السادس والعشرون

8.5K 520 15
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

وقف ايهم طويلا أمام باب منزله وبيده مفاتيحه لايقوي علي وضعها بالباب ..... تلك الفتاه ...حديثها ...نظراتها ...دموعها ....اغمض عيناه بقوة يجبر نفسه علي أن يتوقف عن التفكير فهو فعل ما يجب أن يفعله بموقف كهذا ...!
لا يجب أن تتوقع منه شيء آخر ...ماذا بالأساس كانت تتوقع ...!
كور قبضته بغضب شديد وهو يصيح بداخله يعنفها ...تلك البلهاء ماذا كانت تتوقع أن يحدث لها بعد أن ألقت نفسها بطريق عزه ....هز رأسه واوقف نوبه تفكيره وغضبه فهي تستحق ما حدث لها ....هي من وضعت نفسها بهذا الموقف ....اخطأ بطريقه ولكن اي خطأ هو تحمل نتيجته أما خطأها فليس عليها أن تتوقع منه أن يتحمل نتيجته معها ....شروطه واضحه وهذا هو ما يجب أن يعفي به ضميره من اي تأنيب تجاهها ...لا يجب أن يشعر بأي تأنيب من الأساس .
سيطر علي نفسه ومسح وجهه بيده قبل أن يستعيد ثباته ويضع المفتاح بالباب ويديره به ليفتحه ...نظر إلي الداخل وهو يغلق الباب ليجد الهدوء والظلام يعم المنزل ....حلا ..هنا
نادي علي بناته وللحظه لم يتلقي رد قبل أن تضاء أرجاء المنزل من حوله وتظهر بناته أمامه إحداهما تحمل كعكه مزينه بالشموع المضيئه والاخري تصيح بحماس ( Surprise ) ....وقف مكانه يستوعب تلك المفاجاه التي حضرتها له الفتيات لتتسع ابتسامتهم ويبدأون بالغناء له بمناسبه عيد ميلاده. ...
نظر ايهم الي ابنتاه بشرود بينما تتابع كل منهما التصفيق وترديد الاغاني ( happy birthday to you... happy birthday to Ayham )
لتتثاقل أنفاسه ببطء شديد وهو يسأل نفسه كيف سينظرون إليه حينما يعرفون الحقيقه ....؟!
ستهتز صورته وستتحطم في عيونهم ....مؤكد سيشعرون بالاحتقار تجاهه ....صورة أبيهم المثاليه بعيونهم ستتحول الي صورة مشوهه
لتغييم عيناه بالذكريات ...ذكري اول خطوة لهم واول يوم دراسي ...حياتهم السعيده قبل وفاه والدتهم ....كل يوم في حياتهم حرص أن يكون بجوارهم ويرسم به ذكري حلوة حتي وان كان يشعر بالعكس ... طالما جنب اي خلاف له مع والدتهم جانبا ليس مثاليه منه بالعكس فهو كان رجل مثل أي رجل يختلف ويتشاجر مع زوجته ولكنه ابدا لم يسمح لأي خلاف أن يخرج خطوة خارج غرفتهم ... !
فارقتهم و لكنه أصر الا تفارقهم السعاده والاستقرار لذا جاهد وحاول أن يمليء مكانها متجاهل مشاعره ومتطلباته وابدا لم يفكر مرتين في جعلهم يعيشون تجربه زواجه بأخري لايعرف أن كانت ستكون جيده معهم أو لا فهو بالنهاية لا يستطيع الحكم علي اختياره مهما كان صحيح ...لجأ لهذه الزيجات ليمليء فراغ عاطفته ومتطلباته كرجل بعيدا عن الحرام مع أنه يدرك شبهه الحرام في زيجاته ولكنها طريق له به مبرراته .....ولكن هل ستستمع ابنتاه لأي مبرر أن عرفوا تلك الحقيقه ...!
انتبه الي حلا التي ارتمت بحضنه بينما وقفت هنا علي أطراف أصابعها تحيط عنقه بذراعها وهي تقول بسعاده
: كل سنه وانت طيب يا بابي
احتضن ابنتاه وهو يردد بعقل مشتت منعه من الشعور بالسعاده لتلك اللحظه : وانتي طيبه يا قلب بابي
أسرعت الفتاتان تجذبان يده وياخذانه الي تلك الطاوله حيث وضعوا عليها قالب الحلوي ...يلا يا بابي اتمني امنيه وطفي الشمع
نظر إلي ابنتاه ولم يتمني شيء قدر رؤيتهم سعداء ليغمض عيناه وينفخ في الشموع ....التقطتت له الفتاتان الصور برفقتهم ثم أشارت له إحداهما بحماس
: الهديه بتاعك
نظر إلي هديه ابنته الصغري والتي كانت ربطه عنق والاخري قدمت له ساعه ذات ذوق عالي ليبتسم لهم ويقبلهم قائلا بحنان : ربنا يخليكم ليا
تنهدت الفتاتان وقالوا بحب : ويخليك لينا يا احسن اب في الدنيا
لتغيم عيون ايهم بالحزن ويشعر كم أنه ضئيل لا يستحق تلك الكلمه ولا ذلك الوصف ....فهو ليس افضل اب ...!
ليغزو الخوف قلبه من معرفه ابنتاه حقيقته التي يخفيها والتي كان دوما ما يجد لها مبرر ولكن فعلته بحق تلك الفتاه لم تجعله ينطق بأي مبرر فهو حتي ولو أخبر نفسه بأنه محق في رده فعله إلا أن بداخله هو لو اعترف بشيء واحد فهو أن خطأه دمر مستقبل تلك الفتاه .
.........
...
عقد مراد حاجبيه وهو يعيد الاتصال بجوري للمره الثانيه قبل أن يركن سيارته بمكانها ويتجه للاعلي ....جوري ...جوجو
ناداها وهو يتجه الي غرفتهم ليصدق حدثه بينما عمت الاضواء الخافته الغرفه وغرقت جوري بالنوم
جلس بجوارها وربت بحنو علي كتفها يوقظها : جوجو ...جوري
فتحت جوري عيناها بصعوبه لتمتم بصوت ناعس : مراد
ابتسم لها قائلا وهو ينظر في ساعته : ايه يا ماما نايمه ليه لغايه دلوقتي قلقت عليكي ...اتجه الي الاريكه حيث جهزت ملابسه ليخلعةسترته ويمد يداه الي ازرار قميصه يفكها وهو يتابع : يلا قومي فوقي عشان نلحق نروح لماما
حاولت جوري التيقظ ولكن النعاس سيطر عليها بينما تقول :  لا يامراد مش قادره ...عاوزة انام
توقفت يداه عن فك ازرار قميصه والتفت إليها بدهشه بينما لاول مره تعترض ولو علي شيء صغير كهذا ليسألها بدهشه : ايه مش هنروح
هزت جوري رأسها بينما تستجيب لرغبتها لأول مره وهي تخالف اي خطه قد وضعتها مسبقا وتفعل ما تريده وهي الآن مرهقه وتريد أن تنام : لا يا حبيبي مش قادره ...خليها يوم تاني
جذبت الغطاء فوق كتفها الظاهر من قميصها الحريري ذو الحمالات الرفيعه واغمضت عيناها مجددا ليعقد مراد حاجبيه باستنكار ويلتفت لينظر إليها مطولا ....شيء تافهه وعادي ولكن بالنسبه له أخذه الي منعطف اخر ليسأل نفسه هل بدأت بالفعل تتمرد ...!
.....
.........
اشفقت وسيله علي عيناها التي تجبرها علي عدم الاستسلام للنعاس وهي تتطلع الي هاتفها بلا توقف بانتظار مكالمته ...وكأنها تخشي أن تنام فلا تستمع الي رنين الهاتف ليسخر بداخلهاةثوت ضعيف من نفسها من هذا الهاجس ....ماذا وان لم تستمع للرنين فمؤكد سيتصل مره اخري كما اعتاد ولكن لماذا تلك المره تشعر بأن اتصاله شيء سيحدث لمره واحده وكأنه مستحيل ....اقصت تفكيرها وتذكرت فقط وضع أبيه الصحي وهي تلتمس له العذر مؤكد أنه مشغول وقلق علي والده ....ولكن هي الأخري قلقه عليه فلماذا لا يجد لها ولو دقيقه يطمأنها عن نفسه حتي دون أن يطمئن عليها ....تنهدت ووضعت هاتفها جانبها واغمضت عيناها بعد أن عجزت عن البقاء مستيقظه أكثر لتغمض عيناها وتستسلم لسلطان النوم الذي لم يقترب من عمر بينما عجز هو الآخر عن النوم ليشعر بداخله بالخواء الشديد بشعور جارف بافتقادها لم يجرؤ علي اخبار نفسه به بينما استحرم علي نفسه مجرد التفكير بها بينما مجرد تذكرها يذكره بخطأه في حق أبيه هذا كان تفكير عقله العقيم وطريقته في علاج مشكلته بتجاهلها وكأنها ستحل بمفردها أما تفكير قلبه فكان يتترجم بعفويه في صورها التي لم يفارق النظر إليها ويداه تتحرك علي شاشه هاتفه بتلقائيه يتطلع الي صورهم سويا وكل صوره تحمل ذكري زادت من حنين قلبه إليها مخالف كل تفكير عقله
ولكن كالعاده الفوز يكون لعقله العاصي ...!
.......
...........
فتحت عزه الباب لتتفاجيء بزينب امامها ...توترت نظراتها للحظه ولكنها سرعان ما استعادت ثباتها وهي تقول بقله لياقه : نعم !
قالت زينب بانكسار وصوت متحشرج : غر..غرام ..غرام فين ؟
لوت عزه شفتيها وتطلعت الي زينب بشماته في انكسارها
لتتمهل لحظه قبل أن تمرر سكين ذو نصل بارد في جرحها الغائر تعذبها به : هتكون فين ...مع جوزها
امتلئت عيون زينب بالدموع وهي تتطلع الي الشماته بعيون عزه والتي تخبرها بأنها ليست افضل منها لينقهر قلب زينب بقوة وتتساءل في ماذا قصرت مع ابنتها لتضعها بهذا الموقف
قالت بصوت متحشرج : عنوانها فين ؟!
قالت عزه ببرود ومازالت تمليء عيناها من رؤيه زينب كسيرة : معرفش
رفعت زينب عيناها الي عزه التي تملهلها فرصه لسؤال اخر لتمسك بالباب وتقول بقله تهذيب : شرفتي
أغلقت الباب بوجهها وعادت الي الداخل لتستند زينب الي الجدار بجوارها وتنفجر باكيه وهي تضرب قلبها بقوة
قلبها الذي مازال يحن الي ابنتها بعد ما فعلته بها
نظرت فيفي الي والدتها باستفهام : مين يا ماما ؟!
هتفت عزه بحنق : ام الزفته غرام
عقدت فيفي حاجبيها : كانت عاوزة ايه ؟
هتفت عزه بانفعال : هتكون عاوزة ايه ...عاوزة الزفته بنتها ....لمعت نظرات الشماته في عيونها وهي تتابع : مريحتهاش ...تستاهل
زمت فيفي وسألت والدتها بعتاب : ليه يا ماما ؟
نظرت عزه بحنق الي ابنتها : هو ايه اللي ليه ....اقولها ايه ؟! هو انا اعرف مكانها اصلا ....زمت شفتيها بحنق شديد وهو تكور قبضتها : اااه يا ناري لو اطولها ....هخنقها بأيدي ....انا متاكده أنها اللي عملت الخطه مع الست دي عشان تنصب عليا .
.........
.........
لسعه صقيع أخري ضربت جسد غرام التي تأن كل عظامها وهي تتواري خلف الأشجار طوال الليل بينما لم يغمض لها جفن وهي تتلفت هنا وهناك بخوف لأي حركه بجوارها ....بدأت نوبه جلدها لذاتها وهي تتذكر حياتها التي طالما لم تكن راضيه بها ولكنها سرعان ما استجمعت نفسها وتوقفت عن سلخ نفسها ليس شفقه منها ولا تراجع عن إعلانها ندمها ولكن لأن الان ليس وقت الندم فهي يجب أن تفعل شيء بدلا من البقاء في الطرقات
نظرت إليه وهو يخرج من باب المنزل لتتجه ناحيته خطوتنان قبل أن تتراجع مجددا خلف أحدي الأشجار
فهو لن يستمع إليها بل سيثور أكثر .....نظرت إليه وهي تقضم شفتيها  وتفكر كم هو رجل بلا قلب ...تكرهه وتتمني لو تنتقم منه ولكنه للأسف هو الوحيد الذي بيده نجاتها لذا عليها التمسك به ...فالغارق يتمسك ولو بحيه ...! 
نظرت إليه وهو يتجه الي سيارته التي وقف امامها ذلك الشاب يمسحها باحدي قطع القماش ..صباح الفل يا ايهم بيه ..!
متغطرس للغايه وفقط أجاب بهزه من رأسه ليزداد شعور غرام بالكراهية تجاهه وكل كلماته لها تتردد في أذنها تمنحها قوه لمواجهته وليس خوف منه ....
: قولت ايه يا أيهم بيه ....اخلي الست ام سكينه تيجي تقابلك
هز ايهم رأسه ودخل الي سيارته هاتفا ببرود : مش وقته
لم يجيب علي سعيد ليس غطرسه منه بل لأنه بالأساس عقله مشغول بما حدث وهاهو تفكيره واضح علي وجهه بينما دخل الي عمله بمزاج معكر يفكر بألف شيء
امسك هاتفه ليفرغ غضبه بعزه ولكنه تراجع وكلمات تلك الفتاه تتردد في أذنه ....خدعتها !
زفر ومسح علي وجهه عده مرات متنهدا ...كيف تخدعها وان فعلت فكيف ذهبت معه بمحض إرادتها ولم تعترض علي شيء ....اين كانت ولماذا ظهرت الان ....اسئله كثيرة اجابتها كلها ليست ابدا في صالح غرام .
.......
...........
قام عمر من مكانه واتجه الي ابيه حاملا جهاز الكمبيوتر المحمول ليري أبيه شاشته : كده تمام يا بابا
تطلع عاصم الي الشاشه وهز رأسه : تمام يا عمر ...كلم اخوك وقوله اني وقعت
اوما عمر بينما منذ الصباح ينفذ تعليمات ابيه بعد أن عرض مساعدته عليه حينما وجده يعمل ليعطيه عاصم ال talking الخاص بتوقيعه ليوقع مكانه بعض الامور الماليه والتي لا يفهمها عمر ولم يكن بحاجه لفهمها فهو مجرد توقيع الكتروني قام به بدلا من أبيه ليدعه يرتاح
ابتسم عاصم الي عمر وربت علي ظهره بامتنان : شكرا يا عمر
ابتسم له عمر وهز كتفه وهو يغلق الكومبيوتر ويضعه بجواره : علي ايه ...حاجه بسيطه
ابتسم عاصم له قائلا : كده هتشجعني اطلب منك حاجة كبيرة
اوما عمر دون تردد : اطلب اللي انت عاوزة يا سيوفي
ضحك عاصم قائلا : ماشي ....هفكر وهطلب
بس المهم قولي انت كل ده سايب شغلك ازاي .... اللواء هاني عبداللطيف قالي انك نقلت دائرة شغلك
هز عمر كتفه بلا مبالاه : عادي حبيت اغير واخدت إجازة طويله شويه   ....متقلقش
عقد عاصم حاجبيه : ليه ؟
لم يجد عمر رد فهو بالأساس لا يهتم أيضا لعمله ليقول له عاصم بجديه : ده شغلك ياعمر ولازم تهتم بيه ...هو الراجل ايه من غير شغله
ضحك عمر بمشاكسه يخفي بها مراره اعترافه : بس انا ابويا عاصم السيوفي ومش محتاج اشتغل
عقد عاصم حاجبيه بقوة وهز رأسه : لا طبعا مفيش حاجه اسمها كده ....ماهو اخوك ابني بس له شغله وأبو مراد كده بس مراد له شغله ...حتي جوري
دون أن يقصد فتح في الجروح القديمه ليقول عمر وهو يهز كتفه بمرح بداخله مراره : ما انت عارف يا عصومي انا الفاشل فيهم وانت دائما اللي بتسندني ....من غيرك انا ولا كان ليا وجود ...انا الابن العاق
هز عاصم رأسه وجذب ابنه إليه سريعا يضمه إليه بقوة وهو يشعر باعتصار دقات قلبه لسماع تلك الكلمات التي طالما رشقه بها من غضبه منه ولكن أن يرسخ تلك الصورة عن نفسه في كيانه كان مؤلم للغايه ليقول عاصم بتأثر وهو يضم ابنه إليه : لا ياعمر .. انت مش فاشل ....لا ياابني ....رفع وجهه إليه ليمسكه بين يداه ويجعله يتطلع الي عيناه بينما يعترف لاول مره : انت مش فاشل انا اللي فاشل ....نظر عمر إليه بجبين مقطب بينما لاول مره يشعر باحتواء أبيه واقترابه منه بل واعترافه بخطأه وليس تانيبه وكيل أخطاءه له : انا اسف ياعمر اني كنت اب فاشل
هز عمر رأسه واشفق علي أبيه أن يؤنب نفسه : لا يا بابا
انت اب كويس بدليل سيف وجوري ...العيب فيا
هز عاصم رأسه : لا ....انا اللي غلطت ومشوفتش انك مختلف عنهم
ضمه إليه وقبل رأسه مرات ومرات وهو يقول بأسف : حقك عليا اني قارنتك بيهم ..... بس ده غصب عني ...كنت عاوزك احسن واحد في الدنيا وفكرت أن لما اقولك الكلام ده هتبقي كده بس اكتشفت اني كنت بضغط عليك
عاد ليمسك وجهه بين يداه ويتطلع في عيناه قائلا : انت مش فاشل ابدا يا عمر ..... نظر إلي وجهه لحظات قبل أن ينطق باعتذار تأخر فيه سنوات عن مسح كلماته التي نطق بها باساءه في حق ابنه : حقك عليا ياعمر .....انا مكنتش اقصد الكلام اللي قولته ليك ....
انت احلي حاجه حصلت ليا
ابتسم له وقال بحنان مرح يغالب به دموعه : يا واد ده انت الوحيد اللي شبهي ...انا بشوف فيك نفسي وعشان كده كنت بخاف تطلع نسخه مني
تنهد وتابع : عمر انا عملت حاجات كتير غلط وربنا كان كريم ماخدتش جزاتي عليها باللي استحقه بالعكس اداني زوجه زي امك وولاد زيكم حتي امي علاقتي بيها اتحسنت وشغلي كويس بعد كل اللي الغلطات اللي عملتها
كل يوم بقول امتي هتدفع التمن وكنت بخاف واترعب وانا شايفك شبهي واقول يا تري ده التمن ....لا انا مش عاوز اشوف جزاتي في واحد من ولادي انا مش مهم إنما انتوا لا ...وجعكم انتوا يوجعني اوي ....اوي ياعمر
جلسه عتاب وحديث واحتواء ملئت قلب عمر الذي كان كطفل صغير يتذوق الحلوي لأول مره ....جلسه اختتمها أبيه بوعد منه لكلاهما : هتوعدني انك هتتغير وانا اوعدك اني جنبك وفي ضهرك
وهل بعد هذا الوعد يجروء علي أخباره بأنه لغي وجوده وتزوج دون علمه ...كم كان ثقيلا الاعتراف وكم هو اثقل التهرب منه بينما توقف بالضبط بوسط غابه مليئه بالاشواك لا يستطيع التقدم بهذا الوعد وهو يحمل بداخله خطيئه يجب أن يعترف بها واعترافه سيكسر ويجرح أبيه  ولا يستطيع العوده للخلف ومحو كل ما فعله
فمه تراجع خطواته ستنجرح تلك الفتاه الوحيده التي اطمأن قلبه لوجودها به واشعرته بكل تلك المشاعر وكانت لها اليد العليا بأن يستعيد إنسانيته فلا تستحق منه ابدا هذا الجرح بعد أن قدمت له تلك السعاده ولم تطلب منه شيء بالمقابل بل هو من طلب منها وعد بحياتها القادمه وهي بكل ثقه أعطتها له فكيف يخون ثقتها الان وكيف سيستمر وهو خائن لثقه أبيه بعد ذلك ...؟!
......
.........

عقدت حلا حاجبيها وهي تفتح الباب وتري تلك الفتاه امامها : أيوة
التقت عيون غرام بعيون تلك الفتاه التي حملت القليل من ملامح ابيها امتزجت مع جمال أخاذ لشابه مراهقه لم تتخيل أن تكون له ابنه بمثل عمرها لتعقد حلا حاجبيها وتبعد خصلات شعرها المموجه خلف أذنها وتتطلع الي غرام بدهشه لصمتها
استجمعت غرام ثباتها بينما تقول : انا غرام ....الشغاله ...!
.......
........
شعرت جوري بأنفاس مراد الساخنه وهو يحيط ظهرها بجسده ويحتضنها من الخلف بينما يدفن رأسه في عنقها يلثمها بشغف .... استدارت جوري إليه مستجيبه لذراعه الذي أدارها ناحيته لتري في عيناه رغبته بها بينما شفتاه تقترب من شفتيها التي لم يكد يصل إليها حتي تفاجيء بها تضع يدها علي صدره بلطف شديد وهي تهمس له بارهاق ...حبيبي تعبانه ..!
اتسعت عيون مراد بعدم استيعاب ساد للحظات قبل أن تغمض جوري عيناها مستجيبه لرغبتها الشديده بالنوم ....!
......
... .......
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايت رأيكم وتوقعاتكم

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن