواد ده علي الحجز وخد بطايق الاتنين دول وخليهم برا لغايه ما اقفل المحضر
لأول مره تدرك وسيله حجم المأزق الذي هي بوسطه لتلتفت الي الضابط وتقول بصوت خافت : لو سمحت ممكن اتكلم مع حضرتك
اوما الضابط الذي وضع هيئتها في الحسبان ....اتفضلي
قالت بتوتر : ممكن تليفون
نظر لها الضابط باستفهام لتخفض عيناها وتقول سريعا : انا ...انا مش معايا بطاقه بس هكلم جوزي ....قبل أن يعترض الضابط كانت تكمل جملتها التي بها خلاصها : هو ضابط ...بعد اذن حضرتك أكلمه
اوما الضابط بلياقه وهو يخرج هاتفه من جيبه ويعطيه لها مشيرا لها أن تجلس ....
قضمت وسيله شفتيها بتوتر وهي تضغط زر الاتصال بينما تتجلي امامها حقيقه كلماته بأن لااحد لها سواه
.......
تجاهل عمر رنين هاتفه لهذا الرقم الغريب وتابع عمله ليغلق الملف الذي أمامه ويشير للعسكري : خد المتهم رجعه الحجز
تحرك الرجل ومجددا تجاهل عمر رنين هاتفه لتهرب الدماء من وجهه وسيله الذي رفعته تجاه الضابط وهي تعيد له الهاتف قائله بصوت متحشرج : مش بيرد !
نظر لها الضابط بضع لحظات قبل أن يحكم أن كانت كاذبه أو لا ليأخذ الهاتف من يدها ويعيد هو الاتصال بينما استبعد من هيئتها أن تكون كاذبه ...الو
جاءه الرد سريعا ليقول الضابط بصوت ثابت : عمر السيوفي
عقد عمر حاجبيه باستفهام : مين ؟!
عرف الضابط عن نفسه : المقدم ايمن النبراوي .....
ازدادت عقده جبين عمر وهو يساير الرجل : اهلا ...أأمر يا باشا اخدمك بأيه
حمحم الضابط بحرج قبل أن يقول : الأمر لله ...هو بس احنا محتاجين سيادتك تشرفنا ....قبل أن يزداد استفهام عمر كان الضابط يلخص ما حدث : مشكله صغيرة حصلت للمدام وهي عندي في القسم ....فغر فاه عمر وبصعوبه حاول جذب الكلمات من شفتيه : مدام ....المدام بتاعتي
اوما الضابط متابعا لاعفاء عمر من الحرج : متقلقش يا باشا المدام قاعده في مكتبي معززة مكرمه ومفيش اي حاجه ..
تحركت اقدام عمر تسبقها أنفاسه الساخنه وتسبق كلاهما سرعه سيارته التي سابقت الريح والف شيطان يرقص أمام عيناه .... مجددا تتركه وتغادر أو بالاحري تهرب منه ....!
............
...
تقلب ايهم يمينا ويسارا مجددا بعد أن قضي الساعه الفائته أيضا يتقلب من هنا لهناك ليقضي علي اي فرصه له بالنوم وقد تملك منه الارق ليزفر بضيق ويغادر الفراش الذي تركه في حاله فوضي ....جذب سيجارة من علبته وأخذ قداحته الذهبيه وخرج بها تجاه الشرفه ينتوي تدخينها ولكن قبل أن يفعل كانت يداه تتوقف مكانها حينما لمح تلك التي غفت علي اخد المقاعد .....بهدوء وضع السيجارة والقداحه من يده علي الطاوله وهو ينظر إليها وقد استند راسها إلي ظهر المقعد ومال علي عنقها
بينما ضمت ذراعيها حول جسدها الذي لابد وانه تجمد بفعل البرد .... مال ناحيتها وبرفق شديد مرر ذراعه خلف عنقها ويداه الأخري مررها اسفل ركبتيها وحملها لتستكين راسها فوق صدره فتتهادي رائحه التوت البري المنبعثه من شعرها الي أنفه الذي قربه أكثر منها وهو يميل ليضعها في وسط الفراش الذي استند بركبته إليه وهو يحرك يداه برفق من أسفلها .... تأملها قليلا وهو يستغرب الشعور بالسكينه الذي يراه في ملامحها والذي دون أن يقصد تسرب حوله بمنزله الذي تحول الي عش هاديء كان قد افتقده .... لم يتردد تلك المره بل دخل الي الفراش بجوارها وجذبها ليضع راسها فوق صدره برغبه بقربها لم يخجل من التعبير عنها ..سحب نفس عميق لتخلط رائحتها الذكيه بنفسه الذي يستنشقه فتداعب الراحه أوصاله ويرفع أنامله يمررها بين خصلات شعرها الناعم يحرره من عقدته ويبقي دقائق يحدق في سقف الغرفه ويداه تتحرك تلقائيا بين خصلات شعرها يحاول جذب النعاس لعيناه ....!
.............
.....
تتوقع نوبه غضب منه بالتأكيد حتي أنها حاولت أن تتجهز لها وتنتظرها طوال هذا الطريق الذي قطعه بسرعه كعادته وكان لمقود السيارة النصيب الأكبر من نيل نيران غضبه بتلك اللكمات التي يفرغها به بين حين وآخر ويعود ليطبق علي شفتيه بحنق يطلق سباب خافت ويتابع قيادته المسرعه لتتشبع كل اعصاب وسيله بالتوتر والخوف والشتات .... ارتدت للخلف حينما أدار مقود السيارة بقوة ودعس المكابح وهو يتوقف أمام المنزل الذي مثل بتلك اللحظه الملاذ الآمن لها فسرعان ما دخلت إليه ومنه الي غرفتها التي لم تكن لا تريد أكثر من الاختباء بداخل فراشها والغرق بنوم طويل لا تستيقظ منه علها تهرب من هذا الخوف الذي تشعشع بكيانها وستكون واهمه أن ظنت أنه افرغه طوال الطريق وكانت بتلك النقطه محقه فبداخله نيران ملتهبه يجب أن ينالها منها نصيب ....ارتدت للخلف حينما انفتح الباب بقوة ودخل منه عمر بوجه غاضب كلمه قليله لوصفه بل كان كالبركان الثائر بتلك اللحظه وصوته الجهوري يرج أرجاء الغرفه حولها : برضه عمر اللي غلطان .....برضه عمر وحش ...عمر السبب في كل حاجه صحححح
جذبها بحنق من ذراعها ليصطدم جسدها بصدره الذي كان كريشه في مهب الريح ولكنه لم يشفق علي ضعفها بل أراد ايلامها بقوة كما المته وهي تهرب منه لتنتفض بين ذراعيه علي صوته الجهوري يؤنبها بسخط : ولما عمر وحش اوي كده لجأتي له ليه !
ارتجفت شفتيها وبللتها دموعها التي انسابت من عيونها بينما صدمته بنظره عتابها وهو يغرس حده كلماته بقلبها يذكرها أنها لجأت له ليتابع عمر باحتراق دون أن يرأف بوجعها: كلمتيني ليه ومكلمتيش جدتك اللي مموته نفسك عشان ترجعيلها ....ولا خوفتي تقفل بابها في وشك تاني
نظر لها بسخريه جارحه وهو يتابع : لا تاني ايه ...تالت
نظر لها بمزيد من السخريه وتابع : مش برضه روحتي ليها وطردتك تاني ....!
أغمضت وسيله عيناها التي اعتصرتها تحاول ايقاف شلال دموعها المنهمر بانكسار ليهب الندم بكل عروقه علي كل كلمه نطق بها ظنا منه أنه سيأخذ حق جرحه ....ابعد يداه عن ذراعها ووقف لحظه يتطلع الي اثار ما حطمه تلك المره فلم يحتمل لذا هرب بخطواته للخارج الذي نال من غضبه وهو يحطم كل ما تقع يداه عليه ولكن اصوات التحطم بالخارج لم تكن اعلي من أصوات التحطم بداخلها لترفع يدها وتضعها فوق أذنها التي كادت تصاب بالصمم من صدي كلماته الموجعه ....!
دار عمر حول نفسه حينما ارهقه التحطيم ليتوقف مكانه ويسأل ماذا يحطم وماذا يفعل بعد فعلته الشنعاء بها وكالعاده لايكون مخطيء فهي من قادته لهذا وبالفعل امتليء فمه بالكلمات والمبررات وهو يعود مجددا إليها ليتوقف مكانه وتتسع عيناه بصدمه وهو يري هذا المشهد الذي كان النهايه الطبيعيه لشعورها الجارف بالنبذ والخواء ...!
رفع عمر نظراته الي عيناها التي كانت مثبته علي يدها وقد أفرغت بداخل راحتها تلك الحبوب البيضاء من العلبه التي أعطتها لها هدي لتتسارع دقات قلب عمر بخوف ورعب لم يشعر به سابقا حتي أنه حرفيا شعر بالمثل أن ساقيه لا تحمله بتلك اللحظه التي رفعت بها وسيله يدها تجاه فمها بلا تردد تلقي به تلك الحبوب التي تناثر بعضها حولها .....وسيله ...ايااااك
لم تفلح صرخته بايقافها بينما التقت يدها بفمها الذي استقبل تلك الحبوب برغبه منها في وضع نهايه يائسه لكل الوجع الذي تشعر به ..... لايعرف كيف وصل إليها بخطوه واحده وسرعان ما أطبقت احدي ذراعيه علي جسدها وذراعه الأخري ارتفعت تجاه وجنتها بيأس يحاول الضغط عليهما لتفتح فمها وتبثق تلك الحبوب ولكنها قاومته وحاولت أبعاده واطبقت بقوة علي فمها تشعر بالمذاق المر لتلك الحبوب التي تمر خلال حلقها الجاف فتصيبه بجرح لم تهتم له .... أطبق عمر علي جسدها وكبله بذراعه ليسقطها علي الفراش خلفها ويجثو فوقها ويداه تطبق علي وجنتيها مجددا ليجعلها تفتح فمها وهو يصيح بيأس : لا ...لا اوعي تبلعيهم يا وسيله ....وسيله افتحي بوقك ....افتحي بوووقك
لم ييأس وهي لم تستسلم لمحاولته حتي أنها شعرت بشفتيها لا تتزحزح من فوق بعضهما برفض لاي محاوله منه لإنقاذها فهي اختارت ما سيريحها .....وسيلللله
افتحي بوقك ...لا ..لا وسيله
غاب تعقله ولكن لم تغيب إرادته بتركها فارتفعت يداه تجاه وجنتها يصفعها صارخا باسمها الذي لا يتحمل فقدان سماعه : وسيلللله !
انفرجت شفتيها من الم صفعته ليمد عمر أنامله داخل فمها دون حساب فوات الاوان يحاول بيأس أخرج شيء من تلك الحبوب التي مازال بعضها يلتصق بلسانها الجاف ....لم ييأس ولكن محاولته أصبحت بلا فائده ليميل سريعا تجاه تلك العلبه الملقاه علي الأرض يجذبها ويضعها بجيبه ثم يحمل وسيله ويركض بها الي الخارج دون الاهتمام برفضها أو محاولتها لردعه .....اوقف سيارته التي سابق بها الرياح لأقرب مشفي لينزل ويحملها مجددا بالرغم من أنها واعيه ولا تشعر بشيء وقد توقف كل شعورها بتلك اللحظه التي أرادت بها الخلاص بيأس ....كل شيء مضي عليها بسرعه بينما يأخذونها لغرفه الطوارئ وعمر يخبرهم بماهيه تلك الحبوب التي أعطاهم علبتها ولكن عليه كانت الدقيقه تمر ببطء وثقل وهذا المشهد لايترك مخيلته ..!
........
....
تحركت غرام بنومها الهاديء الذي داعب عيونها ليخفض ايهم الذي كان مايزال مستيقظا تجاهها فتقع عيناه علي شفتيها المنفرجه قليلا فلم يتمالك نفسه وهو يميل قليلا ليلثمها برقه مستجيب لما شعر به بتلك اللحظه وبعدها شعر بالندم لاستغلاله لنومها ولكن مجددا دعته شفتيها الورديه إليها وهي تحركها أثناء نومها ليدير ايهم رأسه للجهه الأخري في محاوله منه لضبط أنفاسه التي لم تكد تنتظم حتي التفت تجاهها مره اخري حينما تحركت بنومها مجددا ...حركت رأسها يمينا ويسارا ثم رمشت باهدابها بنعاس للحظه قبل أن تفتح عيونها علي وسعهما حينما شعرت بتلك الأنفاس قريبه منها لتلتقي عيناها بتلك العيون التي تتطلع إليها ....تغلب ايهم علي مفاجأته باستيقاظها بينما كان مايزال مستيقظا ....اشرأبت غرام بعنقها بحركه طفوليه وهي ترفع جسدها قليلا لتري اين هي وسرعان ماكانت تلك الحمره تنتشر بوجهها وهي تري حولها أرجاء غرفته التي لا تتذكر كيف أتت إليها ... انفرجت شفتيها وعادت بعيناها إليه لتحاول صياغه سؤاله لتغرق بخجلها من نظراته التي قابلت عيونها ....صار تنفسها اعلي وكذلك كانت انفاس ايهم بينما لا يعترف بوجود صدفه بل ترتيب لكل شيء ليسير وفقا لما هو مرتب له ....تحركت شفتيها مجددا لتجتذب نظراته ويصبح صوت اعلي فتشعر بحرارتها تلامس وجنتها وهو يقرب وجهه لوجهها منصاع خلف شعوره بالرغبه في قربها بتلك اللحظه ....أغمضت غرام عيناها بينما لم تعد تحتمل سخونه أنفاسه التي ازدادت فانبعث عبير رائحته بانفها مخدرا حواسها للحظه قبل أن تهدر الدماء بعروقها حينما لامست شفتاه وجنتيها يقبل كل منهما برقه قبل أن تزحف أنامله حول وجهها الناعم يتلمسه وهو يقربه من وجهه الذي مال جانبا وهو يلتقط شفتيها بين شفتيه يقبلها قبلات ناعمه علي كل انش بها قبل أن تزداد قوه قبلاته وتصبح مشبعه بالشغف فتغرق غرام في بحر تلك المشاعر التي تولدت بداخلها الواحده تلو الأخري وتلك المره تستجيب له بلا خوف أو تفكير في أي شيء فهو زوجها ...!
.........

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن