الخامس والثلاثون جزء اول

8.9K 469 25
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
رفع مراد حاجبه وتنهد قائلا بقليل من الملل : وبعدين بقي يا جوري مش هنخلص من النكد ده ...انتي شوفتي الدكتور قال ايه
نظرت له جوري بامتعاض من نظره الملل التي تظهر علي وجهه لتعقد ذراعيها حول صدرها هاتفه : يبقي متنرفزنيش 
رفع حاجبه باستنكار : انا بنرفزك ؟!
أومات له : أيوة ...لما تتكلم عن المشكله اللي بينا بالاستهتار ده وكأني بعمل نكد من الهوا يبقي حاجه تنرفز وتعصب كمان
زفر بضيق : وهي المشكله اللي بينا دي هتفضل علي طول ...خلاص يا جوري كان مجرد سوء تفاهم وهيعدي زي ما غيره عدي
أومات له بغيظ : اللي فات عدي عشان أنا كنت بعديه
نظر لها باحتدام : وايه اللي اتغير ؟!
تقابلت عيناها بعيناه ليكرر سؤاله : ايه اللي اتغير ياجوري ....ما كانت حياتنا ماشيه كويس جدا
عقدت حاجبيها وواجهته بسؤالها : ولما كانت ماشيه كويس انت كنت راضي
تمهل بتفكير قبل أن يهز رأسه : اه طبعا كنت راضي ومبسوط ورضايا زاد وسعادتي كملت لما عرفت بخبر حملك ...هعوز ايه اكتر من كده
أومات جوري باحتدام : تاني كل كلامك عن نفسك !
نظر لها باستفهام لترفع جوري عيناها إليه وتتابع : هي دي المشكله يامراد انك كل حاجه بتقيسها علي نفسك وبس وللاسف ده بسببي ...انا فكرت لما هبديك علي نفسي كل حاجه بينا هتكون احسن
نظر مراد لها بتمهل قبل أن يحك ذقنه قائلا باجابه منطقيه بالنسبه له : وهو انا وانتي مش واحد  
هزت جوري راسها : لا مش واحد ...احنا اتنين .........انت اتعودت انك تاخد وبس من غير ما تعمل حساب ليا ولا لمشاعري لغايه ما بقيت اناني ...وانا بقيت بدي من غير حساب لغايه ما بقي كل اللي بقدمه ليك عادي ...فهمت
نظر لها مراد وبغباء مطلق هز رأسه : لا مش فاهم اي حاجه غير انك حافظه شويه كلام وبتقوليه وخلاص ....تنهد وتابع بهدوء بينما كانت البراكين تغلي بداخلها من كلماته المستفزه : جوري حبيتي ...احنا حياتنا كانت كويسه جدا ... انتي بس اللي لما حصلت بينا المشكله الاخيره كلامك مع باباكي خلي تفكيرك يتغير بس ده مجرد تغيير وقتي وهيعدي بدليل انك مش مبسوطه كمان دلوقتي عشان انتي مش انتي وانا مقدر أن الحمل بيغير في الهرمونات وعشان كده يا ستي مستحمل وانتي من نفسك بعد فتره هتهدي وكل حاجه بينا هترجع زي ما كانت واحسن
زمت جوري شفتيها بغيظ شديد قبل أن تبدأ في قضمها وهي تقبض علي كفيها بدلا من أن تنقض عليه تفرغ به كل شحنات غضبها وهو يصوغ نظريته الاسطوريه في تحليل المشكله بينهما والتي من فرط اقتناعه بها
كاد أن يقنعها بها لولا أنها الطرف الذي يتحدث عنه ليتابع برفق شديد وهو يميل ناحيتها : اه ياجوجو حصل بينا شويه مشاكل وده بيحصل بين اي اتنين بس انا ياحبيتي مش زعلان منك خالص ومقدر أن الحمل ملخبطك
رفعت حاجبها بابتسامه تحمل غيظها بينما تسأله من بين اسنانها : انت شايف كده ؟!
اوما لها باقتناع : اكيد ...انتي شايفه حاجه تانيه ؟
ماذا تقول بينما الاقتناع يقطر من كلماته لتبتسم له من بين أسنانها تخفي وعيدها بأنها ستعكس اقتناعه بالافعال وليس بالكلمات ....قال إنه سيتحمل فليتحمل !
لتقول بدهاء وهي تهز كتفها : طالما انت شايف كده يبقي عندك حق ...!
نظر لها مراد بريبه يحاول أن يستنبط ماوراء تلك الابتسامه التي لا تدع الراحه تدخل الي قلبه ولكن في كل الاحوال هو وصل لمراده لذا فلم يفكر كثيرا وبادلها الابتسامه مؤكدا : طبعا يا حبيتي ....انتي بنفسك هتيجي تقوليلي يامراد كان عندك حق وانت اتحملتني كتير
نظرت له بغيظ خلف ابتسامتها التي تظاهرت بها وهي تهز راسها بينما الوعيد يقطر من نظراتها ..!
......
.........
وضعت وسيله راسها علي ساق جدتها التي أخذت تمرر أصابعها بين خصلات شعرها الطويل بحنان وهي تقرأ لها بعض آيات القرأن لتبدأ الراحه تتسرب الي قلب وسيله التي كانت تبكي قبل قليل ولم تعرف امتثال سبب لبكاءها الا قلقها علي عمر لتهمس لها بحنان : هيرجع بالسلامه يا حبيتي أن شاء الله
أومات وسيله وابتلعت غصه حلقها بينما جزء كبير من حزنها كان تأنيب الضمير الذي تشعر به وهي تخفي شيء عن جدتها والباقي قلقا عليه ....اسبوع مضي وهي لا تشعر بشيء إلا بثقل الايام التي بدت وكأنها لا تمضي ....احيانا يجد الوقت ليتصل بها لبضع دقائق واحيانا يمر اليوم دون أن تسمع صوته أو تعرف عنه شيء ....تذهب الي عملها لعلها تضيع الوقت الذي لا يمضي ولكنها تشعر بالافتقاد له اكثر وكأنها كما أخبرته سابقا حياتها أصبحت تتمحور حوله هو فقط ...!
  ......
..........
نظرت تينا بارتياب الي وجه عاصم بينما جلسوا يتناولون العشاء وقد قرر سيف أن يفتح الحديث مع أبيه ليجد نفس الرفض والصد من جانب أبيه فما كان منه إلا أن يبادر بذلك السؤال : حضرتك عارف أن عمر عنيد ...افرض أنه صمم يتجوز البنت اللي اختارها !
تجهمت ملامح عاصم ونظر الي سيف باحتدام : صمم يعني ايه ....يتجوزها من ورايا ؟!
تراجع سيف وقال باستدراك قبل أن يزيد الأمور تعقيدا : لا طبعا يابابا ...انا بقول يعني ليه نضغط عليه ما نشوف البنت واعتقد انها بنت كويسه جدا ....دي كان والدها مهندس عندنا وكانت زميلته في المدرسه زمان ....قاطعه عاصم بعصبيه : تكون زي ما تكون ...قولت لا يعني لا
كان تمالك زينه لاعصابها قد انتهي لتترك من يدها تلك الشوكه التي تقلبها في طبقها دون أن تتناول منه شيء وهي تحاول الا تتدخل ولكن الصبر نفذ لتلتفت الي عاصم بانفعال : يعني ايه لا ياعاصم ....سيف بيتكلم صح ....انت كده بتضغط عليه وانت اكتر واحد عارف أن عمر مش بيجي بالضغط
واجهها عاصم بعصبية: امال بيجي بأيه ...؟!
صممت زينه لتنتفض تينا ما أن قام عاصم من مكانه وضرب طرف الطاوله بقبضته قائلا بصوت غاضب : ردددي ....ابنك بيجي بأيه يا هانم ...!
امتلئت نظراته بالغضب والتوبيخ للجميع : ايه سكتي ليه ....وانت ياسيف سكتت ليه ....قولي ورد عليا ...واحد فيكم يرد عليا ويقولي عمر بيجي بأيه
هز رأسه بحنق واسف وهو يتابع : عمر ده مفيش اي حاجه هتخليه يتصلح الا لما يشوف نتيجه تصرفاته ويعرف أنه مش قدها لاني باختصار مش هشيل نتيجه اي مصيبه تانيه يعملها .....انا خلاص قدمت كل اللي اقدر عليه ومعنديش حاجه تانيه اقدمها ليه الا اني احمي اللي حواليه منه واول حد بحميه هو البنت اللي فجاه عاوز يتجوزها وكأنها لعبه عجبته فقرر يشتريها ...نظر إلي زينه بحده وتابع : بس وقت بقي ما يزهق منها هيرميها وانتي عارفه ده كويس ...تغضنت نبرته بالسخريه وهو يتابع : وقتها بقي مين هيحاسب علي ذنب البنت ...ابنك ولا احنا اللي وافقنا علي طلبه ...!
متحاسبنيش يا زينه علي فشلك في تربيته ودلعك له ...!
ترك الطاوله واندفع الي غرفته لتنكس زينه راسها بأسي .....ربتت تينا برفق علي ذراع زينه : معلش ياطنط ....اونكل عاصم مش قصده يضايقك هو بس خايف علي عمر
انسابت دمعه من عيون زينه قائله بأسي : عاصم عنده حق ... انا فشلت اني اكون ام كويسه لعمر
قام سيف من مقعده واتجه الي جوار والدته يحتضنها برفق : مش قصده يا حبيتي ...انتي احسن ام في الدنيا ....نظر لها وتابع : والله عمر طيب وكلنا عارفين هو بس للاسف بيظلم نفسه بتصرفاته ...متزعليش من بابا
من يأسه رمي كل اللوم عليكي ...معلش
أومات زينه وقامت من مكانها بثقل بينما عجز قلبها عن تركه أو الغضب منه لتقول : هقوم اشوفه
اوما سيف لتنتظر تينا صعود والدته خلف أبيه قبل أن تضع يدها فوق يد زوجها وتقول بتأثر : عمر صعبان عليا اوي !
اوما سيف واعاد كلماته : ظلم نفسه وظلم وسيله معاه ...!
تنهدت قائله : طيب وبعدين يا سيف ...اونكل لو عرف بجوازه الموضوع هيتعقد اكتر
: لازم يعرف يا تينا .... عمر لازم يتحمل نتيجه اللي عمله !
أومات تينا : وتفتكر اونكل هيتحمل يعرف حاجه زي دي !
هز سيف رأسه بضياع بينما لا يري لهذا الأمر حل الا اصعب من الاخر ....!
........
....
زم نديم شفتيه بحنق شديد والظنون تعصف برأسه وهو يدير عيناه في ارجاء المكان حيث توقفت سياره ريم ....ضيق عيناه وهو يتطلع الي أحد الأطراف ليهز رأسه بتردد ولكن خطواته كانت ثابته وهو يدخل الي هذا المقهي يطلب رؤيه تسجيلات كاميرا المراقبه لتهدر الدماء بعروقه وتحمر أورده عيناه ويتمني لو لم يسير خلف ظنونه التي عصفت بكل شيء وهي تتجسد أمامه برؤيتها تركب سياره عمر...!
.......
...
توقفت لميا تحول بين رشدي الذي اهتاج بشده من فرط غضبه وأصبح يسدد الصفعه تلو الأخري الي ريم التي حاولت لميا إنقاذها من يد زوجها وهي تهتف به : كفايه يا رشدي هتموتها
هتف رشدي بغضب شديد وهو يجذب ريم من خصلات شعرها : ياريت تموت و اخلص منها
جذبها بعنف ليرفع وجهها إليه صارخا : روحتي لابن السيوفي لييييه .....ليه انطقي !
لم تجد ريم رد أو اجابه لتبكي بنشيج حار مستسلمه لأبيها لتبعده لميا عنها قائله : عشان خاطري كفايه يارشدي .....كفايه هتموت في ايدك ...!
.....
........
ارتشفت ثراء القليل من قهوتها بينما تتطلع الي شاشه الحاسوب امامها ويدها التي تعرقت من التوتر تتحرك هنا وهناك ...بعد قليل دخلت ريهام رئيستهم تتساءل عمن أنجز المهمه المطلوبه لتكون روضه اول المجيبين وكالعاده حصلت علي ابتسامه مشجعه من ريهام التي قالت لها : برافو ....ياروضه انا هفكرك أن هيكون ليكي مستقبل كبير اوي في الشركه ...go ahead
ابتسمت روضه قائله بتواضع : شكرا
أومات ريهام قائله : انا هطلب ليكي مكافاه من مستر سيف ...
خرجت ريهام لتزم ثراء شفتيها بغيرة اخفتها وهي تلتفت الي روضه قائله : مبروك المكافاه .... كده هتعزمينا علي الغدا
ابتسمت روضه بمرح : مش لما اقبضها الاول
هتفت ثراء بحقد من بين اسنانها وهي تستدير بمقعدها مجددا تجاه حاسوبها : هتقبضيها !
تنهدت روضه وجلست الي مكتبها لتقول لها امينه اكدي زميلاتها : شوفتي ربنا كريم وعوضك عن شغلك اللي راح
اومات روضه : الحمد لله
........
....
رفع عاصم وجهه تجاه زينه التي وقفت خلفه ووضعت يدها علي كتفه لتتطلع له بعتاب رقيق : كده برضه ياعاصم ...بقيت انا السبب
خفض عيناه بخجل وهز رأسه : مكنتش اقصد ...تنهد وتابع : مخي واقف وحاسس اني عاجز
ربتت زينه علي يده وجلست بجواره لتقول برفق : انت مش عاجز يا حبيبي ....عمر متعب بس انت قدها ...احنا مع بعض هنحاول نصلح كل حاجه
التفت لها عاصم بشك : تفتكري حاجه هتتصلح
أومات زينه بأمل : ان شاء الله
.......
..........
شهقت زينب بهلع وأسرعت تعتذر حينما سقطت أحدي الحقن من يدها : اسفه يا دكتور ....مقصدش ....هجيب غيرها حالا
اوما الطبيب بهدوء قائلا : ولا يهمك ....أسرعت زينب تحضر أحدي امبولات الحقن الأخري وتبدأ بتجهيزها بعقل مشتت لا يتوقف عن التفكير بابنتها ....انتظرت ماجده صديقتها ذهاب الطبيب ثم اتجهت الي زينب تسألها برفق : مالك يا زينب يااختي ....بقالك مده دماغك مش فيكي ..!
تنهدت زينب قائله : اهو الدنيا يا ماجده
هزت ماجده راسها قائله : طول عمرك شايله هموم الدنيا ...ايه اللي جد ...غرام كويسه ؟!
وليتها تعرف أن كانت ابنتها بخير ام لا ...فهذا السؤال تسأله لنفسها كل لحظه وتعجز عن النوم بسببه ...يؤلمها قلبها ويتمزق بين ضلوعها لقسوتها عليها التي كانت بسبب القهر مما فعلته فهي عجزت عن حتي رؤيتها بعد ما فعلت ولذلك طردتها ...!
اختارت حياه أخري ظنتها سعيده بها لذا تمضي أيامها وهي تكبح قهرها بداخلها وتخبر نفسها بتلك الحقيقه ...!
..........
....
قالت عزه وهي تمسح أنفها بالمنديل الورقي : قوميلي محامي كبير يا فيفي ومتسبنيش مرميه هنا اكتر من كده
نظرت فيفي لوالدتها ببرود : وانا اجيب فلوس المحامي منين ؟!
نظرت لها عزه باستنكار : اتصرفي يا فيفي ....بيعي الدهب بتاعي كله وخرجيني
أومات فيفي واعتدلت واقفه : ماشي ياماما ....المهم اعملي زي ما الراجل قال وبلاش تجيبي سيرته
هتفت عزه من بين أسنانها : وانا أشيل الليله لوحدي
قالت فيفي : هو كده كده هيطلع منها فبلاش تكسبي عداوته
هتفت عزه بغيظ : وهكسب ايه ....انتي لازم تطلبي منه فلوس
قالت فيفي بتسويف : لما تبقي تخرجي انتي من هنا ابقي اطلبي منه
خرجت فيفي من غرفه التحقيق حيث قابلت والدتها  التي أخذها العسكري واضعا بيدها الأصفاد مجددا للحجز
لتتجه الي حيث وقف ذلك الرجل المهيب محامي الثري العربي ليسالها : ها عملتي ايه ؟!
قالت فيفي بمكر : مصممه تاخد ربع مليون جنيه والا هتتكلم
نظر لها الرجل بحنق ولكنه هز رأسه : موافق ...أخفت فيفي ابتسامتها المنتصره ليتابع الرجل وهو يرفع إصبعه أمام وجهها بتحذير : بس لو نطقت بكلمه ...قاطعته فيفي بثقه : متقلقش ...انت بس هات الفلوس عشان بكرة قدام النيابه تقول اللي انت عاوزه
اوما الرجل قائلا : تعالي معايا علي مكتبي امضيلك علي الشيك
سارت فيفي برفقه الرجل وهي لا تشعر ولو بذره من تأنيب الضمير فقد سبق وباعتها والدتها وهي الآن تفعل المثل وفي النهايه المكسب هو مايحكم من يبيع ويشتري ....!
........
....
بارهاق شديد تمطأ عمر وهو يعتدل واقفا بعد أن وقع علي التقرير الذي وضعه بعد انتهاء مهمته ....أخذ الملف وخرج الي الرواق المؤدي الي مكتب رئيسه ليطرق الباب ثم يدخل مؤديا التحيه العسكريه : تمام يافندم
أخذ الرجل الملف دون أن يفتحه ولكنه نظر بابتسامه الي عمر قائلا : الاخبار كلها عندي وسياده مدير الأمن بنفسه متابع العمليه وأشاد بمجهودك
اوما عمر بتمهل قبل أن يلمع الحماس بعيناه : متشكر يا فندم
قال الرجل بتشجيع : انت ضابط كفء ياعمر بس محتاج تاخد شغلك بجد شويه
قال عمر وهو يعتدل واقفا : أن شاء الله يافندم ....بعد اذنك
خرج عمر من مكتب رئيسه واتجه الي مكتب ايهم الذي كان مايزال يعد تقريره : لسه مخلصتش يا باشا
اشار له ايهم : لا خلاص قربت ...انت خلصت
اوما عمر قائلا : وقدمت التقرير للواء عماد
قال ايهم وهو يضع توقيعه علي بعض الأوراق : طيب استني ربع ساعه ونمشي سوا
هز عمر رأسه وقال بعيون تلمع : لا انا هطير
رفع ايهم حاجبه بابتسامه : هتطير علي فين يا ابن السيوفي
قال عمر بحماس ملتهب : علي اسكندريه طبعا
وبالفعل كان يغادر قبل أن يستمع لباقي سؤال ايهم : واهلك ؟!
هز ايهم رأسه قائلا لنفسه: مش هيتغير ...!
لم يفكر بشيء ولا بشخص الا بالاشتياق الجارف لها لذا سابق الريح وهو يقطع المسافه إليها ....!
وضعت وسيله ذراع حقيبتها علي كتفها واتجهت الي خارج عملها بخطوات هائمه سارت بها قبل أن تتوقف وتلتفت بعدم تصديق حينما استمعت لنداءه : سيلا !
التفتت ببطء تكذب أذنها بينما ظنت أن اشتياقها له هو ما صور لها أنه يناديها ..فهو أخبرها أنه مازال أمامه بضعه أيام ليعود ..!
تهادت لمعه الدموع الي عيونها ممزوجه بابتسامتها وهي تراه واقف امامها لتنطق اسمه بلوعه: عمر
ابتسم لها وفتح لها ذراعيه ليستقبلها بينهما ويغمض عيناه للحظه بشعور جارف بالراحه تتأكد له كل لحظه يكون معها ....لم يطول حضن اللقاء بعد الغياب لياخذها من ذراعها وينطلق بها بعيدا عن الأعين المتطفله رافضا اي اعتراض لها : هششس ...مفيش اعتراض ..انا هتتجنن عليكي ياوسيله
وبالفعل كان يغدقها بجنون قبلاته المحمومه التي كان يوزعها علي كل انش بوجهها ما أن فتح باب المنزل ودفعها إليه برفق ليغلق الباب ويجذبها إليه وبنفاذ صبر ينقض علي شفتيها التي انتقلت إليها حمي اشتياقه فعجزت عن التفكير في أي شيء وانسابت بين ذراعيه غارقه في امواج اشتياقه العاتيه....جذبها عمر بخشونه محببه ليرتطم ظهرها بالحائط خلفها بينما مازالت شفتاه تنهل من رحيق شفتيها بلا هوادة .....أغمضت وسيله عيناها بينما عجزت عن مواكبة سيل مشاعره لتتجه شفتاه تجاه عنقها الناعم يبعد خصلات شعرها عنه ويبدأ بتذوقه بقبله حاره تلو الأخري ...ازدادت ضراوة قبلاته وبدأت يداه تتلمس جسدها بجرأه لتحاول وسيله إيقافه وتضع يدها فوق صدره بممانعه ولكنه لم يقبلها فرفع كلتا يداها للاعلي يثبتها علي الحائط خلفها باحدي يداه ثم تتحرك يداه الأخري تجاه سحاب سترتها يفتحها ببطء وتمهل وشفتاه تعزف علي اوتار مشاعرها لتذيقها لذه القرب منه .....بهيام تفحصت عيناه فتنتها قبل أن تتحرك يداه تجاهها ببطء مدروس وهو يخفض يده الاخري مخلصا يديها التي وضعها خلف عنقه لتتلمس خصلات شعره فما كان من وسيله الا ان استجابت لما يحركه بها وتركت أناملها تتحرك بخصلات شعره فتزداد أثارته التي انعكست علي حراره قبلاته التي ازدادت أكثر فأصبحت خشنه ولكنها مازالت تدفع بتلك المشاعر بعروقها ....مد كلتا يداه حولها ليرفعها بين ذراعيه ويجعل ساقيها تلتف حوله وهو مازال ينهل من رحيق شفتيها الذي اسكره فغاب كلاهما عن الواقع بتلك السحابه الورديه التي أخذها إليها علي حين غره ...!
......
........
داعب ايهم شعر هنا التي احتضنت ذراعه ووضعت راسها عليها بينما تقول : وحشتني اوي يا بابي
ابتسم لها وقبل راسها : وانتي اكتر ياقلب بابي
أحاط كتف حلا بذراعه وقال بمشاكسه : شكلي موحشتكيش
هزت حلا راسها وهي تميل لتقبله : بالعكس يا بابي وحشتني اوي اوي
ابتسم لهم واعتدل واقفا وهو يخلع سترته : هقوم اخد دوش واغير هدومي ونجهز الغدا سوا
أومات الفتاتان بابتسامه ماكره ليمد ايهم يداه الي طبق الحلوي الموضوع أمامهم يأخذ بسكويته منه ويضعها في فمه ...مضغ قضمه وقضم الأخري ليقول بإعجاب : حلو البسكوت ده ...جبتوه منين
قالت حلا بحماس : تيته عجبها وسالت نفس السؤال
ابتلع ايهم ما بقي في فمه ببطء وهو يسأل ابنته بتوجس : هي تيته جت وانا مسافر
أومات حلا ونظرت الي توتر ابيها بينما للحظه تذكر وجود غرام لتقول : كانت زعلانه ومش عاوزة تطلع البيت وكلمتني انا وهنا عشان نبقي ننزل لها لما توصل بس احنا اتحايلنا عليها تطلع ...!
ابتلع ايهم ببطء وخشي أن يسأل فيكشف عن توتره وتوجسه: وطلعت
أومات هنا : اه يا بابي ...مش حلا بتقولك عجبها البسكوت
نسي تماما ما كان يتحدث به لتتابع هنا بعفويه : غرام اللي عملت البسكوت
اهتزت نظرات ايهم وتسارعت دقات قلبه ينتظر بفارغ صبر معرفه ماحدث في لقاء تلك الفتاه مع حماته التي لن يمر عليها وجود فتاه بالمنزل ليقول : وبعدين ... !
قالت حلا وهي تهز كتفها  : قولنا اننا اللي عملناه وجبنا الطريقة من النت ..!
عقد حاجبيه بعدم فهم لتشرح له حلا : لما كلمنا تيته واتحايلنا عليها كانت غرام قاعده معانا واتكلمنا عن المشكله بينك وبين تيته وأنها مصممه تاخدنا نعيش عندها راحت غرام قالت لنا أن تيته جايز تتضايق من وجودها أو تفهمه غلط وعشان كده قالت إنها هتنزل وتبقي ترجع لما تيته تمشي
هزت حلا كتفها وتابعت بعفوية: معرفش ايه اللي تيته ممكن تفهمه غلط بس قولت انا وهنا بلاش يحصل اي حاجه تاني بينك وبين تيته ومقولناش حاجه عن غرام
استعاد ايهم اخيرا هدوءه ليقول متصنعا البراءه : غريبه ...هتفهم ايه غلط
اوما ومال ليضع باقي قطعه البسكوت من يده علي طرف الطبق قائلا : عموما كويس أنكم شفتوها ...انا كنت ناوي اخدكم عندها
ابتسمت له الفتيات ليتجه ايهم الي غرفته وفي طريقه يتوقف لينظر تجاه باب غرفتها المغلق ....ذكيه تلك الفتاه بالرغم من غباء فعلتها ....احسنت التصرف ولا يعرف أن قصدت أن تحمله معروف تجاهها ام أنها تصرفت دون تفكير ...!
فرك خصلات شعره بالمنشفه وجلس علي طرف الفراش بارهاق لتطرق أحدي ابنتاه الباب : بابي الغدا جاهز
نظر بطرف عيناه تجاه المائده ليلتفت الي صوت حلا المرح وهي تجلس علي مقعدها : طبعا انت مش تيته هنضحك عليك ونقولك احنا اللي طبخنا ....دي غرام ..!
........
  ......
عقد مراد حاجبيه ونظر الي طاوله الغداء ليسأل جوري : ايه ده يا جوري ....
قالت جوري وهي تجلس الي مقعدها : مسقعه !
قال مراد باستنكار : انتي من أمتي بتحبي المسقعه ؟!
.قالت جوري بهدوء : طول عمري ...بس مكنتش بعملها عشان انت مش بتحبها ....
نظر لها بعدم فهم ليسأل مجددا : طيب وانا هأكل ايه ....كنت عملتي ليا اي حاجه تانيه
قالت جوري ببراءه تخفي خلفها مكرها المحبب : مقدرتش اقف اكتر من كده يا مراد ...معلش يا حبيبي تعالي علي نفسك وكل المسقعه عشاني النهارده
نظر لها مراد بغيظ داخلي ولكنه اوما وتحامل علي نفسه وهو يبتلع ما لا يحبه من أجلها كما ابتلعت الكثير من أجله ...!
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

حكايه عمر Where stories live. Discover now