الثالث عشر

11.2K 731 43
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ابتسمت وسيله لعمر الذي بلياقه فتح لها باب السيارة لتقول برقه : مرسي ياعمر
هز كتفه واتجه لمقعده قائلا: علي ايه
التفتت له وسيله وتطلعت إليه لتقول : مرسي انك ذوق اوي ومرسي كمان انك جيت معايا ...بجد اتبسطت
ابتسم عمر لها قائلا بصدق : انا اللي متشكر انك ظهرتي في حياتي ....اصلا انا اللي اتبسطت جدا
ابتلعت وسيله وطالت نظرتها إليه ليبادلها عمر نفس النظره الطويله قبل أن تخفض وسيله عيناها بخجل وقد ارتجفت يدها و انتابتها  القشعريرة لذلك الشعور العميق الذي تملك منها بتلك اللحظه التي التقت عيناها بعيناه
لتقول بخجل : بجد ياعمر
اوما عمر بينما يتحدث بانعكاس شعوره : بجد يا سيلا ....فعلا انا حبيت ظهورك في حياتي ...مبسوط ومش بفكر في أي حاجه وانا معاكي ...حاسس اني رجعت سنين لورا ....هز كتفه وتابع : معاكي بحس براحه بقالي كتير محستش بيها
ابتسمت له بخجل وخفضت عيونها بينما تقول : وانا كمان
: انتي كمان ايه ؟
هزت راسها : يعني مبسوطه اننا اتقابلنا بعد السنين دي ....وحاسه اني رجعت صغيرة تاني بعد ما كنت حاسه اني عجزت
ضحك عمر والتفت يتطلع إليها بنظره شامله قبل أن يقول  بغزل : لا انتي صغيرة وقمر
احمرت وجنتيها وسرعان ما أدارت وجهها تجاه النافذه لعل ذلك الوهج الذي التهب بوجنتها يخف ليبتسم عمر لنفسه فحتي غزله لها جديد عليه ومريح ....فتاه خجوله وذكيه ومرحه وجميله ذلك الجمال الهاديء...بها الكثير من الصفات التي لأول مرة ينتبه إليها في فتاه فهو دوما ما ينظر لأشياء أخري وأغلبها تكون جمال خارجي اما الآن فوجد نفسه يري مرحها وخفه ظلها وقدرتها علي الاستماع والتحدث ....تعرف كيف تجعله يتحدث معها وتعرف متي تتحدث ومتي تصمت .... تأخذه في حديث يمتد لساعات دون أن يشعر بلحظه ملل بل ويجد نفسه يريد المزيد ..... طال الطريق الذي قطعه عمر بسرعه لتتثاءب وسيله فيلتفت إليها عمر مشاكسا : لو عاوزة تنامي ارجعلك الكرسي لورا شويه
هزت راسها قائله : لا ...احنا خلاص قربنا نوصل
اوما لها وتابع الطريق ....بعد قليل دخوله من بوابه الطريق لمح عمر تلك السيارة التي تسير علي بعد بضعه أمتار خلفه ....في البدايه لم يعير الأمر اهتمام الي أن هديء من سرعته قليلا فوجد السيارة تهديء سرعتها ....زادها فوجد السيارة تلاحقه لذا تأكد حدثه بأن هناك من يلحقه .....
بطرف عيناه نظر عمر تجاه مرأه السيارة الجانبيه بينما يزيد قليلا من سرعه سيارته بينما لا يبدو علي وجهه الا الثبات عكس تلك الجالسه بجواره وقد ارتسم الخوف علا ملامحها حينما شعرت بزيادته سرعه السيارة
: عمر انت سايق بسرعه اوي ليه ؟
لم يقل شيء فقط هز كتفه بينما تركزت عيناه علي مرأه السيارة الاماميه لتغمض وسيله عيناها بانزعاج حينما انعكست انوار السيارة القويه خلفهم بصورة مزعجه
راوغ عمر السيارة خلفه بينما يدير المقود فجأه منتقلا لاقصي اليسار لتتعالي أبواق بعض السيارات خلفه وكذلك تتعالي صرخه سيلا الخائفه : عمر في ايه ؟!
قال وهو يطمئنها : ابدا مفيش ...انا بس عاوز اوصلك بسرعه
هزت راسها : لا علي مهلك ....خد بالك ...!
هتفت به بخوف بينما كاد يصطدم بالسيارة التي أمامه وهو يحاول تجاوزها لتعود انوار السيارة خلفه تنعكس بقوة في مرأه سيارته مما جعل سيلا تلتفت خلفها ....لاحظت ما لاحظه لتسأله بتوجس : عمر هي العربيه دي ورانا كده ليه ؟!
هز رأسه دون قول شيء بينما انصب تركيزه علي محاوله الهرب من تلك السيارة
لتسأله سيلا بخوف واضح : هما بجد ورانا ليه ...انت تعرفهم
هز رأسه لتقول سيلا بنفاذ صبر : عمر انت مش بترد عليا ليه ...انت عارف ايه اللي بيحصل ؟
قال بهدوء : متقلقيش ....
: تعرفهم
لم يجد بد من قوله : يعني ...!
هتفت به بارتباك : يعني ايه ....تعرفهم وبيجروا ورانا صح
اوما لها بصمت لتفهم أنه يريدها أن تصمت وبالفعل عليها أن تصمت حتي يستجمع عمر تركيزة الذي سرعان ما استجمعه وايضا استجمع شجاعته التي خانته للحظه ليس خوف منهم ولكن لوجودها معه .....حاولت أن تطمئن نفسها حينما رأت سرعه سيارته بدأت تتجاوز السيارة التي تلاحقه وتبتعد لتهز راسها وهي تقول : أيوة خلينا نهرب منهم احسن
ابتسامه واثقه ارتسمت علي شفتيه لتتفاجيء به يضغط علي شاشه مشغل الامامي لتتعالي تلك الموسيقي
اتسعت عيونها بصدمه ...في موقف كهذا يستمع إلي الاغاني لتقول بعدم تصديق : انت في ايه ولا ايه ...هو  ده وقته ؟!
هز كتفه بثقه لا تعرف أو برود بينما يقول وعيناه لا تغفل عن مرأه السيارة ليري السيارة التي تلاحقه : المفروض اعمل ايه في الوقت ده
قالت بتوتر : اتصل بالبوليس ...انت ضابط واكيد هيلحقونا ...فركت يدها ومازالت تتمسك بالمقعد وهي تتابع : أو كلم باباك ...انتوا عندكم حراسه اكيد صح
ضحك عمر مليء فمه ثم رفع نفسه قليلا أمام مراه السيارة الاماميه ليمد أطراف أنامله يهندم من خصلات شعره وهو يقول بهدوء : عندنا طبعا ...بس الموضوع مش مستاهل
جحظت عيناها حرفيا لتهتف به : انت بتعمل ايه ....وقت شعرك ده
هدأ من سرعه السياره ليوقفها حيث أراد تماما لتجده يميل ناحيتها ويقول بابتسامته الهادئه التي لا تتناسب مع وقت كهذا : يرضيكي انزلهم وشعري منكوش
نظرت له بصدمه : تنزلهم !!
اوما لها وبنفس الابتسامه الهادئه كان يقول بتحذير لا يقبل النقاش : متتحركيش من مكانك مهما حصل
نظرت إليه ودق قلبها بجنون ليمد يداه تجاه حزامه يخرج منه سلاحه ويضعه بتابلوه السيارة ويغلقه لتتسع عيناها : انت هتسيب مسدسك
ضحك وتطلع الي مراه السيارة ليري السيارة بدأت تقترب ليقول بهدوء : سلاحي الميري مش هيطلع لشويه العيال دول
مد يداه اسفل مقعده لتتسع عيونها حينما وجدته يخرج تلك العصا الغليظة ذات اللون الاسود والمسكه الجلديه بطرفها ليغمز لها قائلا : هما آخرهم ... فرح !!
رددت بعدم استيعاب : فرح !
اوما لها وداعب عصاته القويه بين يداه قائلا : اعرفك علي فرح
حقا يضحك ويمزح وهناك سيارة مليئه بالثيران البشريه تلاحقه وهاهو يتوقف بهذا المكان الشبه خالي وينتوي
مواجهتهم وحده ....! لا تفهم حقا شيء مما يدور برأس هذا الرجل
كرر تحذيره بنفس الهدوء الذي يحمل سيطره اقوي من اي صوت صاخب : متنزليش من العربيه مهما يحصل !
بابتسامه هادئه وخطوات متبختره واثقه كان عمر ينزل من سيارته الفارهة ويتوقف في منتصف الطريق ملوحا للثلاث رجال الذين نزلوا من السيارة وأقل واحد منهم يوازي حائط بشري ليقول بثقه وهو يقف أمامهم : هو ده بس اللي قدر عليه رشدي .... هو مقالش ليكم انكم جايين لعمر السيوفي ...كنتوا تزودا العدد شويه
ضيق أحد الرجال عيناه بريبه من ثقه هذا الشاب التي تخطت الحدود وقبل أن يفكر في سبب لها كان يتلقي ضربه مفاجأه كادت تقسم رأسه نصفين وقبل أن يستوعب الرجلين الآخرين الواقفين علي كل جانب كان كل منهم يتلقي ضربه علي جانب رأسه وسرعان ما كانت الحلقه تدور ....ضربه هنا وركله هناك والانتصار الغير متوقع سيكون من نصيب من منهم ....؟!
كانت سيلا تتابع ما يحدث وهي تتحرك بطل جوانب السيارة بينما القلق والخوف سيطر عليها ....تعالت أصوات الضربات وكان عمر من اول لحظه هو المسيطر لتجد وسيله نفسها وكأنها في مباراه تشجع فريقها ....أيوة ياعمر ....عمررر. خلي بالك
عضت علي شفتيها وتراجعت تزجر نفسها : بتعملي ايه ياهبله هو ماتش .....
ركل عمر اخر رجل سقط منهم علي الأرض ثم اتجه الي سيارته بينما بدأ الآخرون بالنهوض متألمين ليتجه أحدهم الي السيارة بينما يتعكز الاخر ويسند زميله يضعه بمقعد السيارة الخلفي
التفت تجاهها ومال ليستند الي نافذه السيارة يقول لها بغرور محبب : شوفتي بقي أن فرح كفايه عليهم ....ايه رايك فيا 
ابتسمت وسيله له بتشجيع : طلعت جامد يا سيوفي
أشارت بحركه مرحه علي عنقها وهي تتابع : خلصت عليهم
ضحك عمر وغمز لها بشقاوة : مش عمر السيوفي اللي يتعلم عليه
ضحكت سيلا ولكن سرعان ما تحولت ضحكتها الي صرخه مفزوعه عمر
لم تلحق أن تنبهه لهذا الذي باغته من الخلف بضربه قويه علي رأسه باداه حديديه قبل أن تصدر إطارات السيارة التي قغز بداخلها صرير قوي وهي تنطلق بهم بسرعه ....!
ارتج جسد عمر علي أثر الضربه وشعر بعظام رأسه تكاد تتحطم ليعقد حاجبيه بقوة يقاوم ضراوة تلك السحابات السوداء التي غشيت عيناه وهو يتمسك بطرف السيارة ليظل واقفا بينما قفزت وسيله خارج السيارة وأسرعت ناحيته بلهفه وقلق بالغ : عمر ...عمر انت كويس ؟
مد يده التي وضعها علي رأسه ليري تلك الدماء الغزيرة تغطيها ولكنه حاول أن يتحدث : كويس ..متق..قلقي..يش
أسرعت وسيله تنظر إلي جرحه البالغ لتندفع دموع الخوف والقلق من عيونها دون إرادتها بينما تصرخ بلهفه وهي تضع يدها علي رأسه : عمر انت بتنزف جامد اوي
هز رأسه فهو يدرك قوه الضربه التي تلقاها علي حين غفله منه ليقول وهو يستند الي السيارة : وسيله خديني المستشفي
أومات بسرعه لتجد نفسها تندفع إليه وتسند جسده الضخم فوق كتفها الصغير الذي أسند عمر ذراعه فوقه بينما ساعدته علي السير لتدخله الي السيارة
جذبت بسرعه مناديل كثيرة من امامها ووضعتها علي جرحه لتجدها بلحظه تحولت للون الاحمر لتكرر الموضوع اكثر من مره بلا جدوي بينما بدأ جسده بالارتجاف نتيجه النزيف القوي لتنساب دموع الخوف والقلق من عيونها : عمر ...اعمل ايه ....بايدي مرتجفه بحثت عن هاتفها بينما تقول بارتباك : هكلم إسعاف أو تيته....اعمل ايه ...عمر انت سامعني
هز رأسه يحاول ايجاد قوته والضغط علي نفسه حتي لا يفقد وعيه
لتقول له وهي تضع المزيد من المناديل علي جرحه : اضغط علي الجرح ياعمر
اوما وهو يحاول البقاء في وعيه ليقول بلسان ثقيل وهو يغمض عيناه  : يلا يا وسيله سوقي وخديني علي المستشفي انتي هتوصليني اسرع من الإسعاف
تنفست وسيله بضع مرات وهي تحاول ايجاد شجاعتها لتمد يدها الي جانب المقود تبحث عن مفتاح السيارة قبل أن تهتف به : فين المفتاح
ابتسم عمر  من بين بقايا وعيه ومد إصبعه الي مفتاح السيارة لتعمل علي الفور ما أن لمسها
لتقول مجددا بضياع وهي تتلفت حولها : دي بتتساق ازاي ؟
ضحك عمر بوهن قائلا بمرح : زي اي عربيه ... سوقي ياوسيله دمي اتصفي حرام عليكي
قالت وسيله بتشتت وغيظ من مشاكسته لها : زي اي عربيه ايه ....انا واخده علي الاول والتاني ...فين دي
ضحك عمر وحرك لها أحد الاذرع من جواره بينما يقول : نزلي الهاند بريك يلا
تحركت السيارة لتمسك وسيله بالمقود وتتحرك بها بينما ضغط عمر علي gps لأقرب مشفي لتقول وسيله وهي تقود بخوف تملك منها من كل جانب : لو خبطتها متزعلش
ارتسمت ابتسامه واهنه علي شفاه عمر الذي اغمض عيناه ولم يشعر بشيء إلا حينما وجد ذراعيها تمتد تجاهه علي كتفه : عمر وصلنا المستشفي ....هدخل بسرعه انادي حد
قال وهو يضع ساقه الواهنه علي الأرض : لا اسنديني بس
بالفعل استند إليها باحدي ذراعيه وبيده الأخري ظل يضغط علي جرح رأسه النازف
..........
.....
نظرت فيفي الي والدتها بينما يستمعون الي غرام التي تبكي وتخبرهم بما فعلته والدتها
لترفع عزه حاجبها : يعني برضه رفضت العريس ده  ....امهات اخر زمن
بكت غرام قائله : انا مش عارفه هي بتعمل معايا كده ليه ....؟!
افلتت الكلمات من شفاه عزه : اهو عشان تربي اخواتك ....كله عشان مصلحتها وهي هتلاقي فين شغاله وببلاش
وكظت فيفي والدتها : ايه اللي بتقوليه ده ياماما ....مش قصدها ياغرام
قالت غرام بقلب منكسر : طنط عندها حق ....انا فعلا شغاله بالنسبه ليها ....
بكت بحرقه وتابعت : انا عرفت دلوقتي ليه عماله ترفض عريس ورا التاني ....وحتي الشغل رافضه اني اشتغل
اتاريها عشان اقعد باخواتي طول ماهي في الشغل
لوت عزه شفتيها ولكنها صمتت لتقول فيفي وهي تربت علي كتفها : معلش ياغرام ...كفايه عياط يا بت عينيكي ورمت
هتفت غرام بخزلان : امال اعمل ايه غير اني اعيط علي بختي
قالت فيفي برفق : وماله بختك بس .....ده بختك زي الفل  ...اندفعت الكلمات من شفتيها دون أن تحسب حسابها : فاكرة الراجل اللي سالتيني عنه. .... عاوز يتجوزك
بوغتت غرام ورفعت عيناها تجاه فيفي التي هزت راسها وأشارت لوالدتها : أيوة يا بت وحتي اسالي ماما
نظرت غرام الي عزه التي تغيرت ملامح وجهها من غباء ابنتها ...تعرف جيدا أن ايهم لن يوافق علي تلك الفتاه فهي لا تمتلك اي من مقومات تجعلها تتوافق مع شروطه ....!
........
....
بجانب عيناها نظرت سلمي الي ريم التي تابعت ما تفعله بينما تفاجيء بها نديم بابتسامه عذبه وباقه ورود تأتي إليهم هذا الصباح
لتسأله باهتمام وصوت رقيق : عامل ايه دلوقتي يا نديم ...احسن ؟
اوما نديم بابتسامه بلهاء لرؤيه اهتمامها : طالما شوفتك بقيت احسن كتير
ابتسمت له قائله : طيب يلا خف بسرعه عشان ورانا حاجات كتير نعملها للفرح
اوما بلهفه : نعمل اللي انتي عاوزاه انا كويس
ابتسمت والدته لتقول بترحيب لتلك التي جعلت الابتسامه تعود لوجه ابنها : اقعدي يا ريم واقفه ليه يا حبيتي
بخبث اختطفت ريم نظره تجاه سلمي لتري ملامح وجهها فتشعر بحيرتها والتي تعني أنها بدأت تتأرجح ما بين اخبار أخيها وعدم أخباره لتبتسم ريم وتثني علي ذكاءها فيستحيل أن تهدم سلمي سعاده أخيها ...!
...........
....
جلست وسيله في المقعد المجاور لفراش عمر الذي تمدد فوقه بانتظار انتهاء السيرم المغذي المعلق بيده
لتنظر في ساعتها وسرعان ما كان عمر يقول باعتذار : متأسف يا وسيله اخرتك ....انا بقيت كويس روحي انتي
هزت راسها قائله : لا مش هسيبك.  ... اصلا انا كلمت تيته وطمنتها
عقد حاجبيه قائلا : قولتلها اللي حصل ؟
هزت راسها قائله : لا ...قولتلها العربيه بتاعتك عطلت ومستنين ميكانيكي
اوما لها لتقوم وتقترب من فراشه تسأله : انت بقيت أحسن دلوقتي
اوما لها : زي البومب ...بس متضايق
نظرت له بقلق : ليه ...المحلول بيوجع ايدك
هز رأسه وأدار رأسه للخلف : القميص اتوسخ
ضحكت وسيله و وكزته بكتفه : وكمان بتهزر ....اغتاظت منه لتتابع من بين اسنانها : اهو لولا غرورك وانت واقف تقولي ايه رايك فيا مكانش ده حصل
رفع عمر حاجبه : غروري ولا قرك عليا
اتسعت عيناها بصدمه : انا قريت عليك
اوما لها : اه ....تابع وهو يقلد نبرتها : طلعت جامد يا سيوفي ...اهو عينيك جابتني الأرض واتضربت
نظرت له وسيله بغيظ شديد : قصدك أن عيني وحشه ؟!
نظر عمر الي عيونها التي سرعان ما جذبته لجوله في اعماقها لتتغير نبرته المرحه تماما بينما يقول بغزل واضح : عنيكي حلوة اوي
ارتبكت وسيله واحمرت وجنتيها بسرعه لتهتف به وهي تحاول إخفاء خجلها: بطل هزار ...مش وقته خالص 
ضحك عمر قائلا بمكر : انا مكنتش بهزر ....عنيكي حلوة بجد يا سيلا
عضت وسيله علي شفتيها بخجل وسرعان ما ابتعدت من جواره قائله : هروح اشوف الدكتور عشان المحلول قرب يخلص
..........
...
دار سيف حول نفسه بقلق شتت عقله الذي بقي بين  والده وأخيه .....أسرعت تينا تجيب علي الهاتف وهي تقول له : دي طنط زينه
اطمأن علي وصول والدته وكالعاده بقي عمر مصدر القلق الذي لا ينضب
......
...
ضيق رشدي عيناه : يعني حصله حاجه ؟
قال الرجل بتعلثم : طبعا ....
نظر له رشدي بعدم تصديق : امال هرب ازاي ؟
قال الرجل : بعد ما المسيري ضربه علي دماغه الواد رفع علينا مسدسه وبسرعه اخد عربيته وهرب
نظر له رشدي بغضب : وانتوا مرفعتوش عليه سلاح ليه ....ايه صغيرين ؟!
هز الرجل رأسه : لا ياباشا بس أوامرك كانت نضربه وبس
اوما رشدي بغضب ليتابع الرجل : لو عاوز نخلص عليه ...قاطعه رشدي بإشارة من يده : لا مش عاوز ...يلا خد حسابك وامشي
........
...
هزت وسيله راسها : لا طبعا مش هسيبك ياعمر .....هوصلك
ابتسمت وهي تضع بالخلف الادويه التي دونها الطبيب لعمر وتابعت بمرح : اصلا انا حبيت سواقه عربيتك اوي
ضحك عمر بوهن : متغلاش عليكي يا حياتي
نظرت له بطرف عيناها : ما بلاش حياتي دي
ضحك عمر : الحق عليا اني فهمتك معناها
أومات له : اه احسن تكون نسيت اسمي
هز رأسه وقال بجديه : مقدرش ...
ارتبكت بخجل وأشارت له وهي تدير السياره قائله : ها بقي هتروح علي فين ؟!
فكر للحظه بالذهاب إلي شهيرة جدته ولكنه تراجع فهي ستهلع ما أن تراه وعاصم سيعرف بما حدث وستنشب بينهم مشكله جديده لذا وهو يضع الاتجاهات علي gps  : خديني علي البيت لو مش هتتعبي
ضحكت وهي تتحرك بالسيارة : اتعب ايه ...دي عربيتك بتمشي لوحدها مش زي عربيتي اللي طلعت ليا عضلات وانا بلف الدريسكيون
ضحك عمر لتغمز له بشقاوة : انا مش بقر علي فكره
ضحك عمر ورفع أصابعه الخمسه في وجهها : واضح ....
انا لازم ابخر العربيه كده
ضحكت وسيله وبقيت ابتسامتها علي شفتيها بينما غاب صوت عمر بعد لحظات لتجده قد غفي .....تلفتت حولها لهذا المجمع السكني الراقي للغايه الذي دخلت إليه من تلك البوابه التي أنفتحت علي مصراعيها ما أن قالت وسيله : عمر السيوفي
نظر حارس الأمن الي عمر الذي فتح عيناه ليسأله الرجل بقلق : انت كويس ياعمر بيه ؟!
اوما عمر ليشير الي سيلا أن تتابع  : البيت رقم d 7
أومات وسيله وتابعت قراءه الافتات حتي وصلت إلي المربع الخاص بتلك الفيلات الراقيه لتمر ببضعه منها قبل أن تتوقف أمام رقم 7 ....
اوقغت السيارة ونزلت منها تجاه عمر تفتح له الباب وتساعده بالنزول ليخرج لها عمر من جيبه كارت ذكي مررته علي الباب لينفتح
استند الي كتفها لتجلسه علي أول مقعد بهذا المنزل الفاخر وتضع علي الطاوله أمامه الادويه
قال عمر بصوت واهن : متشكر يا سيلا ...تعبتك
هزت راسها : مفيش تعب ...المهم انك تكون بخير
اوما لها : انا كويس ....بس مكنتش احب حاجه زي دي تحصل وانتي معايا
ابتسمت له : محصلش حاجه ....نظرت حولها قبل أن تقول : انت هتعرف تكون لوحدك وانت تعبان
اوما لها : انا كويس متقلقيش ولو في حاجه الأمن موجودين هكلم اي حد منهم
زمت شفتيها بينما يوخزها قلبها لتركه وحده بتلك الحاله ولكنها يجب أن تذهب لتقول : هكلمك اطمن عليك
قال عمر : خدي العربيه روحي بيها
ضحكت وسيله : لا مش للدرجه دي....   اينعم عجبتني بس مش لدرجه اخدها
ضحك عمر قائلا وهو يقذف أحد الوسادات الصغيرة تجاهها : وانا بقولك خديها خالص ...انا بقولك روحي بيها
أومات ضاحكه بمرح :عارفه بس لا شكرا ....انا هطلب تاكسي
هز رأسه بإصرار : لا ... اسمعي الكلام احنا الفجر ...خدي العربيه عشان ابقي مطمن عليكي
أمام إصراره هزت راسها لتتوقف قدماها قليلا تتطلع إليه بشفقه بينما تراه يتحامل علي نفسه ليبدوا امامها بخير : عمر متاكد انك هتكون كويس لوحدك
هز رأسه : متقلقيش ....بس طمنيني عليكي لما توصلي
هزت راسها واتجهت الي الباب ومع كل خطوه كانت تلتفت لتتطلع إليه ....ما أن خرجت وسيله حتي تحامل علي نفسه وقام باتجاه الغرفه ليلقي نفسه علي الفراش متألم .
.........

....
: ايه ياعزه ....فين اللي طلبته ؟!
قالت عزه بتعلثم : جاهز يا باشا ....هي بس ...بس يعني
هتف ايهم بنفاذ صبر : بس ايه ...؟!
قالت عزه سريعا : ابدا بس عاوزة مهر كبير شويه
رفع حاجبه : مهر ؟!
أومات عزه سريعا  : اه ....اهي برضه عروسه ومش اي عروسه دي عروسه ايهم باشا
لوي ايهم شفتيه بسخط : بطلي الشويتين دول يا عزه وخلصي ....عاوزة كام
قالت عزه بتردد : خمسين ألف
قال ايهم ببرود : هبعتلك بكرة ٣٠ ليها و١٠ ليكي وتكون جاهزة بليل
أومات عزه بتردد : بس بكره ..
هتف ايهم بنفاذ صبر : ماله بكره ....عززززه في ايه ؟!
قالت عزه بتوتر : بعد بكرة ...اتفقنا ياباشا
قال ايهم بتشديد : عرفيها شروطي من اولها
قالت عزه بكذب : عارفه وموافقه
: تمام
أغلقت الهاتف والتفتت إلي ابنتها : عاجبك الزقنه اللي انا فيها ....اعمل ايه .. قولتلك عارفه شروطه ومش هيوافق
قالت فيفي بمكر : وهو انتي لازم تقولي له ....اهو يتفاجيء وهتطلع مفاجاه حلوة ومش بعيد يشكرك
هتفت عزه بسخط : طيب هو مش هنقول وهي بقي هنعمل معاها ايه
قالت فيفي بثقه: سيبيني وانا هرتب كل حاجه ...!
.........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

.

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن