الخمسون

8K 306 4
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ماذا ينكر ؟! ومن ماذا يتهرب ؟!
هكذا ظل رأس عاصم يطن بالأسئلة فماذا ينكر بعد أن رأي بعيناه ولم يكتفي بما سمع ...رأي ابنه وبجواره فتاه وسيارته تدخل الي فناء المنزل ...!
رأي زينه وهي تذهب إليه ..فماذا ينكر بعد أن رأي بعيناه..!
من ماذا يهرب بينما عليه مواجهه الحقيقه بأن ابنه لم يترك شيء سيء الا وفعله ...!
حريق اهوج يلوح بعيناه كما تحترق تلك السيجاره بين أنامله وعبثا أن يخفف من وهجها شيء ليسحق تلك السيجارة بحنق أمامه في المنفضه الزجاجيه وتنفلت نبرته الغاضبه : هشاااام ...انا اصلا علي أخري وكلامك ده مش بيهديني ده بيستفزني اكتر
انهي كلماته واعتدل واقفا وهو يتابع مزمجرا : انا اصلا غلطان أني جيت لك
امسك هشام بيده يعيده لجلسته بينما يقول بمنطق : لو مش عارف ومتأكد انك محتاج تتكلم معايا مكنتش جيت ياعاصم ...اقعد واهدي
هتف عاصم بعصبيه شديده : اهدي ازاي ياهشام بعد اللي حكيته ليك ....ضرب الطاوله بقبضته وتابع بانفعال شديد : وانا اللي فاكر أمه عاقله وواثق في تربيتها له اهي في الاخر طلعت عارفه مصايبه وبتداري عليه ...!
رفض هشام شكلا وموضوعا اتهام عاصم لزينه ليقول بمنطق : ومش أمه برضه هي اللي ربت سيف وجوري ....ليه بتحط عليها لوحدها اللوم
قال عاصم بعصبيه : عشان هي اللي دلعته وهي السبب في كل اللي وصل له ...كان لازم تقولي مش تداري عليه
سحب هشام نفس عميق وزفره بضيق هاتفا بدفاع : وليه افترضت أنها متصرفتش معاه ياعاصم
هز عاصم رأسه بحنق : مهما يكون تصرفها مش هيكون زي تصرفي ...كان لازم تقولي
هتف هشام بنفاذ صبر : وادي انت عرفت ...هتتصرف ازاي بقي
التقت نظرات عاصم الغاضبه بعيون هشام الذي تابع بهدوء : ياعاصم بقالي ساعه بقولك عصبيتك مش هتحل حاجه ...ابنك مش عيل هتضربه ولا تحبسه...ابنك راجل وعمل تصرف غلط لازم اول حاجه يعرفها أنه غلط وبعد كده تاخد معاه تصرف وتعاقبه
تنهد وتابع : وبخصوص زينه لو هي دلعته زي ما بتقول فخليني احط الأمور في مكانها ...زينه بتعمل مع عمر نفس اللي كانت شهيرة الله يرحمها بتعمله معاك ....ابوك الله يرحمه كان يشد وهي ترخي ...هو ميسمعش هي تسمع .. ابوك ميفهكمش هي تحاول تفهمك
حتي لو غلطت فهي كانت بتتصرف زي اي ام مش عاوزة ابنها يحس أنه منبوذ بسبب تصرفاته
نظر عاصم الي تبرير هشام المنطقي ليهز رأسه بيأس : والنتيجه ايه .... عمل مصيبه ورا التانيه وفي الاخر انا الغلطان
احتدمت نبرته وهو يتابع : ياأخي حد منكم يحط نفسه مكاني ويشوف هيقدر يتحمل مصايبه ولا لا ....اغمض عيناه وتابع بغصه حلق : ده لولا أني بلم وراه كل مصيبه يعملها كان زمان مستقبله ضاع من زمان
ضربه هشام بتلك الجمله : ومين قال انك كنت بتعمل الصح لما تلم مصايبه
عقد عاصم حاجبيه باستنكار ليهز هشام رأسه ويتابع : كونك تتحمل مسؤولية حل مشاكله ده اول حاجه ذرعا جواه الاستهتار .... زي اللي بيضرب ابنه عمال علي بطال في يوم من الايام الابن هيوصل لنقطه ماهو انا كده كده بتضرب يبقي علقه وهتعدي ووقتها بيفضل يعمل مشاكل وهو متأكد أن النهايه علقه ....عمر اتعود منك تشيل وراه كل مشاكله اللي هو مفيش مره قعدته مع نفسه وسألته عن سببها وكل همك انك تطلعه من المشكله وتتخانق معاه وخلصت علي كده ...عمر للاسف مش عارف هو غلط في ايه وكل اللي عارفه أنه مشكله بالنسبه ليكم
اهتزت نظرات عاصم برفض أن يكون الملام: بقيت انا الغلطان
هز هشام رأسه قائلا : مش لازم يكون حد غلطان ...ليه لازم عمر وليه لازم زينه ولا انت ....مش مهم مين الغلطان المهم نشوف ايه يصلح الغلط
زفر عاصم بضيق هاتفا : هشام كفايه نصايح وكلام وقت لما تبقي في الموقف مش هيكون سهل كده زي ما بتقوله
اوما هشام بعقلانيه : ماشي ياعاصم حتي لو زي ما بتقول انا مش حاسس بس متنكرش ان كلامي صح ...لما ترمي اللوم علي زينه ده مش هيحل حاجه
تنهد وتابع بجديه : سيبه مره يتحمل نتيجه أفعاله ياعاصم مش كل مره يلاقي اللي ينضف وراه
ضيق عاصم عيناه ونظر الي هشام بتفكير بينما ذهب تفكيره الي العقاب الذي يجب أن يناله ابنه ليصلح من نفسه ..!
.........
....
وقف انور بعيون كالصقر يراقب المكان للحظات قبل أن يومئ برأسه ليخرج ذلك الشاب بخطوات مسرعه انتهت أمام تلك السيارة السوداء المهيبه ليلتفت برأسه تجاه هدي التي وقفت لدي الباب ليرسل لها ابتسامه وسرعان ما يدخل الي السيارة التي دخل إليها انور وانطلق بها الي الخارج ليختفي لنصف ساعه ثم تعود السيارة مجددا لتتوقف امام الباب وينزل منها انور ويفتح الباب الخلفي لهدي التي ركبت وانطلق بها ....
قطبت هدي جبينها وهي تستمع الي انور الذي أخذ يخبرها بما حدث لتبقي فتره صامته بعد أن انتهي واول ما تنطق به : لف وارجع ياانور ...
نظر لها باستفهام لتتابع : لازم اطمن علي وسيله
لاحت ملامح عدم الرضي علي ملامح انور الذي قال بتهذيب بدافع خوفه عليها : بس احنا لازم نرجع يا دكتورة
اومات هدي وطمأنت نفسها بعد أن فهمت مغزي كلماته : متقلقش هطمن عليها بسرعه ونرجع
هز رأسه قائلا باصرار علي رفضه : مفتكرش في داعي يادكتورة
اصرت هدي قائله : معلش يا انور اسمع الكلام ولف وارجع ....تنهدت وتابعت : اطمن شافع لسه وقت علي ميعاد طيارته
نظر لها بشك قائلا : بس الافضل نكون في الطريق دلوقتي
تنهد انور بعدم رضي وتابع : يادكتورة واضح أن جوزها بتاع مشاكل وانا بقول ياريت نكون بعيد احسن اسمك يجي في أي موضوع
قالت هدي باصرار بينما لاول مره تتخلي عن حذرها : مش هقدر يا انور معرفش ليه بس حاسه انها جايز تكون محتاجه ليا
متقلقش انا هطمن عليها هي ...انت بس اتاكد ان جوزها مش موجود
.......
.....
مررت زينه يدها علي وجهها حينما وجدت هاتف عاصم ما يزال مغلق لتتصل بشافعي الذي اجاب علي الفور
:شافعي انت مع عاصم بيه
: أيوة
قالت بقلق : طيب انتوا اتاخرتوا كده ليه ؟!
قال شافعي بهدوء : متقلقيش يا زينه هانم احنا اهو عدينا بوابه اسكندريه
عقدت زينه حاجبها باستفهام : اسكندريه ؟! انتوا في اسكندريه ليه
انتبه عاصم ما أن نطق شافعي بإسم زينه ليهتف به بصوت غاضب : اقفل الزفت ده
قال شافعي قبل أن يجيب علي سؤال زينه : دي زينه هانم
اشاح عاصم بوجهه وهتف بحنق : بقولك اقفل الزفت ده وركز في الطريق
امتثل شافعي لأوامر عاصم ليغلق الهاتف سريعا ويعود للنظر في الطريق أمامه تاركا زينه في حيرتها التي سرعان ما عبرت عنها وهي تلحق بعاصم الذي دخل من الباب واسرع للاعلي لتتبعه سريعا وتدخل خلفه للغرفه
مد يده ليخلع سترته لتتوقف زينه خلفه تساعده وهي تقول برقه : مقولتليش ياحبيبي انك رايح اسكندريه
التفت عاصم إليها ونظر في عيونها بجفاء هاتفا : وهو انتي كنتي قولتي ليا لما روحتي اسكندريه من ورايا ؟!!
تقابلت عيناهما لتري مقدار الغضب المتوهج بداخله والذي سرعان ما عبر عنه وهو يمسك ذراعها بقليل من القوة هاتفا بسخط : خبيتي عني ليه اللي عرفتيه عن عمر !
ابتلعت زينه بوجل بينما تعلثمت وهي تحاول أن تصوغ اجابه !
.......
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن